حلول عملية لتصفية الصوت من الغنة

بقلم الاستاذة الاترجة المصرية


مخارج حروف اللغة العربية


مخارج حروف اللغة العربية كلها محققة : فيبدأ صوت الحرف بمجرد تصادم طرفي المخرج ، وينتهي بانتهاء هذا التصادم ، باستثناء حروف المد فإن مخارجها مقدرة وتنتهي أصواتها بانتهاء الهواء ولذا قبلت المد والزيادة ، ومعنى ذلك أن أصوات حروف المد تتشكل بحسب وضع اللسان داخل الفم ، فإما أن يتصعد الهواء لأعلى فنسمع صوت الألف ، أو يتسفل إلى قاع الفم فنسمع صوت الياء ، أو يعترض بين التسفل والتصعد فنسمع صوت الواو ، ولكي يتصعد الصوت مع الألف لابد من ضبط مخرج الحرف السابق لها وضبط التباعد عنه بالمحافظة على وضع أقصى اللسان بحسب الحرف المتباعد عنه لأن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا ، مع الحرص على تثبيت طرف اللسان عند أصول الأسنان السفلى (أي عند أسفل لثة الأسنان السفلى) ، وعادة الألف لا يصاحبها صوت الغنة لأن اللسان كله يكون في وضع الانبساط ولا يرتفع منه أي جزء عند النطق بها باستثناء أقصاه الذي يبقى على وضع الاستعلاء مع حروف الاستعلاء السبعة فقط ، والمشكلة تحدث مع الواو والياء المديتين وحلها في المشاركة التالية بإذن الله .

شرح الواو المدية

ولكي يعترض الصوت بين التسفل والتصعد مع الواو المدية ، فلا بد من ضبط التباعد عن مخرج الحرف المحقق السابق لها بالمحافظة على استدارة الشفتين (من غير مبالغة قد تشوه منظر القارئ وكذلك المبالغة في فتح الفم مع الألف ، فالتوسط والاعتدال مطلوبين) ، وأما بالنسبة لوضع اللسان داخل الفم فلا بد من تثبيت طرفه عند أصول الأسنان السفلى ومع استدارة الشفتين فإن أقصاه يرتفع لا إراديا ، وهذا الارتفاع اللا إرادي ، يغير شكل واتجاه الهواء داخل الفم فيعترض بين التسفل والتصعد في اتجاه جوف الشفتين المستديرتين ، وحاول النطق بالواو المدية وطرف اللسان معلق قريبا من أطراف الأسنان ، ثم النطق بها وطرف اللسان مثبت عند أصول الأسنان ، وأريدك أن تنزل به إلى الغدد اللعابية أسفل لثة الأسنان ، ومع إغلاق فتحتي الأنف ستكتشف الفارق الكبير بين الحرفين في الحالتين ، وستكتشف أنك تستطيع أن تنطق بالواو المدية مشربة تماما بصوت الغنة بإرادتك ، وكذلك تستطيع أن تنطق بالواو المدية صافية تماما من صوت الغنة بإرادتك ، وكذلك الألف إن تركنا طرف اللسان معلقا فسيخالط صوتها صوت الغنة ، وإن ثبتناه عند أصول الأسنان صفا صوتها تماما من الغنة ، أما الياء المدية فشرحها في المشاركة التالية إن شاء الله .

