.
يقول عماد بن عبد الحميد الجيزيُّ المصريُّ:
قد اتصلت أمس بالشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدَّم لأسأله هل نشارك في مليونية الجمعة الإسلامية أم لا ؟
فاستنكر الشيخ أن يكون مثل هذا الحدث الجلل يحتاج إلى سؤال!
وقال : " الصلاة خير من النوم " !
وأكد ضرورة التواجد بنية تكثير سواد الإسلاميين لأن إظهار ثقلهم وحجمهم فى المجتمع قد يفرض على الداخل والخارج احترام حقهم في حياة حرة كريمة ، والانصياع لإرادة أغلبية الأمة وعدم الالتفاف على إرادتها بالقفز المغامر فوق نتائج استفتاء التعديلات الدستورية.
ولاشك أن هذا الموقف إن قُدر له النجاح بتوفيق الله سوف يؤثر في صياغة وضعية أفضل للإسلاميين في مصر التي تمتد إليها أعناق العالم أجمع .
ويرجى من هذا الموقف أيضاً أن يضع خطاً فارقاً بين عهد الظلام والقمع والتعذيب الذى كان الإسلاميون أوفر المصريين حظاً منه وبين مستقبل مشرق إن شاء الله نعيش فيه كسائر البشر أحراراً في أوطاننا
إذن هذا الموقف مظنة حماية الدعوة من الحصار والخنق والقهر الذى فرضه علينا عصر الظلام.
س :لكن هناك إسلاميون لن يشاركوا..!
ينبغي على جميع الإسلاميين سواء أكانوا أزهريين أو إخواناً أو سلفيين أو غيرَهم التكتل والتوحد والتنسيق شأنهم في ذلك شأن سائر القوى السياسية ، حتى لو كان بينهم اختلافات فكرية أو منهجية لأنه " عند الشدائد تذهب الأحقاد" .
س : بعض الناس يقلل من أهمية هذه المظاهرة..!
التمادى في السلبية في مثل هذه المرحلة- تحت أي مسوغ- أحسبه خذلاناً للدعوة الإسلامية وخذلاناً لشعب مصر المسلم بفطرته وانتمائه وهُويته الإسلامية العربية ، ولا يعقل أن نرى كل القوى السياسية بما فيها المناوئة للدعوة تتكتل وتأتلف وتتوحد لفرض أيديولوجياتها علينا قسرا، ثم يفرضوا قوانين تؤثر على وضعيتنا وحياتنا العامة والخاصة ونحن نكتفى بأن نقول : " لا مساس بالمادة الثانية " :
وما نيلُ المطالبِ بالتمني ولكن تؤخذُ الدنيا غِلابا
س: وبعضهم كذلك يقول : هذه فتنة وعلينا اعتزاله..!ا
فتنة إيه يا حآج ؟! الفتنة هى الاقتتال المحرم بين المسلمين فهذه تُعتزل ، ولكن أىُّ فتنةٍ في الحشد لنصرة الحق وصيانة الحقوق ورفع المظالم بصورة منضبطة ومأمونة إن شاء الله.؟
س: لكن هناك تخوف من تدشين حملة إعلامية جديدة ضد الإسلاميين عمومًا والسلفيين خصوصًا؟
يجب أن نجبر الإعلام المتحيز ضدنا على أن يضع في اعتباره أنه يتعامل مع شعب متدين ومعتز بعقيدته
وأن يكف عن التعامل معنا بأساليب تشبه (محاكم التفتيش)، وأن يتوقف عن النظرة الفوقية كأنه محقق قضائى وكأننا متهمون دائمًا وكأن البريء من الإسلاميين الأصل فيه أنه متهم حتى تثبت براءته .
يجب أن يوضع حد لظاهرة " التمييز" ضد الإسلاميين التى امتازت بها العهود السابقة ، يجب أن تتوقف ظاهرة " الإسلاموفوبيا" التي زرعها عهد الظلام في نفوس أبناء المسلمين.
لماذا يربطون الإسلام في حس الناس بالتشدد والإرهاب والتطرف والمشاكل؟ أين : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وأين " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنبن رؤوف رحيم " صلى الله عليه وسلم ؟!
بعض وسائل الإعلام المتحيزة ضدنا تمارس القمع الفكرى والتزوير والإقصاء في أبشع صورة ، مع أن المفترض أن تكون لسان الأمة الصادق في التعبير عن آلامها وطموحاتها وبعض القوى السياسية يتعاملون مع الديمقراطية التي يتحمسون لها تعامل الجاهليين مع صنم العجوة : يصنع الصنم ليعبده ، فإذا جاع أكل إلهه !
