معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


3 مشترك

    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام

    مودة
    مودة


    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام Empty معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام

    مُساهمة من طرف مودة الأربعاء 14 مايو 2008, 9:49 am

    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام Bismillah

    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام

    أصحاب الفضل الذين يستحقون أن ننزلهم منازلهم، ونعرف لهم حقهم ومكانتهم كثيرون، ولكن أتدرون من

    أحقهم اكراما وتقديراً؟ وكيف يكون تقديرهم واجلالهم واحترامهم؟ وما أثر المعاملة الحسنة على نفوسهم

    وعلى الفرد والمجتمع؟.

    تجد جواب ذلك في حديث الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول: (ليس منا من لم يوقر الكبير

    ويرحم الصغير) رواه أحمد والترمذي وابن حبان، وكما يقول عليه افضل الصلاة وأتم التسليم: (ليس منا

    من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا) رواه الحاكم، وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام (ليس

    من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه الإمام أحمد. وفي رواية (ولم

    يعرف شرف كبيرنا) رواه الترمذي. من هذه الأحاديث النبوية الشريفة نرى أن الاسلام أوجب على اتباعه

    احترام الأكبر سنا والأرفع منزلة، ففي الحديث المتفق عليه (كبِّر كبِّر) تأكيد على احترام الكبير.

    ولقد حضر مجلسه صلى الله عليه وسلم اخوة وتكلم اصغرهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (كبروا كبروا)

    رواه البخاري ومسلم،
    أي دعوا الأكبر يتكلم، ولذا هدف الاسلام الى حماية النظام الاجتماعي والمحافظة

    على سلامة البنيان من التصدع ومن الفوضى اذا ما أهمل الصغير حق من هو اكبر منه.

    إن الحياة البشرية عبر الزمن كجسر على نهر عظيم، فاذا تماسكت أجزاؤه مع بعضها أمكنه الصمود عاليا

    فوق الماء، واذا تزعزعت أركانه اندثر، فالكبار والصغار طرفا قاعدة هذا الجسر، والشباب قمة الجسر،

    والقمة لا تستقر بغير قواعدها، ولاتستقيم القواعد بغير رابط لها، فاذا أهمل الكبير فانه سيهمل الجميع، لأن

    الصغير في النهاية سيصبح كبيرا، من هنا تحتم على الجميع أن يحترم المرء نفسه وأن يعرف المرء قدر

    نفسه والا يتجاوز حده، وفي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام (ما أكرم شاب شيخا الا قيض الله

    له من يكرمه عند كبر سنه) رواه الترمذي، بل إنه صلى الله عليه وسلم: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم

    فقال: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه ابو داود والحاكم.

    إن احترام الكبير والأرفع منزلة من سمات المؤمنين الصادقين، فأنت لا ترى المؤمن إلا رؤوفا رحيما،

    ينبض قلبه بالرأفة والرحمة وتفيض مشاعره بالعطف والشفقة، ولقد ضرب خلفاء المسلمين وعلماؤهم أمثلة

    رائدة في هذا المجال رغم علو مكانتهم وهم صفوة القوم وسادتهم.

    فهذا الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.. يراعي المراتب فكان ينزل درجة من درجات

    المنبر بعد ابي بكر.. رضي الله عنه، لأنه يرى أن الخليفة الأول احق منه بالعلو والرفعة حتى بعد وفاته.

    وهذا رابع الخلفاء الراشدين الامام علي كرم الله وجهه يقول: >زن الرجال بموازينهم<، أما أم المؤمنين

    عائشة رضي الله عنها، فتصف لنا سيرة الإمامين الراشدين عمر وعثمان رضي الله عنهما أنهما كانا اذا لقيا

    العباس رضي الله عنه نزلا إعظاما له اذا كانا راكبين.

