إن المسلم عندما يقوم بأي عمل فلا بد له من أن يضع نصب عينيه مرضاة الله أولا وأخيرا، ومن هنا نقول: إن المسلم مسؤول يوم القيامة عن وقته، وعن علمه، وعن ماله، وعن شبابه، وكل ذلك يندرج تحته مشاركاتنا في المنتديات وكتابتنا أو ردنا.
ففيه نبذل وقتنا، وفيه نقدم علمنا، وفيه نبذل مالنا، وفيه نحيى شبابنا.
فهل فكرنا في ذلك؟ وهل انتبهنا إليه ؟
فإن عرفنا ذلك عرفنا ما المطلوب منا، وعرفنا الإجابة النموذجية التي يجب أن تكون، فمشاركتنا في أي منتدى، -ومنها هذا المنتدى المبارك- لا بد أن تكون ابتغاء مرضاة الله، ولنبذل وقتنا وجهدنا ومالنا فيما يرضي الله، وليكون شبابنا مبذولا لخدمة دين الله، كما اننا نقدم علمنا فيه، لمن يحب ويسعى لنيل العلم والارتقاء بنفسه وسلوكه، ونذكر في هذه الجوانب بأحاديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام:
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى" أخرجه البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقوله –عليه الصلاة والسلام-: "اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، و صحتك قبل سقمك ، و فراغك قبل شغلك ، و شبابك قبل هرمك ، و غناك قبل فقرك" صححه الألباني من حديث عبد الله بن عباس.
فإذا كان انتسابنا لمثل هذه المنتديات للتسلية المباحة فهذا جائز، فهو من باب التسلية المباحة طالما إبتعدنا عما يغضب وجه الله، وإن كان من باب العلم وزيادة العلم وتقديم العلم فبها ونعمت، وإن كان من باب تمضية الوقت بما ينفع فيا مرحبا بذلك، والى الجميع أقدم القواعد التالية لما قد ينفعنا في الدنيا والآخرة:
القواعد الذهبية للمشاركة في المنتديات:
مرضاة الله والحرص على أن يقبل العمل "الإخلاص والصواب":
ومن هنا نقول: إن المشاركة في أي منتدى يجب أن تكون أولا من منطلق مرضاة الله،وعليه فإن كل أقوالنا وأفعالنا فيه يجب أن تكون ضمن مراقبة الله في نفوسنا، ولنعلم أننا مسؤولون عن الصغيرة والكبيرة، وحتى الكلمة التي نقولها، فلا ننسى حديث رسول الله لمعاذ عندما سأله" أو إنا مؤاخذون بما نتكلم به قال عليه السلام: ثكلتك أمك يا معاذ،وهل يكب الناس في النار على ووجههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم". فقد تكون الكلمة سببا في رفعتك، أو سببا في نقمتك فتهوي بها في جهنم -والعياذ بالله- فعلينا أن نراعي ذلك كله في مشاركاتنا وموضوعاتنا وردودنا.
أن نحرص على التعلم والتعليم:
فكل واحد منا مهما وصل علمه فلا بد له أن يتعلم، فـ " يبقى العالم عالما ما قال علمت فقد جهل" فإن حرصنا الأول أن نتعلم وأن نزيد في علمنا، فإن العلم بحر إن أعطيته كلك أعطاك بعضه، وإن أعطيته بعضك حرمك. وذاك الشافعي عندما مر على راع فقال له أهلا بمعلمي فاندهش الناس، فقال لهم: لقد علمني كيف أفرق بين أنثى الضبع وذكره، فهو معلمي. انظروا إلى الحرص على العلم، هذا من باب التعلم. والباب الثاني: فهو التعليم، فإن كان الله قد فتح عليك بشي من العلم فلا يجوز لك أن تبخل به على غيرك، فإن زكاة العلم تعليمه، فكما أن للمال زكاة فهنا زكاة العلم، وحتى لا تحرم الأجر حين تخفي ما وهبك الله إياه من العلم.
احرص على متابعة ما ينفعك في دنياك وآخرتك:
عند وجودنا في المنتديات نجد الكثير مما يُطرح، فتجد بعضه ما يفيد، والبعض الآخر وجوده كعدمه من حيث الفائدة، لذا لأنك مسؤول عن وقتك فاحرص على متابعة ما ينفعك في دنياك واخرتك، لتنال الخير العميم العظيم في الدنيا والآخرة فتزداد علما، وتأخذ أجرا، وإياك أن تصرف كل وقتك فيما لا طائلة منه، ومما هو لهو الحديث فلا تنتفع علما، ولا تأخذ أجرا -إن لم تأخذ وزرا وأنت لا تدري-.
