الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
فقد اتفق على عدم وضع ألف صغيرة بين اللام والهاء في اسم الجلالة (الله) وذلك للأسباب التالية :
السبب الأول التخفيف في الكتابة لكراهة اجتماع الحروف المتشابهة في الصورة :
وقد اقتصر على ذكر هذا السبب الفخر الرازي حيث قال في تفسيره ص 59/1 : "إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا (الله) في الخط لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة" .
السبب الثاني عدم الالتباس باسم الصنم (اللات) عند من وقف بالهاء أو باسم الفاعل اللاه :
وقد اقتصر على ذكر هذا السبب أبو الحسن الصفاقسي حيث يقول في تنبيهالغافلين ص 12 : " إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا : (الله) في الخط تنزيهًا أن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف" .
وكذلك الدكتور محمد محيسن حيث يقول في كتابه إرشاد الطالبين ص 37 ط2 : "اتفق العلماء على عدم إلحاق الألف المحذوفة من لفظ الجلالة (الله) وذلك فرقًا بينها وبين اللات وإلى ذلك أشار (الشيخ الخراز) بقوله :
لكن من اسمِ اللهِ رسمًا حُطَّا ******* واللات بالإلحاقِ فرقا خطا
قال صاحب الطراز في شرح ضبط الخراز ص 300 : " القصد أن يفرق بينه وبين لفظ اللات اسم صنم لاسيما عند من يقف عليه بالهاء وكأنهم قصدوا في ذلك إلى تقوية الفرق بينهما إذ الفرق بينهما خطا موجود لكون آخر اسم الجلالة هاء وآخر اسم الصنم تاء لكنهم لما قصدوا إبعاد كل من اللفظين من الأخر فما أمكنهم من فرق أتوا به إذ لا إحالة في وجود فروق متعددة ولذلك فرقوا بينهما في اللفظ أيضًا بالتفخيم في لفظ الجلالة والترقيق في الأخر .....ولو عكسوا لحصل الفرق لكن لما كان لفظ الجلالة كثير الدور ناسبه التخفيف بخلاف اللات فانه لم يرد (أي في القرآن الكريم) إلا في موضع واحد"
وقد جمع بعض العلماء بين السبب الأول والثاني ومنهم الشيخ محمد مكي الجريسي حيث قال في نهاية القول المفيد ص 111: " وان قيل لم حذفوا الألف الأخيرة (يقصد من اسم الجلالة الله) خطًا ؟ قلت : لكي لا تلتبس باللاه الذي هو اسم فاعل من لَهَى يَلْهُو وقيل تخفيفًا " , وكذلكأبو حيان حيث قال في البحر المحيط ص 15 / 1 :"وحذفت الألف الأخيرة من (الله) لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لهَى يلهُو ، وقيل : طرحت تخفيفًا ، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط" .
السبب الثالث كثرة الاستعمال سواء في التلاوة أو في غيرها :
قال صاحب نظم مورد الظمأن :
كَــــذَاكَ لاَ خِــلاَفَ بَيْنَ الأُمَّـةْ **** فِي الْحَــــذْفِ فِي اسْــمِ اللـهِ وَاللَهُمَّـهْ
لِكَثْــــرَةِ الـدَّوْرِ وَالاِسْتِعْمَــالِ **** عَـــلـَى لِسَـــــانِ لاَفِــــظٍ وَتَـــالِ
قال صاحب لطائف البيان شارحًا ص 16 / 1 :" وهذا الحذف لكثرة دورانها على لسان التالي لها قرآنًا , واللافظ بها غير قرآن , وذلك يستلزم كثرة كتابتها " , وقال صاحب تنبيه العطشان ص 235 : " وأعترض على قوله " لكثرة الدور" بأن قيل هذا التعليل غير مناسب للحذف في الخط , وإنما هو مناسب للحذف في اللفظ , ولكن اللفظ لم يحذف منه هذه الألف أجيب عنه بأن هذا من باب حمل الخط على اللفظ "
وقد جمع الإمام البغوي السبب الثاني والثالث حيث قال في تفسير الفاتحة : "وأسقطت الألف من الاسم طلبًً للخفة وكثرة استعمالها " وكذلك الأستاذ محي الدين الدرويش في كتابه إعراب القرآن ص 23 / 1 .
