الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وبعد:
لا شك أننا في أزمة غابرة كثرت فيها الفتن والإحن والمحن ، فتن الشبهات والشهوات ، وما يبعد عن طاعة رب الأرض والسماوات ، واغتر الناس بالدنيا وباعوا الآخرة بالدنيا الدنيئة الفانية إلا من رحم الله.
من أين تبدأ هذا البوح يا قلمُ ... بل كيف تصمت والأحداث تزدحمُ
هذا النزيف على جنبيك منبثقُ ... وفي فؤادك من رق الأسى ندمُ
وما هذا إلا لأننا بعدنا عن شرع وكتاب رب الأرض والسماوات ، وسنة نبي الهدى والرحمات ، بعدنا عن دستور حياتنا – القرآن الكريم – وهجرناه وضيعنا حدوده وأحكامه . قال تعالى : ((وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)) .
وهجر القرآن أنواع منها:
1- هجر التلاوة. 2- هجر التدبر. 3- هجر العمل بأحكامه. 4- هجر استماعه. 5- هجر التداوي به من أمراض القلوب.
قال تعالى : (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )).
وقال أيضاً : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور )).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذى يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )).
والسفرة الكرام البررة : هم الملائكة.
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام : (( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف لكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ))
وما أجمل ما قاله بن مسعود (( من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن ، فإن أحب القرآن فهو يحب الله ، فإنما القرآن كلام الله)).
شبهات وردود :
يأتي الشيطان للبعض ويسول له هذه الأسئلة في ذهنه ليصرفه عن قراءة القرآن
1- يقول البعض : أنا لا أقرأ القرآن لأني لا أفهم معناه ، وهل يصح أن أقرأ كلام ولا أفهمه؟!!
أولاً يا أخي الحبيب : قد بينا في الحديث السابق أن الحرف بحسنة والحسنة بعشر ... إلخ.
فهل تبخل على نفسك بهذا الفضل العظيم بحجة أنك لا تفهم القرآن!!
ثانياً : المشكلة تكمن في إنك لم تكلف نفسك بالبحث عن معاني الآيات من كتب التفسير ، فهلا نفضت عن نفسك غبار الكسل وقعدت ساعة لتقرأ القرآن وتتدبر في معنى آياته وتبحث في كتب التفسير ؟ ...
2- يقول البعض: أنا لا أستطيع قراءة القرآن وأحس بصعوبة كبيرة في القراءة.
وقد سبق وأن رد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا التساؤل فقال:
((والذى يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران))..
لكن هذا لا يمنعك من تعلم أحكام التجويد والقراءة ، فتعلم أحكام القرآن فرض عين على كل مسلم.
وآخيراً أرجو أن أكون قد قدمت موضوعاً صغيراً في فضل قراءة القرآن والنهي عن هجرته ، وأسأل الله أن يهدينا ويهديكم ويجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا.
منقول