إن معرفة العبد برحمة الله الشاملة يسكب في القلب الطمأنينة إلى ربه ، لا في حال السراء والنعماء فحسب ، بل وهو يمر بفترات الابتلاء بالضراء ، التي تزيغ فيها القلوب والأبصار، فهو يستيقن أن رحمة الله وراء كل لمحة ، وكل حالة ، وكل وضع ، وكل تصرف.
ويعلم أن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه ، أو طرده من رحمته ، فإن الله لا يطرد من رحمته أحدًا يرجوها ، إنما يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله ، ويرفضون رحمته ، ويبعدون عنها .
والطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر ، والرجاء والأمل ، والهدوء والطمانينة والراحة ، فهو في كنف رب رحيم ودود .
ورحمة الله بعباده هي الأصل حتى في ابتلائهم أحيانًا بالضراء والبأساء ، فهو سبحانه يبتليهم ليعد طائفة منهم بهذا الابتلاء لحمل أمانته بعد الخلوص والتجرد والتهيؤ بهذا الابتلاء ، وليميز الله الخبيث من الطيب في الصف ، وليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ، وليهلك من هلك عن بيِّنة ، ويحيا من حي عن بيِّنة.
والرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى الإنسان إن كرهتها نفسه وشقت عليه ، فهذه الرحمة حقًا ، فأرحم الناس بك من أخذ بك إلى ما يصلحك وإن كرهت ذلك نفسك .
فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ، ويمنعه شهواته التى تضره ، ومتى أهمل ولده كان لقلة رحمته به ، وإن ظنَّ أنه يرحمه ويرفهه ، فهذه رحمة مقرونة بجهل ، ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد ، فإنه سبحانه أعلم بمصلحته .
فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من كمال رحمته به ، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ، ولا يعلم أنه محسن إليه بابتلائه وامتحانه .
فما أصاب العبد فهو من تمام رحمة الله به ، لا من بخله عليه ، كيف وهو سبحانه الجواد الكريم ، الذي له الجود كله ، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرَّة في جبال الدنيا ورمالها ، بل جود جميع الخلائق كلهم من جوده عزَّ وجلَّ .
فمن رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده أبتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة لهم وحمية ، لا حاجة منه سبحانه إليهم بما أمرهم به ، فهو الغني الحميد ، ولا بخلاً منه عليهم بما نهاهم عنه ، فهو الجواد الكريم وهو العليم الخبير .
ومن رحمته سبحانه بهم أن نغص عليهم الدنيا وكدرها ، لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا بها ، كي يرغبوا في النعيم المقيم في دار جواره .
فساقهم العليم الخبير إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } (سورة البقرة ).
اللهم ارحمنا برحمتك التى وسعت كل شيء ، ولا تخرنا يوم العرض عليك ، وارحم ضغفنا وذلنا وانكسارنا بين يديك ، أنت ربنا ، وأنت أرحم الراحمين .
(فقه القلوب للتويجري )
ويعلم أن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه ، أو طرده من رحمته ، فإن الله لا يطرد من رحمته أحدًا يرجوها ، إنما يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله ، ويرفضون رحمته ، ويبعدون عنها .
والطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر ، والرجاء والأمل ، والهدوء والطمانينة والراحة ، فهو في كنف رب رحيم ودود .
ورحمة الله بعباده هي الأصل حتى في ابتلائهم أحيانًا بالضراء والبأساء ، فهو سبحانه يبتليهم ليعد طائفة منهم بهذا الابتلاء لحمل أمانته بعد الخلوص والتجرد والتهيؤ بهذا الابتلاء ، وليميز الله الخبيث من الطيب في الصف ، وليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ، وليهلك من هلك عن بيِّنة ، ويحيا من حي عن بيِّنة.
والرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى الإنسان إن كرهتها نفسه وشقت عليه ، فهذه الرحمة حقًا ، فأرحم الناس بك من أخذ بك إلى ما يصلحك وإن كرهت ذلك نفسك .
فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ، ويمنعه شهواته التى تضره ، ومتى أهمل ولده كان لقلة رحمته به ، وإن ظنَّ أنه يرحمه ويرفهه ، فهذه رحمة مقرونة بجهل ، ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد ، فإنه سبحانه أعلم بمصلحته .
فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من كمال رحمته به ، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ، ولا يعلم أنه محسن إليه بابتلائه وامتحانه .
فما أصاب العبد فهو من تمام رحمة الله به ، لا من بخله عليه ، كيف وهو سبحانه الجواد الكريم ، الذي له الجود كله ، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرَّة في جبال الدنيا ورمالها ، بل جود جميع الخلائق كلهم من جوده عزَّ وجلَّ .
فمن رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده أبتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة لهم وحمية ، لا حاجة منه سبحانه إليهم بما أمرهم به ، فهو الغني الحميد ، ولا بخلاً منه عليهم بما نهاهم عنه ، فهو الجواد الكريم وهو العليم الخبير .
ومن رحمته سبحانه بهم أن نغص عليهم الدنيا وكدرها ، لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا بها ، كي يرغبوا في النعيم المقيم في دار جواره .
فساقهم العليم الخبير إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } (سورة البقرة ).
اللهم ارحمنا برحمتك التى وسعت كل شيء ، ولا تخرنا يوم العرض عليك ، وارحم ضغفنا وذلنا وانكسارنا بين يديك ، أنت ربنا ، وأنت أرحم الراحمين .
(فقه القلوب للتويجري )