افهمي زوجك.. ونحن من يفهمنا؟!
حواء وأخواتها
من يفهمنا؟!
تتردد عبارات من الأهل، أو عبر العديد من الدورات التي تزخر فيها مجتمعاتنا تطالب المرأة بفهم زوجها، ومعرفة طريقة تفكيره؛ ما يحب وما يكره. والفرق بين عمل مخ المرأة و مخ الرجل وغيرها كثير.
وتتنقل المرأة بين الكتب وأفواه الأمهات والجدات، وتنصت إلى تجارب الصديقات، وتبحث في مراكز التدريب عما يزيدها قرباً من فهم الرجل؛ للوصول إلى عقله وقلبه، وتشق الطريق مندفعة؛ لبناء أسرة سعيدة خالية من المشكلات.
وهذا أمر جيد يحسب لها؛ لأنها بذلك تسير نحو الطريق الذي يساهم فعلاً في تقريب وجهات النظر، وإيضاح المبهم في علاقة الزوجة بالزوج. ولكن تبقى هناك حلقة مفقودة تمنع تحقيق الهدف الذي من أجله تسعى المرأة لمعرفة وفهم الرجل، ألا وهو بناء حياة زوجية ناجحة ومتينة.
فبينما تبحث هي عن فهم أوسع لشريكها الرجل، تجده بالمقابل يتعامل معها من خلال إرثه المحمل بالكثير من الأخطاء والمغالطات والأحكام المسبقة عن المرأة، وفيما تسير هي نحو الاتجاه العلمي والفهم الصحيح لطريقة تفكيره، يبقى هو قابع ضمن دائرة النظرة النمطية لتفكير المرأة ومشاعرها، دون محاولة البحث بشكل علمي عن طريقة تفكيرها ودوافع تصرفاتها، وكأن الأمر لا يعنيه ولا يشكل عنده تلك الأهمية.
هذا التجاهل وعدم الاكتراث بدا واضحاً مع انتشار الدورات التطويرية التي تهدف إلى تنمية المهارات الاجتماعية والنفسية؛ لإنجاح العلاقات الزوجية، فتجد إقبالا من النساء والفتيات، وإعراضاً من الرجال، حتى أن كثيراً من النساء اللواتي يحضرن الدورات لمعرفة كيفية التعامل مع الزوج يشكون من رفض رجالهن حضور مثل هذه الدورات.
هذا عدا عن تقصير مراكز التدريب في التوجه إلى الرجل، والقيام بتثقيفه وتوعيته تجاه الحياة الزوجية بشكل عام، واحتياجات المرأة بشكل خاص، والذي ربما يعود لعدم إقبال الرجال على هذه النوعية من الدورات.
والسؤال الذي يلح على ذهن المرأة باستمرار، لماذا عليها فقط أن تفهم طبيعة الرجل؟ ويناط بها مهمة التقرب إليه من دون أن تجد التفاعل والرغبة نفسها من شريكها! خاصة وأن نجاح الحياة الزوجية قائم على التفاهم والتوافق من قبل الطرفين، والذي لا يمكن أن يحصل إلا بمعرفة كل منهما بطبيعة الآخر، وتقديرهما لهذا الاختلاف، مما يجعل من الصعوبة أن يتحقق النجاح المطلوب من دون أن يدخل الرجل في هذه المعادلة.
نحن النساء نحتسب عند الله سبحانه وتعالى.