بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلم عليكم و رحمة الله و بركاته
السلم عليكم و رحمة الله و بركاته
همزة الوصل
مع العلم أنّ العرب لا تبدأ بحرف ساكن و لا تقف على متحرك، فلا بد أن نأتي بهمزة للتمكّن بالبدء بالسّاكن في أوّل الكلمة. و من هنا تأتي أهمية همزة الوصل. تعريفها:
هي همزة تجتلب للبدء بالحرف الساكن، تثبت في حال البدء، وتسقط في حال الدرج و تكون في الأسماء، والأفعال، والحروف.
شروط همزة الوصل:
همزة الوصل لها ستّة شروط:
1 – تثبت في الخط عل صورة الألف،
2 – تخرج ابتداء من مخرج الهمزة،
3 – تتحرّك بحركة لفظية عارضة،
4 – تسقط في درج الكلام،
5 – تتصدّر الكلمة،
6 – الحرف الذي بعدها ساكن محقّق.
هي إذا، همزة زائدة تقع في أوّل الكلمة تجتلب للبدء بها للنطق بالحرف الساكن، تثبت في رسم المصحف على صورة ألف، تخرج ابتداء من مخرج الهمزة، تتحرّك بحركة لفظية عارضة، تثبت ابتداء و تسقط وصلا و هي ثابتة رسما في كل الأحوال و تحذف حال الوصل لفظا فقط، و تكون في الأسماء و الأفعال و الحروف.
أولا: دخول همزة الوصل على الأفعال:
تكون إمّا بالكسر و إمّا بالضم.
- إذا كان ثالث الفعل مفتوح أو مكسور أو مضموم ضم عارض، تكون بالكسر مطلقا.
- إذا كان ثالث الفعل مضموم ضم أصلي أي ضم لازم، تكون بالضم.
°همزة الوصل لا تكون إلا في خمسة أنواع من الأفعال في القرءان الكريم:
1 – في الفعل الماضي الخماسي نحو:
- ((اعتدى)) "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَن" (البقرة الآية 194)،
- ((اصْطَفَى)) من قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا" (آل عمران الآية 33)،
- ((انتَهَوْا)) من قوله تعالى: "فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (البقرة الآية 192)،
- ((ابْتُلِيَ)) من قوله تعالى: "هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ" (الأحزاب الآية 11).
2 - الأمر من الفعل الخماسي نحو:
- ((انتَهُوا)) من قوله تعالى: "انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ "(النساء الآية 171)،
((انتَظِرُوا)) من قوله تعالى: "قُلِ إِنَّا مُنتَظِرُونَ" (الأنعام الآية 158).
3 – في الفعل الماضي السداسي نحو:
- ((اسْتَسْقَى)) من قوله تعالى: "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ" (البقرة 60)،
- ((اسْتُحْفِظُوا")) من قوله تعالى: "وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ" (المائدة 44)،
- ((اسْتَكْبَرَ)) من قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة الآية 34).
4 – الأمر من الفعل السداسي نحو:
((اسْتَغْفِرْ)) من قوله تعالى: "اعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ " (آل عمران الآية 159)
5 – الأمر من الفعل الثلاثي نحو:
((ادْعُ)) من قوله تعالى: ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ " (النحل الآية 125)،
ونحو: ((اضْرِبْ)) من قوله تعالى: " وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فقلنا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ" (البقرة الآية 60)،
ونحو: ((اذْهَبْ)) من قوله تعالى: "اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ" (النمل 28)،
ونحو: (("اخْرُجْ )) من قوله تعالى: "وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ "( يوسف الآية 31).
°حركة همزة الوصل في الأفعال:
همزة الوصل في الأفعال قياسية أي، تقاس على فعل من أفعال اللغة العربية.
- إذا كان ثالث الفعل مفتوح أو مكسور نحو: ((اذهب)) - ((اضرب)) - ((ارجع)) أو مضموم ضم عارض (نظرا لأصله) نحو: ((امشوا)) ((اقضوا)) ((ابنوا)) (فإن أصله امشيوا، اقضيوا، ابنيوا) نبدأ بالكسر مطلقا.