    وإن احترام الكبير وتوقيره يدل على رجاحة العقل ودلالة على قوة وتماسك المجتمع وعلى سعادته، قال

    عبد الملك بن مروان: أربعة لا يستحيى من خدمتهم، الامام والعالم والوالد، والضيف، وروى التاريخ أن ا

    لناس عندما حضروا لتعزية سفيان الثوري بأخيه كان فيمن حضر ابو حنيفة، فقام اليه سفيان واكرمه

    واجلسه مكانه وجلس بين يديه، ولما انفض المجلس قال اصحاب سفيان له: رأيناك فعلت شيئا عجيبا مع

    هذا الرجل، فقال: هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم اقم لعلمه قمت لسنه، وإن لم اقم لسنه قمت لفقهه، وإن

    لم اقم لفقهه قمت لورعه.


    وإن من رجاحة العقل توقير الكبير، وقد قال المأمون رحمه الله: ما تكبر احد الا لنقص وجده في نفسه،

    ولا تطاول إلا لوهن احس من نفسه، ولهذا قال الشافعي رحمه الله: ارفع الناس قدرا من لا يرى قدره،

    واكثرهم فضلا من لا يرى فضله. وعن عبد الملك بن مروان انه قال: افضل الرجال من تواضع عن رفعة

    وعفا عن قدرة<، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم >وإن البركة مع اكابركم< رواه الطبراني والحاكم

    على شرط مسلم.

    وفي حديث آخر للطبراني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن تواضع في غير منقصة

    وذل في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم اهل الذلة والمسكنة، وخالط اهل

    الفقه والحكمة، وان افضل العبادة التواضع)، وفي الحديث (من تواضع لله رفعه) رواه الامام أحمد وابن

    ماجة، وإن العفو لا يزيد العبد الا عزا، فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا

    يرفعكم الله، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماءً فتصدقوا يزدكم الله، هكذا يعلمنا رسول البشرية صلى الله

    عليه وسلم.

    من اراد أن يرفعه الله عنده فليتواضع لأخيه المسلم،
    وإن من اولى الناس بالاحترام >ذا الشيبة< عن ابي

    موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم،

    وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه ابو داود.

    وفي هذا يوصي الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه تلميذه يوسف السمتي عند سفره الى البصرة بقوله:

    >اذا دخلت البصرة واستقبلك الناس وزاروك وعرفوا حقك فأنزل كل رجل منزلته، وأكرم اهل الشرف،

    وعظم اهل العلم، ووقر الشيوخ، ولاطف الأحداث وتقرب من العامة، ودار الفجار، وصاحب الاخيار، ولا

    تتهاون بسلطان، ولا تحقر احدا ولا تقصرن في مروءتك..<.

    ولتوقير الكبير صور كثيرة منها التواضع له، ومخاطبته بألين الكلام، وتحمله والصبر عليه إن بدا منه أذى،

    ثم مساعدته ومعاونته وإسداء المعروف إليه. و لكن للأسف قد يتم استغلال هذه الناحية من قبل البعض و

    كأن الكبير معصوم عن الخطا و يحق له ما لايحق لغيره كلامه هو الحق المطلق مهما كان فقط لانه كبير و

    في ذلك الانتقاص الكثير من مقام البعض الآخر ممن قد يكون لديهم العلم بما لا يعلمه الكبير

    نسأل الله تعالى أن يعرفنا قدر الكبير وأن يعيننا على معاملته بما هو أهل له، إنه سميع مجيب.
    الطيبه
    الطيبه


    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام Empty رد: معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام

    مُساهمة من طرف الطيبه الجمعة 16 مايو 2008, 1:05 pm


    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام 58
    جزاك الله خيرا حبيبتي مودة على اختيارك الرائع
    جعله ربي في ميزان حسناتك ءامين
    راجية رحمته
    راجية رحمته


    معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام Empty رد: معاملة الأكبر سنا والأرفع منزلة في نظر الإسلام

    مُساهمة من طرف راجية رحمته الأربعاء 19 أغسطس 2009, 11:32 pm

    نسأل الله تعالى أن يعرفنا قدر الكبير وأن يعيننا على معاملته بما هو أهل له، إنه سميع مجيب
    بارك الله فيك استاذتنا الغاليه موده وجعله في ميزان حسناتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 13 مايو 2024, 1:50 pm