( الدرس الثلاثون )
المبتدأ والخبر
فأما المبتدأ فهو: اسم مرفوع وقع مسندا إليه وتجرّدَ عن العوامل اللفظية.
والخبر هو: اسم مرفوعٌ وقع مسندا إلى المبتدأ.
مثل: زيدٌ قائمٌ، فزيد اسم مرفوع، مسندٌ إليه لأنه أسند ونسب إليه القيام، وقد تجرد عن العوامل اللفظية أي لم يسبقه عامل ملفوظ سبب له الرفع، بخلاف قولنا: قامَ زيدٌ، فزيد هنا فاعل مرفوع مسند إليه القيام ولكن قد سبقه عامل لفظي وهو الفعل قام فهو الذي قد رفعه، أما المبتدأ فلم تسبقه كلمة تجلب له الرفع.
وقائمٌ هو خبر للمبتدأ لأنه وقع مسندا إلى المبتدأ، (فزيدٌ ) مسندٌ إليه ( وقائمٌ ) مسندٌ. وإن شئت قل إن زيدا مخبر عنه وقائما مخبرٌ به، أي أنه في المبتدأ والخبر توجد ذات كزيد يخبر عنها بخبر ما كالقيام.
فزيدٌ:مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وقائمٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره
وكذا الأمثلة التالية: ( عمروٌ جالسٌ ) ( عليٌ شجاعٌ ) ( الرجلُ نشيطٌ ) ( النخلةُ عاليةٌ ) ( النارُ حارقةٌ ) ( محمدٌ نبيٌّ) ( اللهُ ربُنا ) ( الإسلامُ دينُنا ) ( الصلاةُ فرضٌ ) ( الزنا حرامٌ ) فالاسم الأول فيها هو المبتدأ وما بعده هو الخبر
مثال: قال الله : ( محمدٌ رسولُ اللهِ ) وإعرابها: محمدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، رسولُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه.
مثال آخر: قال : ( الرجالُ قوَّامونَ على النساءِ ) وإعرابها: الرجالُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، قوّامونَ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، على: حرف جر مبني على السكون، النساءِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
ثم إن علامة المبتدأ والخبر هي اكتمال الفائدة بهما فالمبتدأ يمثل الذات التي سيحكم عليها بشيء والخبر هو الشيء الذي سيحكم به وتحصل الإفادة به، وهذا ما يعبر عنه بالمسند إليه والمسند، وعليه فهما وجدت أن الكلمة التي بعد المبتدأ لا تعطي الإفادة فلا تجعلنّها خبرا؛ فإن الخبر هو محور الإفادة، فليس يشترط أن يأتي الخبر بعد المبتدأ مباشرة.
مثل: زيدٌ الطويلُ قائمٌ، فزيد هو المبتدأ ولكن الطويل ليس هو الخبر لأنه لا يتم الكلام ولا تحصل الفائدة به فلو قيل لك: زيدٌ الطويلُ، وسكتَ المتكلم فستقول له ما به ؟ فإذا قال لك: قائمٌ فستحصل الإفادة به فلذا نعربه خبرا.
ومثل: زيدٌ الذي رأيته بالأمس قائمٌ، فزيد هو المبتدأ وقائم هو الخبر أما ما بينهما من الكلام فله إعرابه الخاص به.
ومثل: الرجالُ الذين يطيعون الله ورسوله ويتمسكون بدينهم مفلحونَ، فالرجال مفلحون هذا هو المبتدأ والخبر.
والقصد هو تنبيهك على أن تحسن التمييز بين الخبر وبين غيره، وأن تربط ذهنك بفكرة المسند إليه، والمسند.
ثم إن المبتدأ قسمان: ظاهر، ومضمر، فالظاهر مثل: زيدٌ قائمٌ، والمضمر مثل: ( أنا قائمٌ- نحنُ قائمونَ- أنتَ قائمٌ- أنتِ قائمةٌ- أنتما قائمانِ- أنتم قائمونَ- أنتنَّ قائماتٌ- هوَ قائمٌ- هيَ قائمةٌ- هما قائمانِ- همْ قائمونَ- هنَّ قائماتٌ )
وإعرابها واحد في كل ما سبق هو: ضمير منفصل مبني على كذا في محل رفع مبتدأ.
مثال: قال الله : ( بل نحنُ محرومونَ ) وإعرابها: نحنُ: ضمير منفصل مبنى على الضم في محل رفع مبتدأ، محرومونَ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وقد اتضح بما سبق أن المبتدأ والخبر تارة يكون إعرابهما لفظيا وتارة يكون تقديريا وتارة يكون محليا.
فالإعراب اللفظي مثل: زيدٌ قائمٌ- الزيدانِ قائمانِ- الزيدونَ قائمون. أي بالضمة وبالألف وبالواو.
والإعراب التقديري مثل: الزنا حرامٌ، فالزنا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، وحرامٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
والإعراب المحلي كما في الضمائر - وقد سبقت أمثلتها - وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
مثل: هذا قائمٌ- هذهِ قائمةٌ- هذانِ قائمانِ- هاتانِ قائمتانِ- هؤلاءِ قائمونَ- هؤلاءِ قائماتٌ.
وإعرابها فيما سبق واحد هو: اسم إشارة مبني على كذا في محل رفع مبتدأ.
مثال: قال الله : ( هذا بيانٌ لِلناسِ ) وإعرابها: هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، بيانٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، اللام: حرف جر مبني على الكسر، الناسِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
ومثل: الذي أكرمتُه قائمٌ- التي أكرمتُها قائمةٌ- اللذانِ أكرمتهما قائمانِ- اللتانِ أكرمتهما قائمتانِ- اللذين أكرمتهم قائمونَ- اللاتي أكرمتهنَّ قائماتٌ.
فالذيْ: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أكرمْ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به وهو العائد وجملة ( أكرمته ) صلة، قائمٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
فتلخص أن المبتدأ هو اسم مرفوع وقع مسندا إليه وتجرّدَ عن العوامل اللفظية، وينقسم: إلى ظاهر ومضمر، والخبر هو: اسم مرفوعٌ وقع مسندا إلى المبتدأ.
( الأسئلة )
2- ما هي أقسام المبتدأ ؟
3- مثل بمثال لكل قسم من أقسام المبتدأ في جملة مفيدة ؟
( التمارين 1 )
( الدينُ المعاملةُ- الصدقُ طمأنينةٌ والكذبُ رِيبةٌ- السواكُ مطهرةٌ للفمِّ- خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ-أكملُ المؤمنينَ إيماناً أحسنُهم أخلاقاً ).
( التمارين 2 )
( عزيزٌ- فصيحةٌ- مجاهدانِ- تقيٌّ- مساجدُ ).
( التمارين 3 )
1-هؤلاءِ محسنونَ .
2- أنتما مستقيمانِ على الطاعةِ.
3- الذي يبتسمُ للناسِ محبوبٌ.