شرح الياء المدية
ولكي يتسفل الصوت إلى قاع الفم مع الياء المدية ; لا بد من ضبط التباعد عن مخرج الحرف المحقق السابق لها بالمحافظة على تسفل الفك السفلي ، ومع ارتفاع وسط اللسان لابد من تثبيت طرفه عند أصول الأسنان السفلى كما فعلنا مع الألف والواو ، ويتبع ذلك انحدار شديد في منطقة أقصى اللسان يمتنع معه انحراف الصوت إلى الخيشوم ، ولمن يعاني من ظهور صوت الغنة مع الياء المدية خصوصا فأنصحه أن يحرص على تثبيت طرف لسانه عند أسفل أصول الأسنان السفلى ويحافظ على هذا الوضع جيدا وكأنه يدفع فكه السفلي من الداخل بطرف لسانه المثبت قريبا جدا من الغدد اللعابية أسفل الأسنان السفلى ، وهذه الطريقة تجعل أقصى اللسان ينحدر بشدة ويصفو الصوت تماما من الغنة ، وجرب النطق بالياء المدية وطرف اللسان معلق عند أطراف الأسنان أو حتى عند لثة الأسنان من غير ضغط ، ثم انطق به مرة أخرى بالطريقة التي شرحتها لك مع ضغط أسفل منطقة أصول الأسنان بقوة ، ثم ادع لي لأن النتيجة ستكون مبهرة بإذن الله ، وهناك ملاحظات عامة ينبغي للقارئ أن يراعيها عند النطق بحروف المد ، سأذكرها لاحقا بإذن الله .

ملاحظات عامة ينبغي للقارئ أن يراعيها عند النطق بحروف المد


لاحظنا من الشرح السابق أنه عند النطق بحروف المد الثلاثة لابد لتصفية أصواتها من الغنة من تثبيت طرف اللسان عند النطق بها عند أصول الأسنان السفلى ، ومع آلية النطق بكل حرف يأخذ اللسان وضعه الصحيح داخل الفم من غير أن يعيق أي جزء منه الهواء الخارج من الرئتين مرورا على الحبلين الصوتيين متخذا طريقه عبر جوف الحلق واللسان والشفتين إلى خارج الفم ، متصعدا مع الألف أو معترضا مع الواو أو متسفلا مع الياء ، ولاحظ أنه لابد من التباعد بين الفكين مع الحروف الثلاثة سواء بفتح الفم مع الألف أو عند انضمام واستدارة الشفتين مع الواو أو بتسفل الفك السفلي مع الياء ، وذلك يسمح بمرور الصوت بسلاسة في جوف الفم دون أن ينحرف إلى الخيشوم ، إذن أسباب انحراف الصوت إلى الخيشوم هي : إما أن وضع اللسان داخل الفم كان خاطئا مما جعله يعترض الصوت أثناء خروجه فينحرف إلى الخيشوم ، أو أن التباعد بين الفكين ليس كافيا فينحرف بعض الصوت إلى الخيشوم ليتخذ طريقه خارج جهاز النطق عبر فتحتي الأنف ، أما لماذا ينحرف الصوت إلى الخيشوم مع حروف المد خاصة وبناتها (الحركات الثلاث) دون غيرها من الحروف فهذا ما سأوضحه لاحقا إن شاء الله تعالى .

لماذا ينحرف الصوت إلى الخيشوم مع حروف المد خاصة وبناتها (الحركات الثلاث) دون غيرها من الحروف

