في ليلة من الليالي شعرت بالحزن والوحدة فنظرت من النافذة
فإذا بالليل قد غطي ضوء النهار وشاهدت القمر ساطعا بالنور والضياء
في الليالي المظلمة
وإذا بنسمات الهواء العلية ترتطم بخدي فشعرت بالراحة والسكون
سمعت صوت الأذان
الله أكبر ..الله أكبر
فإذا بالمحلات تغلق و الأعمال تتوقف ،فهذا يردد خلف الأذان
وذاك ذاهب ليتوضأ وآخر ذاهب للمسجد
يا الله : كم هو جميل عندما ترى من يعظم نداء ربه وينفذ أمر الكبير
بمنتهى الخضوع والذل ، يسمع النداء
حي على الصلاة .........حي علي الفلاح
فيهرول للمسجد
وفجأة لفت انتباهى أناس لم يهمهم نداء الكبير المتعال
فهذا في طريقة لأصدقائه ليمضوا سهرة ماجنة
وتلك ذاهبة للكوافير
لتتابع احدث القصات وأخرى لا منشغلة بسماع الأغاني ولا تصغي لنداء الرحمن
مررت بكل هؤلاء واكتفيت بالاستهزاء والتسفيه والسخرية
ومضيت في طريقي وبينما
كنت أتابع مسيري إذا بشيخ وقور تبدو علية
علامات التقى والصلاح
وإذا بذلك الشيخ وقد ذهب لإحدى
تجمعات الشباب ،ابتسم في وجوههم
ألقى عليهم السلام وأشعرهم بحبه لهم وخوفه عليهم
أهدى لهم النصيحة مزينة بمكارم الأخلاق
معطرة بالود والحب
وأخذ ينير قلوبهم بنور الإيمان كما ينير
القمر في الليلة المظلمة
وهنا لي وقفة معك أختاه : لماذا نستهزئ ونمضى في طريقينا ..؟!
هل هذا واجبنا ..؟!!!
- الاستهزاء والسخرية –
أنا على يقين أن واجبنا اسمي من ذلك
نعم ، فوظيفتنا
أن نكون قمرا يضئ درب الحائرين
وظيفتنا
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
نعم ، فهذا سبب أفضليتنا على الأمم السابقة
" كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "