قال الشيخُ محمودُ علي بسّه في كتاب العميد :
" للتلقِّي في تعَلُّمِ القرْءان وأدائه أهميةٌ كبيرةٌ، فلا يَكفي تعَلُّمُهُ منَ المصاحفِ دون تلقيه من الحافظين له، لأَنَّ من الكلماتِ القرآنية ما يختلفُ الْقُرَّاء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظًا ورسمًا، تبعًا لتفاوتهم في فَهْمِ معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافرُ لهم من حسن الذوق، وحَسَاسِيَة الأُذنِ، ومُراعَاة ذلك كلِّه عند إلقائِها، لدرجة أنَّ بعضَهم يُخطِئُ في أدائه بما يكاد يُخرجها عن معانيها المرادة منها لتساهُلِه، وعدمِ تحرِّيه النُطْقِ السَّليمَ، والَّذِي لوْ وُفِّقَ إليه وعوَّدَ نفسه عليه، لدلَّ على حساسِية أذنه، وحسن ذَوْقِه وفَهْمِه لمعانيها".
وذلك نحو: حرِّضِ المُؤمنين {الأنفال: 65}يعظكمْ {البقرة:231} فسقى لهما {القصص:24} وَذرُوا البيعَ {الجمعة: 9}. اهـ(1).
فمن أمثلة ذلك :
1- الحذر من جعل ما ليس من أصل الكلمة، وجعله من أصل الكلمة، نحو: فَسَقَى {القصص:24}، ينبغي الحذر من قراءتها من الفسق وهي من السقية.
2- الحذر من إشباع الكسرة الموهم بأن الكلام للمخاطبة،نحو: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين {يونس:87}، ينبغي الحذر من إيجاد ياء دالة على المخاطبة.
3-الحذر من فصل الموصول، نحو: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا {يوسف:25}، فيقرأها "ألف، يا".
4-الحذر من وصل المفصول، نحو : وَسَاءَ لَهُمْ {طه:101}، فيقرأها لحنًا من المساءلة بدلاً من الإساءة .
5- الحذر من تخفيف المشدد بسبب التعسف، كما في : الحقَّ {النبأ:39}، فلو تهاون في أداء الشدة حال تطرفها لصارت من الإلحاق.
6- الحذر من تشديد المخفف المتطرف، مثال ذلك، الأذلَّ{المنافقون: }
7- الحذر من اختلاس الحركة، كما في : يَعِدُكُمْ {البقرة:268}.
قلت : وهذا الموضوع اعتنى به الكثير من أهل الأداء رواية، أي: من جهة التلقي أكثر منه دراية، أي: من جهة النظري، وأن الاهتمام بهذه المسائل يعتبر من أساسيات القراءة، ولا ضابط لهذا الموضوع إلا السماع والمشافهة، وتدبر المعنى، لأنه لا علاقة لهذه اللحون بمخرج أو صفة (1).
* * * *
من كتاب دراسة علم التجويد للمتقدمين/ جمال القرش
يتبع ان شاء الله