قال تعالى في الحج:
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ }
والله – عزّ وجلّ – يوجهنا إلى الذكر في هذه الأيام بقوله :
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ* ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ* وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار*ِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (البقرة:197-202)
وفي حديث عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
" إنما جعل رمي الجمار ، والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله "
فترتبط القلوب بذكر الله – عزّ وجلّ – وتعمر به في سائر أيام المناسك.
وذكر الله هو المقصود الأعظم الذي يتجلى في عبادتنا لاسيما في التوحيد.
ما نقوله لأول وهلة حينما نريد أن نعقد الإحرام... التلبية
قال جابر رضي الله عنه حينما وصف إهلال رسول الله :
" ثمّ أهلّ بالتوحيد ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك )رواه مسلم
فهذه التلبية كلها توحيد ، من أولها إلى آخرها كلها توحيد ، كلها أساس الدين وأصله
وفيها نبذ للإشراك ( لا شريك لك ) بجميع صوره وأشكاله.
قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الحج: العجّ والثجّ )
رواه الترمذي وغيره وقال الألباني: حسن لغيره ”صحيح الترغيب والترهيب“ (1138)
والعجّ : هو رفع الصوت بالتلبية.
هذه التلبية ترسيخ وتأكيد لعقيدة التوحيد في نفوس أصحابه.
معنى التلبية :
(لبيك الله لبيك )
- الإجابة :
فإنك إذا قلت: " لبيك اللهم لبيك " إنما تقول : إجابة لك بعد إجابة ، وإنما تجيب داعياً دعاك ولا يمكن أن يُجاب من لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى، وهذا لا شك أنه من معاني التوحيد.
- الانقياد:
فإذا قلت: " لبيك اللهم لبيك " أي : انقياداً لك بعد انقياد ، مأخوذ من لبّبت الرجل : إذا قبضت على تلابيبه .
والمعنى: انقدت لك يا رب, وسعت نفسي لك خاضعة ذليلة، كما يفعل بمن لُبِّب بردائه ، وقُبض على تلابيبه.
-الإقامة :
مأخوذة من : لبّ بالمكان : إذا أقام به ولزمه.
فكأنك تقول : أنا مقيم على طاعتك يا رب ملازم لها ،
فتتضمن الإقامة :من: التزام دوام العبودية لله – تبارك وتعالى-
-المحبة:
فكأنك تقول: حبًا لك بعد حب.
مِن قولهم : امرأة لَبَّة: إذا كانت محبة لولدها، ولا يقال لأحد لبيك إلاّ إذا كنت محبّاً له .
-الإخلاص:
فكأنما أخذت من لبّ الشيء : وهو خالصه ، ومنه : لُبّ الرجل : وهو عقله وقلبه .
-الاقتراب :
فكأنها مأخوذة من الإلباب الذي هو بمعنى الاقتراب.
أي: اقتراب إليك بعد اقتراب يا ربّ .
فإجمالي معنى التلبية :
يا رب أجيبك إجابة بعد إجابة ، فأنا خاضع لك ، منقاد لأمرك ، مستعد لما حمّلتني من الأمانات ، طاعة لك واستسلاماُ دون إكراه ولا تردد .
( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك )
فأنت تنفي جميع الشركاء عن الله – تبارك وتعالى –
وهذا هو الشق الأول من كلمة التوحيد: لا إله إلا الله .
” إن الحـــمــد "
( الحمد ) هنا معرّف ب ( أل ) الدالة على الاستغراق والشمول والعموم.
كأنك تقول: إن جميع المحامد لك يا ربّ ، ولا يمكن أن تستغرق جميع المحامد إلا لمن كان موصوفاً بأوصاف الكمال من أولها إلى آخرها ، ولا يمكن أن يتصف بصفات الكمال جميعاً ، إلا من كان هو الربّ الإله المعبود الذي خلق الخلق وأسدى إليهم جميع النعم الظاهرة والباطنة، لا يمكن أن تنسب جميع المحامد إلا لمن استكمل جميع أوصاف الكمالات .
" إن الحمد والنعمة "
فهذا إقرار منك بإنعام الله – عزّ و جلّ - وأفضاله عليك ، مما يحدوك على شكره على هذه النعم ظاهراً وباطناً:
أن تشكره بقلبك
وأن تشكره بلسانك
وأن تشكره بجوارحك بتعبيدها لربها وخالقها – سبحانه وتعالى –
" إن الحمد والنعمة "
و ( النعمة ) أيضاَ دخلت عليها ( أل ) المعرّفة ، فهذا أيضاً يفيد معنى الاستغراق والعموم والشمول:
فكل النعم إنما أسداها ربنا – تبارك وتعالى - فينبغي أن تسخر في طاعته ، والزلفى إليه – جل جلاله – فهو مولي النعم .
" إن الحمد والنعمة لك والملك "
هذه التلبية فيها اعتراف أن الملك جميعاً لله الواحد القهّار
( إن الحمد والنعمة لك والملك )
أي: أن الملك لك وحدك لا شريك لك.
وهذا يتجلى في اليوم الآخر في يوم القيامة ، حيث لا يدّعي أحد الملك مع الله – عزّ وجلّ - وهو أعظم يوم، أعظم من جميع أيام الدنيا.
فالله عزَّ وجل دعاهم فقالوا له: ( لبيك اللهم لبيك )إجابة لك بعد إجابة.
فعلى العبد أن يستحضر أنه في ضيافة الله – عز ّ وجل ّ - فيتأدب بالآداب اللائقة:
فيحفظ لسانه ونظره وجوارحه عن كل ما لا يليق بهذه الضيافة.