وهذا نفس ما أشار إليه قول الله تعالى : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) .
وهذا القمع الفكرى سيتحول إلى قمع أمنى من جديد إذا استأثروا بزمام الأمور وبقينا سلبيين.
س: لكن ما هو المطلب الأساسى من هذه المظاهرة؟
إعلان وتجسيد الرفض القاطع لآخر محاولة استباقية للالتفاف على إرادة الشعب التي صوتت ( بنعم) بأغلبية ساحقة على التعديلات الدستورية لأن هذا القفز أو الالتفاف يعيد إلى أذهاننا ( احتقار ) النظام السابق لإرادتنا وإهدارها بل تزويرها بصورة نمطية.
س: ماذا تعني بآخر محاولة ؟
أعنى ما يسمى ( المبادئ فوق الدستورية أو الحاكمة على الدستور )
ليس هناك شئ فوق الدستور حاكم عليه سوى الوحي الشريف في كلام الله ( الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ) .
لأنهما معصومان محفوظان إلى الأبد.
ولأنهما يتساميان فوق الأهواء البشرية.
ويتنزهان عن قصور العلم البشرى .
المقصود : أنه لا ينبغى لقلة ضئيلة الحجم متنفذة لمجرد أنها تملك وسائل الإعلام أن تقود الشعب المصري
-الذي طالما علم الأمم- كالأنعام إلى مصير تستبد هي برسم ملامحه ، وإلا ما الجديد الذي أتت به الثورة ؟!
س:هم يقولون : نحن قلقون ونريد ضمانات قبل انتخاب برلمان حر..
ونحن نقول لهم : نحن أولى بالقلق منكم ونريد ضمانات خاصة وقد رأيناكم تمارسون الإقصاء والقمع الفكرى والافتراء ، والمبالغة والتعميم الزائد ومحاكمة النوايا ، هذا ونحن بعد نقول: ( بسم الله) وما فرية إقامة حد قطع الأذن ورمى غير المحجبات في الشوارع بماء النار وأمثالها عنا ببعيد.
س : ما أهمُّ ما تنصحُ به الإخوةَ في هذه التجربة الجديدة عليهم؟
أولُّ ما أنصح به : التلطفُ والرفق بالناس ( وليتلطف ) وحسنُ الخلق معهم لنصحح الصورة الظالمة التي رسمها الإعلام ونشعرهم أنهم حقا إخواننا ونحن منهم وهم منا .
والثاني: أن يكون سقفُ مطالبنا واقعيا : فندرك أن هذه المظاهرة توافقية بين الإسلاميين وبين من يتفقون معهم في قاسم مشترك محدد ألا وهو المطالب المشروعة التي يتصدرها رفض ما يسمى بالمواد فوق الدستورية , فلا يبالغ الإخوة في تضخيم المطالب والنتائج المرجوة كي لا يحبط أحد ممن يقولون : كل شيئ أو لا شيء .
والثالث : أن نكون على مستوى الحدث وأن نحذر الاستجابة لأي استفزاز قد يُبيّت بليل بهدف الإساءة إلى دعوتنا فنتحلى بسعة الصدر والحلم والرجوع إلى اللجان المشرفة على النظام والالتزام بتوجيهاتها وبصراحة :أقول لكل أخ :
انضبط وإلاّ لاتشارك .
والرابع : ضرورة الإحالة إلى المتحدثين الخبراء في الحوار الإعلامي في حالة طلب بعضالإعلاميين الحوار معهم كي تكون الإحالة على ملئ ولكي نتجنب استثمار المغرضين للتصريحات غير المسؤولة.
الخامس : ألا يغترَّ الإخوةُ بكثرتهم ويقولوا: (لن نغلب اليوم من قلة )
قال تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئا ) بل يكثرون من التكبير والدعاء والحوقلة .
هذه تجربة جديدة علينا ومن الوارد أن تحدث أخطاء لا نسوغها ولكن نتعلم منها إن شاء الله تعالى واللهُ وحدَه الموفِّقُ .
انتهى كلام شيخنا محمد إسماعيل المقدَّم -وفقه الله ورزقه رضاه- آمين.
وكتبه: عماد الجيزي.
