معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    كتاب رياض الصالحين


    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 07 أكتوبر 2008, 7:10 pm

    38
    - باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة اللَّه تعالى
    ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم عن ارتكاب منهي عنه

    قال
    اللَّه تعالى (طه 132): {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها}.

    وقال
    تعالى (التحريم 6): {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}.

    298 -
    وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أخذ الحسن بن علي رَضِيَ اللَّهُ
    عَنْهُما من تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم: كخ كخ! ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة!مُتَّفَقٌ
    عَلَيْهِ.
    وفي
    رواية: أنا لا تحل لنا الصدقة.
    وقوله
    كخ كخ يقال بإسكان الخاء، ويقال بكسرها مع التنوين، وهي كلمة زجر للصبي عن
    المستقذرات، وكان الحسن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صبياً.

    299 -
    وعن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبد اللَّه بن عبد الأسد ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنت غلاماً في حجر رَسُول
    اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وكانت
    يدي
    تطيش في الصحفة فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا غلام
    سم اللَّه تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد متفق عَلَيْهِ.
    و تطيش:
    تدور في نواحي الصحفة.

    300 -
    وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن
    رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة
    عن رعيتها، والخادم راع في ما سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسؤول عن رعيته
    متفق عَلَيْهِ.

    301 -
    وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال، قال رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم
    عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا
    بينهم
    في المضاجع حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن.

    302 -
    وعن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: علموا الصبي الصلاة لسبع سنين، واضربوه عليها
    ابن عشر سنين حديث حسن رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
    ولفظ
    أبي داود: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين.

    39 -
    باب حق الجار والوصية به

    قال
    اللَّه تعالى (النساء 36): {واعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، وبالوالدين
    إحساناً وبذي القربى، واليتامى، والمساكين، والجار ذي القربى، والجار الجنب،
    والصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت أيمانكم}.

    303 -
    وعن ابن عمر وعائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالا قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه متفق
    عَلَيْهِ.

    304 -
    وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك رواه
    مُسْلِمٌ
    وفي
    رواية له عن أبي ذر قال: إن خليلي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أوصاني إذا
    طبخت مرقاً فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف.

    305 -
    وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    قال: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن!قيل: من يا رَسُول اللَّهِ؟
    قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه متفق عَلَيْهِ.
    وفي
    رواية لمسلم لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه.
    البوائق:
    الغوائل والشرور.

    306 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم: يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة متفق عَلَيْهِ.

    307 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    قال: لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها
    معرضين! والله لأرمين بها بين أكتافكم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. روي خشبه بالإضافة
    والجمع. وروي: خشبة بالتنوين على الإفراد.
    وقوله:
    ما لي أراكم عنها معرضين: نعني عن هذه السنة.

    308 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
    فلا
    يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله
    واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت متفق عَلَيْهِ.

    309 -
    وعن أبي شريح الخزاعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن
    بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو
    ليسكت رواه مُسْلِمٌ بهذا اللفظ. وروى البخاري بعضه.

    310 -
    وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قلت يا رَسُول اللَّهِ إن لي جارين فإلى
    أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا رواه الْبُخَارِيُّ.

    311 -
    وعن عبد اللَّه بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: خير الأصحاب عند اللَّه تعالى خيرهم لصاحبه، وخير
    الجيران عند اللَّه خيرهم لجاره رواه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

    40 -
    باب بر الوالدين وصلة الأرحام

    قال
    اللَّه تعالى (النساء 36): {واعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، وبالوالدين
    إحساناً، وبذي القربى، واليتامى، والمساكين، والجار ذي القربى، والجار الجنب،
    والصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت أيمانكم}.

    وقال
    تعالى (النساء 1): {واتقوا اللَّه الذي تساءلون به، والأرحام}.

    وقال
    تعالى (الرعد 21): {والذين يصلون ما أمر به أن يوصل} الآية.

    وقال
    تعالى (العنكبوت 8): {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً}.

    وقال
    تعالى (الإسراء 23، 24): {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحساناً، إما
    يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً
    كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.

    وقال
    تعالى (لقمان 14): {ووصينا الإنسان بوالديه؛ حملته أمه وهناً على وهن، وفصاله في
    عامين، أن اشكر لي ولوالديك}.

    312 -
    وعن أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سألت النبي
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أي العمل أحب إلى اللَّه؟ قال: الصلاة على وقتها
    قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله متفق
    عَلَيْهِ.

    313 -
    وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم: لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه رواه
    مُسْلِمٌ.

    314 -
    وعنه أيضاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله
    واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت
    متفق عَلَيْهِ.

    315 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم: إن اللَّه تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام
    العائد بك من القطيعة. قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت:
    بلى. قال: فذلك لك ثم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
    اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم؛ أولئك
    الذين لعنهم اللَّه فأصمهم وأعمى أبصارهم} (محمد 22، 23) مُتَّفَقٌ
    عَلَيْهِ.
    وفي
    رواية للبخاري: فقال اللَّه تعالى: من وصلك، وصلته ومن قطعك قطعته.

    316 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: جاء رجل إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك
    قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك متفق عَلَيْهِ.
    وفي
    رواية: يا رَسُول اللَّهِ من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم
    أباك، ثم أدناك أدناك.
    و
    الصحابة بمعنى: الصحبة.
    وقوله:
    ثم أباك هكذا هو منصوب بفعل محذوف: أي ثم بر أباك. وفي رواية ثم أبوك وهذا واضح.

    .
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 07 أكتوبر 2008, 7:12 pm

    317 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: رغم
    أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل
    الجنة رواه مُسْلِمٌ.

    318 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ إن لي قرابة أصلهم
    ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت كما
    قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من اللَّه ظهير عليهم ما دمت على ذلك رواه
    مُسْلِمٌ.
    وتسفهم
    بضم التاء وكسر السين المهملة وتشديد الفاء.
    و المل
    بفتح الميم وتشديد اللام وهو الرماد الحار: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو
    تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا
    المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخالهم الأذى عليه، والله
    أعلم.

    319 -
    وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم قال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه متفق
    عَلَيْهِ.
    ومعنى
    ينسأ له في أثره: أي يؤخر له في أجله وعمره.
    320 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من
    نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. فلما نزلت هذه
    الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل عمران 92) قام أبو
    طلحة إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول
    اللَّهِ إن اللَّه تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
    تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند
    اللَّه فضعها يا رَسُول اللَّهِ حيث أراك اللَّه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت،
    وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة: أفعل يا رَسُول اللَّهِ. فقسمها
    أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
    وسبق
    بيان ألفاظه (انظر الحديث رقم 297) في باب الإنفاق مما يحب.

    321 -
    وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال أقبل رجل إلى نبي
    اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي
    الأجر من اللَّه تعالى. فقال: فهل من والديك أحد حي؟قال: نعم بل كلاهما. قال:
    فتبتغي الأجر من اللَّه تعالى؟قال: نعم. قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما متفق
    عَلَيْهِ. وهذا لفظ مسلم.
    وفي
    رواية لهما: جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك؟قال: نعم. قال: ففيهما
    فجاهد.

    322 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ليس
    الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه الْبُخَارِيُّ.
    و قطعت
    بفتح القاف والطاء و رحمة مرفوع.

    323 -
    وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم قال: الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله اللَّه، ومن قطعني قطعه
    الله متفق عَلَيْهِ

    324 -
    وعن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنها أعتقت وليدة ولم
    تستأذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلما كان يومها الذي يدور عليها
    فيه قالت: أشعرت يا رَسُول اللَّهِ أني أعتقت وليدتي؟ قال: أو فعلت؟قالت: نعم.
    قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك متفق عَلَيْهِ.

    325 -
    وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة
    في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فاستفتيت رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قلت: قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال:
    نعم صلي أمك متفق عَلَيْهِ.
    وقولها
    راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني شيئاً. قيل: كانت أمها من النسب. وقيل: من
    الرضاعة. والصحيح الأول.

    326 -
    وعنزينب الثقفية امرأة عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وعنها قالت قال
    رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: تصدقن يا معشر النساء ولو من
    حليكن قالت: فرجعت إلى عبد اللَّه بن مسعود فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد وإن
    رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله
    فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها إلى غيركم. فقال عبد اللَّه: بل ائتيه أنت.
    فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم حاجتي حاجتها، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد
    ألقيتعليه المهابة، فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رَسُول
    اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزئ الصدقة
    عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن. فدخل بلال على
    رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فسأله فقال له رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: من هما؟قال: امرأة من الأنصار وزينب. فقال
    رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أي الزيانب هي؟قال: امرأة عبد
    اللَّه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لهما أجران: أجر
    القرابة، وأجر الصدقة متفق عَلَيْهِ.

    327 -
    وعن أبي سفيان صخر بن حرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويل في قصة هرقل أن
    هرقل قال لأبي سفيان: فماذا يأمركم به؟ (يعني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم) قال قلت: يقول اعبدوا اللَّه وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول
    آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة متفق عَلَيْهِ.

