من الحكم الإلهية ، والدلائل الربانية ، أن فضل الله بعض مخلوقاته على بعض ، ومنحها مزايا وفضائل لا توجد في غيرها ، وذلك لحكمة ربانية ، قد نعلمها وقد لا نعلمها؛ فجعل الحرم المكي أفضل البقاع وأشرفها ، وجعل بعض الشهور أفضل من بعض ، وخصها بمزيد من الفضل والثواب والشرف ، فقال سبحانه وتعالى:
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } ، وقال: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } ، وقال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض ، وجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر ، وأقسم . بالعشر ، وهي عشر ذي الحجة ، على الصحيح ،
وما من موسم من هذه المواسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته يتقرب بها إليه ، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته عليه . فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات ، وتقرب فيها إلى مولاه ، بما فيها من وظائف الطاعات ، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار ، وما فيها من اللفحات .
وقد فضل الله عشر ذي الحجة على سائر الأيام ، فأقسم تعالى بها ، والإقسام بالشيء دليل على أهميته ومكانته ، قال تعالى:
{ وَالْفَجْرِ () وَلَيَالٍ عَشْرٍ } والمراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة ، وجعل العمل الصالح فيها أحب إليه من العمل في غيرها
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، ولم يرجع من ذلك بشيء »
فهذا يدل على تفضيل العمل في العشر على العمل في سائر الأيام ،
وأنه أحب إلى الله من العمل نفسه إذا وقع في غيرها ،
ولم يستثن النص إلا عملاً واحدًا ، وهو المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء ، أما بقية أنواع الجهاد ، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منه ، وكذلك سائر الأعمال ، وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ، ويزيد عليه ، لمضاعفة ثوابه وأجره .
والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ،
لاجتماع أمهات العبادة فيها ، وهي الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها .
وإذا عرف المسلم فضل عشر ذي الحجة ، وشرف العمل الصالح فيها ، فحري به أن يجاهد نفسه لاستغلالها ، وتنويع القربات فيها ، واغتنام أيامها ولياليها بالعمل الصالح ، لذا كان لازمًا عليه أن يعرف الأعمال التي ينبغي أن يحافظ عليها ، مما شرعه الله فيها ، ومن ذلك:
- أداء الحج والعمرة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من حج لله فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه »
- التكبير: يسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر ، وذلك في المساجد ، والأسواق والمنازل ، بل في كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى ، حيث يقول الله تعالى في ذلك: { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } الأيام المعلومات هي أيام العشر؛
فتقول : الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وبعض العلماء يقول: تكبر ثلاثاً فتقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والأمر في هذا واسع،
ويكون التكبير مطلقًا ، ومقيدًا .
فالمطلق في كل حال: في الأسواق ، والمنازل ، والطرق وغيرها .
والمقيد عقب الصلوات المفروضة .
ووقت المطلق من دخول عشر ذي الحجة ، حتى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة .
والمقيد من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق هذا لغير الحاج .
أما الحاج فيشتغل في حال إحرامه بالتلبية حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر ، وبعد ذلك يشتغل بالتكبير ، ويبدأ التكبير عند أول حصاة من رمي الجمرة المذكورة .
والتكبير من السنن التي غفل عنها كثير من الناس في هذا الزمان ، ولذا يتأكد إحياؤه ، لأنه كلما اندرست سنة من السنن ، كان التأكيد عليها ألزم ، إحياءً للسنة .
- الأضحية: الأصل في حكم الأضحية الكتاب والسنة ، وإجماع الأمة .
أما الكتاب: فيقول الله تعالى: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } ((والمراد بالنحر ذبح المناسك ، لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد ، ثم ينحر نسكه))
لذا كان حريا بالمسلم أن يحافظ على هذه الشعيرة ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
صلاة العيد: صلاة العيد شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ، التي حث عليها الشرع المطهر
لذا ينبغي على المسلم الحرص عليها ، وعدم التساهل بها ، وحث الأولاد والصغار على حضورها ، وذلك إظهارا لهذه الشعيرة الإسلامية العظيمة ، إذ إن من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لازم هذه الصلاة في العيدين ، ولم يتركها في عيد من الأعياد ، وأمر الناس بالخروج إليها ، حتى أمر بخروج النساء العواتق ، وذوات الخدور ، والحيض ، وأمر الحيض أن يعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، حتى أمر من لا جلباب لها أن تلبسها صاحبتها
- الإكثار من العمل الصالح: العمل الصالح محبوب لله تعالى في كل زمان ومكان ،
و في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى مما سواها من الأيام ، وهذا ليس مقتصرا على الحج إلى بيت الله الحرام ، بل يشمل ذلك الصلاة ، وقراءة القرآن ، والذكر ، والصدقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم العلم ، وصلة الرحم ،
وبر الوالدين ، وزيارة المريض ، وغير ذلك مما أمر الله تعالى به .
- الصيام: الصيام فضله عظيم ، وأجره كبير ، ويكفي فيه فضلا أن الله اصطفاه لنفسه ، عندما قال في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، هو لي وأنا أجزي به » .
