القنوات العاصفة التي تعصف بالأزواج
لاشك أننا جميعًا محاطون بشبكة من العلاقات الاجتماعية الممتدة والمتشعبة، تشمل الأقارب والمعارف والأصدقاء والزملاء، ومن خلال احتكاك تلك الدوائر الاجتماعية بحياة الزوجين، فإن كل أفرادها غالبًا ما يبدون وجهات نظرهم المختلفة في حياة الزوجين؛ حتى يصبح الأزواج والزوجات مرتعًا خصبًا لإسداء الآراء والنصائح، ممن له شأن وممن ليس له شأن.
وأكثر العلاقات الاجتماعية تأثيرًا على الزوجين هي العلاقة بين أسرتي الزوج والزوجة، وفي بعض الأحيان تنجم المشاكل الزوجية بسبب التدخل العائلي في شئون الزوجين، أو بسبب سوء الإرشاد العائلي لهما؛
كأن تستشير الزوجة أمها في مشاكلها الزوجية، أو يستشير الزوج والدته، فيشيران عليهما من خلال تجاربهما الشخصية، وهي ليست ناجحة بالضرورة؛ فينعكس ذلك بالتأكيد على حياة الزوجين.
(إن تدخل الأقارب في شئون الزوجين الشخصية يُشكِّل مشكلة حقيقية؛ لأن كلًّا من الزوجين ينحاز لأهله، والخطر أن يصل الأمر إلى أن تتخذ الحماة موقف العدو الذي يقف بالمرصاد، ويتصيد الأخطاء ويستغلها في سبيل تعكير صفو الحياة الزوجية، ولا يزال بعض الأقارب لا يهضمون فكرة أن الرجل عندما يتزوج ويصبح كل ولائه لزوجته وأسرته الجديدة، ويجدون هذا التوافق أمرًا صعبًا، ويجب أن يتعاون الزوجان في وضع حدود وإطار صحي للعلاقات بالأقارب)
اختلاف في التدخل:
ويختلف تدخل الآباء والأمهات السلبي في حياة الزوجين؛ فبينما يكون تدخل الآباء في الغالب مدفوعًا بتأثر من كلام الأمهات، يكون تدخلهم الفردي قليلًا نسبيًّا.
أما تَدخُّل الأمهات السلبي، فهو في الأعم الأغلب المشكلة الكبرى، وهو الذي يسبب العديد من المشكلات للزوجين بسبب التأثير المباشر لكل من أم الزوج وأم الزوجة على حياة الزوجين.
فالتدخل السلبي لأم الزوج يكون في الغالب ناجمًا عن شعورها أن زوجة ابنها قد سلبت منها حقها في ابنها، الذي كان يعيش في كنفها، ويقضي معها الوقت الطويل، ويبادلها المشاعر والعواطف، ثم أتت زوجته فسيطرت على اهتمامه ومشاعره، وفازت بالنصيب الأكبر منه؛ لأن من الطبيعي أن يقل اهتمام الابن بأمه ولو بصورة ضئيلة بعد الزواج، وتزداد المشكلة تعقيدًا إذا كان هذا الابن هو ابنها الوحيد، ومن ثَم فليس لها من سلاح أمضى من أن تتدخل في شئون ابنها.
ويصل الأمر في بعض الأحيان أن توغر الأم صدر ابنها على زوجته بحجة النصيحة، وقد لا يكون ذلك الإضرار سلوكًا متعمَّدًا من الأم، فكثيرًا ما يكون سلوكًا لا إراديًّا، يُعبِّر عن تلك المشاعر السلبية التي يختزنها العقل الباطن للأم تجاه زوجة ابنها.
أما أمُّ الزوجة فقد تتدخل بشكل سلبي في حياة ابنتها، انطلاقًا من شعور داخلي بأن ابنتها ضعيفة وساذجة، وقليلة الحيلة والخبرة، وأنها تحتاج إلى من يقف بجوارها ويساعدها على نيل حقوقها؛ لأن الابنة في الغالب ليس لديها خبرة كافية في الحياة.
