هل كان إسلام الصحابة والتابعين صحيحا........بدون أن
يتصوفوا؟؟
في العصر الذي تتحقق فيه الرفعة والمنعة بالعلم والتكنولوجيا والبحث العلمي والتعليم، يرى المتصوفة، وهم مؤثرون بأفكارهم فى قطاعات عريضة من المسلمين، يرون أن تحصيل العلوم يكون بانقطاع المرء عن الدنيا تماماً، والاختلاء بالنفس في مكان قصي: زاوية أو خانقاه، ثم يؤدى فروض الصلاة فقط، ويصرف همه دون ذلك حتى أنه لا يقرأ القرآن، ويعطل عقله حتى عن التأمل والتفكر، وعليه فقط ترديد لفظ الجلاله : الله .. الله .. الله – على طريقة دراويش حلقات الذكر، وبعد ذلك تنفك له فجأة مغاليق المعارف والعلوم. أليس ذلك مما لا نزال نراه فى حلقات الذكر والموالد ؟ وذلك في عصر الكمبيوتر والإنترنت وغزو الفضاء. يرى علماؤهم أن تحصيل العلوم يكون " بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم، ويخلو بنفسه في زاوية، ويقتصر على الفرائض والرواتب، ولا يقرن همه بقراءة القرآن، ولا بالتأمل في نفسه، ولا يكتب حديثاً ولا غيره، ولا يزال يقول: الله .. الله .. الله، إلى أن ينتهى إلي حال يترك تحريك اللسان ثم يمحى عن القلب صورة اللفظ " . وكيف تكون رياضة النفس حسبما يرى المتصوفة، تكون بالخلوة في مكان مظلم، وإن تعذر الظلام والوحشة، يخفى المرء رأسه في ثيابه وينتظر حتى يسمع نداء الحق ويشهد حضرة الربوبية !!، ففى مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية. وانظر إلى هذه الترتيبات والعجب كيف تصدر من فقيه عالم، ومن أين له أن الذى يسمعه نداء الحق وأن الذى يشاهده جلال الربوبية، وما يؤمنه أن يكون ما يجده من الوساوس والخيالات الفاسدة". وفى حين أن العقل هو حجة الله تعالى على خلقه، وذكر حديثاً موضوعاً مؤداه أن (أكثر أهل الجنة من البٌله)، أي أن إغفال العقل هو الطريق إلى الجنة، وأن السلامة والهدى فى البلاهة، والصلاح في احتجاب العقل. وتأثرت العوام، فى ظل الأمية والجهل، بالغلاة والجهلة مما جعل الانحرافات العقلية والدينية والسياسية هى المعتقدات الفاعلة فى زمانهم والآن وكل آن. فغالب العامة جهلة، ترى منهم من يترك الفريضة ويزيد في النافلة. ولما كان تقدم المجتمع رهن بما تقدمه الطبقة المتوسطة من كوادر متعلمة ومواهب إبداعية، فقد عجزت هذه الطبقة، طبقة عموم الناس، عن تقديم وإفراز مثل هذه الكوادر بعد أن غابت العقول قرونا وقرونا فى ظلام وجهالة كان غثاء التراث يعمل عمله خلالها، فتم تسفيه العقل، وتشويه الدين، واعتناق ملة الصوفية،وطمس قيم العمل والعلم والتعلم. فبينما كان ينصح الناس تغطية رؤسهم فى الجبة طلباً للحقيقة كان الفرنجة "الكفرة" يلتمسونها فى المختبرات، وفى حين طلب من الناس الجلوس فى خلوة فى مكان مظلم انتظاراً للوحى كان الآخرون فى أوروبا ينشئون الجامعات الحديثة ويدرسون العلوم العقلية التى يحتقرها الصوفية، وانتهى الأمر بنا وبهم إلي ما نحن عليه الآن : أسياد وعبيد ولكن فى شكل جديد . ويقول وليب هير: (إن التجربة الشخصية للغزالى هى التى دعته إلى الاعتقاد بأن المذهب الصوفي فى الدين الإسلامي هو الوسيلة المجدية لمعرفة الحقيقة الإلهية رغم أن ذلك لم يمكن المؤمن من معرفة أي شئ عن الله أو الحقيقة الإلهية يزيد على ما هو متواجد بالفعل في القرآن الكريم، وهو بذلك حاول أن يضع التجربة الصوفية في داخل نطاق الشريعة الإسلامية" .وماذا قدم التصوف للإسلام، وهل اكتمل إسلام الصحابة والتابعين دون اعتناق التصوف؟ وهل تم دين السابقين دون كتب ابن عربى وكفريات أبى يزيد البسطامى وابن الفارض؟ |