26/8/1432
يُرجي من الأخوة النشر جزاكم الله خيرا
نقلا عن منتدى فرسان السنة
يقول عماد بن عبد الحميد الجيزيُّ المصريُّ:
قد اتصلت أمس بالشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدَّم لأسأله هل نشارك في مليونية الجمعة الإسلامية أم لا ؟
فاستنكر الشيخ أن يكون مثل هذا الحدث الجلل يحتاج إلى سؤال!
وقال : " الصلاة خير من النوم " !
وأكد ضرورة التواجد بنية تكثير سواد الإسلاميين لأن إظهار ثقلهم وحجمهم فى المجتمع قد يفرض على الداخل والخارج احترام حقهم في حياة حرة كريمة ، والانصياع لإرادة أغلبية الأمة وعدم الالتفاف على إرادتها بالقفز المغامر فوق نتائج استفتاء التعديلات الدستورية.
ولاشك أن هذا الموقف إن قُدر له النجاح بتوفيق الله سوف يؤثر في صياغة وضعية أفضل للإسلاميين في مصر التي تمتد إليها أعناق العالم أجمع .
ويرجى من هذا الموقف أيضاً أن يضع خطاً فارقاً بين عهد الظلام والقمع والتعذيب الذى كان الإسلاميون أوفر المصريين حظاً منه وبين مستقبل مشرق إن شاء الله نعيش فيه كسائر البشر أحراراً في أوطاننا
إذن هذا الموقف مظنة حماية الدعوة من الحصار والخنق والقهر الذى فرضه علينا عصر الظلام.
س :لكن هناك إسلاميون لن يشاركوا..!
ينبغي على جميع الإسلاميين سواء أكانوا أزهريين أو إخواناً أو سلفيين أو غيرَهم التكتل والتوحد والتنسيق شأنهم في ذلك شأن سائر القوى السياسية ، حتى لو كان بينهم اختلافات فكرية أو منهجية لأنه " عند الشدائد تذهب الأحقاد" .
س : بعض الناس يقلل من أهمية هذه المظاهرة..!
التمادى في السلبية في مثل هذه المرحلة- تحت أي مسوغ- أحسبه خذلاناً للدعوة الإسلامية وخذلاناً لشعب مصر المسلم بفطرته وانتمائه وهُويته الإسلامية العربية ، ولا يعقل أن نرى كل القوى السياسية بما فيها المناوئة للدعوة تتكتل وتأتلف وتتوحد لفرض أيديولوجياتها علينا قسرا، ثم يفرضوا قوانين تؤثر على وضعيتنا وحياتنا العامة والخاصة ونحن نكتفى بأن نقول : " لا مساس بالمادة الثانية " :
وما نيلُ المطالبِ بالتمني ولكن تؤخذُ الدنيا غِلابا
س: وبعضهم كذلك يقول : هذه فتنة وعلينا اعتزاله..!ا
فتنة إيه يا حآج ؟! الفتنة هى الاقتتال المحرم بين المسلمين فهذه تُعتزل ، ولكن أىُّ فتنةٍ في الحشد لنصرة الحق وصيانة الحقوق ورفع المظالم بصورة منضبطة ومأمونة إن شاء الله.؟
س: لكن هناك تخوف من تدشين حملة إعلامية جديدة ضد الإسلاميين عمومًا والسلفيين خصوصًا؟
يجب أن نجبر الإعلام المتحيز ضدنا على أن يضع في اعتباره أنه يتعامل مع شعب متدين ومعتز بعقيدته
وأن يكف عن التعامل معنا بأساليب تشبه (محاكم التفتيش)، وأن يتوقف عن النظرة الفوقية كأنه محقق قضائى وكأننا متهمون دائمًا وكأن البريء من الإسلاميين الأصل فيه أنه متهم حتى تثبت براءته .
يجب أن يوضع حد لظاهرة " التمييز" ضد الإسلاميين التى امتازت بها العهود السابقة ، يجب أن تتوقف ظاهرة " الإسلاموفوبيا" التي زرعها عهد الظلام في نفوس أبناء المسلمين.
لماذا يربطون الإسلام في حس الناس بالتشدد والإرهاب والتطرف والمشاكل؟ أين : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وأين " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنبن رؤوف رحيم " صلى الله عليه وسلم ؟!
بعض وسائل الإعلام المتحيزة ضدنا تمارس القمع الفكرى والتزوير والإقصاء في أبشع صورة ، مع أن المفترض أن تكون لسان الأمة الصادق في التعبير عن آلامها وطموحاتها وبعض القوى السياسية يتعاملون مع الديمقراطية التي يتحمسون لها تعامل الجاهليين مع صنم العجوة : يصنع الصنم ليعبده ، فإذا جاع أكل إلهه !