    328 -
    وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم: إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط. وفي رواية: ستفتحون مصر وهي أرض
    يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. وفي رواية: فإذا
    فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً أو قال ذمة وصهرا رواه مُسْلِمٌ.
    قال
    العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم.
    و
    الصهر: كون مارية أم إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    منهم.

    329 -
    وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال لما نزلت هذه الآية:
    {وأنذر عشيرتك الأقربين} (الشعراء 214) دعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم قريشاً فاجتمعوا فعم وخص فقال: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم
    من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا
    أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا
    أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك
    من النار؛ فإني لا أملك لكم من اللَّه شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها
    رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
    قوله
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ببلالها هو بفتح الباء الثانية وكسرها.
    و
    البلال: الماء.
    ومعنى
    الحديث: سأصلها. شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء وهذه تبرد بالصلة.

    330 -
    وعن أبي عبد اللَّه عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت النبي صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم جهاراً غير سر يقول: إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي،
    إنما وليي اللَّه وصالح المؤمنين، ولكم لهم رحم أبلها ببلالها مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
    واللفظ للبخاري.

    331 -
    وعن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أن رجلاً قال: يا رَسُول
    اللَّهِ أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
    تعبد اللَّه ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم متفق
    عَلَيْهِ.

    332 -
    وعن سلمان بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء
    فإنه طهور وقال: الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثِنْتَان: صدقة وصلة رواه
    التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.

    333 -
    وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر
    يكرهها فقال لي طلقها فأبيت. فأتى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النبي صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم فذكر ذلك له. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
    طلقها رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

    334 -
    وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً أتاه فقال: إن لي امرأة وإن أمي
    تأمرني بطلاقها. فقال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:
    الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
    وقال حديث صحيح.

    335 -
    وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم قال: الخالة بمنزلة الأم رواه التِّرْمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
    وفي
    الباب أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة. منها حديث أصحاب الغار (انظر الحديث رقم 12)
    وحديث جريج (انظر الحديث رقم 259) وقد سبقا، وأحاديث مشهورة في الصحيح حذفتها
    اختصاراً. ومن أهمها حديث عمرو بن عبسة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطويل المشتمل على
    جمل كثيرة
    من
    قواعد الإسلام وآدابه. وسأذكره بتمامه إن شاء اللَّه تعالى في باب الرجاء قال فيه:
    دخلت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بمكة (يعني في أول النبوة) فقلت
    له: ما أنت؟ قال: نبي فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني اللَّه تعالى فقلت: بأي شيء
    أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد اللَّه لا يشرك به شيء
    وذكر تمام الحديث، والله أعلم
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 12:51 am

    41- باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

    قال
    اللَّه تعالى (محمد 22، 23): {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض، وتقطعوا
    أرحامكم؛ أولئك الذين لعنهم اللَّه، فأصمهم وأعمى أبصارهم}.

    وقال
    تعالى (الرعد 25): {والذين ينقضون عهد اللَّه من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر اللَّه
    به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}.

    وقال
    تعالى (الإسراء 23، 24): {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما
    يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً
    كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.

    336 -
    وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ثلاثاً. قلنا: بلى يا
    رَسُول اللَّهِ قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال: ألا
    وقول الزور، وشهادة الزور!فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

    337 -
    وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس،
    واليمين الغموس رواه الْبُخَارِيُّ.
    و
    اليمين الغموس: التي يحلفها كاذباً عامداً. سميت غموساً لأنها تغمس الحالف في
    الإثم.

    338 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    قال: من الكبائر شتم الرجل والديه!قالوا: يا رَسُول اللَّهِ وهل يشتم الرجل
    والديه؟ قال: نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه متفق عَلَيْهِ.

    وفي
    رواية: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه!قيل: يا رَسُول اللَّهِ كيف يلعن
    الرجل والديه؟! قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه.

    339 -
    وعن أبي محمد جبير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: لا يدخل الجنة قاطع قال سفيان في روايته: يعني
    قاطع رحم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

    340 -
    وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إن اللَّه تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات،
    ووأد البنات. وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال متفق عَلَيْهِ.

    قوله
    منعا معناه: منع ما وجب عليه.
    و هات:
    طلب ما ليس له.
    و وأد
    البنات معناه: دفنهن في الحياة.
    و قيل
    وقال معناه: الحديث بكل ما يسمعه. فيقول: قيل كذا، وقال فلان كذا مما لا يعلم صحته
    ولا يظنها، وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع.
    و إضاعة
    المال: تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدنيا، وترك
    حفظه مع إمكان الحفظ.
    و كثرة السؤال:
    الإلحاح فيما لا حاجة إليه.
    وفي
    الباب أحاديث سبقت في الباب قبله كحديث: وأقطع من قطعك(انظر الحديث رقم 315)
    وحديث: من قطعني قطعه اللَّه(انظر الحديث رقم 323) .

    42 -
    باب بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه

    341 -
    عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
    أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه.

    342 -
    وعن عبد اللَّه بن دينار عن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً من
    الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد اللَّه بن عمر وحمله على حمار كان يركبه،
    وأعطاه عمامة كانت على رأسه. قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك اللَّه إنهم الأعراب
    وهم يرضون باليسير. فقال عبد اللَّه بن عمر: إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب
    رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    يقول: إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه
    وفي
    رواية عن ابن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه
    إذا مل ركوب الراحلة، وعمامة يشد بها رأسه، فبينا هو يوماً على ذلك الحمار إذ مر
    به أعرابي فقال: ألست فلان بن فلان؟ قال: بلى. فأعطاه الحمار وقال اركب هذا،
    والعمامة وقال: اشدد بها رأسك. فقال له بعض أصحابه: غفر اللَّه لك! أعطيت هذا
    الأعرابي حماراً كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك: فقال: إني سمعت رَسُول
    اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود
    أبيه بعد أن يولي وإن أباه كان صديقاً لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. روى هذه
    الروايات كلها مسلم.
    343 -
    وعن أبي أسيد - بضم الهمزة وفتح السين - مالك بن ربيعة الساعدي رَضِيَ اللَّهُ
    عَنْهُ قال: بينا نحن جلوس عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رَسُول اللَّهِ هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به
    بعد موتهما؟ فقال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما،
    وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما رواه أبو داود.
    344 -
    وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ما غرت على خديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وما رأيتها قط،
    ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة.
    فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة! فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي
    منها ولد متفق عَلَيْهِ.
    وفي
    رواية: وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن.
    وفي
    رواية: كان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة
    وفي
    رواية قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك، فقال: اللهم هالة بنت خويلد.

    قولها:
    فارتاح هو بالحاء. وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي: فارتاع بالعين. ومعناه: اهتم
    به.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 12:55 am

    345 - وعن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    قال: خرجت مع جرير بن عبد اللَّه البجلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في سفر فكان
    يخدمني. فقلت له: لا تفعل. فقال: إني قد رأيت الأنصار تصنع برَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم شيئاً آليت أن لا أصحب أحداً منهم إلا خدمته. مُتَّفَقٌ
    عَلَيْهِ.

    43 -
    باب إكرام أهل بيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وبيان فضلهم

    قال
    اللَّه تعالى (الأحزاب 33): {إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت،
    ويطهركم تطهيراً}.

    وقال
    تعالى (الحج 32): {ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب}.

    346 -
    وعن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم
    رَضِيَ اللَّهُ عَنْهمُ. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً
    كثيراً: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وسمعت حديثه، وغزوت
    معه، وصليت خلفه؛ لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً. حدثنا يا زيد ما سمعت من رَسُول
    اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني،
    وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة
    والمدينة، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس
    فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب
    اللَّه، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا به فحث على كتاب اللَّه
    ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم اللَّه في أهل بيتي، أذكركم اللَّه في أهل
    بيتي فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من
    أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل
    عقيل، وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
    وفي
    رواية: ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب اللَّه، هو حبل اللَّه، من اتبعه
    كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة.
    347 -
    وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    موقوفاً عليه أنه قال: ارقبوا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في أهل
    بيته. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
    معنى
    ارقبوه: راعوه واحترموه وأكرموه، والله أعلم.

    44 -
    باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار
    مرتبتهم

    قال
    اللَّه تعالى (الزمر 9): {قل: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر
    أولو الألباب}.