مخرج حروف المد الثلاثة كما أسلفنا وبينا هو مخرج مقدر ، وكذلك الخيشوم مخرج مقدر ، وتقع بدايته أقصى الفم فوق اللهاة ، وعند هذه الفتحة يقع الطبق وهو ببساطة قطعة لحمية إذا ارتفعت انفتح معها الخيشوم وإذا نزلت انغلق معها الخيشوم ، والطبيعي أن الطبق لا يرتفع إلا مع الميم والنون اللتين لا يكتمل صوتاهما إلا بالغنة ، ولاحظ أي صورة من صور مخارج الحروف في أي كتاب تجويد فستجد فيها أن فتحة الخيشوم عند أقصى الفم مغلقة بالطبق إلا مع الميم والنون فستجدها مفتوحة ، وبالنسبة لحروف المد الثلاثة فإن الوضع الطبيعي لفتحة الخيشوم الخلفية هو أن تكون مغلقة ، ولكن مع عدم تحقيق التباعد المطلوب بين الفكين أو اعتراض جزء من اللسان لصوت حرف المد أثناء خروجه ، فإن قوة هذا الصوت المجهور تجعل الطبق يرتفع ليفتح له طريق الخيشوم الذي يقود الصوت بسهولة إلى خارج الفم ، وبالصبر والمثابرة والدعاء والرغبة الصادقة في تنقية الصوت من الغنة مع التدريب على الآلية الصحيحة للنطق بهذه الحروف ، سيصفو صوتها تماما من الغنة بإذن الله ، وتبعا لها الحركات ، وللتدريب العملي على ذلك ، نقوم بعمل جدول للحروف المحققة الثمانية والعشرين ونبدأ هذا الجدول بحروف الحلق وأولها الهمزة ، وندرب أنفسنا عليها مع الألف مرة ومع الواو مرة ومع الياء ، ثم مع الحركات الثلاث ، فإن صفا الصوت من الغنة انتقلنا إلى حروف اللسان ما عدا النون ، ثم حروف الشفتين ما عدا الميم ، وسبب هذا الترتيب أن حروف الحلق لا علاقة لها باللسان فيسهل معها التحكم في وضعه مع حروف المد التالية لحروف الحلق ، وسبب جعل النون والميم في آخر الجدول هو أن المتدرب لا يمكنه أن يصفي صوتيهما من الغنة إلا بعد إتقان ذلك مع الحروف الأخرى فيتمكن من التباعد بين الفكين ويضبط وضعية اللسان مع الحروف الثلاثة ، ثم يتدرب على النطق بحروف المد مع الميم والنون لأنه بعد أن يتصادم في مخرجيهما المحققين ، ويكتمل صوتاهما في مخرج الخيشوم المقدر نتباعد عن هذا المخرج المقدر إلى مخرج الجوف المقدر أيضا ، ومع عدم تمكن القارئ من آلية النطق بحروف المد الثلاثة فإن الصوت سيجري جزء منه في الخيشوم وجزء منه في الجوف وتبقى معه الغنة من بداية النطق بالحرف الأغن وحتى انتهاء صوت حرف المد ، وبقي التنبيه على شيئين آخرين سأذكرهما لاحقا بإذن الله .

التنبيه:


التنبيه الأول : أن صوت الغنة قد يظهر مع الياء بعد حروف الهاء والدال والتاء ، وكذلك مع كسرهما ، وسبب ظهور الغنة مع كسرة الهاء أو الياء المدية بعدها هو ضعف مخرج الهاء مع بعده عن الفم ، فينبغي على القارئ أن يضغط مخرجها قليلا مع تقوية اعتماده عليه فينطق بحركته المجهورة بالقوة اللازمة لها ، ومع هذه القوة يتمكن من التحكم في وضع اللسان داخل الفم فينطق بالياء بعدها صافية من الغنة ، وكذلك كسرة الهاء ، وخاصة في كلمة : (به) موصولة ، والحل أن تضغط المخرج وتتباعد عنه بالقوة اللازمة لجهر الحركة .
أما بالنسبة للدال والتاء فإن قربهما من مخرج النون يجعل كسرتهما أو الياء بعدهما يخالطهما صوت الغنة ، ولذا كان لابد من التنبيه على ضبط مخرج الحرف المحقق قبل التباعد عنه إلى الجوف للنطق بالحركة أو حرف المد ، ولكني خشيت من تشتيت انتباه القارئ ولم أذكره إلا مع الألف وأرجأته إلى هذا الموضع ليسهل فهمه وتطبيقه عمليا ، إذن سبب ظهور الغنة مع كسرة الدال والتاء أو مع الياء المدية بعدهما هو عدم ضبط مخارج هذه الحروف ، بمعنى أن القارئ بدلا من أن يتصادم بطرف لسانه العريض في منطقة نطع الفم ، فإنه يتصادم برأس طرف اللسان عند أصول الثنايا العليا قريبا جدا من مخرج النون ، ومع الكسر الذي لا يتقنه القارئ المبتدئ تظهر الغنة ، والحل : أن يرجع بطرف لسانه العريض إلى منطقة نطع الفم ليضبط المخرج أولا فينضبط معه التباعد عنه إلى الجوف إذا اتبع النصائح السابقة بإذن الله تعالى

