بسـم الله الـرحمـن الـرحيـم
السـلام عليكـم ورحمـة الله وبـركـاتـه
تأثير "لا إله إلا الله" عند الموت
لشهادة "أن لا إله إلا الله" عند الموت تأثير عظيم في تكفيرالسيئات وإحباطها؛
لأنها شهادة من عبد موقن بها عارف بمضمونها، قد ماتت منه الشهوات ولانت نفسه المتمردة،
وانقادت بعد إبائها واستعصائها وأقبلت بعد إعراضها وذلت بعدعزها،
وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها،
واستذلت بين يدي ربها وفاطرها ومولاها الحق
أذل ما كانت وأرجى ما كانت لعفوه ومغفرته ورحمته.
وتجرد منها التوحيدبانقطاع أسباب الشرك وتحقق بطلانه،
فزالت منها تلك المنازعات التي كانت مشغولة بها،
واجتمع همها على من أيقنت بالقدوم عليه والمصير إليه،
فوجه العبد وجهه بكليته إليه،وأقبل بقلبه وروحه وهمه عليه.
فاستسلم وحده ظاهراً وباطناً ، واستوى سره وعلانيته فقال لا اله إلا الله مخلصاً من قلبه.
وقد تخلص قلبه من التعلق بغيره والالتفات إلى ما سواه.
قد خرجت الدنيا كلها من قلبه وشارف القدوم على ربه،
وخمدت نيران شهوته، وامتلأ قلبه من الآخرة فصارت نصب عينيه،
وصارت الدنيا وراء ظهره، فكانت تلك الشهادة الخالصة خاتمة عمله،
فطهرته من ذنوبه، وأدخلته على ربه؛ لأنه لقي ربه بشهادة صادقة خالصة،
وافق ظاهرها باطنها وسرها علانيتها، فلو حصلت له الشهادة على هذا الوجه في أيام الصحة
لاستوحش من الدنيا وأهلها، وفر إلى الله من الناس،
وأنس به دون ما سواه، لكنه شهد بها بقلب مشحون بالشهوات
وحب الحياة وأسبابها ونفس مملوءة بطلب الحظوظ والالتفات إلى غير الله.
فلو تجردت كتجردها عند الموت لكان لها نبأ آخر وعيش آخر سوى عيشها البهيمي،
والله المستعان.
من كتاب الفوائد (للإمام ابن القيّم رحمه الله)
السـلام عليكـم ورحمـة الله وبـركـاتـه
تأثير "لا إله إلا الله" عند الموت
لشهادة "أن لا إله إلا الله" عند الموت تأثير عظيم في تكفيرالسيئات وإحباطها؛
لأنها شهادة من عبد موقن بها عارف بمضمونها، قد ماتت منه الشهوات ولانت نفسه المتمردة،
وانقادت بعد إبائها واستعصائها وأقبلت بعد إعراضها وذلت بعدعزها،
وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها،
واستذلت بين يدي ربها وفاطرها ومولاها الحق
أذل ما كانت وأرجى ما كانت لعفوه ومغفرته ورحمته.
وتجرد منها التوحيدبانقطاع أسباب الشرك وتحقق بطلانه،
فزالت منها تلك المنازعات التي كانت مشغولة بها،
واجتمع همها على من أيقنت بالقدوم عليه والمصير إليه،
فوجه العبد وجهه بكليته إليه،وأقبل بقلبه وروحه وهمه عليه.
فاستسلم وحده ظاهراً وباطناً ، واستوى سره وعلانيته فقال لا اله إلا الله مخلصاً من قلبه.
وقد تخلص قلبه من التعلق بغيره والالتفات إلى ما سواه.
قد خرجت الدنيا كلها من قلبه وشارف القدوم على ربه،
وخمدت نيران شهوته، وامتلأ قلبه من الآخرة فصارت نصب عينيه،
وصارت الدنيا وراء ظهره، فكانت تلك الشهادة الخالصة خاتمة عمله،
فطهرته من ذنوبه، وأدخلته على ربه؛ لأنه لقي ربه بشهادة صادقة خالصة،
وافق ظاهرها باطنها وسرها علانيتها، فلو حصلت له الشهادة على هذا الوجه في أيام الصحة
لاستوحش من الدنيا وأهلها، وفر إلى الله من الناس،
وأنس به دون ما سواه، لكنه شهد بها بقلب مشحون بالشهوات
وحب الحياة وأسبابها ونفس مملوءة بطلب الحظوظ والالتفات إلى غير الله.
فلو تجردت كتجردها عند الموت لكان لها نبأ آخر وعيش آخر سوى عيشها البهيمي،
والله المستعان.
من كتاب الفوائد (للإمام ابن القيّم رحمه الله)