( الدرس الرابع )
الإعراب
وآخر الكلمة يكون محلا لتغيرات مختلفة لاحظْ قول الله : ( الذينَ قالَ لهمُ الناسُ إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم ) فانظر
إلى كلمة ( الناس ) ذكرت مضمومة ثم ذكرت مفتوحة، ولاشك أنَّ هذا التغير إنما هو بسبب قواعد النحو، وكذلك انظر إلى هذه الآيات قال الله : ( قُتِلَ الإنسانُ ما أكفرَهُ ) وقال سبحانه: ( إنَّ الإنسانَ لفيْ خُسرٍ ) وقال: ( هل أتى على الإنسانِ حينٌ مِن الدهرِ ) تجد كلمة ( إنسان ) ذكرت مضمومة ثم مفتوحة، ثم مكسورة، بحسب موقعها في الكلام، فكلمة ( الناس- والإنسان ) تسمى بالمعربة.
والكلمة المعربة هي: الكلمة التي تتغيّر حركة آخرها بحسب موقعها في الكلام.[/size]
وهنا نصل إلى سؤال مهم وهو: متى يصح أن نجعل آخر الكلمة مضمومة ومتى يصح أن نجعلها مفتوحة ومتى يصح أن نجعلها مكسورة ؟
والجواب هو: أن ضبط حركة آخر الكلمة يكون بحسب موقعها في الجملة والكلام.
ولنذكر بعض القواعد:أولا: ( الفاعل يضم آخره )، ثانيا: ( المفعول به يفتح آخره )، ثالثا: ( الاسم المسبوق بحرف الجر يكسر آخره ).
وإليك الشرح والبيان:
قد عرفتَ كيف تميّز بين الاسم والفعل والحرف، ثم الفعل دائما يقتضي وجود فاعل قام بذلك الفعل فانظر إلى هذه الأمثلة: ( قامَ زيدٌ- جاءَ عمروٌ- استيقظَ الولدُ ) تجد ثلاث جمل كل واحدة منها متكونة من فعل واسم فالجملة الأولى ( قامَ زيدٌ ) متكونة من فعل ماض، واسم، وكذلك البقية ولو لاحظنا معاني تلك الجمل لوجدناها تدل على فعل، وشخص قام بذلك الفعل، يسمى بالفاعل وتكون حركة آخره هي الضمة.
فالفاعل هو: اسمٌ يأتي بعد الفعل، ويدل معناه أنه هو الذي قام بالفعل، ويكون آخره ضمة.
فهذا الضابط الأول الذي مسكناه وهو أننا نضم آخر الاسم إذا كان فاعلا.
مثال: قال الله : ( قالَ نسوةٌ في المدينةِ ) فقالَ: فعل ماض، ونسوةٌ، فاعلٌ آخره ضمة.
وأما المفعول به فانظر معي إلى هذه الأمثلة ضربَ زيدٌ عمراً- أكرمَ عليٌ بكراً- قرأَ الطالبُ الدرسَ ) تجد كل جملة متكونة من فعل واسمين الأول منها مضموم والثاني مفتوح ونجد من حيث المعنى أن الاسم الأول يدل على الفاعل، والثاني يدل على الذي وقع عليه الفعل، فالاسم الذي قام بالفعل يسمى فاعلا ويكون مضموما، والاسم الذي وقع عليه الفعل يسمى مفعولا به ويكون مفتوحا.
فالجملة الأولى ( ضربَ زيدٌ عمراً ) متكونة من فعل ماض، ومن اسم قام بفعل الضرب وهو زيد ويسمى فاعلا، ومن اسم وقع عليه الضرب وهو عمرو ويسمى مفعولا به.
فالمفعول به هو: اسم، يدل على الذي وقع عليه الفعل، ويكون آخره فتحة.
وهذا الضابط الثاني الذي نمسكه وهو أننا نفتح آخر الاسم إذا كان مفعولا به.
مثال: قال الله : ( وورثَ سليمانُ داودَ ) فورثَ فعل ماض، وسليمان فاعل، وداود مفعول به.
وأما الاسم المجرور فهو: اسم يسبقه حرف من حروف الجر. مثل ( مِن- إلى - عَن- على- في- الباء ) فهذه الحروف تدخل على الأسماء وتجعل حركة آخرها هو الكسرة، وإليك هذه الأمثلة: ذهب زيدٌ مِن البيتِ إلى المدرسةِ، فهنا دخل الحرف ( مِن ) على البيت فتسبب في كسره، ودخل الحرف ( إلى ) على المدرسة فكسرها أيضا، ومثل: رميتُ السهمَ عن القوسِ، فالقوس اسم مكسور والذي سبب له هذه الكسرة هو حرف الجر ( عن )، ومثل: صعدَ زيدٌ على الدرجِ، فالدرج اسم مكسور لأنه مسبوق بحرف الجر ( على ) ومثل: دخلَ زيدٌ في المسجدِ، فالمسجد اسم مكسور آخره والذي عمل فيه هذه الكسرة وجلبها له هو ( في )، ومثل: كتبَ زيدٌ بالقلمِ، فالباء حرف جر وقد كسرت القلم.
فحروف الجر هي: حروف معينة مثل مِن وإلى تدخل على الأسماء وتقوم بكسر آخرها.
وهذا الضابط الثالث الذي نمسكه وهو أننا نكسر الاسم المسبوق بحرف الجر.
مثال: قال الله : ( مِن المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى ) فالمسجد كسر مرتين مرة بسبب ( مِن ) ومرة بسبب ( إلى ).
فتلخص من ذلك أن الإعراب هو: تغير يحدث في آخر الكلمة لاختلاف موقعها في الكلام.
فالكلمة تتغير من ( الضمة إلى الفتحة إلى الكسرة ) بحسب موقعها فإذا وقعت في الجملة فاعلا حدثت الضمة، وإذا وقعت مفعولا به حدثت الفتحة، وإذا وقعت مسبوقة بحرف جر حدثت الكسرة.
( أسئلة )
2- ما هو الفاعل وما هو المفعول به وما هو الاسم المجرور؟
3- مثل بمثال من عندك للفاعل والمفعول به والاسم المجرور؟
( تمارين 1 )
( صاحَ الديكُ- بكى الطفلُ- يزرعُ الفلاحُ الأرضَ- مزَّقَ الغلامُ الورقَ- يقطعُ النجارُ الخشبَ بالمنشارِ- ترقدُ الدجاجةُ على البيضِ- ركبَ زيدٌ الطائرةَ من العراقِ إلى الشامِ- يغوصُ السبَّاحُ في الماءِ ).
( تمارين 2 )
( الرجل- الأسد- البرق- المؤمن- المطر ).
المصدر