ومع لآلي ودرر
و جواهر غوالي
للشيخ العلامة الإمام
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
ومع درس من دروس سماحته
درس في تفسير سورة الحجرات
الجزء الأول
مقدمة التفسير
فيقول اسد السنة رحمه الله :
أما بعد
فقد سمعنا الآن بقرآءة إمامنا الآن سورة الحجرات
وفيها توجيهات عظيمة من ربنا عز وجل إلى الأمة أوامر ونواهي وهكذا كتاب الله فيه التوجيه إلى كل خير والدعوة لكل خير والهداية إلى أسباب الصلاح والنجاة والسعادة .
فجدير بكل مؤمن وكل مكلف أن يتعقل هذا الكتاب العظيم
وهو كتاب الله الذي هو أشرف الكتب وأصدقها وأعظمها وأنفعها وخاتمتها
ففيه الدعوة إلى كل خير
والترهيب من كل شر
وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال
والترهيب من سيء الأخلاق وسيء الأعمال
وفيها القصص العظيم القصص لما مضي من خير وشر
قص علينا أخبار الأمم وأخبار الرسل وأخبار الناجين وأخبار الهالكين وأخبار أهل الجنة وأخبار أهل النار
فجدير بك يا عبدالله وجدير بكل مكلف أن يستفيد من هذه الأخبار والقصص والتوجيهات والإرشادات والدعوة من الرب الكريم
وفي سورة الحجرات في أولها ....
من درس التفسير
يقول الشيخ العلامة أسد السنة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته :
وفي سورة الحجرات في أولها يقول الله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) . )
هذا الواجب على الجميع أن يكونوا تابعين لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وأن لا يتقدموا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
بل يجب أن يكونوا تابعين لأحكام الله منقادين لشرع الله جل وعلا
ثم ينبه على عِظم شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومايجب حوله صلى الله عليه وسلم من الأدب الشرعي الطيب
وأأن الواجب على الأمة أن لا يرفعوا صوتهم فوق صوته ( صلى الله عليه وسلم ) .
وأن لا يجهروا بالقول كجهر بعضهم لبعض .
وحثهم على غض الصوت عنده عليه الصلاة والسلام
وهكذا عند سنته صلى الله عليه وسلم عند قرآءة الأحاديث وعند سماع السنة يجب العناية بهذا الأمر والخضوع والأنتباه واليقضة والإستفادة وعدم رفع الأصوات والخوض الذي يشغل عنها.
ثــم يوجه بعد ذلك إلى أمر عظيم فيقول :ــ
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
تتمة ...
درس في تفسير سورة الحجرات
من درس التفسير
يقول الشيخ العلامة أسد السنة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته :
وفي سورة الحجرات
ثــم يوجه بعد ذلك إلى أمر عظيم فيقول الله عز وجل :ــ
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
هذا أمره عظيم والتبيين والتثبت .
والفساق قد يأتون بأخبار مهلكة لمن أخذها ويأتون بأخبار تفرق الأمة وتسبب الإختلاف والنزاع فالواجب التثبت في أخبار الفسقة .
وهذا أصل عظيم اعتمد عليه أئمة الحديث وأئمة الجرح والتعديل وأعتمد عليه في الشهادات.
ومن جميع الأخبار لا بد من التيقن والتثبت في أمر المخبر والشاهد أن يكون ثقة صدوق
فالمجهول قد يكون فاسقا فلا تقبل شهادة المجهول ولا خبر المجهول ولا الفاسق
وإنما تقبل أخبار العدول وشهادات العدول .
ثم بين ما يتعلق باختلاف الأمة ووجوب الصلح بين الأمة إذا اختلفت وأن الواجب الصلح إذا أختلف طائفتان أو أهل بلدين أو جماعتين أو قبيلتين أو ما أشبه .
إذا أختلف جماعة طائفتان قبيلتان أهل قبيلتين أهل بلدين إلى غير ذلك الواجب الصلح بينهم الصلح بالحق وإذا امتنعت أحداهما وبغت وجب قتال الباغية حتى تفيء إلى أمر الله وأن هذا هو الواجب على الأمة أن يأخذوا على يد الظالم والفاسق وأن يأطروهم على الحق أطراً .
ثــم يوجه بعد ذلك إلى أمر عظيم فيقول الله عز وجل :ــ
ثم قال بعد ذلك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11)
أخلاق ذميمة حذر منها جل وعلا لأنها تضر المجتمع وتجره إلى شر عظيم وفساد كبير واختلاف ونزاع وبغضاء وعداوة السخرية واللمز والتنابز بالألقاب كلها شر كلها تجر إلى الفساد
فلا يجوز السخرية بأخيك
الرجل لا يسخر بأخيه ولا بأخته في الله وهكذا المرأه لا تسخر وهكذا الجماعة لا يسخرون من الجماعة
الواجب تحري الحق وتحري الإنصاف وتحري الكلام الطيب وعدم السخرية
وكذلك اللمز والعيب كون الإنسان ينبز أخاه يعيبه هذه الغيبة التي حرمها الله قد يحصل بها شر كبير قد يكون المواجهة ويكون يسبب العداوة والبغضاء وهكذا التنابز بالألقاب ياحمار يا كذا يا كذا الألقاب المكروه بل يدعى الإنسان باللقب الذي يحبه ويبتعد عن الألقاب الذميمة التي تسبب البغضاء والعداوة
ثم يبين أن من لم يتب فهو الظالم
من لم يتب من هذه الأخلاق الذميمة فإنه يكون ظالما وعاصيا
فوجب الحذر من هذه الأشياء الذميمة التي ذمها وعابها سبحانه .