معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    صور من حسن العشرة بين الزوجين

    ام ايهاب
    ام ايهاب


    صور من حسن العشرة بين الزوجين  Empty صور من حسن العشرة بين الزوجين

    مُساهمة من طرف ام ايهاب الأربعاء 29 أغسطس 2012, 5:52 am

    صور من حسن العشرة بين الزوجين


    --------------------------------------------------------------------------------

    ) تتبع أحوال الزوج
    في الحياة كثير مما يعكر الصفو ، وقد يكون ظاهرا ، وقد يكون خفيا ؛ وقد يحدث عند أحد الزوجين شيء من هذا يلاحظ في أسلوب كلامه ونظراته وبعض أفعاله ، فمن حسن العشرة أن ينظر الطرف الآخر في أسباب ذلك ويحاول إزالته .. ليرجع الصفو وتدوم العشرة .
    روى الشيخان عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ e : " إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى " قَالَتْ : فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : " أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ : لَا ، وَرَبِّ مُحَمَّدٍ ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ : لا ، وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ " قَالَتْ : قُلْتُ : أَجَلْ ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلا اسْمَكَ ( 1[1] ) .
    قال ابن حجر - : يُؤْخَذ مِنْهُ اِسْتِقْرَاء الرَّجُل حَال الْمَرْأَة مِنْ فِعْلهَا وَقَوْلهَا فِيمَا يَتَعَلَّق بِالْمَيْلِ إِلَيْهِ وَعَدَمه , وَالْحُكْم بِمَا تَقْتَضِيه الْقَرَائِن فِي ذَلِكَ , لأَنَّهُ e جَزَمَ بِرِضَا عَائِشَة وَغَضَبهَا بِمُجَرَّدِ ذِكْرهَا لاسْمِهِ وَسُكُوتهَا , فَبَنَى عَلَى تَغَيُّر الْحَالَتَيْنِ مِنْ الذِّكْر وَالسُّكُوت تَغَيُّر الْحَالَتَيْنِ مِنْ الرِّضَا وَالْغَضَب , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون اِنْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ شَيْء آخَر أَصْرَح مِنْهُ لَكِنْ لَمْ يُنْقَل .
    وَقَوْل عَائِشَة : ( أَجَل يَا رَسُول اللَّه مَا أَهْجُر إِلا اِسْمك ) قَالَ الطِّيبِيُّ : هَذَا الْحَصْر لَطِيف جِدًّا ؛ لِأَنَّهَا أَخْبَرَتْ أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ فِي حَال الْغَضَب الَّذِي يَسْلُب الْعَاقِل اِخْتِيَاره لَا تَتَغَيَّر عَنْ الْمَحَبَّة الْمُسْتَقِرَّة .ا.هـ وَقَالَ اِبْن الْمُنَيِّر : مُرَادهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَتْرُك التَّسْمِيَة اللَّفْظِيَّة وَلَا يَتْرُك قَلْبهَا التَّعَلُّق بِذَاتِهِ الْكَرِيمَة مَوَدَّة وَمَحَبَّة .ا .هـ .
    ومن هذا الباب ما في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ .. الحديث ( [2]2 ) .


    2 ) ومن حسن العشرة تطييب خاطر الزوج ومراعاة مشاعرها
    وهذا مما يدخل السرور على النفس ويزيل آثار الحزن والهم ؛ وقد قال الله تعالى لنبيه : ]تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ[ (الأحزاب: 51 ) وعن صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ - - قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ e وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ كَلامٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : " أَلا قُلْتِ : فَكَيْفَ تَكُونَانِ خَيْرًا مِنِّي ، وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ ، وَأَبِي هَارُونُ ، وَعَمِّي مُوسَى ؟! " وَكَانَ الَّذِي بَلَغَهَا أَنَّهُمْ قَالُوا : نَحْنُ أَكْرَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ e مِنْهَا ، وَقَالُوا : نَحْنُ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ e وَبَنَاتُ عَمِّهِ ( [3]3 ) .
    وفي سير أعلام النبلاء عن صفية بنت حيي - - أن النبي e حج بنسائه، فبرك بصفية جملها فبكت ، وجاء رسول الله e لما أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ( [4]4 ) .
    فليتنا نتعلم من قدوتنا e في حياته مع أهله ، ليكون لنا نبراسًا في حياتنا الزوجية ، وأعتقد أن هذه السنن الزوجية تُصلح كثيرًا مما يجري بين الأزواج في حياتهم ... أليس كذلك ؟ ... بلى .