    348 -
    وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال
    رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه،
    فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة،
    فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً. ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه؛ ولا يقعد
    في بيته على تكرمته إلا بإذنه رواه مُسْلِمٌ.
    وفي
    رواية له: فأقدمهم سلما بدل سناً: أي إسلاماً.
    وفي
    رواية يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه، وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء
    فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سناً
    والمراد
    بسلطانه: محل ولايته، أو الموضع الذي يختص به.
    و
    تكرمته بفتح التاء وكسر الراء: وهي ما ينفرد به من فراش وسرير ونحوهما.
    349 -
    وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني
    منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم،
    ثم
    الذين يلونهم رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
    وقوله
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ليلني هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء، وروي
    بتشديد النون مع ياء قبلها.
    و
    النهى: العقول.
    و أولو
    الأحلام: هم البالغون وقيل: أهل الحلم والفضل.
    350 -
    وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم
    ثلاثاً وإياكم وهيشات الأسواق رواه مُسْلِمٌ.
    351 -
    وعن أبي يحيى. وقيل: أبي محمد سهل بن أبي حثمة - بفتح الحاء المهملة وإسكان الثاء
    المثلثة - الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: انطلق عبد اللَّه بن سهل ومحيصة بن
    مسعود إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد اللَّه بن سهل وهو يتشحط
    في دمه قتيلاً، فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة
    ابنا مسعود إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فذهب عبد الرحمن يتكلم
    فقال: كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما. فقال: أتحلفون وتستحقون قاتلكم؟وذكر
    تمام الحديث. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
    وقوله
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كبر كبر معناه: يتكلم الأكبر.
    352 -
    وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان
    يجمع بين الرجلين من قتلى أحد (يعني في القبر) ثم يقول: أيهما أكثر أخذاً
    للقرآن؟فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

    353 -
    وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهماُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    قال: أراني في المنام أتسوك بسواك فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر. فناولت
    السواك الأصغر فقيل لي كبر. فدفعته إلى الأكبر منهما رواه مُسْلِمٌ مسنداً
    والبخاري تعليقاً.
    354 -
    وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّم إن من إجلال اللَّه تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن
    غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط حديث حسن رواه أبو داود.

    355 -
    وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال، قال رَسُول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا
    حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
    وفي
    رواية أبي داود: حق كبيرنا.

    356 -
    وعن ميمون بن أبي شبيب رَحِمهُ اللَّه أن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها مر بها سائل
    فأعطته كسرة، ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في ذلك فقالت
    قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أنزلوا الناس منازلهم رواه
    أبو داود. لكن قال: ميمون لم يدرك عائشة. وقد ذكره مسلم في أول صحيحه تعليقاً
    فقال: وذكر عن عائشة قالت: أمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    أن ننزل الناس منازلهم وذكره الحاكم أبو عبد اللَّه في كتابه (معرفة علوم الحديث)
    وقال هو حديث صحيح.
    357 -
    وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه
    الحر ابن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكان القراء
    أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً. فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن
    أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه، فاستأذن له فأذن له عمر. فلما دخل
    قال: هي يا ابن الخطاب! فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر
    رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حتى هم أن يوقع به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن
    اللَّه تعالى قال لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {خذ العفو، وأمر
    بالعرف، وأعرض عن الجاهلين} (الأعراف 199) وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها
    عمر حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب اللَّه تعالى. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
    358 -
    وعن أبي سعيد سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لقد كنت على عهد رَسُول
    اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من
    القول إلا أن ههنا رجالاً هم أسن مني. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

    359 -
    وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّم: ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض اللَّه له من يكرمه عند سنه رواه
    التِّرْمِذِيُّ وقال حديث غريب.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:00 am




    • 45 - باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم
      ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة


    • قال
    • اللَّه تعالى (الكهف 60 - 66): {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين
    • أو أمضي حقباً} إلى قوله تعالى {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت
    • رشداً؟}.

    • وقال
    • تعالى (الكهف 28): {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}.

    • 360 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال أبو بكر لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد
    • وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: انطلق بنا إلى أم أيمن
    • نزورها كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يزورها. فلما
    • انتهيا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند اللَّه خير لرَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما
    • عند اللَّه تعالىخير لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولكن أبكي
    • أن الوحي قد انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. رَوَاهُ
    • مُسْلِمٌ.

    • 361 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
    • أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد اللَّه تعالى على مدرجته ملكاً. فلما أتى
    • عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة
    • تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في اللَّه تعالى. قال: فإني رَسُول اللَّهِ
    • إليك بأن اللَّه قد أحبك كما أحببته فيه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

    • يقال:
    • أرصده لكذا إذا وكله بحفظه.

    • و
    • المدرجة بفتح الميم والراء: الطريق.

    • ومعنى
    • تربها: تقوم بها وتسعى في صلاحها.

    • 362 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم: من عاد مريضاً أو زار أخاً له في اللَّه ناداه مناد: بأن طبت وطاب
    • ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا رواه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ. وفي
    • بعض النسخ غريب.

    • 363 -
    • وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قال: إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل
    • المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ
    • الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة متفق عَلَيْهِ.

    • يحذيك:
    • يعطيك.

    • 364 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين
    • تربت يداك مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

    • ومعنى
    • ذلك: أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع فاحرص أنت على ذات
    • الدين واظفر بها واحرص على صحبتها.

    • 365 -
    • وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم لجبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما
    • تزورنا؟فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك، له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك}
    • (مريم 64) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

    • 366 - وعن
    • أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • قال: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي رواه أبو داود والترمذي بإسناد
    • لا بأس به.

    • 367 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • قال: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل رواه أبو داود والترمذي بإسناد
    • صحيح وقال الترمذي حديث حسن.

    • 368 -
    • وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قال: المرء مع من أحب متفق عَلَيْهِ.

    • وفي
    • رواية: قال قيل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: الرجل يحب القوم ولما
    • يلحق بهم؟ قال: المرء مع من أحب.

    • 369 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أعرابياً قال لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: متى الساعة؟ قال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
    • ما أعددت لها؟قال: حب اللَّه ورسوله. قال: أنت مع من أحببت متفق عَلَيْهِ. وهذا
    • لفظ مسلم.

    • وفي
    • رواية لهما: ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة ولكني أحب اللَّه ورسوله.

    • 370 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال جاء رجل إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم
    • يلحق بهم؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: المرء مع من أحب
    • متفق عَلَيْهِ.

    • 371 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • قال: الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا
    • فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف رواه
    • مُسْلِمٌ.

    • وروى
    • البخاري قوله: الأرواح إلى آخره من رواية عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.

    • 372 - وعن
    • أسير بن عمرو. ويقال ابن جابر - وهو بضم الهمزة وفتح السين المهملة - قال: كان عمر
    • بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس
    • بن عامر؟ حتى أتى على أويس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال:
    • نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟
    • قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم. قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم
    • من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على اللَّه
    • لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي. فاستغفر له. فقال له عمر: أين
    • تريد؟ قال الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب
    • إلي. فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال:
    • تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان
    • به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على اللَّه لأبره، فإن
    • استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويساً فقال استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر
    • صالح فاستغفر لي. قال: لقيت عمر؟ قال: نعم. فاستغفر له. ففطن له الناس فانطلق على
    • وجهه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

    • وفي
    • رواية لمسلم أيضاً عن أسير بن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أهل الكوفة وفدوا إلى
    • عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر: هل ههنا أحد من
    • القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل. فقال عمر إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قد قال: إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له
    • قد كان به بياض فدعا اللَّه تعالى فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه
    • منكم فليستغفر لكم

    • وفي
    • رواية له عن عمر قال إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر
    • لكم.

    • قوله:
    • غبراء الناس بفتح الغين المعجمة، وإسكان الباء وبالمد، وهم: فقراؤهم وصعاليكهم ومن
    • لا تعرف عينه من أخلاطهم.

    • و
    • الأمداد جمع مدد وهم: الأعوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد.

    • 373 -
    • وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: استأذنت النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم في العمرة فأذن لي وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك فقال كلمة ما
    • يسرني أن لي بها الدنيا.

    • وفي
    • رواية: قال أشركنا يا أخي في دعائك حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ
    • حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

    • 374 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم يزور قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

    • وفي
    • رواية: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً
    • وماشياً، وكان ابن عمر يفعله.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:03 am



    • 46 - باب فضل الحب في اللَّه والحث عليه
    • وإعلام الرجل من يحبه وماذا يقول له إذا أعلمه

    • قال
    • اللَّه تعالى (الفتح 29): {محمد رَسُول اللَّهِ، والذين معه أشداء على الكفار
    • رحماء بينهم} إلى آخر السورة.

    • وقال
    • تعالى (الحشر 9): {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم}.

    • 375 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
    • ثلاث من كن فيه وجد

    • بهن
    • حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه
    • إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه اللَّه منه كما يكره أن يقذف في
    • النار متفق عَلَيْهِ.

    • 376 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • قال: سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة
    • اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا
    • عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن

    • وجمال
    • فقال إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،
    • ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه متفق عَلَيْهِ.

    • 377 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم: إن اللَّه تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم
    • في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي رواه مُسْلِمٌ.

    • 378 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
    • أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم رواه مُسْلِمٌ.

    • 379 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أن رجلاً
    • زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد اللَّه على مدرجته ملكا وذكر الحديث إلى قوله إن
    • اللَّه قد أحبك كما أحببته فيك وثار مُسْلِمٌ. وقد سبق في الباب قبله (انظر الحديث
    • رقم 360) .

    • 380 -
    • وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم أنه قال في الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم
    • أحبه اللَّه، ومن أبغضهم أبغضه الله متفق عَلَيْهِ.

    • 381 -
    • وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم يقول: قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور
    • يغبطهم النبيون والشهداء رواه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

    • 382 -
    • وعن أبي إدريس الخولاني رحمه اللَّه قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتىً براق الثنايا
    • وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل:
    • هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي
    • فانتظرتهحتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت: والله إني لأحبك
    • لله! فقال: آلله؟ فقلت: ألله. فقال: آلله؟ فقلت: ألله. فأخذ بخبوة ردائي فجبذني
    • إليه فقال أبشر فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:
    • قال اللَّه تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين
    • في، والمتباذلين في حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.