بقيت نصيحة للأخت الحافظة للقرآن والتي تسعى لنيل الإجازة وتعاني من الغنة :
اتبعي الإرشادات السابقة بدقة ولا تيأسي أبدا من رحمة الله الذي بفضله يسر لك حفظ كتابه ، وبرحمته الواسعة بإذن الله سينالك فضل الاتصال بسند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن أخلصت نيتك لله تعالى وأخذت بالأسباب ثم توكلت عليه حق توكله ، وهمسة في أذنك : لا تقرئي أبدا إلا وأنت في وضعية جلوس صحيحة مستقيمة الظهر غير منكفئة ، واحرصي على شرب المشروبات الساخنة كالشاي الأخضر والنعناع والزنجبيل والينسون صباحا وقبل النوم لتخلصك من البلغم مع عمل تدريبات للنفس ، والرياضة البدنية وأقلها المشي يوميا نصف ساعة تساعد على إمداد خلايا الجسم بالأكسجين اللازم لها فتنتظم ضربات القلب مع المجهود وينتظم التنفس ، وفقك الله لما يحب ويرضى

أسباب همس الحروف المتحركة

حروف الهجاء منها ما هو مهموس ومنها ما هو مجهور ، وسبب الهمس : ضعف اعتماد القارئ على مخرج الحرف مما يؤدي لعدم تكيف هواء الزفير المندفع بالإرادة بصوت الحرف ، فيخرج صوته ضعيفا مهموسا أكثره هواء .
وسبب الجهر : قوةاعتماد القارئ على مخرج الحرف مما يؤدي لتكيف هواء الزفير المندفع بالإرادة بصوت الحرف ، فيخرج صوته قويا مجهورا أقله هواء .
هذا مع الحروف الساكنة ، فإذا تحركت هذه الحروف فإن ما كان منها مهموسا يبقى همسه متمثلا في ضعف الاعتماد على مخرجه قبل التباعد للحركة ، وما كان منها مجهورا يبقى جهره متمثلا في قوة الاعتماد على مخرجه قبل التباعد للحركة ، ولأن الحركات بنات حروف المد الرخوة المجهورة ، فكذلك الحركات رخوة ومجهورة ، وبالتالي فإن كل الحروف المتحركة لا بد أن يظهر معها جهر الحركة المتمثل في قوة صوتها والناتج عن قوة التباعد عن المخرج المحقق إلى جوف الحركة في زمن النطق بها .
إذاً كل الحروف المتحركة أصواتها مجهورة سواء بدأت بضعف اعتماد (الحروف المهموسة) أو بدأت بقوة اعتماد (الحروف المجهورة) فهذه البداية لا يعتد بها في وصف صوت الحرف المتحرك لأن التصادم بين طرفي المخرج لا زمن له ، وإنما يكون لمجرد تحقيق صوت الحرف قبل التباعد للحركة المجهورة .
وبالتالي فمن الخطأ أن نهمس الحروف المتحركة عموما ، وسبب همسها هو التباعد عن المخرج المحقق بضعف أو التباعد بطريقة خاطئة كما سنبين في هذا البحث .
وأكثر الحروف التي تُهمس حركاتها بالخطأ ، هي الكاف والتاء ، ثم الطاء والقاف (عندنا في مصر ولا أدري كيف هو الحال في الدول العربية الأخرى) ، وسبب همس الكاف والتاء هو أن هذين الحرفين حال سكونهما يبدأ صوت كل منهما بقوة اعتماد على طرفي المخرج كافية لغلقهما تماما مما يؤدي لاحتباس الصوت والنفس وإعاقتهما إعاقة تامة ، وبالتالي لا بد من عمل مكمل لصوت الحرف وهو الهمس ، وسببه ضعف الاحتباس المتمثل في طول زمنه ، بمعنى :
في الحروف الشديدة المجهورة قوة الاعتماد على المخرج تؤدي لقوة الانفكاك ، ولهذا فإن زمن الاحتباس قصير وكذلك زمن الانفكاك قصير ، فعندما نقول : (اقْ) فإن مجموع زمني الاحتباس والانفكاك المتمثل في القلقلة وهو زمن النطق بالقاف الساكنة يكون قصيرا جدا بمقارنته بالكاف الشديدة المهموسة .
