السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتى فى الله هتكلم معاكم اليوم عن نعمة عظيمة وهبها الله
سبحانه وتعالى لحبيبه
ومصطفاه سيد الخلق أجمعين
(سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام)
ألا وهو حوض النبى حوض الكوثرالذى أنزل الله تعالى به أيه
فى القرآن خصها به وبالنبى
كرم الله وجه وأطلق عليها
سورة الكوثر :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
صدق الله العظيم
تتجلى رحمة الله تعالى يوم القيامة
حين تدنو الشمس من الرؤوس،
ويتمكن العطش من الناس،
ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب،
تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين،
إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ،
بل أكرمهم بحياض يشربون منها،
وجعل لكل نبي من الأنبياء حوضا
يشرب منه هو وأتباعه،
كما قال - صلى الله عليه وسلم
-: ( إن لكل نبي حوضا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة،
وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة )
رواه الترمذي وصححه الألباني .
الحوض والكوثر
الكوثر
هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة
والحوض
هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر،
فالكوثر والحوض ماؤهما واحد،
إلا أن أحدهما في الجنة،
والآخر في أرض المحشر
، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر
، قال – صلى الله عليه وسلم
– في وصف الحوض:
– ( يَغُت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق ).
يغت: أي يدفق دفقا شديدا متتابعاً، فتبين بهذا أن ماء الحوض
مستمد من نهر الكوثر في الجنة .
صفة حوض النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل
الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه
، فذكر من أوصافه:
أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء
، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء،
وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا،
وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث، منها:
حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- – قال: ( إن قدر حوضي كما بين أيله وصنعاء من اليمن،
وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء )
متفق عليه .
حديث ثوبان - رضي الله عنه
- - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – سئل عن شراب حوضه،
- فقال: ( أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان،
يمدانه من الجنة، أحدهما: من ذهب، والآخر من ورق ) رواه مسلم .
سعة الحوض
اختلفت الروايات في تحديد سعة الحوض ومساحته،
فبعض الروايات ذكرت أن حوضه
- صلى الله عليه وسلم- أبعد
- ( من أيلة إلى عدن ) وعدن معروفة
- ، أما "أيلة" فهي مدينة بالشام على ساحل البحر، وتطلق أيضا: على جبل ينبع بين مكة والمدينة
. والحديث رواه ابن ماجة عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية ابن ماجة عن أبي سعيد
عن النبي - صلى الله عليه وسلم
- ( إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس )،
وفي الجمع والتوفيق بين تلك الروايات
يقول الإمام القرطبي
: ويبدو – والله أعلم – أن المعنى المقصود
ليس تحديد سعة الحوض تحديدا دقيقا
بقدر ما أراد - صلى الله عليه وسلم
- أن يعطي انطباعا بسعة حوضه وكبر مساحته،
أول الشاربين من حوضه
- صلى الله عليه وسلم-
ذكر – صلى الله عليه وسلم –
- صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه – صلى الله عليه وسلم –،
- الصنف الأول
- : فقراء المهاجرين، ويدل على ذلك ما رواه ثوبان - رضي الله عنه –
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- – قال: ( أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا،
الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد ) رواه الترمذي .
والصنف الثاني:
- أهل اليمن، فعن ثوبان - رضي الله عنه –
- أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – قال:
- ( إني لبعقر حوضي، أذود الناس لأهل اليمن،
أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم – يسيل عليهم - ... ) رواه مسلم
المطرودون عن حوضه
- صلى الله عليه وسلم- :
وردت أحاديث كثيرة في ذكر المطرودين
- عن حوضه – صلى الله عليه وسلم –
ما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها
– قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
– – يقول - وهو بين ظهراني أصحابه -:
– ( إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال،
فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، فيقول:
إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم )
قال الإمام القرطبي في "التذكرة"
: " قال علماؤنا - رحمة الله عليهم أجمعين
-: فكل من ارتد عن دين الله،
أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله
، ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين
عن الحوض المبعدين عنه،
وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين،
وفارق سبيلهم،
كالخوارج على اختلاف فرقها،
.. والمعتزلة على أصناف أهوائها،
فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون
في الجور والظلم وتطميس الحق
، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر
المستحفون بالمعاصي
، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع،
الواردون حوضه صلى الله عليه وسلم :
يرد حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجملة كل مؤمن
لم يتلبس بمانع من موانع ورود الحوض التي تضمنتها الأحاديث السابقة،
غير أن النبي ذكر بعض الأعمال الخاصة التي
هي أسباب لنيل شرف وردود حوضه – صلى الله عليه وسلم –
منها :
1- الصبر عند الأَثَرة: ويدل على ذلك
حديث عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
– في وصيته للأنصار - رضي الله عنهم -:
( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) متفق عليه،
ومعنى ستلقون بعدي أثرة، أي: أن الأمراء
بعدي يفضلون عليكم غيركم ممن هو أقل كفاءة منكم.
2-
عدم الدخول على أئمة الجور ممالأةً ونفاقاً لهم
، فعن كعب بن عجرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم
– أنه قال:
( أنه ستكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم،
وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس يرد علي الحوض،
ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم
، فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض ) رواه الترمذي والنسائي .
هذا هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرناه بأوصافه،
وأوصاف أهله، وأوصاف المطرودين عنه، حتى يعلم المسلم السبيل إليه،
في يوم عظم خطره، واشتد حره، والله الموفق
.
