ملخص بحث : نزول القرآن الكريم
أشار البحث إلى معنى النزول لغة وأن مادة "نزل" وردت في القرآن الكريم مائتين وخمسًا وتسعين مرة في أربعة وأربعين تصريفًا وأن لفظ النزول في القرآن الكريم ورد على ثلاثة أنواع :
1 - نزول مقيد بأنه من الله جل وعلا . وهذا لم يرد إلا خاصًّا بالقرآن الكريم كقوله تعالى : تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (السجدة : 2) .
2 - نزول مقيد بأنه من السماء وهذا يشمل نزول الملائكة ، ونزول العذاب ونزول المطر من السحاب . وغير ذلك كقوله تعالى : أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا (الرعد : 17) .
3 - نزول مطلق عام لا يختص بنوع خاص كقوله تعالى : وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ (الحديد : 25) .
وبين البحث أن هناك من فرق بين نزّل وأنزله فجعل التنزيل للتكثير ، والإنزال للمرة الواحدة . كما عرض البحث لمذاهب العلماء في تنزلات القرآن الكريم وأدلتهم ، وأن أشهرها وأرجحها أن للقرآن الكريم تنزلان نزول جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وكان ذلك في ليلة القدر وهي الليلة المباركة من شهر رمضان . ونزول تنجيم على الرسول صلى الله عليه وسلم في نحو ثلاث وعشرين سنة . والقول الثاني أن للقرآن نزولًا واحدًا هو النزول المباشر على الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر وهي الليلة المباركة من شهر رمضان .
وذكر البحث أن أكثر نزول القرآن الكريم كان نهارًا حضرًا وقد نزل يسير منه في السفر وقليل منه في الليل وأما يوم نزوله فكان يوم الاثنين لحديث أبي قتادة الأنصاري وفيه وسئل عن صوم يوم الاثنين ، فقال : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت - أو أنزل عليَّ فيه .
وأما شهره فقيل إنه في شهر ربيع الأول قيل في أوله وقيل في ثامنه سنة إحدى وأربعين من عام الفيل ، وقد جعله ابن القيم قول الأكثرين . وقيل في الثاني عشر منه . والمشهور أنه في رمضان قال ابن كثير : والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان كما نص على ذلك عبيد بن عمير ومحمد بن إسحاق وغيرهما . وكان نزوله مفرقًا : الآية والآيتان والخمس والعشر وأقل وأكثر كما نزل جزء آية ، وسورة كاملة ونزلت سورتا المعوذتين معًا .
النزول في اللغة
جاءت مادة "نزل" في اللغة بتصريفات كثيرة : نزل ، وأنزل ، وتنزل ، ونزّل . . وغير ذلك . كما جاءت هذه المادة بكثرة في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة حيث بلغت أربعة وأربعين تصريفًا في (295) آية
والنزول في الأصل : انحطاط من علو إلى سفل فيقال نزل فلان من الجبل ، ونزل عن الدابة ، ويطلق على الحلول فيقال : نزل فلان في المدينة أي حل بها ، والإنزال : الإحلال ، قال تعالى : رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (سورة المؤمنون : 29) .
ويتعدى فعل "نَزَل" اللازم : بالحرف كقولك : نزلت به نازلة . وبالهمزة ، كقولك : أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، كقولك : نزّل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم .
والمنزل : موضع النزول ، والمنزلة مثله ، وهي أيضًا المكانة .
والنُّزُل : ما يعد للنازل من الزاد قال تعالى : فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (الواقعة : 93) .