وذلك لأن قوة الاعتماد على مخرج الحرف الشديد المهموس عندما مقارنته بالشديد المجهور تكون أضعف ولكنها كافية لاحتباس الصوت في المخرج ، ويتمثل ضعفها في طول زمن الاحتباس ، فعندما نقول : (اكْ) فإن مجموع زمني الاحتباس والانفكاك المتمثل في الهمس وهو زمن النطق بالكاف الساكنة يكون أطول من زمن النطق بالقاف المقلقلة .
ولكي نهمس الكاف والتاء بطريقة صحيحة ومن غير تكلف فإن حرص القارئ على إضعاف اعتماده على المخرج بإطالة زمن المكث فيه ، يجعل طرفيه ينفرجان بضعف ويتدفق من بينهما الهواء في خفة وسلاسة .
وبالتالي فإن سبب قلقلة الكاف الساكنة هو قصر زمن الاحتباس وبالتالي قصر زمن الانفكاك ، فيكتسب صوتها قوة متمثلة في صوت القلقلة المجهور ، فيكون لاج هذا الخطأ كما سبق وبيَّنا بإطالة زمن احتباس الحرف في مخرجه سواء الكاف أو التاء .
أما إذا تحرك الشديد المهموس فإن صوته يبدأ باحتباس ضعيف ثم نتباعد إلى جوف الحركة بقوة تؤدي لخروج صوته قويا مجهورا ، فإذا تم التباعد بضعف فإن هذا الضعف يؤدي لخروج الكاف والتاء المتحركتين مهموستين ويخالط الهواء صوت حركتهما .
إذا الحل في التباعد بقوة تؤدي لجهر الحركة ، ولكن هناك أخطاء تحدث في هذا التباعد مع بعض المبتدئين ، وهي كالتالي :
** بالنسبة للكاف المتحركة : فمن الخطأ أن يحدث احتكاك بين منطقة أقصى اللسان (مخرج الكاف) وغار الحنك الأعلى ، وهذا الاحتكاك يضعف التباعد إلى الحركة فيكسبها همسا ، فيخرج صوتها هكذا : (كـَه) ، (كـُه) ، (كـِه) ، وهذا خطأ ، والصواب أن يضبط القارئ مخرج الكاف وقوة اعتماده عليه ويضبط التباعد عنه بقوة جهر الحركة من نقطة التصادم في المخرج بغير أن يحدث أي احتكاك بين طرفي المخرج ، فتخرج حركتها قوية مجهورة هكذا : (كـَ) ، (كـُ) ، (كـِ) بدون أي شائبة هواء .
** بالنسبة للتاء المتحركة : فمن الخطأ أيضا أن يحدث احتكاك بين منطقة طرف اللسان العريض (مخرج التاء) وما يحاذيها من نطع الفم ، وهذا الاحتكاك يضعف التباعد إلى الحركة فيكسبها همسا ، فيخرج صوتها هكذا : (تـَه) ، (تـُه) ، (تـِه) ، وأكثر ما يحدث مع الكسر ، وكذلك طريقة التباعد إلى المخرج ، فمن يهمس التاء المتحركة وخاصة المكسورة ، كما في كلمة : (السماواتِ) فلأنه لا يعرف آلية النطق الصحيحة بالياء الجوفية فإنه كذلك لا يعرف آلية النطق الصحيحة بالكسرة ، وسبق وبينا أننا مع حروف الجوف يجب أن ننتبه إلى ضرورة إمساك طرف اللسان عند أصول الثنايا السفلى ، وكذلك مع الحركات ، فمن يهمس التاء المتحركة يقوم بعد التصادم في مخرج التاء ومع التباعد للحركة بدفع طرف لسانه إلى الأمام في اتجاه خارج الفم ، والصواب أن ينزل بطرف لسانه إلى أصول الأسنان ، وغالبا ما أقول لتلميذاتي : اسحبي طرف لسانك لأسفل الفم ، وبالتدريب يتم التباعد إلى الحركات بطريقة سليمة .
يتبع بإذن الله .