    [1] - البخاري ( 5228 ) ، ومسلم ( 2439 ) .

    [2] - البخاري ( 5267 ) ، ومسلم ( 1474 ) .

    [3] - رواه الترمذي ( 3892 ) ، والطبراني في الأوسط ( 8503 ) ، والحاكم (6790).

    [4] - سير أعلام النبلاء : 2 / 233، 234 .



    ومن حسن العشرة
    الإغضاء عن الهفوات
    للإنسان هفوات ذكرًا كان أو أنثى ، ولابد ؛ وفهم هذه الحتمية تجعل للزوجين فهمًا للإغضاء عن الهفوات ، ولكن طبيعة المرأة العاطفية مع ما فيها من نقص في العقل قد يكون منها التسرع والوقوع في مثل هذه الهفوات ، فلابد للزوج أن يدرك ذلك منها وأن يغمض عينيه عن تلك الهفوات ، ليفتحها على جوانب الخير فيها ؛ وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " ([1]) ، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ " ([2]) .
    قال ابن حجر – : قيل : اِقْبَلُوا وَصِيَّتِي فِيهِنَّ وَاعْمَلُوا بِهَا وَارْفُقُوا بِهِنَّ وَأَحْسِنُوا عِشْرَتهنَّ ؛ وقَوْلُهُ : «خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع " قِيلَ : فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ حَوَّاء خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع آدَم الأَيْسَر ، وقَوْله : « وَإِنَّ أَعْوَج شَيْء فِي الضِّلْع أَعْلاهُ » قِيلَ : فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ أَعْوَج مَا فِي الْمَرْأَة لِسَانهَا , وَفَائِدَة هَذِهِ الْمُقَدِّمَة أَنَّ الْمَرْأَة خُلِقَتْ مِنْ ضِلْع أَعْوَج فَلا يُنْكَر اِعْوِجَاجهَا , أَوْ الإِشَارَة إِلَى أَنَّهَا لا تَقْبَل التَّقْوِيم كَمَا أَنَّ الضِّلْع لا يَقْبَلهُ . قَوْلُهُ : " فَإِنْ ذَهَبْت تُقِيمهُ كَسَرْته " قِيلَ : هُوَ ضَرْب مَثَل لِلطَّلاقِ ، أَيْ : إِنْ أَرَدْت مِنْهَا أَنْ تَتْرُك اِعْوِجَاجهَا أَفْضَى الأَمْر إِلَى فِرَاقهَا , وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسْلِم : " وَإِنْ ذَهَبْت تُقِيمهَا كَسَرْتهَا , وَكَسْرهَا طَلاقهَا " ([3]) .
    قال القسطلاني - : فيه ندب إلى مداراة النساء وسياستهن والصبر على عوجهن ، وأن من رام تقوميهن رام مستحيلا وفاته الانتفاع بهن ، مع أنه لا غنى للإنسان عن امراة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه ([4]) .ا.هـ .
    فإذا علم ذلك فعلى الزوج أن يأخذ الأمور بحكمة ويتغاضى عن الهفوات ، ويصبر على المرأة ، ولا يجنح إلى الخيال ولا يطلب الكمال ؛ وليعلم أن حسن الخلق معها ليس كف الأذى عنها بل احتمال الأذى منها ، والحلم عن طيشها وغضبها ، اقتداء برسول الله فقد كان أزواجه يراجعنه الكلام وتهجره إحداهن إلى الليل ([5]) .

    [1] - مسلم ( 1469 ) .

    [2] - البخاري ( 3331 ) ومسلم (1468) .

    [3] - انظر فتح الباري : 6 / 368 ، مختصرا .

    [4] - إرشاد الساري : 8 / 78 .

    [5] - جزء من حديث رواه مسلم ( 1479 ) .


    مما أعجبني



    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    صور من حسن العشرة بين الزوجين  Empty رد: صور من حسن العشرة بين الزوجين

    مُساهمة من طرف حبيبه السبت 19 أبريل 2014, 3:35 pm

    عليك الصلاة والسلام يا رسول الله  
    فأين الرجال من خلقة الآن إلا ما رحم ربي

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 10:05 am