الحلقة الأولى
صرخة يا أهل القرآن أصبحنا صوفية بلباس سلفية .
هل حفظت القرآن ؟؟؟
بكم قرأة تقرئين ؟؟؟
كم حلقة مشتركة فيها ؟؟؟
كم أخت ختمت على يديك ؟؟؟
هل حصلت على الإجازة ؟؟؟كم إجازة حصلت عليها ؟؟؟
هل هذا كل حظنا من القرآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحفظ والختم والإجازة والحلقات فقط شغلنا الشاغل وهمنا .
أصبحنا نماذج مبتورة تفصل القرآن عن واقع الحياة ،حصرنا القرآن على المصاحف والحفظ والمراجعة والإجازة ....ابتعدنا عن أخلاقيات القرآن عن تربية القرآن عن العقيدة التى تزخر بها آيات القرآن .
حصرنا أنفسنا على بعض العبادات والشعائر الظاهرة فأصبحنا للأسف صوفيــــــــة بلباس سلفية .
نعم هذا هو واقعنا المرير ....محفظات للقرآن ليس لديهن علم ببديهيات العقيدة والفقه والآداب فضلا عن الأخلاق والسمت .
وحين صار "المسلمون" يرون أنهم يستطيعون أن يكونوا مسلمين بلا سلوك عملى ولاأخلاق إسلامية .....أصابهم ماأصابهم من الهوان والذل فى الأرض ،وتداعت عليهم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ،كما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام .
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال: قلنا يا رسولالله أمن قلة بنا يومئذ قال :أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزعالمهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال: قلنا وما الوهن؟ قال :حب الحياةوكراهية الموت.
أين التطبيق ؟أين التدبر ؟نحن نحتاج أن نربى أنفسنا على الإسلام من جديد .
ذلك هو الأمر العظيم المراد :أن يتحول الاستماع إلى القرآن وتلاوته والتأثر الخاشع به إلى "هدى"..إلى سلوك ملتزم بما أنزل الله فى الكتاب .
بعبارة أخرى :يتحول إلى منهج حياة .
إن القرآن هو دليل الرحلة للإنسان فى هذه الحياة .
وعندما نرى بعين التأمل نتأكد أن العقيدة هى موضوع القرآن الأكبر .
لابد أن نعى أن القرآن لم يهتم هذا الاهتمام كله بقضية العقيدة لأنه كان يواجه العرب المشركين المنكرين للا إله إلا الله ،إنه يواجه المؤمنين بذات القضية ،لأنها قضية الحياة بالنسبة للانسان .
يجب أن نستصحب فى وعينا هذه الحقيقة ونحن نقرأ القرآن :أن هذه القضية –قضية الألوهية- ليست من قضايا الماضى الذى كان ،إنما هى قضية اللحظة وكل لحظة ...إنها قضيتنا نحن ،والخطاب فيها لنا نحن بالذات ،لكل فرد فينا .
ويجب أن نستصحب فى وعينا حقيقة أخرى :أننا نحن – الذين نطلق على أنفسنا لقب "المسلمين" فى هذا العصر – أحوج الناس إلى تدبر القرآن ومصاحبته فى هذه القضية بالذات ،بعد أن ضعف وعينا بها ،واستحالت كلمة تقال باللسان والقلب غافل عن مقتضياتها ،وفى مقدمة مقتضياتها التحاكم إلى شريعة الله .
إن هذه القضية اليوم – فى العالم الإسلامى المعاصر الذى أدركته جاهلية القرن العشرين فأبعدته عن مقتضيات عقيدته – هى قضية الساعة ،التى ينبغى أن يركز المسلم اهتمامه عليها ليستقيم إسلامه بصفته فردا ،وبصفته بعد ذلك جماعة وأمة .
القرآن ...هو كتاب التربية والتوجيه لهذه الأمة ،هو منهج التربية الذى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وربى عليه أمته من بعد .
فينبغى لنا أن نقرأ القرآن على هذا الأساس :أنه هو الذى يضع لنا منهج تربيتنا وهو الذى يربينا فى ذات الوقت .
أن هذا الدين ليس شعارات وليس مثلا معلقة فى الفضاء ولكنه واقع يعاش .
إن الإسلام ليس مشاعر إيمانية فحسب ،فضلا عن أن يكون كلمة تقال باللسان ،ولكنه عمل بمقتضى الإيمان .
وقد تولى القرآن مهمة تربية الأمة الإسلامية لتكون مسلمة بالفعل ،أى تمارس إسلامها فى عالم الواقع .
إن أعداء الاسلام يريدون أن يحصروا الاسلام فى المسجد وفى حلقات الذكر وحفظ القرآن عندها فقط سيستطيعوا السيطرة على العالم الإسلامى ونكون كالجثة الهامدة بلا حراك .
وقد دل الكتاب والسنة على أن الحق له أعداء كثيرون يصدون عنه وينهون عنه ويأتون بقوالب متنوعة على حسب أمزجتهم وما تهواه نفوسهم . وصاحب الحق يتعين عليه ألا يتزعزع عن الحق الذي عليه ويدعو إليه فإن الله ناصره ومؤيده ولا يزال منصوراً ما دام يقوم بنصر الدين ونصر الحق مخلصاً في ذلك لله ولا يزال معه من الله ظهير ما دام على تلك الحالة .
لذلك ينبغى أن نعى خطورة الأمر .
وانتظرن معى الحلقة الثانية ليتضح الأمر أكثر .