احرص على أن تكون نافعا لغيرك حيثما كنت في المنتدى:
وفي هذه القاعدة نذكر عدة أمور؛ فإن الواحد منا يحرص أن يكون عمله مرضاة لربه، لذا فعليه أن يكون نافعا لغيره في أي شيء يقدمه، فإن كتبت موضوعا فاحرص على أن يكون نافعا مفيدا، وان كتبت ردا فاحرص على أن يكون دافعا أو موجها أو شاكرا.
واحرص على نفعك لغيرك، ولا تهدر وقتك في غير فائدة، فانك مسؤول عنه. وليكن ما يميزك دائما هو نفعك لغيرك، فتنال محبة الله في علاه وتنال محبة خلقه في الدنيا.
حاول أن تكتب من أفكارك فذلك انفع لك، ولا تبخل على غيرك بنقل ما قد يفيد، مع عدم الإكثار من ذلك:
هذه القاعدة توجهنا إلى أن نبذل جهدنا لنزداد علما في أي مجال وفي كافة المجالات، لنجني ثروة من العلم والمعرفة تعيننا على أن نكتب من أفكارنا، لان ذلك سيكون أقرب إلى قلب من يقرأ، فما كان من القلب وصل إلى القلب، وما كان من اللسان لم يتجاوز الآذان، فإن قرأت أكثر استطعت أن تكتب أكثر، وفي كل مرة ستكتب سيتطور أسلوبك طرديا مع زيادة ثقافتك، ولعل أبلغ تعبير للثقافة هو: ( أن تعرف كل شيء عن شيء، وأن تعرف بعض الشيء عن كل شيء) لكن لا يمنع ذلك من أن تنقل مفيدا قرأته أو سمعته ولم تستطع أن تكتب مثله، فلا بأس بذلك لكن دون إكثار منه، لئلا يمنعك ذلك من الكتابة من أفكارك لأنك قد تركن إلى النقل ويمنعك ذلك من تطوير نفسك وأسلوبك.
احرص على انتقاء الألفاظ والعبارات فهي مفتاح القلوب:
عندما تكتب أو ترد على أحد فانك كما أسلفنا نيتك أن ترضي ربك، وتنفع غيرك، فكيف يكون ذلك إذا لم تنتق أفضل الكلام كما تنتقي أطايب الثمر؟! فان الكلمة هي سر مفتاح القلوب، فاختر السهل اللين من القول ولا تورد الثقيل الفاحش من الألفاظ، فالسهل أقرب إلى القلب والنفس، والصعب الفاحش ينفر الناس منك ويبعدهم عن القراءة لك، وبذا لا تتم الفائدة المرجوة.
قراءتك لأفكار وموضوعات غيرك ، وردك على ما تقرأ، هو رصيدك المعرفي الذي سيمنحك الثقة بنفسك، ويعطيك القدرة على مجاراة غيرك:
عندما تحرص على قراءة الموضوعات مهما كثرت وتنوعت، ومحاولتك الرد ولو بشيء بسيط، فإن كل هذا سيوجد عندك حصيلة معرفية قيمة، تدفعك لمجاراة من هم معك فلا تشعر بنقص عنهم ولا انك دون مستواهم، فكل واحد منا قادر على فعل ما لا يستطيع غيره على فعله " كل ميسر لما خلق له". فلا تستصغر نفسك فقد تستطيع فعل شيء لا يستطيع غيرك مهما علا شأنه في العلم أن يفعله، فاحرص على القراءة والرد فذلك خير معين لك لتحصيل المعرفة.
لا تغتر بكثرة الزوار أو كثرة الردود وليكن همك القبول من الله وإيصال الخير:
كثير منا من يحرص على وجود رواد كثر لموضوعه، أو ردود كثيرة وتوقيعات تسجل في الرد على موضوعه، ولكن هل هذا هو الهدف المنشود؟ فكم من رد قد لا يضيف جديدا، وكم من زائر دخل إلى الموضوع فلم يقرأ سوى العنوان، وكم... وكم...