أما القاف والطاء المتحركتان ومثلهما الدال ، فإن من يهمس هذه الحروف متحركة يهمسها وهي ساكنة ، وهذا خطأ لأن هذه الحروف الثلاثة شديدة مجهورة مقلقلة ، وسبب همسها ساكنة هو ضعف اعتماد القارئ على مخارجها والصواب تقوية الاعتماد على المخرج في زمن احتباس قصير وزمن انفكاك قصير ، فإذا تحركت هذه الحروف فإن التباعد عنها بضف مع إحداث احتكاك بين طرفي المخرج يؤديان لهمسه بالخطأ ، والصواب هو التباعد عن المخرج بقوة مع اتجاه طرف اللسان إلى أصول الثنايا السفلى بحسب آلية نطق كل حركة من الحركات الثلاث .

لكي تتخلصي من الخنفان في كلامك العادي :
1 - لا تتحدثي وفمك شبه مغلق لأن الصوت يعاق داخل الفم بهذه الطريقة ولا يجد له مخرجا آخر إلا الخيشوم .
2 - احرصي على التباعد بين الفكين أثناء حديثك ، فلا تتحدثي وأسنانك العليا قريبة جدا من السفلى .
3 - وضع لسانك داخل فمك يعيق صوتك دائما أثناء الحديث ، مع عدم تحقيق التباعد بين الفكين ، وعليه انتبهي دائما إلى أن طرف لسانك لا يكون معلقا داخل فمك ، بل مرتكزا أسقل لثة الأسنان السفلى .
4 - بالتدريب والمران على وضعيات النطق الصحيح سيتحسن الأمر بالنسبة لك ، وإغلاقك أنفك والتجربة بدون حلول عملية لن توصلك لشيئ ، تعلمي الطريقة الصحيحة للنطق بحروف المد خاصة كما بينا وتدربي عليها وأنت على علم وحينها بإذن الله ستجدين الأمر يتحسن معك .
5 - بعد إتقان النطق بحروف المد طبقي ما تعلمته مع الحركات ، فخنفان صوتك سببه أن التباعد مع الحركات - التي هي بنات حروف المد - لا يتم بصورة صحيحة ، ويحتاج أيضا لتدريب ومران بنفس طريقة حروف المد .
6 - ابدئي تدريباتك بحرف الهمزة ، فبُعد مخرجها مع قوة الاعتماد عليه يساعدك على التركيز مع وضع السان ، ثم كرري مع حروف الحلق ثم اللسان والشفتين ، واتركي الميم والنون لآخر مرحلة .
7 -عليك بالدعاء مع الأخذ بالأسباب ، والمتابعة مع معلمة متقنة ، ودعواتي لك بالتوفيق ، وأنتظر منك مشاركة تخبرينني فيها أنك طبقت الخطوات المذكورة مع الهمزة ، وأنك سمعت صوتها صافيا تماما من الغنة