والمقصود صيام التسع ، أما اليوم العاشر يوم العيد،فلا يجوز صيامه بحال من الأحوال؛ لأنه يحرم صوم العيدين وأيام التشريق، وأيام التشريق لم يرخص في أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي، أما العيدان فلا يجوز صيامهما بحال من الأحوال، بل يجب إفطارهما.
جعلنا الله وإياكم من المقبولين
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } ، وقال: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } ، وقال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض ، وجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر ، وأقسم . بالعشر ، وهي عشر ذي الحجة ، على الصحيح ،
وما من موسم من هذه المواسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته يتقرب بها إليه ، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته عليه . فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات ، وتقرب فيها إلى مولاه ، بما فيها من وظائف الطاعات ، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار ، وما فيها من اللفحات .
وقد فضل الله عشر ذي الحجة على سائر الأيام ، فأقسم تعالى بها ، والإقسام بالشيء دليل على أهميته ومكانته ، قال تعالى:
{ وَالْفَجْرِ () وَلَيَالٍ عَشْرٍ } والمراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة ، وجعل العمل الصالح فيها أحب إليه من العمل في غيرها
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، ولم يرجع من ذلك بشيء »
فهذا يدل على تفضيل العمل في العشر على العمل في سائر الأيام ،
وأنه أحب إلى الله من العمل نفسه إذا وقع في غيرها ،
ولم يستثن النص إلا عملاً واحدًا ، وهو المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء ، أما بقية أنواع الجهاد ، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منه ، وكذلك سائر الأعمال ، وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ، ويزيد عليه ، لمضاعفة ثوابه وأجره .
والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ،
لاجتماع أمهات العبادة فيها ، وهي الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها .
وإذا عرف المسلم فضل عشر ذي الحجة ، وشرف العمل الصالح فيها ، فحري به أن يجاهد نفسه لاستغلالها ، وتنويع القربات فيها ، واغتنام أيامها ولياليها بالعمل الصالح ، لذا كان لازمًا عليه أن يعرف الأعمال التي ينبغي أن يحافظ عليها ، مما شرعه الله فيها ، ومن ذلك:
- أداء الحج والعمرة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من حج لله فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه »
- التكبير: يسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر ، وذلك في المساجد ، والأسواق والمنازل ، بل في كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى ، حيث يقول الله تعالى في ذلك: { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } الأيام المعلومات هي أيام العشر؛
فتقول : الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وبعض العلماء يقول: تكبر ثلاثاً فتقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والأمر في هذا واسع،
ويكون التكبير مطلقًا ، ومقيدًا .
فالمطلق في كل حال: في الأسواق ، والمنازل ، والطرق وغيرها .
والمقيد عقب الصلوات المفروضة .
ووقت المطلق من دخول عشر ذي الحجة ، حتى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة .
والمقيد من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق هذا لغير الحاج .
أما الحاج فيشتغل في حال إحرامه بالتلبية حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر ، وبعد ذلك يشتغل بالتكبير ، ويبدأ التكبير عند أول حصاة من رمي الجمرة المذكورة .
والتكبير من السنن التي غفل عنها كثير من الناس في هذا الزمان ، ولذا يتأكد إحياؤه ، لأنه كلما اندرست سنة من السنن ، كان التأكيد عليها ألزم ، إحياءً للسنة .
- الأضحية: الأصل في حكم الأضحية الكتاب والسنة ، وإجماع الأمة .
أما الكتاب: فيقول الله تعالى: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } ((والمراد بالنحر ذبح المناسك ، لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد ، ثم ينحر نسكه))
لذا كان حريا بالمسلم أن يحافظ على هذه الشعيرة ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
صلاة العيد: صلاة العيد شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ، التي حث عليها الشرع المطهر
لذا ينبغي على المسلم الحرص عليها ، وعدم التساهل بها ، وحث الأولاد والصغار على حضورها ، وذلك إظهارا لهذه الشعيرة الإسلامية العظيمة ، إذ إن من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لازم هذه الصلاة في العيدين ، ولم يتركها في عيد من الأعياد ، وأمر الناس بالخروج إليها ، حتى أمر بخروج النساء العواتق ، وذوات الخدور ، والحيض ، وأمر الحيض أن يعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، حتى أمر من لا جلباب لها أن تلبسها صاحبتها
- الإكثار من العمل الصالح: العمل الصالح محبوب لله تعالى في كل زمان ومكان ،
و في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى مما سواها من الأيام ، وهذا ليس مقتصرا على الحج إلى بيت الله الحرام ، بل يشمل ذلك الصلاة ، وقراءة القرآن ، والذكر ، والصدقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم العلم ، وصلة الرحم ،
وبر الوالدين ، وزيارة المريض ، وغير ذلك مما أمر الله تعالى به .
- الصيام: الصيام فضله عظيم ، وأجره كبير ، ويكفي فيه فضلا أن الله اصطفاه لنفسه ، عندما قال في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، هو لي وأنا أجزي به » .
والمقصود صيام التسع ، أما اليوم العاشر يوم العيد،فلا يجوز صيامه بحال من الأحوال؛ لأنه يحرم صوم العيدين وأيام التشريق، وأيام التشريق لم يرخص في أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي، أما العيدان فلا يجوز صيامهما بحال من الأحوال، بل يجب إفطارهما.
جعلنا الله وإياكم من المقبولين