أن يكون هدفنا هو مرضاة الله وإيصال العلم لمن يريده ويستحقه، وأن نوصل الخير لغيرنا، وأن نؤدي الأمانة التي في أعناقنا، عندها لن يهمنا كثرة الزوار ولا كثرة الردود، بل سيكون همنا ماذا غيّر موضوعنا في سلوكيات وأفكار غيرنا وهذا المهم.
حاول أن تستقريء واقع الأعضاء عند الكتابة لأي موضوع لتكتب فيما يهمهم أو يؤثر فيهم أو يوافق حاجاتهم:
عندما تفعل ذلك فإنك ستعرف ماذا تكتب، لأنك إن كتبت ما يلامس واقعهم وحاجاتهم فإنك ستصل إلى هدفك الذي تريد وهو النفع لغيرك، وقبل ذلك ترضي ربك، بأن تكون عاملا مؤثرا في أمتك تعين على تغيير السلوكيات والأفكار لتكون في نصابها الصحيح، فبذلك تكون أنت عاملا مؤثرا في أمتك ويكون لك النفع في الدنيا والآخرة، نفع لنفسك ونفع لغيرك، فلا تطرح لهم نافلة المعلومة أو المعلومات الكمالية -كما أحب أن اسميها- بل اطرح لهم ما هم بحاجة إليه، ويمكنك استقراء الواقع من خلال الموضوعات المطروحة من الأعضاء، عندها ستعرف مستواهم الفكري ومستوى سلوكهم العام، وستعرف اهتماماتهم وتوجهها.
احرص على الدعاء فإنه مفتاح كل خير:
وهنا الدعاء لنفسك عند الكتابة بأن يفتح الله عليك فتحقق مرادك من مرضاة الله والنفع لغيرك. ثانيا: الدعاء لغيرك ممن أفادك أو أوصل لك خيرا، والدعاء بظهر الغيب لغيرك -كما هو معلوم- هو دعاء لنفسك، فإن هناك ملك موكل بأن يقول ولك بمثل ما دعوت لأخيك، فهل تريد خيرا من ذلك؟ ولنحرص على الدعاء في كل أمر فان الدعاء كما اخبر عنه عليه الصلاة والسلام هو العبادة" الدعاء هو العبادة" كما في الحديث الذي حسنه الألباني.
كتب: الدكتور سعد الدين الرفاعي
ففيه نبذل وقتنا، وفيه نقدم علمنا، وفيه نبذل مالنا، وفيه نحيى شبابنا.
فهل فكرنا في ذلك؟ وهل انتبهنا إليه ؟
فإن عرفنا ذلك عرفنا ما المطلوب منا، وعرفنا الإجابة النموذجية التي يجب أن تكون، فمشاركتنا في أي منتدى، -ومنها هذا المنتدى المبارك- لا بد أن تكون ابتغاء مرضاة الله، ولنبذل وقتنا وجهدنا ومالنا فيما يرضي الله، وليكون شبابنا مبذولا لخدمة دين الله، كما اننا نقدم علمنا فيه، لمن يحب ويسعى لنيل العلم والارتقاء بنفسه وسلوكه، ونذكر في هذه الجوانب بأحاديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام:
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى" أخرجه البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقوله –عليه الصلاة والسلام-: "اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، و صحتك قبل سقمك ، و فراغك قبل شغلك ، و شبابك قبل هرمك ، و غناك قبل فقرك" صححه الألباني من حديث عبد الله بن عباس.
فإذا كان انتسابنا لمثل هذه المنتديات للتسلية المباحة فهذا جائز، فهو من باب التسلية المباحة طالما إبتعدنا عما يغضب وجه الله، وإن كان من باب العلم وزيادة العلم وتقديم العلم فبها ونعمت، وإن كان من باب تمضية الوقت بما ينفع فيا مرحبا بذلك، والى الجميع أقدم القواعد التالية لما قد ينفعنا في الدنيا والآخرة:
القواعد الذهبية للمشاركة في المنتديات:
مرضاة الله والحرص على أن يقبل العمل "الإخلاص والصواب":
ومن هنا نقول: إن المشاركة في أي منتدى يجب أن تكون أولا من منطلق مرضاة الله،وعليه فإن كل أقوالنا وأفعالنا فيه يجب أن تكون ضمن مراقبة الله في نفوسنا، ولنعلم أننا مسؤولون عن الصغيرة والكبيرة، وحتى الكلمة التي نقولها، فلا ننسى حديث رسول الله لمعاذ عندما سأله" أو إنا مؤاخذون بما نتكلم به قال عليه السلام: ثكلتك أمك يا معاذ،وهل يكب الناس في النار على ووجههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم". فقد تكون الكلمة سببا في رفعتك، أو سببا في نقمتك فتهوي بها في جهنم -والعياذ بالله- فعلينا أن نراعي ذلك كله في مشاركاتنا وموضوعاتنا وردودنا.
