عفوًا إنه رجل
تقول الأم أو الأب للطفل الولد إذا بكى: (لا تبكي، إن الرجال لا يبكون).
هكذا نربى الولد: ويكبر بهذا الاعتقاد، حتى أن الولد يكتم انفعالاته أمام الناس، ويذهب إلى غرفتة منفردًا ينفجر في البكاء.
فيكبر الولد يخجل من انفعالاته، إنه ليس مريضًا نفسيًّا، نحن إلى اليوم نربي الطفل الذكر ونعلمه السيطرة على انفعالاته، وأن يكون منطقيًّا وعقلانيًّا، ندربه على قمع انفعالاته حتى السلبية منها: (الحزن والخوف ... ).
وقد ذهب رجلان إلى الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله أحدهما يطلب منه أن يعالجه؛ لأنه يبكي أمام الناس وهذا يشعرهم بضعفه، لأن والديه كانا يبكيان لأي سبب حتى في الفرح، ويقولان له: ابك يا بني، عبِّر عن مشاعرك.
أما الثاني فكان يريد منه أن يعلمه البكاء والتعبير عن مشاعره؛ لأنه لا يبكي أبدًا، وقد رُبي على أن: (الرجل لا يبكي).
هذه الاعتقادات تتكون عند الإنسان من النشأة والتربية منذ نعومة الأظفار.
أنتما مختلفان مع الانفعالات:
ـ فالرجل مسيطر على انفعالاته أما المرأة فهي تعبر عن انفعالاتها بالكلام.
ـ الرجل منطقي وعقلاني فيما يخرجه من انفعالاته، ويقمع انفعالاته حتى السلبية منها (الخوف والحزن ... )، أما المرأة فلا تخجل من الكلام عن انفعالاتها السلبية مثل (الخوف، والحزن ...)، فتجد المرأة بكل سهولة تقول أنا خائفة من كذا وأنا حزينة من كذا.
ـ على الرجل أن يبدي القوة ويضطلع بالمهام ليظهر لمن حوله أنه يمكن الاعتماد عليه، أما المرأة فهي تتخذ الحديث عن انفعالاتها مع الأخريات شكلًا من اشكال الارتياح الذاتي ثم التقارب الإنساني بينهما وبين الآخرين.
لا توجد مشكلة:
هل حدث لكِ ـ أختي الزوجة ـ أن سألت زوجك عن مشكلة تشعرين بوجودها فعلًا عنده، فكان رده: لا توجد مشكلة.
هل تدرين لماذا يجيب بهذه الإجابة؟ إنه لا يكذب ولكنه:
1ـ لا يريد مضايقتك بمشاغله، فهو المسئول عن حل المشكلات.
2ـ لا يريد أن تعتقدي أنه لا يستطيع حل المشكلات وحده.
الرجال عاطفيون:
(فلم يتعود الرجل الاستسلام للتجارب الانفعالية، والحديث عن مشاعره أو التعبير عن شكوكه وتردده ومخاوفه، أو أن يقول: لا أدري، أو لا أقدر، لقد تعلم الرجل دائمًا أن يكون قويًّا.
والعجيب أن الزوجة إذا رأت الرجل ضعيفًا تستشعر أن هناك نقصًا ما، عندما تبدأ انفعالاته يدخل في لحظة يمكن تسميتها (الانغلاق)، ويرفض التعبير عن انفعالاته.
وعندما تتهمه المرأة بأنه رجل بلا انفعالات أو بدون إحساس، أو غير قادر على العطف والحنان)
تمامًا مثل هذا الزوج الذي من صفاته أنه جاد جدًّا، وشديد جدًّا في معاملته لزوجته وأولاده، وتتهمه زوجته بالغلظة والجفاء، وهو يتبرأ من هذه التهمة، ويقول أنه عاطفي جدًّا وحنون وأفعل ذلك لمصلحتكم، حتى لا يقع أحد في خطأ تكون نهايته العقاب القاس.
فالرجال حساسون ولكنهم لم يتعلموا التعبير بالكلام، والنساء حساسات ويجدن التعبير بالكلام.
والخطأ أن النساء يعتقدن أن الرجال مثلهن، يستطيعون معرفة انفعالاتهم المخفية، والتعبير عنها بنفس سرعتهن.
إن الرجل يحتاج إلى وقت حتى يستطيع إخراج التعريف المناسب لانفعالاته،
ونتذكر أيضًا أن المرأة (تستخدم الحديث من أجل الشعور بالحب والقرب والتعبير عن حالتها النفسية، أما الرجل فالحديث عنده من أجل أن يخبر بمعلومة أو يحصل على معلومة.
أي أنه بالنسبة للرجل يكون الغرض الأساسي للحديث الحصول على المعلومات، أما المرأة فهو المشاطرة والرغبة في التواصل) .
لا تضغطي عليه:
عندما تضغطي على زوجك، وتحاولين دفعه إلى التعبير قبل التفكير:
1-يغير مجرى الحديث ويقول: لماذا تثورين بلا سبب؟ صوتك مرتفع جدًّا، لقد سمحت للآخرين بالتدخل في حياتنا.
2-يهاجمك: لماذا تتحدثين كالمجنونة؟ انظري إلى وجهك في المرآة، لماذا هذه الحساسية؟ يفعل هذا لا من أجل مهاجمتك؟ وإنما ليكسب بعض الوقت حتى يجد الجواب المناسب، والطريقة الفضلى للتعبير عن انفعالاته.
لقد جذبته إلى انفعال غير مدروس؛ فيُظهر الغضب فتردين عليه:
ـ أنت لا تفهم شيئًا على الاطلاق.
ـ أنت تريد أن تكون الكلمة لك فقط.
وهنا يبدأ الاشتعال؛ لأنه يستشعر أنك تريدين توجيه اللوم له، وأنه المسئول، وهو المخطئ والمذنب.
ما هو الحل؟ الحل هو:
سنتعرف على الحل المرة القادمة إن شاء الله