وقد قال الشيخ عبد الدائم الأزهري في الطرازات المعلمة ص 21:" (الله) هو الاسم الأعظم , وقد ذكر في القرآن العظيم في ألفين وثلاثمائة وستين موطنًا "
قلت : هذا بخلاف أن العبد كثيرًا ما يردد هذا الاسم الكريم في دعائه وفي صلاته وغير ذلك , ويرحم الله تعالى الملا علي القاري حين قال عن اسم الجلالة (الله) كمافي المنح الفكرية ص 18 :" والقول الأتم أنه الاسم الأعظم , لكن بشرط أن تقول يا الله , وليس في قلبك سواه " .
السبب الرابع بيان وحدانية الله تعالى :
يقول الزركشي في البرهان ص 24 / 2 :"وحذفت الألف التي قبل الهاء من اسم (الله) ، وأظهرت التي مع اللام من أوله ، دلالة على أنه الظاهر من جهة التعريف والبيان ، الباطن من جهة الإدراك والعيان " , ويقول أحد الباحثين : "أسقطت الألف التي في وسط اسم الجلالة ليبقى حروف اسمه الله متصلة غيرمجزاة , لأن الله واحد أحد صمد لا يتجزأ ولا يتعدد ولا مثيل له حتى يقارن بغيره أو يميز عنه , ومن قواعد كتابة الألف وحذفها في وسط الأسماء أن الاسم إذا كان له نظائرأثبتنا الألف حتى يدل على تميزه عند مقارنته مع غيره، وإذا لم يكن له نظيرأسقطت الألف , لأن المقارنة أسقطت بسقوط النظائر ، و(الله) سبحانه وتعالى هوالواحد الأحد الذي ليس له نظير وليس كمثله شيء".
إعداد
أشرف بن عيد المنياوي
فقد اتفق على عدم وضع ألف صغيرة بين اللام والهاء في اسم الجلالة (الله) وذلك للأسباب التالية :
السبب الأول التخفيف في الكتابة لكراهة اجتماع الحروف المتشابهة في الصورة :
وقد اقتصر على ذكر هذا السبب الفخر الرازي حيث قال في تفسيره ص 59/1 : "إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا (الله) في الخط لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة" .
السبب الثاني عدم الالتباس باسم الصنم (اللات) عند من وقف بالهاء أو باسم الفاعل اللاه :
وقد اقتصر على ذكر هذا السبب أبو الحسن الصفاقسي حيث يقول في تنبيهالغافلين ص 12 : " إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا : (الله) في الخط تنزيهًا أن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف" .
وكذلك الدكتور محمد محيسن حيث يقول في كتابه إرشاد الطالبين ص 37 ط2 : "اتفق العلماء على عدم إلحاق الألف المحذوفة من لفظ الجلالة (الله) وذلك فرقًا بينها وبين اللات وإلى ذلك أشار (الشيخ الخراز) بقوله :
لكن من اسمِ اللهِ رسمًا حُطَّا ******* واللات بالإلحاقِ فرقا خطا
قال صاحب الطراز في شرح ضبط الخراز ص 300 : " القصد أن يفرق بينه وبين لفظ اللات اسم صنم لاسيما عند من يقف عليه بالهاء وكأنهم قصدوا في ذلك إلى تقوية الفرق بينهما إذ الفرق بينهما خطا موجود لكون آخر اسم الجلالة هاء وآخر اسم الصنم تاء لكنهم لما قصدوا إبعاد كل من اللفظين من الأخر فما أمكنهم من فرق أتوا به إذ لا إحالة في وجود فروق متعددة ولذلك فرقوا بينهما في اللفظ أيضًا بالتفخيم في لفظ الجلالة والترقيق في الأخر .....ولو عكسوا لحصل الفرق لكن لما كان لفظ الجلالة كثير الدور ناسبه التخفيف بخلاف اللات فانه لم يرد (أي في القرآن الكريم) إلا في موضع واحد"
وقد جمع بعض العلماء بين السبب الأول والثاني ومنهم الشيخ محمد مكي الجريسي حيث قال في نهاية القول المفيد ص 111: " وان قيل لم حذفوا الألف الأخيرة (يقصد من اسم الجلالة الله) خطًا ؟ قلت : لكي لا تلتبس باللاه الذي هو اسم فاعل من لَهَى يَلْهُو وقيل تخفيفًا " , وكذلكأبو حيان حيث قال في البحر المحيط ص 15 / 1 :"وحذفت الألف الأخيرة من (الله) لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لهَى يلهُو ، وقيل : طرحت تخفيفًا ، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط" .
