كيف تتخلصين من المَلَل ؟
الملل شعور الفرد بالفراغ والسأم من الأشياء
والإعراض عنها ، وهو من المشكلات النفسية والاجتماعية .. وقد يكون ذلك
طبيعياً إذا مر على الإنسان لفترة بسيطة لكن الخطورة تكمن عندما يستمر
لفترة طويلة . قال عليه الصلاة والسلام ( ليصلِّ أحدكم نشاطه ، فإذا كسل
أو فتر فليرقد ) وذلك لتجديد العزم والهمة ، وغالباً ما ينجم الملل عن عدم
وضوح الهدف في الحياة ، فالإنسان إذا انتهى من الأهداف القريبة كالدراسة
أو التخرج أو حتى التوظف يشعر بالملل والفراغ ؛ لأنه لم يفكر في الغاية
الأسمى التي يعيش من أجلها.
وإليك يا من أصبت بالملل هذه النقاط حتى تتمكنين من التخلص منه والانطلاق :
أولاً : حددي هدفك .. معظم من يشعرن
بالملل يعشن حياتهن بلا أهداف أو يحصرن هدفهن في الحياة على الجوانب
المادية منها .. أما المساحة الكبرى من حياتها والأعمال الكثيرة التي
تؤديها فقد أخرجتها من عبودية الله إلى عبودية نفسها وهواها . وحتى لا
يعيش الإنسان - رجلاًً كان أم امرأة شاباً أم فتاة - في فراغ وملل ، عليه
أن يحرص على ملْ وقته بالأعمال التي تعود عليه بالخير والنفع في دنياه
وأخراه ، رابطاً كل ذلك بالهدف والرسالة التي من أجلهما يسعى حريصاً على
القيام بالواجبات ..ومتى فعل ذلك سيجد أن أبواب العمل والبذل والعطاء
أكثر من أن تحصى وأن وقته سيضيق عن الإتيان بها كلها ، وعندها لن تراه
يسأل : ماذا أعمل ؟ أو أن يعمل أعمالاً أقرب إلى اللهو والعبث منها إلى
الجدِِ والفائدة ..
ثانياً : اتقني عملك .. إتقان العمل يعطي شعوراً
باللذة والنجاح ويدفع الرتابة عن تحقيق الأهداف فكل هدف تحقيقينه بإتقان
هو قصة نجاح تعطي حياتك معنى وتدفع عنها الملل ..
ويتطلب إتقان العمل عزيمة قوية ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ) فلا تستصغري نفسك أو
تحتقريها وتقعديها عن عظائم الأعمال بحجة أنك لست أهلاً لها .
ثالثاً : لاتنسي أذكارك .. أذكار الصباح والمساء من أسباب الحصول على الراحة النفسية
والطمأنينة القلبية ، قال تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب ..وحتى تتعافي ممَا أصابك، أو تسلمي ممَا لم يقع لك ، عليك أن تتحصني بعدد من
الأذكار والأدعية المشروعة في اليوم والليلة ففيها الأجر العظيم ، والحصن
المنيع لعدد من كبير من الأسقام التي يعيشها كثير من الناس اليوم .. ومن
بينها الملل ؛ فالأذكار للقلب كالزيت للمصباح .
رابعاً : اختاري رفقة صالحة .. البيئة الصالحة للفتاة كالأرض الخصبة ، والحرارة المناسبة ،
والتغذية الجيدة للنباتات والأشجار ، فإذا لم يتوفر لها هذه العناصر فإما
أن يكون مصيرها إلى التلف ، وإما أن تخرج ثمارها ضعيفة ، والرفقة الصالحة
من أهم عناصر البيئة الصالحة هي تساعد صاحبتها على القيام بالكثير من
الواجبات والطاعات، وتكون سبباً في ثباتها واستقامتها ، وتزيل عنها ما
يعيشه أكثر الناس اليوم من الهم والحزن .
خامساً : روِّحي عن نفسك .. من الأساليب الناجحة لعلاج الملل الترويح عن النفس بالطرق المباحة وفي
الأوقات والأمكنة اللائقة ؛ لأن البعض إما أنه لا يعرف شيئاً اسمه الترويح
والاستجمام بحجة ارتباطه بأعماله الدائمة ، فينتج عن ذلك أن تمل نفسه
وتضيق ، والبعض الآخر تجده حريصاً على الترويح والاستجمام والإكثار منه
حتى أفقده متعته وأصبح بالنسبة له شيئاً مملاً ، وممارسة روتينية والترفيه
الهادف هو الذي لا يتجاوز حدود المباح في عرف الشرع وليس في عرف الناس ،
وهو الذي يشبع حاجات الناس الرئيسة بكل تكامل وانسجام ، ويعطي كل جانب فيه
من الاهتمام والعناية.
منقول لتعم الفائدة