معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    ::: سبعون مسألة في الصيام :::

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    ::: سبعون مسألة في الصيام ::: Empty ::: سبعون مسألة في الصيام :::

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 03 يوليو 2012, 6:03 pm


    ::: سبعون مسألة في الصيام :::

    فإن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات، فيها تضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات، تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها، فقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها . وإنما خلق الله الخلق لعبادته فقال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات،
    ومن أعظم العبادات الصيام الذي فرضه الله على العباد، فقال: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة ، ورغبهم فيه فقال: وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) سورة البقرة ،
    وأرشدهم إلى شكره على فرضه بقوله: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) سورة البقرة .
    وحببّه إليهم وخفّفه عليهم لئلا تستثقل النفوس ترك العادات وهجر المألوفات، فقال عزّ وجلّ: أياما معدودات ، ورحمهم ونأى بهم عن الحرج والضرر، فقال سبحانه: فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (184) سورة البقرة .
    فلا عجب أن تُقبل قلوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم يخافونه من فوقهم ويرجون ثوابه والفوز العظيم .


    ولما كان قدر هذه العبادة عظيما كان لابدّ من تعلّم الأحكام المتعلقة بشهر الصيام ليعرف المسلم ما هو واجب فيفعله، وما هو حرام فيجتنبه، وما هو مباح فلا يضيّق على نفسه بالامتناع عنه .

    *******

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    ::: سبعون مسألة في الصيام ::: Empty رد: ::: سبعون مسألة في الصيام :::

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 03 يوليو 2012, 6:08 pm



    تعريف الصيام
    1- الصوم لغة: الإمساك، وشرعا الإمساك عن المفطّرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بالنية .


    حكم الصيام
    2- أجمعت الأمة على أن صوم شهر رمضان فرض، والدليل من الكتاب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، ومن السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بُني الإسلام على خمس: وذكر منها صوم رمضان " رواه البخاري فتح 1/49 ومن أفطر شيئا من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة،

    قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا التي رآها: " حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات ؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قال: قلت: من هؤلاء ؟ قال: الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم " أي قبل وقت الإفطار صحيح الترغيب 1/420.

    قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكّون في إسلامه، ويظنّون به الزندقة والانحلال .
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    ::: سبعون مسألة في الصيام ::: Empty رد: ::: سبعون مسألة في الصيام :::

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 03 يوليو 2012, 6:19 pm


    فضل الصيام

    3- فضل الصيام عظيم ومما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة :

    أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث: " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " البخاري فتح رقم 1904 صحيح الترغيب 1/407،
    وأن الصوم لا عِدل له النسائي 4/165 وهو في صحيح الترغيب 1/413، وأن دعوة الصائم لا تُردّ رواه البيهقي 3/345
    وهو في السلسلة الصحيحة 1797، و أن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه رواه مسلم 2/807،
    وأن الصيام يشفع " للعبد يوم القيامة يقول : أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه " رواه أحمد 2/174 وحسّن الهيثمي إسناده: المجمع 3/181 وهو في صحيح الترغيب 1/411، وأن " خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " مسلم 2/807،
    وأن " الصوم جُنّة وحصن حصين من النار " رواه أحمد 2/402 وهو في صحيح الترغيب 1/411 وصحيح الجامع 3880،
    وأنّ " من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " رواه مسلم 2/808،
    وأنّ " من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة " رواه أحمد 5/391 وهو في صحيح الترغيب 1/412 .
    وأنّ في الجنة بابا يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد " البخاري فتح رقم 1797 .

    وأما رمضان فإنه ركن الإسلام وقد أُنزل فيه القرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر، وأن " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " رواه البخاري الفتح رقم 3277،
    وصيامه يعدل صيام عشرة أشهر أنظر مسند أحمد 5/280 وصحيح الترغيب 1/421، وأن " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري فتح رقم 37، و "لله عزّ وجلّ عند كلّ فطر عتقاء " رواه أحمد 5/256 وهو في صحيح الترغيب 1/419 .


    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    ::: سبعون مسألة في الصيام ::: Empty رد: ::: سبعون مسألة في الصيام :::

    مُساهمة من طرف حبيبه الخميس 12 يوليو 2012, 8:36 am


    من فوائدالصيام

    4- في الصيام حكم وفوائد كثيرة مدارها على التقوى التي ذكرها الله عز وجل في قول " لعلكم تتقون "، وبيان ذلك : أن النفس إذا امتنعت عن الحلال طمعافي مرضاة الله تعالى وخوفا من عقابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام .

    وأن الإنسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه، فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح .

    وأن الصائم إذا ذاق ألم الجوع أحس بحال الفقراء فرحمهم وأعطاهم ما يسدّ جوعتهم، إذ ليس الخبر كالمعاينة، ولا يعلم الراكب مشقة الراجل إلا إذا ترجّل .

    وأن الصيام يربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي، إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها . وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا .

    وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد .

    وفيه فرصة عظيمة للدعاة إلى الله سبحانه فهذه أفئدة الناس تهوي إلى المساجد ومنهم من يدخله لأول مرة ومنهم من لم يدخله منذ زمن بعيد وهم في حال رقّة نادرة، فلا بدّ من انتهاز الفرصة بالمواعظ المرقِّقة والدروس المناسبة والكلمات النافعة مع التعاون على البرّ والتقوى . وعلى الداعية أن لا ينشغل بالآخرين كليّا وينسى نفسه فيكون كالفتيلة تضيء للناس وتُحرق نفسها .
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    ::: سبعون مسألة في الصيام ::: Empty

    مُساهمة من طرف حبيبه السبت 14 يوليو 2012, 4:04 pm



    5- آداب الصيام وسننه


    ومنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب، فمن ذلك :

    الحرص على السحور وتأخيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة "
    رواه البخاري فتح 4/139، فهو الغداء المبارك، وفيه مخالفة لأهل الكتاب، و " نِعمَ سحور المؤمن التمر " رواه أبو داود رقم 2345 وهو في صحيح الترغيب 1/448


    تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر"
    رواه البخاري فتح 4/198، وأن يفطر على ما ورد في حديث أنس رضي الله عنه
    قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء ." رواه الترمذي 3/79 وغيره وقال حديث حسن غريب وصححه في الإرواء برقم 922،

    ويقول بعد إفطاره ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله " رواه أبو داود 2/765 وحسن الدار قطني إسناده 2/185 البعد عن الرفث لقوله صلى الله عليه وسلم
    " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث .. " رواه البخاري الفتح رقم 1904
    والرفث هو الوقوع في المعاصي.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" البخاري الفتح رقم 1903،
    وينبغي أن يجتنب الصائم جميع المحرمات كالغيبة والفحش والكذب، فربما ذهبت بأجر صيامه كله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع " رواه ابن ماجه 1/539 وهو في صحيح الترغيب 1/453



    ومما يذهب الحسنات ويجلب السيئات : الانشغال بالفوازير والمسلسلات، والأفلام والمباريات، والجلسات الفارغات، والتسكع في الطرقات، مع الأشرار ومضيعي الأوقات، وكثرة اللهو بالسيارات، وازدحام الأرصفة والطرقات، حتى صار شهر التهجد والذكر والعبادة عند كثير من الناس ـ
    شهر نوم بالنهار لئلا يحصل الإحساس بالجوع، ويضيع من جرّاء ذلك ما يضيع من الصلوات، ويفوت ما يفوت من الجماعات، ثم لهو بالليل وانغماس في الشهوات، وبعضهم يستقبل الشهر بالضجر لما سيفوته من الملذات، وبعضهم يسافر في رمضان إلى بلاد الكفار للتمتع بالإجازات !!
    وحتى المساجد لم تخل من المنكرات من خروج النساء متبرجات متعطرات، وحتى بيت الله الحرام لم يسلم من كثير من هذه الآفات، وبعضهم يجعل الشهر موسما للتسول وهو غير محتاج، وبعضهم يلهو فيه بما يضرّ كالألعاب النارية والمفرقعات، وبعضهم ينشغل بالصفق في الأسواق والتطواف على المحلات، وبعضهن بالخياطة وتتبع الموضات، وتنزل البضائع الجديدة والأزياء الحديثة في العشر الأواخر الفاضلات لتشغل الناس عن تحصيل الأجور والحسنات .

    * أن لا يصخب، لقوله صلى الله عليه وسلم " وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم، إني صائم " رواه البخاري وغيره الفتح رقم 1894، فواحدة تذكيرا لنفسه، والأخرى تذكيرا لخصمه . والناظر في أخلاق عدد من الصائمين يجد خلاف هذا الخُلق الكريم فيجب ضبط النفس، وكذلك استعمال السكينة وهذا ما ترى عكسه في سرعات السائقين الجنونية عند أذان المغرب .

    * عدم الإكثار من الطعام لحديث " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنٍ .. " رواه الترمذي رقم 2380
    وقال هذا حديث حسن صحيح، والعاقل إنما يريد أن يأكل ليحيا لا أن يحيا ليأكل، وإن خير المطاعم ما استخدمت وشرها ما خُدمت .
    وقد انغمس الناس في صنع أنواع الطعام، وتفننوا في الأطباق حتى ذهب ذلك بوقت ربات البيوت والخادمات، وأشغلهن عن العبادة، وصار ما ينفق من الأموال في ثمن الأطعمة أضعاف ما يُنفق في العادة، وأصبح الشهر شهر التخمة والسمنة وأمراض المعدة . يأكلون أكل المنهومين، ويشربون شرب الهيم، فإذا قاموا إلى صلاة التراويح قاموا كسالى، وبعضهم يخرج بعد أول ركعتين .

    * الجود بالعلم والمال والجاه والبدن والخُلُق وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس { بالخير }، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة " .
    رواه البخاري الفتح رقم 6
    فكيف بأناس استبدلوا الجود بالبخل والنشاط في الطاعات بالكسل والخمول فلا يتقنون الأعمال ولا يحسنون المعاملة متذرعين بالصيام .

    والجمع بين الصيام والإطعام من أسباب دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام " رواه أحمد 5/343 وابن خزيمة رقم 2137

    وقال الألباني في تعليقه: إسناده حسن لغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من فطّر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء "
    رواه الترمذي 3/171 وهو في صحيح الترغيب 1/451 قال شيخ الإسلام رحمه الله: والمراد بتفطيره أن يُشبعه . الاختيارات الفقهية ص: 109

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024, 8:20 am