    • قوله:
    • هجرت: أي بكرت وهو بتشديد الجيم قوله: آلله فقلت: ألله الأول بهمزة ممدودة
    • للاستفهام، والثاني بلا مد.

    • 383 -
    • وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه رواه أبو داود
    • والترمذي وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح.

    • 384 -
    • وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في
    • دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك حديث صحيح رواه أبو داود
    • والنسائي بإسناد صحيح.

    • 385 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً كان عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم فمر رجل فقال: يا رَسُول اللَّهِ إني لأحب هذا. فقال له النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أأعلمته؟قال: لا. قال: أعلمه فلحقه فقال: إني أحبك في
    • اللَّه. فقال: أحبك الذي أحببتني له. رواه أبو داود بإسناد صحيح.

    • 47 -
    • باب علامات حب اللَّه تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها

    • قال
    • اللَّه تعالى (آل عمران 31): {قل إن كنتم تحبون اللَّه فاتبعوني يحببكم اللَّه،
    • ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم}.

    • وقال
    • تعالى (المائدة 54): {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه
    • بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل
    • اللَّه، ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم}.

    • 386 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن اللَّه تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما
    • يتقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
    • حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش
    • بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه رَوَاهُ
    • الْبُخَارِيُّ.

    • معنى
    • آذنته: أعلمته بأني محارب له.

    • وقوله
    • استعاذني روي بالباء وروي بالنون.

    • 387 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إذا
    • أحب اللَّه تعالى العبد نادى جبريل إن اللَّه يحب فلاناً فأحبوه. فيحبه أهل
    • السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض متفق عَلَيْهِ.

    • وفي
    • رواية لمسلم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن اللَّه
    • تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه. فيحبه جبريل، ثم ينادي
    • في السماء فيقول: إن اللَّه يحب فلاناً فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له
    • القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه.
    • فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن اللَّه يبغض فلاناً فأبغضوه. فيبغضه أهل
    • السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض.

    • 388 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب{قل هو اللَّه
    • أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها.
    • فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أخبروه أن اللَّه تعالى
    • يحبه متفق عَلَيْهِ.

    • 48 -
    • باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين

    • قال
    • اللَّه تعالى (الأحزاب 58): {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
    • احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.

    • وقال
    • تعالى (الضحى 9، 10): {فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر}.

    • وأما
    • الأحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الباب قبل هذا
    • (انظر الحديث رقم 385) من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ومنها حديث سعد بن أبي
    • وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ السابق (انظر الحديث رقم 260) في باب ملاطفة اليتيم،
    • وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت
    • ربك(انظر الحديث رقم 261) .

    • 389 -
    • وعن جندب بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة اللَّه فلا يطلبنكم
    • اللَّه من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار
    • جميعا رواه مُسْلِمٌ.

    • 49 -
    • باب إجراء أحكام الناس على الظاهر وسرائرهم إلى اللَّه تعالى

    • قال
    • اللَّه تعالى (التوبة 5): {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}.

    • 390 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهماُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً
    • رَسُول اللَّهِ، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم
    • وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على اللَّه تعالى متفق عَلَيْهِ.

    • 391 -
    • وعن أبي عبد اللَّه طارق بن أشيم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: من قال لا إله إلا اللَّه وكفر بما يعبد
    • من دون اللَّه، حرم ماله ودمه وحسابه على الله روي مُسْلِمٌ.

    • 392 -
    • وعن أبي معبد المقداد بن الأسود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت لرَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار فاقتتلنا فضرب
    • إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله أأقتله يا رَسُول اللَّهِ
    • بعد أن قالها؟ فقال: لا تقتله فقلت: يا رَسُول اللَّهِ قطع إحدى يدي ثم قال ذلك
    • بعد ما قطعها؟ فقال: لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته
    • قبل أن يقول كلمته التي قال متفق عَلَيْهِ.

    • ومعنى
    • إنه بمنزلتك: أي معصوم الدم محكوم بإسلامه.

    • ومعنى
    • إنك بمنزلته: أي مباح الدم بالقصاص لورثته لا أنه بمنزلته في الكفر، والله أعلم.

    • 393 -
    • وعن أسامة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من
    • الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه. فكف عنه الأنصاري وطعنته
    • برمحي حتى قتلته. فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال
    • لي: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا اللَّه؟قلت: يا رَسُول اللَّهِ إنما
    • كان متعوذاً. فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا اللَّه؟فما زال يكررها علي حتى
    • تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

    • وفي
    • رواية: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أقال لا إله إلا
    • اللَّه وقتلته؟قلت: يا رَسُول اللَّهِ إنما قالها خوفاً من السلاح. قال: أفلا شققت
    • عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.

    • الحرقة
    • بضم الحاء المهملة وفتح الراء: بطن من جهينة القبيلة المعروفة.

    • وقوله
    • متعوذاً: أي معتصماً بها من القتل لا معتقداً لها.

    • 394 -
    • وعن جندب بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم بعث بعثاً من المسلمين إلى قوم من المشركين، وأنهم التقوا فكان
    • رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وأن رجلاً من
    • المسلمين قصد غفلته وكنا نتحدث أنه أسامة بن زيد، فلما رفع السيف قال: لا إله إلا
    • اللَّه. فقتله، فجاء البشير إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    • فسأله وأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: لم قتلته؟فقال: يا
    • رَسُول اللَّهِ أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً وسمى له نفراً، وإني حملت
    • عليه فلما رأى السيف قال: لا إله إلا اللَّه، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: أقتلته؟!قال: نعم. قال: فكيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت
    • يوم القيامة؟قال: يا رَسُول اللَّهِ استغفر لي. قال: وكيف تصنع بلا إله إلا اللَّه
    • إذا جاءت يوم القيامة؟فجعل لا يزيد على أن يقول: كيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا
    • جاءت يوم القيامة؟رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

    • 395 -
    • وعن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت عمر بن الخطاب
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: إن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر
    • لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، اللَّه
    • يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة.
    • رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:09 am



    • 50-
    • باب الخوف


    • قال
    • اللَّه تعالى (البقرة 40): {وإياي فارهبون}.
    • وقال
    • تعالى (البروج 12): {إن بطش ربك لشديد}.
    • وقال
    • تعالى (هود 102 - 106): {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم
    • شديد،
    • إن في
    • ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة، ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، وما نؤخره
    • إلا لأجل معدود، يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقي وسعيد. فأما الذين شقوا
    • ففي النار لهم فيها زفير وشهيق}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 28): {ويحذركم اللَّه نفسه}.
    • وقال
    • تعالى (عبس 34 - 37): {يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل
    • امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}.
    • وقال
    • تعالى (الحج 1، 2): {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم
    • ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم
    • بسكارى ولكن عذاب اللَّه شديد}.
    • وقال
    • تعالى (الرحمن 46): {ولمن خاف مقام ربه جنتان} الآيات.
    • وقال
    • تعالى (الطور 25 28): {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا: إنا كنا قبل في أهلنا
    • مشفقين، فمن اللَّه علينا ووقانا عذاب السموم، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر
    • الرحيم} والآيات في الباب كثيرة جداً معلومات، والغرض الإشارة إلى بعضها وقد حصل.