ولذلك تكون الأم قلقة للغاية على ابنتها المتزوجة، ومتشككة في قدرتها على أن تكون ربة بيت وزوجة، وبعدها أمًّا للأولاد؛
فإذا كانت الابنة مطيعة لزوجها، بارة به وحريصة على إرضائه بشتى السبل؛ يرتفع قلق الأم إلى الذروة، وتبدأ في انتقاد ابنتها بسبب تسامحها الشديد مع زوجها، وتحثها على أن تعوِّده الاعتماد على نفسه، ولا بأس من بعض المناوشات الخفيفة التي لا تهدم البيت، لكي تظهر له أنها ليست لقمة سائغة يتحكم فيها كيفما شاء.
تعارف عالمي:
(ومن المتعارف عليه عالميًّا، أن العلاقة بأهل الزوج/الزوجة قد تشكل تهديدًا حقيقيًّا للزواج السعيد، بعض الآباء يواجهون صعوبة بالغة في الاقتناع بفكرة زواج أبنائهم وانفصالهم عنهم، ومن ثَم فإنهم يتدخلون في حياة أبنائهم بعد الزواج.
وكلامنا هذا لا ينفي أن هناك أمهات من الطرفين يكون تدخلهن إيجابيًّا، بما يحتويه من النصائح السديدة والآراء الموفقة، التي تعين سفينة الزواج على المضي قدمًا في بحار الحياة المتلاطمة الأمواج، ولكن هذا بخلاف الغالب مع شديد الأسف.
ولهذا يتحتم على الزوجين أن يكونا أكثر حكمة، وألا يجعلا أسرتهما البسيطة الناشئة مرتعًا لتلقي النصائح من هذا أو ذاك، ممن ليس له أحيانًا ناقة في الموضوع ولا جمل، وأن يتعلما أن النصيحة لا تؤتي ثمارها في الحياة الزوجية، إلا إذا كانت هناك حاجة إليها، وأن يدركا أن من ينصحهما يرى الموضوع من وجهة نظره الشخصية؛ حتى وإن كان أقرب أقربائهما مثل الأم، وبالتالي ربما يغيب عنه بعض الجوانب ومن ثَم تصير نصيحته قليلة الفائدة شحيحة الأثر.
وأكثر العلاقات الاجتماعية تأثيرًا على الزوجين هي العلاقة بين أسرتي الزوج والزوجة، وفي بعض الأحيان تنجم المشاكل الزوجية بسبب التدخل العائلي في شئون الزوجين، أو بسبب سوء الإرشاد العائلي لهما؛
كأن تستشير الزوجة أمها في مشاكلها الزوجية، أو يستشير الزوج والدته، فيشيران عليهما من خلال تجاربهما الشخصية، وهي ليست ناجحة بالضرورة؛ فينعكس ذلك بالتأكيد على حياة الزوجين.
(إن تدخل الأقارب في شئون الزوجين الشخصية يُشكِّل مشكلة حقيقية؛ لأن كلًّا من الزوجين ينحاز لأهله، والخطر أن يصل الأمر إلى أن تتخذ الحماة موقف العدو الذي يقف بالمرصاد، ويتصيد الأخطاء ويستغلها في سبيل تعكير صفو الحياة الزوجية، ولا يزال بعض الأقارب لا يهضمون فكرة أن الرجل عندما يتزوج ويصبح كل ولائه لزوجته وأسرته الجديدة، ويجدون هذا التوافق أمرًا صعبًا، ويجب أن يتعاون الزوجان في وضع حدود وإطار صحي للعلاقات بالأقارب)
اختلاف في التدخل:
ويختلف تدخل الآباء والأمهات السلبي في حياة الزوجين؛ فبينما يكون تدخل الآباء في الغالب مدفوعًا بتأثر من كلام الأمهات، يكون تدخلهم الفردي قليلًا نسبيًّا.
