معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    الإفصاح عن الحب

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    الإفصاح عن الحب Empty الإفصاح عن الحب

    مُساهمة من طرف حبيبه الجمعة 06 يناير 2012, 3:41 am


    الإفصاح عن الحب

    قال لي أخي بخجل وعيناه تفضلان عدم لقاء عيناي: إنني في أحيان كثيرة أشتاق إلى زوجتي، وأستشعر فقدها، وأتلمس لقياها.
    فسألته: أمن طول غياب؟ فأجابني بالنفي وقد زاد إطراقًا: والله إني لأفتقدها، مع أنها تكون قد ودعتني إلى عملي في الصباح، بعد إفطار شهي وحوار دافئ، وأنا أعبر عن ذلك الفيض من المشاعر بأن أجرى مكالمة هاتفية معها أبثها تحية سريعة أو كلمة حب خاطفة وسط نهار ازدحم بأعباء العمل.


    تعجبت لشدة إنسانيته وسمو عاطفته وتوهجها، خصوصًا أن أخي قد تعدى الستين من عمره ومضى على زواجه أكثر من خمسة وثلاثين عامًا.

    شاع عندنا أن الإفصاح عن الحب بين الزوجين ضعف، وأن من الكبرياء والكرامة عدم ذكر هذه العاطفة للطرف الآخر، فلا يمكن أن يظل الزوجان يدوران في فلك الكتمان بدعوى الكبرياء والحفاظ على الصورة السامية لكل طرف في عين الآخر، لأنه من العيب .

    أرح قلبك وأفصح عما بداخلك:

    إن الإفصاح عن الحب هو سمة الأزواج الذين يعيشون حياة سعيدة، بل هل جرب كلًا من الزوجان أن يردد شريك حياته: الحياة جميلة لأنك أنت موجود بها،


    فمشاعر الحب مشاعر سامية وهي معنوية موطنها القلب، والقلب عالم مغيب لا يوصل على ما بداخله إلا ببريد، كاللسان مثلًا، فاللسان هو واحد من وسائل التعبير عن أحاسيس القلب ومشاعره، وهناك الأفعال السلوكية التي يمكن للمحب أن يُعبر بها عن حبه لغيره.

    الحب الواجب:
    إننا إن لم نسلك طريق الحب فقد تاهت بنا الخطوات، فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم رحيم القلب، مرهف الحس، عذب المشاعر، وها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسير على نفس الطريق، فنراه يدخل على زوجته فاطمة، ويجدها تستاك بعود من الأراك، فيأخذ العود من فمها، ويضعه أمام عينيه ، ويلاطفها بالكلمات الرقيقة، وعبارات الحب اللطيفة، فيقول لفاطمة:

    حظيت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراك
    لو كنت من أهل القتال قتلتك ما فاز مني يا سواك سواك

    وإن من أهم الأدوار التي يجب على الزوج والزوجة أن يلعباها، هو دور العاشق فلتكن العاشق لزوجتك ولتكوني العاشقة لزوجك، وإن علاقة الحب في الزواج هي العلاقة الأصل والأم،

    فالمرأة تريد أن تشعر أنها مرغوبة ليس لأنها زوجة، ولكن لأنها المرأة التي عشقها وأحبها الزوج، والرجل أيضًا يريد ان يشعر أنه مرغوب، ليس لأنه الزوج، ولكن لأنه الرجل الذي عشقته الزوجة.

    وهناك عشق حلال وهو يجلب رضا الله تعالى على الزوجين وهو (ما كان قربة وطاعة، وهو عشق الرجل امرأته، وعشق المرأة زوجها وهذا العشق عشق نافع، فإنه أدعى إلى المقاصد التي شرَّع الله لها النكاح، فهو أكف للبصر والقلب عن التطلع إلى إلى غير أهله، ولهذا يحمد هذا العشق عند الله وعند الناس)

    [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ابن القيم، ص(267)].

