ندوة تلفزيونية : أسباب السعادة الزوجية
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ
إخوتي المؤمنين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحلقة السابقة تحدثنا عن أسباب الشقاق الزوجي، وفي الحقيقة هو موضوع سلبي، ولكن هذه الحلقة إن شاء الله تعالى سنتحدث فيها عن أسباب السعادة الزوجية، والحقيقة أنه ينبغي أن نتلافى أسباب الشقاق، ثم أن نفعل موجبات السعادة الزوجية، لو عدنا إلى كتاب، ومنهج الله، وتعليمات الصانع، وكلام الخبير فإننا نجد الله عز وجل يقول:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
(سورة النساء)
ما معنى كلمة معروف ؟ المعروف تعرفه الفطر السليمة بداهة، إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾
(سورة آل عمران)
ما المعروف ؟ الشيء الذي تعرفه النفوس بداهة يقول هكذا فطرت يقول وجبلت عليه، ألم يقل الله عز وجل:
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8﴾
(سورة الشمس)
يعني أنها إذا اتقت تعلم أنها اتقت من دون أن ينبّهها أحد، وإذا فجرت تعلم من دون أن ينبهها أحد، هذه هي الفطرة، وهي متوافقة تماماً مع منهج الله، قال تعالى:
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾
(سورة الروم)
أي أن تقيم وجهك نحو الدين، أن تشدّ همتك إلى تطبيق الحق، هو ما جبلتَ أنت عليه في الأصل، لذلك حينما يقول الله عز وجل:
﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾
الشيء الذي تعرفه النفوس فطرة وابتداء وبداهة من دون توجيه، والفطرة أيها الإخوة شيء مهم جداً في الدين.
يقول الله عز وجل:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19)﴾
(سورة النساء)
نحن في دار ابتلاء، لا في دار استواء، وفي منزل ترح، لا منزل فرح، ومن عرف الدنيا لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.
قال بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
قالوا: ليست المعاشرة بالمعروف أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها.
أيها الإخوة الكرام، روت كتب الأدب والسيرة أن قاضياً شهيراً اسمه شريح لقيه صديقه الفضيل، فقال له: يا شريح، كيف حالك في بيتك ؟ قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكِّر صفائي، قال: وكيف ذلك يا شريح ؟ قال خطبتُ امرأة من أسرة صالحة، فلما كان يوم الزفاف وجدتُ صلاحاً وكمالاً، يقصد صلاحاً في دينها، وكمالاً في خُلقها، فصليتُ ركعتين شكر على نعمة الزوجة الصالحة، فلما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي، وتشكر شكري، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب دنوتُ منها، فقالت لي: على رِسلك يا أبا أمية، ثم قامت فخطبت، وقالت: أما بعد، فيا أبا أمية، إنني امرأة غريبة، لا أعرف ما تحب، ولا ما تكره، فقل لي ما تحبه حتى آتيه، وما تكره حتى أجتنبه، ويا أبا أمية، لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ـ e ـ ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، فاتّقِ الله بي، وامتثل قوله تعالى:
﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾
في الحلقة السابقة تحدثنا عن أسباب الشقاق الزوجي، وفي الحقيقة هو موضوع سلبي، ولكن هذه الحلقة إن شاء الله تعالى سنتحدث فيها عن أسباب السعادة الزوجية، والحقيقة أنه ينبغي أن نتلافى أسباب الشقاق، ثم أن نفعل موجبات السعادة الزوجية، لو عدنا إلى كتاب، ومنهج الله، وتعليمات الصانع، وكلام الخبير فإننا نجد الله عز وجل يقول:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
(سورة النساء)
ما معنى كلمة معروف ؟ المعروف تعرفه الفطر السليمة بداهة، إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾
(سورة آل عمران)
ما المعروف ؟ الشيء الذي تعرفه النفوس بداهة يقول هكذا فطرت يقول وجبلت عليه، ألم يقل الله عز وجل:
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8﴾
(سورة الشمس)
يعني أنها إذا اتقت تعلم أنها اتقت من دون أن ينبّهها أحد، وإذا فجرت تعلم من دون أن ينبهها أحد، هذه هي الفطرة، وهي متوافقة تماماً مع منهج الله، قال تعالى:
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾
(سورة الروم)
أي أن تقيم وجهك نحو الدين، أن تشدّ همتك إلى تطبيق الحق، هو ما جبلتَ أنت عليه في الأصل، لذلك حينما يقول الله عز وجل:
﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾
الشيء الذي تعرفه النفوس فطرة وابتداء وبداهة من دون توجيه، والفطرة أيها الإخوة شيء مهم جداً في الدين.
يقول الله عز وجل:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19)﴾
(سورة النساء)
نحن في دار ابتلاء، لا في دار استواء، وفي منزل ترح، لا منزل فرح، ومن عرف الدنيا لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.
قال بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
قالوا: ليست المعاشرة بالمعروف أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها.
أيها الإخوة الكرام، روت كتب الأدب والسيرة أن قاضياً شهيراً اسمه شريح لقيه صديقه الفضيل، فقال له: يا شريح، كيف حالك في بيتك ؟ قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكِّر صفائي، قال: وكيف ذلك يا شريح ؟ قال خطبتُ امرأة من أسرة صالحة، فلما كان يوم الزفاف وجدتُ صلاحاً وكمالاً، يقصد صلاحاً في دينها، وكمالاً في خُلقها، فصليتُ ركعتين شكر على نعمة الزوجة الصالحة، فلما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي، وتشكر شكري، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب دنوتُ منها، فقالت لي: على رِسلك يا أبا أمية، ثم قامت فخطبت، وقالت: أما بعد، فيا أبا أمية، إنني امرأة غريبة، لا أعرف ما تحب، ولا ما تكره، فقل لي ما تحبه حتى آتيه، وما تكره حتى أجتنبه، ويا أبا أمية، لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ـ e ـ ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، فاتّقِ الله بي، وامتثل قوله تعالى:
﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾
للموضوع بقية