- إذا كان ثالث الفعل مضموم ضم أصلي نبدأ بالضم نحو : ((اتل)) - ((انظر)).
°سؤال: لماذا ننظر إلى الحرف الثالث؟
مثال اهدنا: المضارع منه، يهدي، الياء هنا يا زائدة (حرف مضارع منه زائدة) و الزائد لا يبنى عليه حكم، و الحرف الثاني هو الهاء ساكن و الساكن لا يبنى عليه حكم بسكونه و الحرف الرابع، و إن كان متحركا فهو لا يثبت على إعراب واحد. لا ننظر إلى الحرف الأول و لا الثاني و لا الرابع و ننظر إلى الحرف الثالث لأنّ حركته ثابتة لا تتغير.
°الضم العارض: كم كلمة في القرءان الكريم؟
خمسة كلمات، هي: امشوا - اقضوا – ابنوا – امضوا – ائتوا (ائتوني)
°كيف نعرف الضم العارض؟
- مثال كلمة امشوا:
1 - ((امشوا)) أصلها امشِيُوا (بكسر الشين و ضم الياء)،
2 - نقلت ضمة الياء إلى الشين بعد سلبها حركتها (امشُيوا)،
3 – التقى سكنان الياء و الواو، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين،
الأصل في ثالث الفعل مكسور، فنبدأ بهمزة الوصل مكسورة.
- كلمة اقضوا:
قضى – يقضي – اقض: دخلت عليها واو الجماعة فصارت (اقضِيُوا)، استثقلت كسرة الضاد و ضمت الياء فنقلت ضمة الياء إلى الضاد فأصبحت اقضُيوا (حركة مجانسة للواو التي بعدها)، حذفت الياء الساكنة لالتقاء الساكنين، فأصبحت ((اقضُوا)).
و نقيص عليها بقية الأمثلة في ((ابنوا)) ابنِيُوا، ((امضُوا)) امضِيُوا و ((ائتُوا)) ائتِيُوا.
ثانيًا: دخول همزة الوصل على الأسماء:
تنقسم الأسماء إلى قسمين:
اسم معرف ب: [ال] و اسم نكرة غير معرف ب: [ال]
1 – الاسم المعرف ب: [ال]
تدخل همزة الوصل على الاسم المعرف ب: [ال] التي هي على الحروف (لام التعريف) و تكون بالفتح مطلقا، نحو: الله – السّماء – الأرض – النّار.
2 – دخول همزة الوصل على الأسماء النّكرة: تنقسم إلى أسماء قياسية و أسماء سماعية
- القياسية التي تقاس على فعل من أفعال اللغة العربية، وهي المصدر من الفعل الخماسي أو الفعل السداسي نحو: افترى – افتراء / استَكبر- استِكبارا (نزيد ألف قبل آخره و نكسر الحرف الثاني).
الفعل الماضي الخماسي تكون همزته مكسورة، فمصدره تكون همزته مكسورة.
همزة الوصل في هذه الأسماء تكون بالكسر مطلقا.
- السماعية: عشرة أسماء عربية، وردت منها سبعة أسماء في القرءان الكريم، هي:
1ابن: مثل ﴿ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ﴾
2ابنة: مثل ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ﴾
3امرؤ: مثل ﴿ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ﴾
4امرأة: مثل ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ ﴾
5اثنين: مثل ﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ﴾
6اثنتين: مثل ﴿ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ ﴾
7اسم: مثل ﴿ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾
سماعية: أي هكذا تلقّيت عن النّبيّ صلى الله عليه و سلم بالسماع.
و تكون بالكسر مطلقا.
تنبيه:
قوله تعالى: "بئس الاسم الفسوق" عند الوقف على بئس اختبارا و البدء بما بعدها، يجوز فيها وجهان:
"أَلِسمُ الفسوق" أو "لِسمُ الفسوق".