أن نحرص على التعلم والتعليم:
فكل واحد منا مهما وصل علمه فلا بد له أن يتعلم، فـ " يبقى العالم عالما ما قال علمت فقد جهل" فإن حرصنا الأول أن نتعلم وأن نزيد في علمنا، فإن العلم بحر إن أعطيته كلك أعطاك بعضه، وإن أعطيته بعضك حرمك. وذاك الشافعي عندما مر على راع فقال له أهلا بمعلمي فاندهش الناس، فقال لهم: لقد علمني كيف أفرق بين أنثى الضبع وذكره، فهو معلمي. انظروا إلى الحرص على العلم، هذا من باب التعلم. والباب الثاني: فهو التعليم، فإن كان الله قد فتح عليك بشي من العلم فلا يجوز لك أن تبخل به على غيرك، فإن زكاة العلم تعليمه، فكما أن للمال زكاة فهنا زكاة العلم، وحتى لا تحرم الأجر حين تخفي ما وهبك الله إياه من العلم.
احرص على متابعة ما ينفعك في دنياك وآخرتك:
عند وجودنا في المنتديات نجد الكثير مما يُطرح، فتجد بعضه ما يفيد، والبعض الآخر وجوده كعدمه من حيث الفائدة، لذا لأنك مسؤول عن وقتك فاحرص على متابعة ما ينفعك في دنياك واخرتك، لتنال الخير العميم العظيم في الدنيا والآخرة فتزداد علما، وتأخذ أجرا، وإياك أن تصرف كل وقتك فيما لا طائلة منه، ومما هو لهو الحديث فلا تنتفع علما، ولا تأخذ أجرا -إن لم تأخذ وزرا وأنت لا تدري-.
احرص على أن تكون نافعا لغيرك حيثما كنت في المنتدى:
وفي هذه القاعدة نذكر عدة أمور؛ فإن الواحد منا يحرص أن يكون عمله مرضاة لربه، لذا فعليه أن يكون نافعا لغيره في أي شيء يقدمه، فإن كتبت موضوعا فاحرص على أن يكون نافعا مفيدا، وان كتبت ردا فاحرص على أن يكون دافعا أو موجها أو شاكرا.
واحرص على نفعك لغيرك، ولا تهدر وقتك في غير فائدة، فانك مسؤول عنه. وليكن ما يميزك دائما هو نفعك لغيرك، فتنال محبة الله في علاه وتنال محبة خلقه في الدنيا.
حاول أن تكتب من أفكارك فذلك انفع لك، ولا تبخل على غيرك بنقل ما قد يفيد، مع عدم الإكثار من ذلك:
هذه القاعدة توجهنا إلى أن نبذل جهدنا لنزداد علما في أي مجال وفي كافة المجالات، لنجني ثروة من العلم والمعرفة تعيننا على أن نكتب من أفكارنا، لان ذلك سيكون أقرب إلى قلب من يقرأ، فما كان من القلب وصل إلى القلب، وما كان من اللسان لم يتجاوز الآذان، فإن قرأت أكثر استطعت أن تكتب أكثر، وفي كل مرة ستكتب سيتطور أسلوبك طرديا مع زيادة ثقافتك، ولعل أبلغ تعبير للثقافة هو: ( أن تعرف كل شيء عن شيء، وأن تعرف بعض الشيء عن كل شيء) لكن لا يمنع ذلك من أن تنقل مفيدا قرأته أو سمعته ولم تستطع أن تكتب مثله، فلا بأس بذلك لكن دون إكثار منه، لئلا يمنعك ذلك من الكتابة من أفكارك لأنك قد تركن إلى النقل ويمنعك ذلك من تطوير نفسك وأسلوبك.