أما تَدخُّل الأمهات السلبي، فهو في الأعم الأغلب المشكلة الكبرى، وهو الذي يسبب العديد من المشكلات للزوجين بسبب التأثير المباشر لكل من أم الزوج وأم الزوجة على حياة الزوجين.
فالتدخل السلبي لأم الزوج يكون في الغالب ناجمًا عن شعورها أن زوجة ابنها قد سلبت منها حقها في ابنها، الذي كان يعيش في كنفها، ويقضي معها الوقت الطويل، ويبادلها المشاعر والعواطف، ثم أتت زوجته فسيطرت على اهتمامه ومشاعره، وفازت بالنصيب الأكبر منه؛ لأن من الطبيعي أن يقل اهتمام الابن بأمه ولو بصورة ضئيلة بعد الزواج، وتزداد المشكلة تعقيدًا إذا كان هذا الابن هو ابنها الوحيد، ومن ثَم فليس لها من سلاح أمضى من أن تتدخل في شئون ابنها.
ويصل الأمر في بعض الأحيان أن توغر الأم صدر ابنها على زوجته بحجة النصيحة، وقد لا يكون ذلك الإضرار سلوكًا متعمَّدًا من الأم، فكثيرًا ما يكون سلوكًا لا إراديًّا، يُعبِّر عن تلك المشاعر السلبية التي يختزنها العقل الباطن للأم تجاه زوجة ابنها.
أما أمُّ الزوجة فقد تتدخل بشكل سلبي في حياة ابنتها، انطلاقًا من شعور داخلي بأن ابنتها ضعيفة وساذجة، وقليلة الحيلة والخبرة، وأنها تحتاج إلى من يقف بجوارها ويساعدها على نيل حقوقها؛ لأن الابنة في الغالب ليس لديها خبرة كافية في الحياة.
ولذلك تكون الأم قلقة للغاية على ابنتها المتزوجة، ومتشككة في قدرتها على أن تكون ربة بيت وزوجة، وبعدها أمًّا للأولاد؛
فإذا كانت الابنة مطيعة لزوجها، بارة به وحريصة على إرضائه بشتى السبل؛ يرتفع قلق الأم إلى الذروة، وتبدأ في انتقاد ابنتها بسبب تسامحها الشديد مع زوجها، وتحثها على أن تعوِّده الاعتماد على نفسه، ولا بأس من بعض المناوشات الخفيفة التي لا تهدم البيت، لكي تظهر له أنها ليست لقمة سائغة يتحكم فيها كيفما شاء.
تعارف عالمي:
(ومن المتعارف عليه عالميًّا، أن العلاقة بأهل الزوج/الزوجة قد تشكل تهديدًا حقيقيًّا للزواج السعيد، بعض الآباء يواجهون صعوبة بالغة في الاقتناع بفكرة زواج أبنائهم وانفصالهم عنهم، ومن ثَم فإنهم يتدخلون في حياة أبنائهم بعد الزواج.
وكلامنا هذا لا ينفي أن هناك أمهات من الطرفين يكون تدخلهن إيجابيًّا، بما يحتويه من النصائح السديدة والآراء الموفقة، التي تعين سفينة الزواج على المضي قدمًا في بحار الحياة المتلاطمة الأمواج، ولكن هذا بخلاف الغالب مع شديد الأسف.
ولهذا يتحتم على الزوجين أن يكونا أكثر حكمة، وألا يجعلا أسرتهما البسيطة الناشئة مرتعًا لتلقي النصائح من هذا أو ذاك، ممن ليس له أحيانًا ناقة في الموضوع ولا جمل، وأن يتعلما أن النصيحة لا تؤتي ثمارها في الحياة الزوجية، إلا إذا كانت هناك حاجة إليها، وأن يدركا أن من ينصحهما يرى الموضوع من وجهة نظره الشخصية؛ حتى وإن كان أقرب أقربائهما مثل الأم، وبالتالي ربما يغيب عنه بعض الجوانب ومن ثَم تصير نصيحته قليلة الفائدة شحيحة الأثر.