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    الإفصاح عن الحب Empty رد: الإفصاح عن الحب

    مُساهمة من طرف حبيبه الخميس 12 يناير 2012, 3:54 am




    الحب المشروط والمطلق:


    والحب بين الزوجين يجب أن يكون غير مشروط، وأن يكون مقرونًا بروح الصداقة والإيثار وإنكار الذات، بل إن الحب لا يكون حقيقيًا إلا إذا لم يتوقع المحب بالضرورة حبًا يقابله به محبوبه،


    ويجب على الزوجين أن يكون الحب المطلق هو شعارهما في حياتهما السعيدة،ومضمونه: أنا أحبك لذاتك ولا يجب أن تكون شخصًا مختلفًا لتنال حبي، ليس هناك أية شروط متعلقة بالحب، فلا يرتبط ذلك بأن تنقص وزنك، أو أن تكسب قدرًا معينًا من المال،
    أو أن توافق على كل ما أقوله لك، أو أن تتصرف وفق ما أريد، أو أن تشاركني كل أهدافي لأنني أحبك على كل حال.


    وحين تتهدد حياتنا، وحين يلوح ما ينذر بانفصالنا، هنا يفيض الحب من الداخل إلى الخارج فيملأ العيون وتنطقه الألسنة وتسمعه الآذان
    يعبر عن حكمة الله في الزواج، وأنه ليس مثل أي علاقة، بل هو توحد، هو ضرورة حياة، وهو التعبير عن أسمى درجات الحب وأعمق درجات الارتباط الإنساني.
    في هذا الحب العميق يرى الإنسان نفسه جزءًا من إنسان آخر، ومن خلال هذا الإنسان الآخر، إنه إحساس مختلف من الحب)

    ورقة عمل:

    ـ إلى الأزواج الذين ذهبا حبهما بعد سنوات زواج ووجود الأولاد، فهذه وسائل عملية لكي يرجع الحب بينهما مرة أخرى:

    1. اضربا الصفح عن الماضي: فاتركا انزعاجات الماضي تذهب مع الماضي، إذ أنه في هذه المرحلة كثيرًا ما ينتاب الزوجين امتعاض واستياء وندم لعدم تحقق ما كانا يريدان تحقيقه، أو لأن الآخر (الزوج أو الزوجة) لم يتغير كما كان يريد الزوج أو الزوجة له أن يتغير.
    فلم يصبح الزوج غنيًا مثلًا كما تريد الزوجة، ولم تترك الزوجة عادة الإسراف في المصاريف كما كان يطلب منها زوجها دائمًا.

    2. التقبل: فعلى الزوجين أن يتقبلا الحياة الجديدة، ويعملا معًا على التحول من حياة زوجية كان التركيز والاهتمام الرئيسي فيها على الأبناء، إلى حياة زوجية مركز اهتمامها الزوجان نفسهما، كل منهما بالآخر، الأمر الذي لم تكن له الأولوية الأولى من قبل.

    ومن المفارقات أنه عندما يكبر الأزواج فإنهم يصبحون أكثر رعاية، ويحبون الاهتمام بالبيت والبقاء فيه أكثر من ذي قبل بينما ترغب الزوجة، وقد انتهت مسئوليتها من تربية الأولاد ورعايتهم في الترفيه عن نفسها والخروج من المنزل.

    وفي هذه المرحلة يبدأ الزوج يفكر بالتقاعد أو تخفيف أعباء العمل على الأقل، بينما يبدأ لدى الزوجة الرغبة الجادة في تحقيق مشاريعها المؤجلة.

    وإذا كانت الرغبات الفردية مشتركة فإنها تكون أكثر جدية، وأهمية وقابلية للتحقيق، وعليهما أن يسعيا معًا لأن يجعلا حياتهما الزوجية بعد كبر الأبناء ومغادرتهما للعش الذي درجوا فيه، أفضل من أي وقت مضى.

    وليسافرا معًا وليذهبا وليفعلا ما يريدان تحقيقه بتعاون وتفاهم.
    أي مزيدًا من التركيز والاهتمام على علاقتهما وعلى مشاريعهما معًا، ونشاطاتهما المختلفة التي يتفقان عليها، وسيجدان بعد ذلك أنهما أكثر ارتياحًا من أي وقت مضى.

    3. أن يعيدا لحياتهما الزوجية روح الاهتمام المشترك، ويركزان على الود والرحمة بينهما بدلًا من التركيز على العش الخالي، والأيام الماضية ومآسيها وإساءاتها.
    وعليهما التغيير إلى الأفضل، فيتسامحا إذا أساء أحدهما إلى الآخر, ويهتمان بأعمال جديدة واهتمامات جديدة مثل الأعمال الخيرية والتطوعية، ومساعدة الآخرين.


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 1:10 pm