معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    ما هو الإسلام الذي يجب أن أدين لله به ؟

    الراجية رحمة الله
    الراجية رحمة الله


    ما هو الإسلام الذي يجب أن أدين لله به ؟ Empty ما هو الإسلام الذي يجب أن أدين لله به ؟

    مُساهمة من طرف الراجية رحمة الله السبت 24 أغسطس 2013, 1:14 pm


    ما هو الإسلام الذي يجب أن أدين لله به ؟

    مقال واجب القراءة والنشر ، وواجب أن يصل لكل مسلم ومسلمة على وجه الأرض .
    أولاً / أسباب المقال :
    ترديد كثير من المسلمين في كثير من بلاد الإسلام عبارات خطيرة مثل :
    ما دخل الدين في السياسة - لا سياسية في الدين ولا دين في السياسة - دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله - إحنا كلنا مسلمين وموحدين - هؤلا ء يتاجرون بالدين - وغيرها من عبارات غاية في الخطورة على قائلها .
    ثانياً / دوافع المقال /
    1- تنفيذاً للعهد وعملاً بالميثاق الذي أخذه الله على الدعاة والعلماء
    (لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) .
    2- حب الخير للمسلمين والخوف عليهم والنصح لهم .
    3- براءة للذمة وإقامة للحجة وبياناً للحق ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).
    ثالثاً / أساس الانطلاق :
    1- عالمية الإسلام ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) ، ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
    2- خاتمية الرسالة فلا دين غير الإسلام ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( لا نبي بعدي)
    رابعاً / أساس الموضوع وصلبه :
    تأسيس وتوضيح في البداية : لا أتحدث هنا عن إسلام السلفيين ولا الإخوان ولا الصوفية ولا الشيعة ولا إسلام العلمانيين واللبراليين ولا غيرهم أياً كانوا .
    إنما أتحدث هنا عن الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام من عند رب العزة سبحانه وتعالى والذي يمثله القرآن والسنة .
    بعد ذلك نأتي للإجابة على السؤال :
    ما هو الإسلام الذي يجب أن يدين به كل مسلم ومسلمة لله تعالى ؟

    * الإسلام الذي يجب أن ندين به جميعاً لله تعالى هو إسلام شامل كامل :
    عقيدة وشريعة ، دين ودولة ، عبادات ومعاملات .
    عقيدة بينك وبين ربك تشمل في مجملها الإقرار له بالتوحيد والبراءة من الشرك . وشريعة تحكم حياتك على وفق منهج الله عزوجل .
    دين فيه صلاة وصيام وسائر العبادات .
    ودولة فيها مؤسسات محكومة كلها بما أنزل الله .
    عبادات تقربك من الله ... ومعاملات بينك وبين الناس لابد أن تكون مضبوطة بشريعة الله .
    * الإسلام الذي ينبغي أن ندين لله به يقوم على ( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ) .
    رضيت بالله رباً : خالقاً رازقاً مدبراً آمراً ناهياً ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) .
    وبالإسلام ديناً أي شريعة حاكمة لكل صغيرة وكبيرة في الحياة .
    وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً : أي رضيت بما أنزل عليه منهجاً وطريقة للحياة ورضيت به قدوة وأسوة حسنة .
    * الإسلام الذي ينبغي أن نعلمه يكون في المسجد خطباً ودروساً ووعظاً وتعليماً ، وفي ذات الوقت يكون في البيت والمدرسة والمصنع والمتجر وأماكن العمل وساحات المحاكم وقصور الرئاسة يكون في كل هذا منهجاً مطبقاً منفذاً .
    * الإسلام الشامل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي جعله في الليل مصلياً خاشعاً باكياً ، فإذا طلع النهار كان هو ذاته رئيس الدولة ، وقاضياً يفصل في الخصومات والمنازعات ، وقائداً للجيوش والغزوات ، يدير الحروب ويضع الخطط ، ويسيطر على الجبهات .
    يخاطب الرؤساء والملوك على مستوى العالم يدعوهم لدينه .
    يفعل كل هذا ...
    فإذا رجع إلى بيته كان خير الناس لأهله زوجه وولده ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .
    فإذا تعامل مع جيرانه فهو ينطلق من قوله ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) .
    فإذا خرج للتعامل مع الناس بيعاً وشراءً وزواجاً وطلاقاً وغيرها فأحسن الناس معاملة ، فهو الصادق الأمين ، لا كذب ولا غش ولا خيانة ولا تدليساً ، وإنما الطهر في أسمى صوره والنبل في أبهى حلله .
    فإذا شاركه في الوطن من ليسوا على دينه جعل بينه وبينهم العهود والمواثيق التي تضمن الحياة الكريمة للفريقين ، والتزام بذلك التزاماً تاماً دون أدنى تفريط في دينه ، فإذا نقضوا العهد والميثاق كان العقاب رادعاً والجزاء وفاقاً .
    و إذا حارب أعدائه فشجاعته منقطعة النظير ودهائه لا يعرف له مثيل ، يريهم البأس والقوة حتى يردهم خائبين أو مهزومين صاغرين .
    ينطلق في كل هذا من عقيدته وشريعته .
    * الإسلام الذي ينبغي أن نفهمه ونعتقده هو الذي ينظم جميع حياتنا وفق منهجه السماوي في جميع مراحلها ، طفلاً وشاباً وكهلاً ، رجلاً و امرأة ، متزوجاً وعزباً ، حاكماً ومحكوماً ،
    رئيساً ومرؤوساً .