احرص على انتقاء الألفاظ والعبارات فهي مفتاح القلوب:
عندما تكتب أو ترد على أحد فانك كما أسلفنا نيتك أن ترضي ربك، وتنفع غيرك، فكيف يكون ذلك إذا لم تنتق أفضل الكلام كما تنتقي أطايب الثمر؟! فان الكلمة هي سر مفتاح القلوب، فاختر السهل اللين من القول ولا تورد الثقيل الفاحش من الألفاظ، فالسهل أقرب إلى القلب والنفس، والصعب الفاحش ينفر الناس منك ويبعدهم عن القراءة لك، وبذا لا تتم الفائدة المرجوة.
قراءتك لأفكار وموضوعات غيرك ، وردك على ما تقرأ، هو رصيدك المعرفي الذي سيمنحك الثقة بنفسك، ويعطيك القدرة على مجاراة غيرك:
عندما تحرص على قراءة الموضوعات مهما كثرت وتنوعت، ومحاولتك الرد ولو بشيء بسيط، فإن كل هذا سيوجد عندك حصيلة معرفية قيمة، تدفعك لمجاراة من هم معك فلا تشعر بنقص عنهم ولا انك دون مستواهم، فكل واحد منا قادر على فعل ما لا يستطيع غيره على فعله " كل ميسر لما خلق له". فلا تستصغر نفسك فقد تستطيع فعل شيء لا يستطيع غيرك مهما علا شأنه في العلم أن يفعله، فاحرص على القراءة والرد فذلك خير معين لك لتحصيل المعرفة.
لا تغتر بكثرة الزوار أو كثرة الردود وليكن همك القبول من الله وإيصال الخير:
كثير منا من يحرص على وجود رواد كثر لموضوعه، أو ردود كثيرة وتوقيعات تسجل في الرد على موضوعه، ولكن هل هذا هو الهدف المنشود؟ فكم من رد قد لا يضيف جديدا، وكم من زائر دخل إلى الموضوع فلم يقرأ سوى العنوان، وكم... وكم...
أن يكون هدفنا هو مرضاة الله وإيصال العلم لمن يريده ويستحقه، وأن نوصل الخير لغيرنا، وأن نؤدي الأمانة التي في أعناقنا، عندها لن يهمنا كثرة الزوار ولا كثرة الردود، بل سيكون همنا ماذا غيّر موضوعنا في سلوكيات وأفكار غيرنا وهذا المهم.
حاول أن تستقريء واقع الأعضاء عند الكتابة لأي موضوع لتكتب فيما يهمهم أو يؤثر فيهم أو يوافق حاجاتهم:
عندما تفعل ذلك فإنك ستعرف ماذا تكتب، لأنك إن كتبت ما يلامس واقعهم وحاجاتهم فإنك ستصل إلى هدفك الذي تريد وهو النفع لغيرك، وقبل ذلك ترضي ربك، بأن تكون عاملا مؤثرا في أمتك تعين على تغيير السلوكيات والأفكار لتكون في نصابها الصحيح، فبذلك تكون أنت عاملا مؤثرا في أمتك ويكون لك النفع في الدنيا والآخرة، نفع لنفسك ونفع لغيرك، فلا تطرح لهم نافلة المعلومة أو المعلومات الكمالية -كما أحب أن اسميها- بل اطرح لهم ما هم بحاجة إليه، ويمكنك استقراء الواقع من خلال الموضوعات المطروحة من الأعضاء، عندها ستعرف مستواهم الفكري ومستوى سلوكهم العام، وستعرف اهتماماتهم وتوجهها.
احرص على الدعاء فإنه مفتاح كل خير:
وهنا الدعاء لنفسك عند الكتابة بأن يفتح الله عليك فتحقق مرادك من مرضاة الله والنفع لغيرك. ثانيا: الدعاء لغيرك ممن أفادك أو أوصل لك خيرا، والدعاء بظهر الغيب لغيرك -كما هو معلوم- هو دعاء لنفسك، فإن هناك ملك موكل بأن يقول ولك بمثل ما دعوت لأخيك، فهل تريد خيرا من ذلك؟ ولنحرص على الدعاء في كل أمر فان الدعاء كما اخبر عنه عليه الصلاة والسلام هو العبادة" الدعاء هو العبادة" كما في الحديث الذي حسنه الألباني.
كتب: الدكتور سعد الدين الرفاعي