    • وأما
    • الأحاديث فكثيرة جداً فنذكر منها طرفاً، وبالله التوفيق:
    • 396 -
    • عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال حدثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين
    • يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه
    • الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله
    • غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه
    • الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون
    • بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها متفق
    • عَلَيْهِ.
    • 397 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
    • رواه مُسْلِمٌ.
    • 398 -
    • وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل يوضع
    • في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه
    • لأهونهم عذابا متفق عَلَيْهِ.
    • 399 -
    • وعن سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قال: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم
    • من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته رواه مُسْلِمٌ.
    • الحجزة:
    • معقد الإزار تحت السرة.
    • و
    • الترقوة بفتح الراء وضم القاف: هي العظم الذي عند ثغرة النحر. وللإنسان ترقوتان في
    • جانبي
    • النحر.
    • 400 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قال: يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه
    • متفق عَلَيْهِ.
    • الرشح:
    • العرق.
    • 401 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال خطب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم خطبة ما سمعت مثلها قط! فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم
    • كثيرا فغطى أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وجوههم ولهم
    • خنين. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
    • وفي
    • رواية: بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن أصحابه شيء فخطب
    • فقال: عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم
    • لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرا فما أتى على أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم أشد منه، غطوا رؤوسهم ولهم خنين.
    • الخنين
    • بالخاء المعجمة: هو البكاء مع غنة وانتشاق الصوت من الأنف.
    • 402 -
    • وعن المقداد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم يقول: تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (قال
    • سليم بن عامر الراوي عن المقداد: فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم
    • الميل الذي يكحل به العين) فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق. فمنهم من يكون
    • إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه،
    • ومنهم
    • من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بيده إلى فيه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
    • 403 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم قال: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً،
    • ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم متفق عَلَيْهِ.
    • ومعنى
    • يذهب في الأرض: ينزل ويغوص.
    • 404 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم إذ سمع وجبةً فقال: هل تدرون ما هذا؟قلنا اللَّه ورسوله أعلم. قال: هذا
    • حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها
    • فسمعتم وجبتها رواه مُسْلِمٌ.
    • 405 -
    • وعن عدي بن حاتم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر
    • أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه
    • فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو بشق تمرة فجاء عَلَيْهِ.
    • 406 -
    • وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: إني أرى ما لا ترون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع
    • أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم
    • قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون
    • إلى اللَّه تعالى رواه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
    • و أطت
    • بفتح الهمزة وتشديد الطاء، و تئط بفتح التاء وبعدها همزة مكسورة
    • الأطيط:
    • صوت الرحل والقتب وشبههما. ومعناه: أن كثرة من في السماء من الملائكة العابدين قد
    • أثقلتها حتى أطت.
    • و
    • الصعدات بضم الصاد والعين: الطرقات.
    • ومعنى
    • تجأرون تستغيثون.
    • 407 -
    • وعن أبي برزة - براء ثم زاي - نضلة بن عبيد الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال،
    • قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لا تزول قدما عبد حتى يسأل
    • عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه،
    • وعن جسمه فيم أبلاه رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
    • 408 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قرأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم {يومئذ تحدث أخبارها} (الزلزلة 4) ثم
    • قال: أتدرون ما أخبارها؟قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإن أخبارها أن تشهد على
    • كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا؛ فهذه أخبارها
    • رواه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
    • 409 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن متى يؤمر
    • بالنفخ فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    • وَسَلَّم فقال لهم: قولوا حسبنا اللَّه ونعم الوكت بالتاء التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ
    • حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
    • القرن:
    • هو الصور الذي قال اللَّه تعالى (الزمر 68): {ونفخ في الصور} كذا
    • فسره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
    • 410 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة اللَّه غالية،
    • ألا إن سلعة اللَّه الجنادب نحو التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
    • أدلجب
    • إسكان الدال ومعناه: سار من أول الليل. والمراد: التشمير في الطاعة، والله أعلم.
    • 411 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاةً، عراةً، غرلاً قلت: يا
    • رَسُول اللَّهِ الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة الأمر
    • أشد من أن يهمهم ذلك وفي رواية: الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض متفق
    • عَلَيْهِ.
    • غرلاً
    • بضم الغين المعجمة: أي غير مختونين.

    • 51 -
    • باب الرجاء

    • قال
    • اللَّه تعالى (الزمر 53): {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة
    • اللَّه إن اللَّه يغف الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم}.
    • وقال
    • تعالى (سبأ 17): {وهل نجازي إلا الكفور}.
    • وقال
    • تعالى (طه 48): {إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى}.
    • وقال
    • تعالى (الأعراف 156): {ورحمتي وسعت كل شيء}.

    • 412 -
    • وعن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من شهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن
    • محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللَّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،
    • والجنة والنار حق، أدخله اللَّه الجنة على ما كان من العمل متفق عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية لمسلم: من شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ حرم اللَّه
    • عليه النار.
    • 413 -
    • وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: يقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد،
    • ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبراً تقربت منه
    • ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن
    • لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة رواه مُسلِمٌ.
    • معنى
    • الحديث: من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت، فإن أتاني يمشي وأسرع
    • في طاعتي أتيته هرولةً: أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي
    • الكثير في الوصول إلى المقصود.
    • و قراب
    • الأرض بضم القاف ويقال بكسرها والضم أصح وأشهر ومعناه: ما يقارب ملأها، والله
    • أعلم.
    • 414 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ ما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئاً
    • دخل الجنة، ومن مات يشرك به شيئاً دخل المياثر بياء مُسلِمٌ.
    • 415 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ومعاذ
    • رديفه على الرحل قال: يا معاذ قال: لبيك رَسُول اللَّهِ وسعديك. قال: يا معاذ قال:
    • لبيك رَسُول اللَّهِ وسعديك. قال: يا معاذ قال: لبيك رَسُول اللَّهِ وسعديك،
    • ثلاثاً. قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً
    • من قلبه إلا حرمه اللَّه على النار قال: يا رَسُول اللَّهِ أفلا أخبر بها الناس
    • فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • قوله
    • تأثماً: أي خوفاً من الإثم في كتم هذا العلم.
    • 416 -
    • وعن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (شك الراوي ولا يضر الشك
    • في عين الصحابي لأنهم كلهم عدول) قال: لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا:
    • يا رَسُول اللَّهِ لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: افعلوا فجاء عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فقال: يا
    • رَسُول اللَّهِ إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع اللَّه لهم عليها
    • بالبركة لعل اللَّه أن يجعل في ذلك البركة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: نعم فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف
    • ذرة، ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء
    • يسير، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بالبركة ثم قال: خذوا
    • في أوعيتكم فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملئوه وأكلوا حتى
    • شبعوا وفضل فضلة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أشهد أن
    • لا إله إلا اللَّه وأني رَسُول اللَّهِ لا يلقى اللَّه بهما عبد غير شاك فيحجب عن
    • الجنادب نحو مُسلِمٌ.
    • .
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:14 am



    • 417 -
    • وعن عتبان بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ وهو ممن شهد بدراً قال: كنت أصلي لقومي
    • بني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه قبل
    • مسجدهم، فجئت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقلت له: إني أنكرت
    • بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه،
    • فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلىً. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: سأفعل فغدا علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم وأبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ بعد ما اشتد النهار، واستأذن رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن
    • أصلي من بيتك؟فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين
    • سلم، فحبسته على خزيرة تصنع له، فسمع أهل الدار أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت. فقال رجل: ما
    • فعل مالك لا أراه! فقال رجل: ذلك منافق لا يحب اللَّه ورسوله. فقال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تقل ذلك! ألا تراه قال لا إله إلا اللَّه
    • يبتغي بذلك وجه اللَّه تعالى فقال: اللَّه ورسوله أعلم أما نحن فوالله لا نرى وده
    • ولا حديثه إلا إلى المنافقين! فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: فإن اللَّه قد حرم على النار من قال لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه
    • الله معناه عَلَيهِ.
    • و عتبان
    • بكسر العين المهملة وإسكان التاء المثناة فوق وبعدها باء موحدة
    • و
    • الخزيرة بالخاء المعجمة، والزاي: هي دقيق يطبخ بشحم.
    • وقوله:
    • ثاب رجال: بالثاء المثلثة أي جاءوا واجتمعوا.
    • 418 -
    • وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبياً في السبي
    • أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟قلنا: لا والله. فقال: لله أرحم
    • بعباده من هذه بولدها متفق عَلَيهِ.
    • 419 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: لما خلق اللَّه الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي
    • تغلب غضبي، وفي رواية: غلبت غضبي، وفي رواية: سبقت غضبي متفق عَلَيهِ.
    • 420 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يقول: جعل اللَّه الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض
    • جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية
    • أن تصيبه وفي رواية: إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس
    • والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر
    • اللَّه تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة فما عَلَيهِ.
    • ورواه
    • مسلم أيضاً من رواية سلمان الفارسي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إن لله تعالى مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها
    • الخلق بينهم، وتسع وتسعون ليوم القيامة
    • وفي
    • رواية إن اللَّه تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين
    • السماء إلى الأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش
    • والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة.
    • 421 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فيما يحكي عن
    • ربه تعالى قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال اللَّه تبارك
    • وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب
    • فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً
    • يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك
    • وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي
    • فليفعل ما شاء رواه عَلَيهِ.
    • وقوله
    • تعالى: فليفعل ما شاء: أي ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما
    • قبلها.
    • 422 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب اللَّه بكم وجاء بقوم يذنبون
    • فيستغفرون اللَّه تعالى فيغفر لهم رواه مُسلِمٌ.
    • 423 -
    • وعن أبي أيوب خالد بن يزيد، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: لولا أنكم تذنبون لخلق اللَّه خلقاً يذنبون
    • فيستغفرون فيغفر لهم رواه مُسلِمٌ.
    • 424 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا قعوداً مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم معنا أبو بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما في نفر فقام
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من بين أظهرنا فأبطأ علينا،
    • وخشينا أن يقتطع دوننا ففزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حتى أتيت حائطاً للأنصار - وذكر الحديث بطوله إلى
    • قوله فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: اذهب فمن لقيت وراء
    • هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا اللَّه مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة رواه
    • مُسلِمٌ.