    * الإسلام الذي ينبغي أن نعتقده هو الاستسلام التام بالتحاكم إلى الشريعة في كل شئون الحياة والرضا المطلق بحكمها ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم خرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) .
    ** هذا هو الإسلام أيها المسلمون : إسلام التشييد والبناء والاستخلاف في الأرض بالخير ، إسلام العلم والتقدم والمعرفة ، إسلام يدعو العالم كله إليه والدخول فيه ، إسلام الأخلاق الفاضلة في قمتها والآداب الكريمة في روعتها ، إسلام الإيمان والعمل الصالح ، إسلام العزة التى لا تقبل الذل والكرامة التي لا تقبل المهانة ، والرفعة التى لا ترضى بالانحطاط ، والشهامة التى لا تلتفت إلى الدنايا ، يريد لاتباعه أن يكون سادة لا عبيداً ، قادة لا مقودين .
    * الإسلام الذي يسعد بتطبيقه تطبيقاً صحيحاً المسلمون وغير المسلمين فيعيشوا في كنفه أجمل حياة وأسعدها .
    * إسلامنا أسعد العالم قروناً من الزمان يوم أن كان قوياً فتياً .
    * الإسلام الذي ينبغي أن يعتقده كل مسلم ومسلمة يشمل كل جوانب الحياة وينظمها أحسن وأبدع ما يكون التنظيم والإبداع ، فقط لأنه من لدن حكيم حميد .
    * إسلامنا لديه كل وسائل التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) .
    أخيراً / أيها المسلمون : الإسلام كلٌ لا يقبل أن يتجزأ بحال من الأحوال ، فإما إسلام كامل وإما لا إسلام .
    * إسلامنا يشمل : الظاهر والباطن ، والسر والعلانية ، والغيب والشهادة ، والمظهر والجوهر ، والحركة والسكون ، والخلوة والجلوة ، والظهور والخفاء ، والبيت والشارع ، والبروالبحر ، والأرض والسماء ، والدين والدولة ، والدنيا والآخرة .

    ** أما أن يراد للإسلام أن يكون في المساجد دون المحاكم وقصور الرئاسة ، أو في الفرد دون المجتمع ، أو في الدين دون الدولة ، أو في الباطن دون الظاهر ، أو في البيت دون المدرسة والمؤسسة ، أو يفهم على أنه ظاهر دون باطن ، أو مظهر دون جوهر .
    فهذا كله إسلام لا نقبله ، ولا ينفع أصلاً ، ولا يسمى إسلاماً من الأساس .
    فليتفقد كل منا إسلامه في حياته ليرى أين هو منه . ***
    *** في النهاية / يجب على كل من وصله هذا الكلام أن يفهمه جيداً ويتعلمه ويعلمه من هم تحت سلطانه من زوج وأولاد وآباء وأمهات وإخوة وأخوات ، ثم يوصله لكل من يعرف من أصدقاء وزملاء وأصحاب وجيران بشتى الطرق والوسائل حتى تعم الفائدة وتقوم الحجة . ***

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 7:28 pm