هذه كلمات تمسح دموع من تتألم مما تجده من عوائق على طريق توبتها
كلمات تدخل السعادة على قلب كل تائبة .. حزينة .. تشعر بالوحدة
كلمات تبرد القلوب .. وتعطى الرغبة في الثبات .. والقدرة على مواجهة المزيد من الصعاب
أبشـــرى حبيبتي بالخير الوفير .. من رب العالمين
فكل ما تجديه من عوائق وصعاب في طريقك إلى الله ابتلاء من الله عز وجل
فالابتلاء نعمة من الله عز وجل
ربما تتعجبين وتقولين هل الابتلاء نعمة ؟؟
نعم نعمة .. فكم من فوائد في فترة الابتلاء
كم تضرعت القلوب وبكت العيون وكم من ركعات صليت ودعوات رفعت
وكم من آيات قرآنية لم نجد حلاوتها إلا ونحن في شدة
الله يحب أن يسمع تضرعنا ودعائنا
الله يحب أن نلجأ إليه بقلوبنا
فما أجمل الصعاب التي نواجهها في طريقنا لله
تأملي معي تلك الآيات قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) )[العنكبوت : 2-3]
يجب أن نثبت إيماننا بالله يجب أن نتحمل كل ما نواجه على طريق التوبة
وما أجمله من طريق نهايته جنة عرضها السماوات والأرض
ورضوان من الله ومصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم
ألا تستحق تلك النهاية الجميلة أن نكافح من أجلها
حتى لو كانت حياتنا كلها كفاح وتعب
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا الفردوس الأعلى
ولكـِ يا حبيبة البشرى التالية :
قال الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) ) [فصلت:30-32]
هيا نستقيم على الدرب ونثبت على الحق ونستبشر بهذه البشرى الجميلة
إنها السكينة من الله عز وجل التى تشفى آلام القلب وتداوى الجراح
فتأملت في الدموع فوجدتها نوعان :
نوع ينزل بدون أمل ولكن تنزل بكل ألم وهذه الدموع تتسبب فى المزيد من الآلام ولا تُريح القلب فكلما يبكي الإنسان أكثر يرى الدنيا مظلمة أكثر ويضيق صدره أكثر ولا يجد لمشكلته حل وهو متيقن أنه لن يخرج من كربته ولن يجد لمشكلته حل وسيبقى باقي حياته كئيبا حزينا لا يرى فرح ولا يعرف معنى السعادة
أما النوع الآخر من الدموع هى التى تنزل عندما يصيبنا كرب ونأمل من الله ونرجوه أن يفرج كربنا وهذه الدموع لها لذة فكلما نزلت أطفأت لهيب القلب وسكنت الروح وهدأت الجوارح لأننا نعلم فضل الابتلاء وفضل الصبر نعلم أن معنا رب كريم هو الخالق والمدبر فكيف نحزن وكيف نتألم ومعنا ملك الملوك , فتكون هذه الدموع سعادتنا لأنها تقربنا من الله عز وجل , تجعلنا نستشعر رحمته ولطفه فما أجملها من دموع
حبيبتي .. لا أريد أن أراكِ تتألمي وتعاني وتخافي ممن حولك ومما سيحدث
هناك من ارتدت الحجاب وتعانى من أهلها
وهناك من تركت شاب كانت على علاقة به وتركته حتى يرضى الله عنها وهى خائفة كيف سأعيش بدونه
وهناك من تركت الأغاني والأفلام وتضييع الوقت بلا هدف
وهناك .. وهناك ...
إن كنتِ تركتِ المعصية وفعلتِ الطاعة حتى يرضى الله عنكِ فلا تخافي
سيعوضكِ الله ما فقدتيه وفي الحقيقة أنتِ لم تفقدي شيء بل بالعكس
هل تريدين حناناً .. فالله عز وجل أرحم بكِ من والدتك
هو الرحمن وسعت رحمته كل شيء
هو اللطيف يلطف بعباده بفضله ونعمه
هو الودود يتودد لعباده بغفران الذنوب وتقبل الأعمال والعفو عن الأخطاء
وهذه بشرى أخرى ..
قال الله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) ) [الأحزاب: 23-24]
وما بدلوا تبديلا صمدوا على الحق
هيا لنكون مثل هؤلاء الرجال الصامدين الصادقين
نحن عاهدنا الله ألا نرجع للمعصية .. فلنصدق مع الله
ونتحمل إلى أن نلقى الله على ما يحب ويرضى
ونحتسب عند الله كل ألم وكل حزن نجده في طريقنا إلى الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما يصيب المسلم ، من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه )
تخيلي كم من السيئات ستكفّر بفضل الله عز وجل
هيا حبيبتي اصمدى وتحملي إن وعد الله حق
وهذه بشرى أخرى ..
قال الله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) ) [يونس:62-64]
هل تعلمين معنى أن يكون الله هو وليّك فهذه ولاية خاصة من الله عز وجل للمؤمنين
هذا التولي الخاص يقتضي عنايته ولطفه بعباده المؤمنين فيصلح قلوبهم حتى يصلحون أن يكونوا بقربه في جنات النعيم ويحفظهم من الوقوع في المعاصي وإن وقعوا فيها وفقهم للتوبة النصوح , يتولاهم في الدنيا بالعناية والتوفيق والحفظ ويبشرهم بالثناء الحسن بين العباد ويتولاهم عند الموت فيُحسن خاتمتهم ويثبتهم في القبر عند سؤال الملكين ويتولاهم يوم الفزع الأكبر ويتولاهم عند المرور على الصراط ويثبتهم إلى أن يدخلوا جنات النعيم
ألا تحبين أن تكوني من أولياء الله ...
فلتكوني من المؤمنين المتقين ..
وهذه بشرى أخيرة لكِ
قال الله عز وجل : ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) )[الزمر :10]
هل تعلمين من سيوفي لكِ أجرك ؟؟
ربك الكريم الكريم الغني مالك الملك
وكيف سيوفي لكِ أجرك ؟؟
بغير حساب ..
يالها من بشرى لو أدركتها القلوب
لو علمتِ أن رجلا غنيا جدا وكريم سيعطيكِ هدية
فكيف ستكون هديته
ولله الأمثل الأعلى
لا نستطيع أن نتخيل هذا الأجر الكبير من رب العالمين
ولكن هذه البشرى للصابرين على ما يجدوا من أذى
للصابرين على الطاعة ولا يضيعوها
للصابرين عن المعصية ولا يعودوا إليها
فلنكن منهم يا حبيبة
لنصبر ونحتسب ونرجو من الله أن يتقبل منا
أسأل الله أن تكون تلك الكلمات قد طيّبت بخاطرك
وأزالت همك وشجعتك على المزيد من الطاعة
وأعطتك الهمة لترك المعصية والثبات والتحمل مهما كانت الصعاب
أسأل الله أن يتوب علينا ويغفر لنا ويرحمنا
وأن يحمعني بكم في الفردوس الأعلى مع خير خلقه
النبي صلى الله عليه وسلم
آمين