    • 425 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم تلا قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ في إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: {رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية
    • (إبراهيم 36) ، وقال عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: {إن تعذبهم
    • فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة 118) فرفع
    • يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى. فقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: يا جبريل اذهب إلى
    • محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيه؟فأتاه جبريل فأخبره رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بما قال وهو أعلم. فقال اللَّه تعالى: يا جبريل اذهب إلى
    • محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 426 -
    • وعن معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت ردف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم على حمار فقال: يا معاذ هل تدري ما حق اللَّه على عباده وما حق العباد
    • على اللَّه؟قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإن حق اللَّه على العباد أن يعبدوه ولا
    • يشركوا به شيئاً، وحق العباد على اللَّه أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت: يا
    • رَسُول اللَّهِ أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا متفق عَلَيهِ.
    • 427 -
    • وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً
    • رَسُول اللَّهِ فذلك قوله تعالى: {يثبت اللَّه الذين آمنوا بالقول الثابت
    • في الحياة الدنيا وفي الآخرة}[إبراهيم: 27]. مُتَّفَقٌ
    • عَلَيهِ.
    • 428 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا. وأما المؤمن فإن اللَّه
    • تعالى يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته وفي رواية: إن
    • اللَّه لا يظلم مؤمناً حسنة؛ يعطى بها في الدنيا، ويجزي بها في الآخرة. وأما
    • الكافر فيطعم بحسنات ما عمل لله تعالى في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن
    • له حسنة يجزى بها رواه مُسلِمٌ.
    • 429 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس
    • مرات رواه مُسلِمٌ.
    • الغمر:
    • الكثير.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:17 am




    • 430 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال
      سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: ما من رجل مسلم يموت
      فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم اللَّه فيعتقه
      رواه مُسلِمٌ.

    • 431 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم في قبة نحواً من أربعين فقال: أترضون أن تكونوا ربع أهل
    • الجنة؟قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟قلنا: نعم. قال: والذي نفس
    • محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس
    • مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة
    • السوداء في جلد الثور الأحمر متفق عَلَيهِ.
    • 432 -
    • وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: إذا كان يوم القيامة دفع اللَّه إلى كل مسلم يهودياً أو
    • نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار
    • وفي
    • رواية عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: يجيء يوم القيامة ناس من
    • المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها اللَّه لهم رواه مُسلِمٌ.
    • قوله
    • دفع اللَّه إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار معناه ما
    • جاء في حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في
    • النار. فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لأنه مستحق لذلك بكفره
    • ومعنى
    • فكاكك: أنك كنت معرضاً لدخول النار هذا فكاكك؛ لأن اللَّه تعالى قدر للنار عدداً
    • يملؤها فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين، والله
    • أعلم.
    • 433 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يقول: يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه
    • فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: رب أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك
    • في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته متفق عَلَيهِ.
    • كنفه:
    • ستره ورحمته.
    • 434 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي
    • صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فأخبره فأنزل اللَّه تعالى (هود 114): {وأقم الصلاة طرفي
    • النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} فقال الرجل: ألي
    • هذا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: لجميع أمتي كلهم متفق عَلَيهِ.
    • 435 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ أصبت حداً فأقمه علي. وحضرت الصلاة فصلى مع
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فلما قضى الصلاة قال: يا رَسُول
    • اللَّهِ إني أصبت حداً فأقم في كتاب اللَّه. قال: هل حضرت معنا الصلاة؟قال: نعم.
    • قال: قد غفر لكم تفق عَلَيهِ.
    • وقوله
    • أصبت حدا معناه: معصية توجب التعزير، وليس المراد الحد الشرعي الحقيقي كحد الزنا
    • والخمر وغيرهما فإن هذه الحدود لا تسقط بالصلاة، ولا يجوز للإمام تركها.
    • 436 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: إن اللَّه ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة
    • فيحمده عليك فسار مُسلِمٌ.
    • الأكلة:
    • بفتح الهمزة وهي المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشوة، والله أعلم.
    • 437 -
    • وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:
    • إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء
    • الليل حتى تطلع الشمس من مرة رواه مُسلِمٌ.
    • 438 -
    • وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة - بفتح العين والباء - السلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ
    • قال: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء وهم
    • يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مستخفياً، جرآء عليه قومه، فتلطفت
    • حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت؟ قال: أنا منهم ثم: وما نبي؟ قال: أرسلني الله
    • فقلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان وأن يوحد اللَّه لا
    • يشرك به شيء قلت: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رَضِيَ
    • اللَّهُ عَنهُما فقلت: إني متبعك. قال: إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي
    • وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني قال: فذهبت إلى أهلي
    • وقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم المدينة وكنت في أهلي فجعلت
    • أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم نفر من أهل المدينة فقلت: ما
    • فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سِرَاعٌ، وقد أراد قومه قتله
    • فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أتعرفني؟
    • قال: نعم أنت الذي لقيتني بمكة قال فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أخبرني عما علمك
    • اللَّه وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟
    • قال: صل
    • صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين تطلع بين
    • قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل
    • بالرمح ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تُسْجَرُ جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن
    • الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها
    • تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار قال فقلت: يا نبي اللَّه فالوضوء
    • حدثني عنه؟ فقال: ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا
    • وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره اللَّه إلا خرت خطايا يديه من أطراف
    • لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع
    • الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه
    • إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد اللَّه
    • وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته
    • كهيئته يوم ولدته أمه
    • فحدث
    • عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا
    • الرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي، وما بي حاجة
    • أن أكذب على اللَّه تعالى ولا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم،
    • لو لم أسمعه من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إلا مرة أو مرتين
    • أو ثلاثاً (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبداً، ولكني سمعته أكثر من ذلك. رَوَاهُ
    • مُسلِمٌ.
    • قوله
    • جرآء عليه قومه: هو بجيم مضمومة وبالمد على وزن علماء، أي جاسرون مستطيلون غير هائبين.
    • هذه الرواية المشهورة ورواه الحميدي وغيره حِراء عليه بكسر الحاء المهملة، وقال:
    • معناه: غضاب ذوو غم وهم قد عيل صبرهم به حتى أثر في أجسامهم؛ من قولهم: حرى جسمه
    • يحرى إذا نقص من ألم أو غم ونحوه. والصحيح أنه بالجيم.
    • قوله
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بين قرني شيطان: أي ناحيتي رأسه. والمراد
    • التمثيل. معناه: أنه حينئذ يتحرك الشيطان وشيعته ويتسلطون.
    • وقوله:
    • يقرب وضوءه معناه: يحضر الماء الذي يتوضأ به.
    • وقوله
    • إلا خرت خطايا هو بالخاء المعجمة: أي سقطت. ورواه بعضهم جرت بالجيم. والصحيح
    • بالخاء. وهو رواية الجمهور.
    • وقوله
    • فينتثر: أي يستخرج ما في أنفه من أذى. والنثرة: طرف الأنف.
    • 439 -
    • وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: إذا أراد اللَّه رحمة أمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً
    • بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه
    • بهلاكها حين كذبوه وعصوا أمره رواه مُسلِمٌ.

    • 52 -
    • باب فضل الرجاء

    • قال
    • اللَّه تعالى إخباراً عن العبد الصالح (غافر 44، 45): {وأفوض أمري إلى اللَّه إن
    • اللَّه بصير بالعباد، فوقاه اللَّه سيئات ما مكروا}.

    • 440 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم أنه قال: قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث
    • يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي
    • شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أقبل إلي
    • يمشي أقبلت إليه أهرول متفق عَلَيهِ. وهذا لفظ إحدى روايات مسلم.
    • وتقدم
    • شرحه في الباب قبله (انظر الحديث رقم 412) . وروي في الصحيحين: وأنا معه حين
    • يذكرني بالنون وفي هذه الرواية حيث بالثاء وكلاهما صحيح.
    • 441 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قبل موته بثلاثة أيام يقول: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عَزَّ وجل
    • رواه مُسلِمٌ.
    • 442 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يقول: قال اللَّه تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على
    • ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت
    • لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً
    • لأتيتك بقرابها مغفرة رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • عنان
    • السماء بفتح العين قيل هو: ما عن لك منها: أي ظهر إذا رفعت رأسك. وقيل هو: السحاب.
    • و قراب
    • الأرض بضم القاف، وقيل بكسرها، والضم أصح وأشهر هو: ما يقارب ملأها، والله أعلم.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:19 am



    • 53 - باب الجمع بين الخوف والرجاء

    • اعلم أن
    • المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً، ويكون خوفه ورجاؤه سواء، وفي
    • حال المرض يُمَحِّضُ الرجاء. وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة
    • على ذلك.

    • قال
    • اللَّه تعالى (الأعراف 99): {فلا يأمن مكر اللَّه إلا القوم الخاسرون}.
    • وقال
    • تعالى (يوسف 87): {إنه لا ييأس من روح اللَّه إلا القوم الكافرون}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 106): {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}.
    • وقال
    • تعالى (الأعراف 167): {إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم}.
    • وقال
    • تعالى (الانفطار 13، 14): {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}.
    • وقال
    • تعالى (القارعة 6 - 9): {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت
    • موازينه فأمه هاوية}. والآيات في هذا المعنى كثيرة. فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين
    • مقترنتين أو آيات أو آية.

    • 443 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: لو يعلم المؤمن ما عند اللَّه من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو
    • يعلم الكافر ما عند اللَّه من الرحمة ما قنط من جنته أحد رواه مُسلِمٌ.
    • 444 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن
    • كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها! أين تذهبون
    • بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق رواه البُخَارِيُّ.
    • 445 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل دينكم رواه
    • البُخَارِيُّ.