وهذا نفس ما أشار إليه قول الله تعالى : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) .
وهذا القمع الفكرى سيتحول إلى قمع أمنى من جديد إذا استأثروا بزمام الأمور وبقينا سلبيين.
س: لكن ما هو المطلب الأساسى من هذه المظاهرة؟
إعلان وتجسيد الرفض القاطع لآخر محاولة استباقية للالتفاف على إرادة الشعب التي صوتت ( بنعم) بأغلبية ساحقة على التعديلات الدستورية لأن هذا القفز أو الالتفاف يعيد إلى أذهاننا ( احتقار ) النظام السابق لإرادتنا وإهدارها بل تزويرها بصورة نمطية.
س: ماذا تعني بآخر محاولة ؟
أعنى ما يسمى ( المبادئ فوق الدستورية أو الحاكمة على الدستور )
ليس هناك شئ فوق الدستور حاكم عليه سوى الوحي الشريف في كلام الله ( الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ) .
لأنهما معصومان محفوظان إلى الأبد.
ولأنهما يتساميان فوق الأهواء البشرية.
ويتنزهان عن قصور العلم البشرى .
المقصود : أنه لا ينبغى لقلة ضئيلة الحجم متنفذة لمجرد أنها تملك وسائل الإعلام أن تقود الشعب المصري
-الذي طالما علم الأمم- كالأنعام إلى مصير تستبد هي برسم ملامحه ، وإلا ما الجديد الذي أتت به الثورة ؟!
س:هم يقولون : نحن قلقون ونريد ضمانات قبل انتخاب برلمان حر..
ونحن نقول لهم : نحن أولى بالقلق منكم ونريد ضمانات خاصة وقد رأيناكم تمارسون الإقصاء والقمع الفكرى والافتراء ، والمبالغة والتعميم الزائد ومحاكمة النوايا ، هذا ونحن بعد نقول: ( بسم الله) وما فرية إقامة حد قطع الأذن ورمى غير المحجبات في الشوارع بماء النار وأمثالها عنا ببعيد.
س : ما أهمُّ ما تنصحُ به الإخوةَ في هذه التجربة الجديدة عليهم؟
أولُّ ما أنصح به : التلطفُ والرفق بالناس ( وليتلطف ) وحسنُ الخلق معهم لنصحح الصورة الظالمة التي رسمها الإعلام ونشعرهم أنهم حقا إخواننا ونحن منهم وهم منا .
والثاني: أن يكون سقفُ مطالبنا واقعيا : فندرك أن هذه المظاهرة توافقية بين الإسلاميين وبين من يتفقون معهم في قاسم مشترك محدد ألا وهو المطالب المشروعة التي يتصدرها رفض ما يسمى بالمواد فوق الدستورية , فلا يبالغ الإخوة في تضخيم المطالب والنتائج المرجوة كي لا يحبط أحد ممن يقولون : كل شيئ أو لا شيء .
والثالث : أن نكون على مستوى الحدث وأن نحذر الاستجابة لأي استفزاز قد يُبيّت بليل بهدف الإساءة إلى دعوتنا فنتحلى بسعة الصدر والحلم والرجوع إلى اللجان المشرفة على النظام والالتزام بتوجيهاتها وبصراحة :أقول لكل أخ :
انضبط وإلاّ لاتشارك .
والرابع : ضرورة الإحالة إلى المتحدثين الخبراء في الحوار الإعلامي في حالة طلب بعضالإعلاميين الحوار معهم كي تكون الإحالة على ملئ ولكي نتجنب استثمار المغرضين للتصريحات غير المسؤولة.
الخامس : ألا يغترَّ الإخوةُ بكثرتهم ويقولوا: (لن نغلب اليوم من قلة )
قال تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئا ) بل يكثرون من التكبير والدعاء والحوقلة .
هذه تجربة جديدة علينا ومن الوارد أن تحدث أخطاء لا نسوغها ولكن نتعلم منها إن شاء الله تعالى واللهُ وحدَه الموفِّقُ .
انتهى كلام شيخنا محمد إسماعيل المقدَّم -وفقه الله ورزقه رضاه- آمين.
وكتبه: عماد الجيزي.
26/8/1432
يُرجي من الأخوة النشر جزاكم الله خيرا
نقلا عن منتدى فرسان السنة