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ }
والله – عزّ وجلّ – يوجهنا إلى الذكر في هذه الأيام بقوله :
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ* ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ* وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار*ِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (البقرة:197-202)
وفي حديث عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
" إنما جعل رمي الجمار ، والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله "
فترتبط القلوب بذكر الله – عزّ وجلّ – وتعمر به في سائر أيام المناسك.
وذكر الله هو المقصود الأعظم الذي يتجلى في عبادتنا لاسيما في التوحيد.
ما نقوله لأول وهلة حينما نريد أن نعقد الإحرام... التلبية
قال جابر رضي الله عنه حينما وصف إهلال رسول الله :
" ثمّ أهلّ بالتوحيد ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك )رواه مسلم
فهذه التلبية كلها توحيد ، من أولها إلى آخرها كلها توحيد ، كلها أساس الدين وأصله
وفيها نبذ للإشراك ( لا شريك لك ) بجميع صوره وأشكاله.
قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الحج: العجّ والثجّ )
رواه الترمذي وغيره وقال الألباني: حسن لغيره ”صحيح الترغيب والترهيب“ (1138)
والعجّ : هو رفع الصوت بالتلبية.
هذه التلبية ترسيخ وتأكيد لعقيدة التوحيد في نفوس أصحابه.
معنى التلبية :
(لبيك الله لبيك )
- الإجابة :
فإنك إذا قلت: " لبيك اللهم لبيك " إنما تقول : إجابة لك بعد إجابة ، وإنما تجيب داعياً دعاك ولا يمكن أن يُجاب من لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى، وهذا لا شك أنه من معاني التوحيد.
- الانقياد:
فإذا قلت: " لبيك اللهم لبيك " أي : انقياداً لك بعد انقياد ، مأخوذ من لبّبت الرجل : إذا قبضت على تلابيبه .
والمعنى: انقدت لك يا رب, وسعت نفسي لك خاضعة ذليلة، كما يفعل بمن لُبِّب بردائه ، وقُبض على تلابيبه.
-الإقامة :
مأخوذة من : لبّ بالمكان : إذا أقام به ولزمه.
فكأنك تقول : أنا مقيم على طاعتك يا رب ملازم لها ،
فتتضمن الإقامة :من: التزام دوام العبودية لله – تبارك وتعالى-
-المحبة:
فكأنك تقول: حبًا لك بعد حب.
مِن قولهم : امرأة لَبَّة: إذا كانت محبة لولدها، ولا يقال لأحد لبيك إلاّ إذا كنت محبّاً له .
-الإخلاص:
فكأنما أخذت من لبّ الشيء : وهو خالصه ، ومنه : لُبّ الرجل : وهو عقله وقلبه .
-الاقتراب :
فكأنها مأخوذة من الإلباب الذي هو بمعنى الاقتراب.
أي: اقتراب إليك بعد اقتراب يا ربّ .
فإجمالي معنى التلبية :
يا رب أجيبك إجابة بعد إجابة ، فأنا خاضع لك ، منقاد لأمرك ، مستعد لما حمّلتني من الأمانات ، طاعة لك واستسلاماُ دون إكراه ولا تردد .
( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك )
فأنت تنفي جميع الشركاء عن الله – تبارك وتعالى –
وهذا هو الشق الأول من كلمة التوحيد: لا إله إلا الله .
” إن الحـــمــد "
( الحمد ) هنا معرّف ب ( أل ) الدالة على الاستغراق والشمول والعموم.
كأنك تقول: إن جميع المحامد لك يا ربّ ، ولا يمكن أن تستغرق جميع المحامد إلا لمن كان موصوفاً بأوصاف الكمال من أولها إلى آخرها ، ولا يمكن أن يتصف بصفات الكمال جميعاً ، إلا من كان هو الربّ الإله المعبود الذي خلق الخلق وأسدى إليهم جميع النعم الظاهرة والباطنة، لا يمكن أن تنسب جميع المحامد إلا لمن استكمل جميع أوصاف الكمالات .
" إن الحمد والنعمة "
فهذا إقرار منك بإنعام الله – عزّ و جلّ - وأفضاله عليك ، مما يحدوك على شكره على هذه النعم ظاهراً وباطناً:
أن تشكره بقلبك
وأن تشكره بلسانك
وأن تشكره بجوارحك بتعبيدها لربها وخالقها – سبحانه وتعالى –
" إن الحمد والنعمة "
و ( النعمة ) أيضاَ دخلت عليها ( أل ) المعرّفة ، فهذا أيضاً يفيد معنى الاستغراق والعموم والشمول:
فكل النعم إنما أسداها ربنا – تبارك وتعالى - فينبغي أن تسخر في طاعته ، والزلفى إليه – جل جلاله – فهو مولي النعم .
" إن الحمد والنعمة لك والملك "
هذه التلبية فيها اعتراف أن الملك جميعاً لله الواحد القهّار
( إن الحمد والنعمة لك والملك )
أي: أن الملك لك وحدك لا شريك لك.
وهذا يتجلى في اليوم الآخر في يوم القيامة ، حيث لا يدّعي أحد الملك مع الله – عزّ وجلّ - وهو أعظم يوم، أعظم من جميع أيام الدنيا.
فالله عزَّ وجل دعاهم فقالوا له: ( لبيك اللهم لبيك )إجابة لك بعد إجابة.
فعلى العبد أن يستحضر أنه في ضيافة الله – عز ّ وجل ّ - فيتأدب بالآداب اللائقة:
فيحفظ لسانه ونظره وجوارحه عن كل ما لا يليق بهذه الضيافة.