    • 54 -
    • باب فضل البكاء من خشية اللَّه تعالى وشوقاً إليه

    • قال
    • اللَّه تعالى (الإسراء 109): {ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً}.
    • وقال
    • تعالى (النجم 59، 60): {أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون!}.

    • 446 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: اقرأ علي القرآن قلت: يا رَسُول اللَّهِ أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني
    • أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: {فكيف
    • إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} (النساء 41) قال:
    • حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 447 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خطب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم خطبة ما سمعت مثلها قط! فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم
    • كثيرا قال: فغطى أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وجوههم
    • ولهم خنين مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وسبق بيانه في باب الخوف (انظر الحديث رقم 400) .
    • 448 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: لا يلج النار رجل بكى من خشية اللَّه حتى يعود اللبن في الضرع،
    • ولا يجتمع غبار في سبيل اللَّه ودخان جميعا رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ
    • حَسَنٌ صحيح.
    • 449 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
    • سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة
    • اللَّه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا
    • عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة
    • فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عنه متفق
    • عَلَيهِ.
    • 450 -
    • وعن عبد اللَّه بن الشخير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء. حديث صحيح
    • رواه أبو داود والترمذي في الشمائل بإسناد صحيح.
    • 451 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم لأبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أمرني أن
    • أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا} (البينة) قال: وسماني؟ قال:
    • نعم فبكى. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية: فجعل أبيٌ يبكي.
    • 452 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال أبو بكر لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما بعد وفاة
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها
    • كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يزورها. فلما انتهينا
    • إليها بكت. فقالا لها ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند اللَّه خير لرَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم؟! قالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند
    • اللَّه خير لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ولكن أبكي أن الوحي
    • قد انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. رَوَاهُ مُسلِمٌ. وقد
    • سبق في باب زيارة أهل الخير (انظر الحديث رقم 359) .
    • 453 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: لما اشتد برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم وجعه قيل له في الصلاة. قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت
    • عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء. فقال: مروه
    • فليصل
    • وفي
    • رواية عن عائشة رَضِيَ اللّهُ عَنْها قالت قلت: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع
    • الناس من البكاء. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 454 -
    • وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أتي
    • بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن عمير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، وهو خير مني، فلم
    • يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة إن غطي بها رأسه بدت رجلاه وإن غطي بها رجلاه بدا
    • رأسه، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا قد خشينا
    • أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 455 -
    • وعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ليس شيء أحب إلى اللَّه تعالى من قطرتين وأثرين: قطرة دموع
    • من خشية اللَّه، وقطرة دم تهراق في سبيل اللَّه. وأما الأثران: فأثر في سبيل
    • اللَّه تعالى، وأثر في فريضة من فرائض اللَّه تعالى رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ
    • حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • وفي
    • الباب أحاديث كثيرة. منها:
    • حديث
    • العرباض بن سارية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: وعظنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. وقد سبق في باب
    • النهي عن البدع (انظر الحديث رقم 157) .
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:23 am



    • 55 - باب فضل الزهد في الدنيا والحث على
    • التقلل منها وفضل الفقر

    • قال
    • اللَّه تعالى (يونس 24): {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط
    • به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيَّنَتْ
    • وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم
    • تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}.
    • وقال
    • تعالى (الكهف 45، 46): {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء
    • فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح، وكان اللَّه على كل شيء مقتدراً.
    • المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير
    • أملاً}.
    • وقال تعالى
    • (الحديد 20): {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في
    • الأموال والأولاد، كمثل غيث أعجب الكفار نباته، ثم يهيج فتراه مصفراً، ثم يكون
    • حطاماً، وفي الآخرة عذاب شديد، ومغفرة من اللَّه ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا
    • متاع الغرور}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 14): {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة
    • من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله
    • عنده حسن المآب}.
    • وقال
    • تعالى (فاطر 5): {يا أيها الناس إن وعد اللَّه حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا
    • يغرنكم بالله الغرور}.
    • وقال
    • تعالى (التكاثر 1 - 5): {ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر، كلا سوف تعلمون، ثم
    • كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين}.
    • وقال
    • تعالى (العنكبوت 64): {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، وإن الآخرة لهي
    • الحيوان لو كانوا يعلمون}. والآيات في الباب كثيرة مشهورة.

    • وأما
    • الأحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه:
    • 457 -
    • عن عمر بن عوف الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم بعث أبا عبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ إلى البحرين يأتي
    • بجزيتها فقدم بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر
    • مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فلما صلى رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم انصرفوا فتعرضوا له فتبسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حين رآهم ثم قال: أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من
    • البحرين؟فقالوا: أجل يا رَسُول اللَّهِ. فقال: أبشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكم،
    • فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان
    • قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم متفق عَلَيهِ.
    • 458 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جلس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم على المنبر وجلسنا حوله فقال: إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح
    • عليكم من زهرة الدنيا وزينتها متفق عَلَيهِ.
    • 459 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: الدنيا حلوة خضرة، وإن اللَّه تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا
    • الدنيا، واتقوا الناس بفتح مُسلِمٌ.
    • 460 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:
    • اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة متفق عَلَيهِ.
    • 461 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله
    • وماله، ويبقى عمر قال عَلَيهِ.
    • 462 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة،
    • ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب!
    • ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة فيقال له: يا ابن
    • آدم هل رأيت بؤساً قط، هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله ما مر بي بؤس قط، ولا
    • رأيت شدة قط رواه مُسلِمٌ.
    • 463 -
    • وعن المستورد بن شداد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في
    • اليم فلينظر بم يرجع!رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 464 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • مر بالسوق والناس كَنَفَتَيْهِ، فمر بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فتناوله فأخذ بأذنه
    • ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال:
    • أتحبون أنه لكم؟قالوا: والله لو كان حياً كان عيباً أنه أَسَكّ فكيف وهو ميت!
    • فقال: فوالله للدنيا أهون على اللَّه من هذا عليكم رواه مُسلِمٌ.
    • قوله
    • كنفتيه: أي عن جانبيه.
    • و
    • الأَسَكّ: الصغير الأذن.
    • 465 -
    • وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت أمشي مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم في حرة المدينة فاستقبلنا أحد فقال: يا أبا ذر قلت: لبيك يا رَسُول
    • اللَّهِ. قال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه
    • دينار إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد اللَّه هكذا وهكذا وهكذا عن
    • يمينه وعن شماله ومن خلفه. ثم سار فقال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا
    • من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله وعن خلفه وقليل ما هم ثم قال لي:
    • مكانك لا تبرح حتى آتيك ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى، فسمعت صوتاً قد ارتفع
    • فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فأردت أن آتيه
    • فذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك فلم أبرح حتى أتاني. فقلت: لقد سمعت صوتاً تخوفت منه
    • فذكرت له. فقال: وهل سمعته؟قلت: نعم. قال: ذاك جبريل أتاني فقال: من مات من أمتك
    • لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق متفق
    • عَلَيهِ. هذا لفظ البخاري.
    • 466 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: لو كان لي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه
    • شيء إلا شيء أرصده لدين متفق عَلَيهِ.
    • 467 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا
    • تزدروا نعمة اللَّه عليكم متفق عَلَيهِ. وهذا لفظ مسلم.
    • وفي
    • رواية البخاري: إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو
    • أسفل منه.
    • 468 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: تعس عبد
    • الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة! إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض رواه
    • البُخَارِيُّ.
    • 469 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه
    • رداء: إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم. فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها
    • ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته رواه البُخَارِيُّ.
    • 470 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رواه مُسلِمٌ.
    • 471 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل
    • وكان
    • ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من
    • صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • قالوا
    • في شرح هذا الحديث معناه: لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطناً، ولا تحدث نفسك
    • بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها بما يتعلق به الغريب في غير
    • وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله، وبالله
    • التوفيق.
    • 472 -
    • وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ دلني على عمل إذا عملته
    • احبني اللَّه وأحبني الناس. فقال: ازهد في الدنيا يحبك اللَّه، وازهد فيما عند
    • الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة.
    • 473 -
    • وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: ذكر عمر بن الخطاب رَضِيَ
    • اللَّهُ عَنهُ ما أصاب الناس من الدنيا فقال: لقد رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يظل اليوم يلتوي، ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
    • رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • الدقل
    • بفتح الدال المهملة والقاف: رديء التمر.
    • 474 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال
    • علي فكلته ففني. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • قولها
    • شطر شعير: أي شيء من شعير. كذا فسره الترمذي.
    • 475 -
    • وعن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنها قال:
    • ما ترك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عند موته ديناراً، ولا
    • درهماً ولا عبداً ولا أمة ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه،
    • وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 476 -
    • وعن خباب بن الأرت رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: هاجرنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم نلتمس وجه اللَّه تعالى فوقع أجرنا على اللَّه؛ فمنا من
    • مات لم يأكل من أجره شيئاً؛ منهم مصعب ابن عمير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قتل يوم أحد
    • وترك نمرة، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه؛
    • فأمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أن نغطي رأسه ونجعل على
    • رجليه شيئاً من الإذخر، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • النمرة
    • كساء ملون من صوف.
    • وقوله
    • أينعت: أي نضجت وأدركت.
    • وقوله
    • يهدبها هو بفتح الياء وضم الدال وكسرها لغتان: أي يقطفها ويجتنيها. وهذه استعارة
    • لما فتح عليهم من الدنيا وتمكنوا فيها.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 19 أكتوبر 2008, 1:32 am



    • 56 - باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار
    • على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

    • قال
    • اللَّه تعالى (مريم 59، 60): {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعواالشهوات
    • فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون
    • شيئاً}.
    • وقال
    • تعالى (القصص 79، 80): {فخرج على قومه في زينته، قال الذين يريدون الحياة الدنيا:
    • يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم. وقال الذين أوتوا العلم: ويلكم!
    • ثواب اللَّه خير لمن آمن وعمل صالحاً}.
    • وقال
    • تعالى (التكاثر Cool: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}.
    • وقال
    • تعالى (الإسراء 18): {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد، ثم
    • جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً}. والآيات في الباب كثيرة معلومة.