- الوجه الأول (أَلِسْم): أصلها اسم، أدخلنا لام التعريف فأصبحت الاسم (همزتان، همزة [ال] التعريف وهمزة وصل في اسم)، حركت الهمزة الأولى بالفتح، حذفت الهمزة الثانية في درج الكلام، منعا للاتقاء الساكنان كسرت الام، (ذلك لمن لم يعتد بالحركة العارضة) و هو الوجه المقدم.
- الوجه الثاني (لِسْم): همزة الوصل الثانية سقطت لأنها في درج الكلام، حركت الام بالكسر منعا للالتقاء الساكنين، نبدأ بلام مكسورة بدون همزة وصل، استغنينا على همزة الوصل الأولى ابتداء لأن الام أصبحت مكسورة، ذلك (لمن اعتد بحركة الام العارضة).
اجتماع همزة القطع و همزة الوصل في كلمة واحدة
لنا عدة حالات:الحالة الأولى: إذا تقدمت همزة الوصل على همزة القطع الساكنة.
دخول همزة الوصل على همزة القطع الساكنة لا يكون إلا في الأفعال (اؤتمن - ائذن – ائتنا – اؤتوني) نحو: - ((اؤْتُمِنَ )) في قوله تعالى: " فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ " (البقرة الآية 283)،
- ((ائْذَن )) في قوله تعالى: "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ" (التوبة الآية 49)،
- ((ائْتِنَا)) في قوله تعالى: "فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" (الأعراف الآية 77)،
- ((ائْتُونِي)) في قوله تعالى: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ" (يونس الآية 79).
- وصلا، تسقط همزة الوصل وتثبت همزة القطع الساكنة.
- في حال البدء بكلمة "اؤتمن"، عندنا همزتين: دخول همزة الوصل الساكنة على همزة القطع الساكنة، نحول همزة القطع الساكنة إلى حرف مد مجانس لما قبلها (ثالث الفعل مضموم ضم أصلي تقرأ: ((أوتُمن)) و نمد الواو حركتين.
"ائذن لي" تقرأ ((إيذن)).
عند دخول همزة الوصل الساكنة على همزة القطع الساكنة فتحول همزة القطع الساكنة إلى حرف مد مجانس لما قبلها، يسمى مد بدل الابتداء.
(همزة الوصل تحرك عند البدء و في حال الوصل تسقط)
الحالة الثانية: تقدم همزة القطع التي للاستفهام (المفتوحة دائما) على همزة القطع الساكنة، تكون في الأفعال و في الأسماء (الحالة الثالثة).
في الأفعال: في سبعة كلمات في القرءان الكريم: أتّخذتم – أطّلع – أفترى - أصطفى – أتّخذناهم -أستكبرت – أستغفرت.
كل هذه الأفعال همزة الوصل فيها بالكسر، همزة الاستفهام بالفتح، نحذف الهمزة الثانية التي للوصل حتى لا يلتبس الاستفهام بالخبر.
الحالة الثالثة: دخول همزة القطع للاستفهام على همزة الوصل في الأسماء المعرف ب: [ال]، أبقوا على الهمزتان، و سبب عدم الحذف للتفريق بين الاستفهام و الخبر (و سمي مد الفرق).
حكمها فيها وجهان: الابدال و التسهيل:
1نبدل همزة الوصل حرف مد ألفا مع المد 6 حركات لزوما، وهو المقدّم وتلحق هذه الحالة بالمد اللاّزم الكلمي مثقّل (آلذَّكَرَيْنِ – آللَّهُ) و المد اللّازم الكلمي مخفف (آلْآنَ)، أو مد الفرق،
2 التسهيل بين الهمزة و الألف، و التسهيل لا مد فيه.
و وردت هذه الكلمات في القرءان الكريم في 6 مواضع كل منها في موضعين:
- "قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ " (الأنعام الآية 143 و 144)،
- "قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ " (يونس الآية 59) - "آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ" (النمل الآية 59) و تلحق حال الابدال بالمد الاّزم الكلمىي المثقّل.
– "آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ" (يونس الآية 51) – "آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" (يونس الآية 91) و تلحق حال الابدال بالمد اللاّزم الكلمىي المخفف.
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل و أخواتي
يسر الله للجميع
يسر الله للجميع