السبب الثالث كثرة الاستعمال سواء في التلاوة أو في غيرها :
قال صاحب نظم مورد الظمأن :
كَــــذَاكَ لاَ خِــلاَفَ بَيْنَ الأُمَّـةْ **** فِي الْحَــــذْفِ فِي اسْــمِ اللـهِ وَاللَهُمَّـهْ
لِكَثْــــرَةِ الـدَّوْرِ وَالاِسْتِعْمَــالِ **** عَـــلـَى لِسَـــــانِ لاَفِــــظٍ وَتَـــالِ
قال صاحب لطائف البيان شارحًا ص 16 / 1 :" وهذا الحذف لكثرة دورانها على لسان التالي لها قرآنًا , واللافظ بها غير قرآن , وذلك يستلزم كثرة كتابتها " , وقال صاحب تنبيه العطشان ص 235 : " وأعترض على قوله " لكثرة الدور" بأن قيل هذا التعليل غير مناسب للحذف في الخط , وإنما هو مناسب للحذف في اللفظ , ولكن اللفظ لم يحذف منه هذه الألف أجيب عنه بأن هذا من باب حمل الخط على اللفظ "
وقد جمع الإمام البغوي السبب الثاني والثالث حيث قال في تفسير الفاتحة : "وأسقطت الألف من الاسم طلبًً للخفة وكثرة استعمالها " وكذلك الأستاذ محي الدين الدرويش في كتابه إعراب القرآن ص 23 / 1 .
وقد قال الشيخ عبد الدائم الأزهري في الطرازات المعلمة ص 21:" (الله) هو الاسم الأعظم , وقد ذكر في القرآن العظيم في ألفين وثلاثمائة وستين موطنًا "
قلت : هذا بخلاف أن العبد كثيرًا ما يردد هذا الاسم الكريم في دعائه وفي صلاته وغير ذلك , ويرحم الله تعالى الملا علي القاري حين قال عن اسم الجلالة (الله) كمافي المنح الفكرية ص 18 :" والقول الأتم أنه الاسم الأعظم , لكن بشرط أن تقول يا الله , وليس في قلبك سواه " .
السبب الرابع بيان وحدانية الله تعالى :
يقول الزركشي في البرهان ص 24 / 2 :"وحذفت الألف التي قبل الهاء من اسم (الله) ، وأظهرت التي مع اللام من أوله ، دلالة على أنه الظاهر من جهة التعريف والبيان ، الباطن من جهة الإدراك والعيان " , ويقول أحد الباحثين : "أسقطت الألف التي في وسط اسم الجلالة ليبقى حروف اسمه الله متصلة غيرمجزاة , لأن الله واحد أحد صمد لا يتجزأ ولا يتعدد ولا مثيل له حتى يقارن بغيره أو يميز عنه , ومن قواعد كتابة الألف وحذفها في وسط الأسماء أن الاسم إذا كان له نظائرأثبتنا الألف حتى يدل على تميزه عند مقارنته مع غيره، وإذا لم يكن له نظيرأسقطت الألف , لأن المقارنة أسقطت بسقوط النظائر ، و(الله) سبحانه وتعالى هوالواحد الأحد الذي ليس له نظير وليس كمثله شيء".
إعداد
أشرف بن عيد المنياوي