كان ( عمر بن الخطاب ) اذا ذكر ابو بكر اصديق قال
"ابو بكر سيدنا واعتق سيدنا يعنى بلالا
وان رجلا يلقبه عمر بسيدنا لهو رجل عظيم ومحظوظ ولكن هذا الرجل شديد السمره ,النحيف الناحل ,المفرط الطول الكث الشعر الخفيف العارضين لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه وتغدق عليه ,الا ويحنى راسه ويغض طرفه ويقول: وعبراته على وجنتيه تسيل
انما انا حبشى... كنت بالامس عبدا
فمن هذا الحبشى الذى كان بالامس عبدا؟؟
انه بلال بن رباح مؤذن الاسلام ومزعج الاصنام
انه احدى معجزات الاسلام العظيم
هو حبشى من امه السود جعلته المقادير عبدا لاناس من بنى جمح بمكه حيث كانت امه احدى امائهم وجواريهم
ولقد بدات انباء "محمد" تنادى سمعه حين اخذ الناس فى مكه يتناقلونها وحين كان يصغى الى احاديث سادته واصيافهم لا سيما اميه بن خلف احد شيوخ بنى جمح القبيله التى كان بلال احد عبيدها
كانت اذن بلال تلتقط من بين الكلمات الغيظ المجنون الصفات التى تصور هذا الدين الجديدوكان يحس انها صفات جديده على هذه البيئه التى يعيش فيها كما كانت اذنه تلتقط اعترافهم بشرف محمد وصدقه وامانته
وذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله ويسمع فى اعماق روحه الخيره رنينه فيذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلم بين يديه ....
ولا يلبث خبر اسلامه ان يذاع الا وتدور الارض برؤس اسياده واتفقوا على اذلال هذا العبد وتعذيبه لكى يكون عبره لكل من تسول له نفسه الدخول فى دين محمد
وهكذا بدات الشياطين ترسم لاميه بن خلف طرق تعذيب سيدنا بلال بن رباح
لقد وضع عريانا فوق الجمر على ان يرذخ عن دينه فابى ولقد كانوا يخرجون به فى الظهيره الى الصحراء التى تتحول فيها الرمال الى جهنم فيطرحونه على حصادها الملتهب ثم ياتون بحجر متسعر ينقله من مكانه بعض الرجال فيضعونه فوق جسده وصدره
ويتكرر هذا العذاب الوحشى كل يوم وبلال رضى الله عنه صامت وثابت لا يقول الا "احد احد "
ويذهب ابو بكر وهم يعذبونه ويصيح بهم "اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله "؟؟
ويشتريه العتيق ابو بكر ويحرره من هذا الظلم فورا بين الرجال الاحرار
ثم بعدها يقع اختيار الرسول عليه ليكون اول مؤذن للاسلام
وفى غزوه ( بدر) العظيمه يخرج اميه بن خلف قبحه الله لقتال المسلمين والفتك بهم ولان القدر اراد ان يسخر بالجبارين فيقتل اميه على يد بلال اليد التى طالما طوقها اميه بالسلاسل واوجع صاحبها ضربا وعذابا
وتمضى الايام وتفتح مكه
ويدخلها رسول الله عليه السلام شاكرا مكبرا على راس عشره الاف من المسلمين
ويتوجه الى الكعبه راسا هذا المكان المقدجس الذى زحمته قريش بالاصنام ويدخل الرسول الى الكعبه مصطحبا معه بلال ويامر بلال ان يعلو ظهر المسجد ويؤذن
ويؤذن بلال فيالروعه الزمان والمكان والمناسبه
وعاش بلال مع الرسول يشهد معه المشاهد كلها ويؤذن للصلاه ويحيى ويحمى شعائر هذا الدين العظيم الذى اخرجه من الظلمات الى النور وعلا شان الاسلام وعلا معه شان المسلمين وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله الذى كان يصفه بانه "رجل من اهل الجنه " لكن بلال بقى كما هو كريما متواضعا لا يرى الا نفسه "الحبشى الذى كان بالامس عبدا"
وذهب رسول الله الى الرفيق الاعلى راضيا مرضيا ونهض بامر المسلمين من بعده ابو بكر الصديق
وذهب بلال الى ابو بكر وقال له يا امير المؤمنين سمعت رسول الله يقول افضل الاعمال الجهاد فى سبيل الله
فقال ابو بكر :فما تشاء يا بلال
قال: اردت ان ارابط فى سبيل الله حتى اموت
قال ابو بكر :ومن يؤذن لنا ؟؟
قال بلال وعيناه تفيض من الدمع :انى لا اؤذن لاحد بعد رسول الله
قال ابو بكر :بل ابقى واذن لنا يا بلال
فقال بلال :ان كنت اعتقتنى لاكون لك فليكن ما تريد وان كنت اعتقتنى لله فدعنى وما اعتقتنى له
قال ابو بكر :بل اعتقتك لله يا بلال
وكان رضى الله عنه اخر اذان له ايام زار الشام امير المؤمنين عمر بن الخطاب وتوسل اليه المسلمون ان يحمل بلال على ان يؤذن لهم صلاه واحده وبالفعل صعد بلال واذن فبكى الصحابه الذين كانو ادركوا رسول الله وبلال يؤذن له بكوا كما لم يبكوا من قبل ابدا ...وكان عمر اشدهم بكاء...
ومات بلال فى الشام مرابطا فى سبيل لالله كما اراد
وتحت ثرى دمشق يثوى اليوم رفات رجل من اعظم الرجال صلابه فى الوقوف الى جانب العقيده والاقتناع
عدل سابقا من قبل هومه في الثلاثاء 17 يونيو 2008, 7:56 am عدل 3 مرات