اللهم إحمعنا مع النبى عند الحوض
وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة
مريئة لانظمأ بعدها أبدا
أخواتى فى الله هتكلم معاكم اليوم عن نعمة عظيمة وهبها الله
سبحانه وتعالى لحبيبه
ومصطفاه سيد الخلق أجمعين
(سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام)
ألا وهو حوض النبى حوض الكوثرالذى أنزل الله تعالى به أيه
فى القرآن خصها به وبالنبى
كرم الله وجه وأطلق عليها
سورة الكوثر :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
صدق الله العظيم
تتجلى رحمة الله تعالى يوم القيامة
حين تدنو الشمس من الرؤوس،
ويتمكن العطش من الناس،
ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب،
تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين،
إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ،
بل أكرمهم بحياض يشربون منها،
وجعل لكل نبي من الأنبياء حوضا
يشرب منه هو وأتباعه،
كما قال - صلى الله عليه وسلم
-: ( إن لكل نبي حوضا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة،
وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة )
رواه الترمذي وصححه الألباني .
الحوض والكوثر
الكوثر
هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة
والحوض
هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر،
فالكوثر والحوض ماؤهما واحد،
إلا أن أحدهما في الجنة،
والآخر في أرض المحشر
، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر
، قال – صلى الله عليه وسلم
– في وصف الحوض:
– ( يَغُت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق ).
يغت: أي يدفق دفقا شديدا متتابعاً، فتبين بهذا أن ماء الحوض
مستمد من نهر الكوثر في الجنة .
صفة حوض النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
أوصافا متعددة لحوضه، ترغيبا للأمة في بذل
الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه
، فذكر من أوصافه:
أن ماءه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأن طوله وعرضه سواء
، وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء،
وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا،
وهذه الأوصاف ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث، منها:
حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- – قال: ( إن قدر حوضي كما بين أيله وصنعاء من اليمن،
وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء )
متفق عليه .
حديث ثوبان - رضي الله عنه
- - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – سئل عن شراب حوضه،
- فقال: ( أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان،
يمدانه من الجنة، أحدهما: من ذهب، والآخر من ورق ) رواه مسلم .
سعة الحوض
اختلفت الروايات في تحديد سعة الحوض ومساحته،
فبعض الروايات ذكرت أن حوضه
- صلى الله عليه وسلم- أبعد
- ( من أيلة إلى عدن ) وعدن معروفة
- ، أما "أيلة" فهي مدينة بالشام على ساحل البحر، وتطلق أيضا: على جبل ينبع بين مكة والمدينة
. والحديث رواه ابن ماجة عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية ابن ماجة عن أبي سعيد
عن النبي - صلى الله عليه وسلم
- ( إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس )،
وفي الجمع والتوفيق بين تلك الروايات
يقول الإمام القرطبي
: ويبدو – والله أعلم – أن المعنى المقصود
ليس تحديد سعة الحوض تحديدا دقيقا
بقدر ما أراد - صلى الله عليه وسلم
- أن يعطي انطباعا بسعة حوضه وكبر مساحته،
أول الشاربين من حوضه
- صلى الله عليه وسلم-
ذكر – صلى الله عليه وسلم –
- صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه – صلى الله عليه وسلم –،
- الصنف الأول
- : فقراء المهاجرين، ويدل على ذلك ما رواه ثوبان - رضي الله عنه –
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- – قال: ( أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا،
الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد ) رواه الترمذي .
والصنف الثاني:
- أهل اليمن، فعن ثوبان - رضي الله عنه –
- أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – قال:
- ( إني لبعقر حوضي، أذود الناس لأهل اليمن،
أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم – يسيل عليهم - ... ) رواه مسلم
المطرودون عن حوضه
- صلى الله عليه وسلم- :
وردت أحاديث كثيرة في ذكر المطرودين
- عن حوضه – صلى الله عليه وسلم –
ما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها
– قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
– – يقول - وهو بين ظهراني أصحابه -:
– ( إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال،
فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، فيقول:
إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم )
قال الإمام القرطبي في "التذكرة"
: " قال علماؤنا - رحمة الله عليهم أجمعين
-: فكل من ارتد عن دين الله،
أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله
، ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين
عن الحوض المبعدين عنه،
وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين،
وفارق سبيلهم،
كالخوارج على اختلاف فرقها،
.. والمعتزلة على أصناف أهوائها،
فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون
في الجور والظلم وتطميس الحق
، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر
المستحفون بالمعاصي
، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع،
الواردون حوضه صلى الله عليه وسلم :
يرد حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجملة كل مؤمن
لم يتلبس بمانع من موانع ورود الحوض التي تضمنتها الأحاديث السابقة،
غير أن النبي ذكر بعض الأعمال الخاصة التي
هي أسباب لنيل شرف وردود حوضه – صلى الله عليه وسلم –
منها :
1- الصبر عند الأَثَرة: ويدل على ذلك
حديث عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
– في وصيته للأنصار - رضي الله عنهم -:
( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) متفق عليه،
ومعنى ستلقون بعدي أثرة، أي: أن الأمراء
بعدي يفضلون عليكم غيركم ممن هو أقل كفاءة منكم.
2-
عدم الدخول على أئمة الجور ممالأةً ونفاقاً لهم
، فعن كعب بن عجرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم
– أنه قال:
( أنه ستكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم،
وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس يرد علي الحوض،
ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم
، فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض ) رواه الترمذي والنسائي .
هذا هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرناه بأوصافه،
وأوصاف أهله، وأوصاف المطرودين عنه، حتى يعلم المسلم السبيل إليه،
في يوم عظم خطره، واشتد حره، والله الموفق
.
اللهم إحمعنا مع النبى عند الحوض
وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة
مريئة لانظمأ بعدها أبدا