    • 491 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما شبع آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية: ما شبع آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم منذ قدم المدينة من طعام
    • البر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض.
    • 492 -
    • وعن عروة عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا
    • لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال: ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم نار. قلت: يا خالة فما كان
    • يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح وكانوا يرسلون إلى
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من ألبانها فيسقينا. مُتَّفَقٌ
    • عَلَيهِ.
    • 493 -
    • وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه مر بقوم بين أيديهم شاة
    • مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • مصلية
    • بفتح الميم: أي مشوية.
    • 494 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لم يأكل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • على خوان حتى مات، وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • وفي
    • رواية له: ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط.
    • 495 -
    • وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: لقد رأيت نبيكم صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • الدقل:
    • تمر رديء.
    • 496 -
    • وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: ما رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم النقي من حين ابتعثه اللَّه تعالى حتى قبضه اللَّه. فقيل له: هل
    • كان لكم في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مناخل؟ قال: ما
    • رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم منخلاً من حين ابتعثه اللَّه
    • تعالى حتى قبضه اللَّه تعالى. فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال:
    • كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثَرَّيْنَاه. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • قوله:
    • النقي: هو بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء وهو الخبز الحواري، وهو الدرمك.
    • قوله
    • ثَرَّيْنَاه هو بثاء مثلثة، ثم راء مشددة، ثم ياء مثناة من تحت ثم نون، أي: بللناه
    • وعجناه.
    • 497 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم ذات يوم أو ليلة فإذا بأبي بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما
    • فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟قالا: الجوع يا رَسُول اللَّهِ. قال: وأنا
    • والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما! قوما فقاما معه، فأتى رجلاً من الأنصار
    • فإذا هو ليس في بيته. فلما رأته المرأة قالت: مرحباً وأهلاً. فقال لها رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أين فلان؟قالت: ذهب يستعذب لنا الماء.
    • إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وصاحبيه
    • ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني. فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر
    • وتمر ورطب فقال: كلوا. وأخذ المدية فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا. فلما أن
    • شبعوا ورووا قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لأبي بكر وعمر
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما: والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة!
    • أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم رواه مُسلِمٌ.
    • قولها
    • يستعذب: أي يطلب الماء العذب وهو الطيب.
    • و العذق
    • بكسر العين وإسكان الذال المعجمة: هو الكباسة، وهي الغصن.
    • و
    • المدية بضم الميم وكسرها هي: السكين.
    • و
    • الحلوب: ذات اللبن.
    • والسؤال
    • عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم لا سؤال توبيخ وتعذيب، والله أعلم.
    • وهذا
    • الأنصاري الذي أتوه هو: أبو الهيثم بن التيهان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، كذا جاء
    • مبيناً في رواية الترمذي وغيره.
    • 498 -
    • وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غَزْوان، وكان أميراً على البصرة، فحمد
    • اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق
    • منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابُّها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا
    • زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم
    • فيهوي فيها سبعين عاماً لا يدرك لها قعراً، والله لتملأن، أفعجبتم! ولقد ذكر لنا
    • أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليها يوم وهو
    • كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني
    • وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا
    • أصبح أميراً على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً وعند
    • اللَّه صغيراً. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • قوله
    • آذنت هو بمد الألف: أي أعلمت.
    • وقوله
    • بصرم هو بضم الصاد: أي بانقطاعها وفنائها.
    • وولت
    • حذاء هو بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة ثم ألف ممدودة: أي سريعة.
    • و
    • الصبابة يضم الصاد المهملة: وهي البقية اليسيرة.
    • وقوله
    • يتصاب هاهو بتشديد الباء قبل الهاء: أي يجمعها.
    • و الكظيظ:
    • الكثير الممتلئ.
    • وقوله
    • قرحت هو بفتح القاف وكسر الراء: أي صار فيها قروح.
    • 499 -
    • وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أخرجت لنا عائشة رَضِيَ اللَّهُ
    • عَنها كساء وإزاراً غليظاً قالت: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم في هذين. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 500 -
    • وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل
    • اللَّه، ولقد كنا نغزو مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ما لنا
    • طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر، حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط.
    • مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • الحبلة
    • بضم الحاء المهملة وإسكان الباء الموحدة: وهي والسمر نوعان معروفان من شجر
    • البادية.
    • 501 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا متفق عَلَيهِ.
    • قال أهل
    • اللغة والغريب معنى قوتاً: أي ما يسد الرمق.
    • 502 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد
    • بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوماً
    • على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فتبسم
    • حين رآني وعرف ما في وجهي وما في نفسي، ثم قال: أبا هر قلت: لبيك يا رَسُول
    • اللَّهِ. قال: الحق ومضى فاتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي. فدخلت فوجد لبناً في قدح
    • فقال: من أين هذا اللبن؟قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة. قال: أبا هر قلت: لبيك يا
    • رَسُول اللَّهِ. قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم ليقال: وأهل الصفة أضياف الإسلام
    • لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول
    • منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها. فساءني ذلك فقلت:
    • وما هذا اللبن في أهل الصفة! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربةً أتقوى بها، فإذا
    • جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة
    • اللَّه وطاعة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا
    • فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: أبا هر قلت: لبيك يا رَسُول
    • اللَّهِ. قال: خذ فأعطهم قال: فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم
    • يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم
    • يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وقد روي
    • القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: أبا هر قلت: لبيك يا
    • رَسُول اللَّهِ. قال: بقيت أنا وانتقلت: صدقت يا رَسُول اللَّهِ. قال: اقعد فاشرب
    • فقعدت فشربت. فقال: اشرب فشربت. فما زال يقول: اشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق
    • لا أجد له مسلكاً. قال: فأرني فأعطيته القدح فحمد اللَّه تعالى وسمى وشرب الفضلة.
    • رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 503 -
    • وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لقد رأيتني وإني لأخر
    • فيما بين منبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إلى حجرة عائشة
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنها مغشياً علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون
    • وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 504 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 50- وعن
    • أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: رهن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم درعه
    • بشعير، ومشيت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بخبز شعير وإهالة سنخة.
    • ولقد سمعته يقول: ما أصبح لآل محمد صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات. رَوَاهُ
    • البُخَارِيُّ.
    • الإهالة
    • بكسر الهمزة: الشحم الذائب.
    • و
    • السنخة بالنون والخاء المعجمة وهي: المتغيرة.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الإثنين 20 أكتوبر 2008, 5:20 pm



    • 506 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال:
    • لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء. إما إزار وإما كساء قد ربطوا
    • في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية
    • أن ترى عورته. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 507 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان فراش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم من أدم حشوه ليف. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 508 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا جلوساً مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذ جاء رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري. فقال
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن
    • عبادة؟فقال: صالح. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من يعوده
    • منكم؟فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي
    • في تلك السباخ حتى جئناه، فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وأصحابه الذين معه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 509 -
    • وعن عمران بن الحصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم أنه قال: خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونه مقال عمران: فما
    • أدري قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مرتين أو ثلاثاً ثم يكون بعدهم
    • قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم
    • السمن متفق عَلَيهِ.
    • 510 -
    • وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا
    • تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 511 -
    • وعن عبيد اللَّه بن محصن الأنصاري الخطمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في
    • جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ
    • حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • سربه
    • بكسر السين المهملة: أي نفسه. وقيل: قومه.
    • 512 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: قد أفلح من أسلم، وكان رزقه كفافاً، وقنعه اللَّه
    • بما آتاه رواه مُسلِمٌ.
    • 513 -
    • وعن أبي محمد فضالة بن عبيد الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافاً،
    • وقنع رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 514 -
    • وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً، وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر
    • خبزهم خبر الشعير. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 515 -
    • وعن فضالة بن عبيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب
    • الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين. فإذا صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم انصرف إليهم فقال: لو تعلمون ما لكم عند اللَّه تعالى لأحببتم أن
    • تزدادوا فاقة وحاجة رواه التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
    • الخصاصة:
    • الفاقة والجوع الشديد.
    • 516 -
    • وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن بحسب ابن آدم
    • أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه رواه
    • التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • أكلات:
    • أي لقم.
    • 517 -
    • وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال ذكر أصحاب
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يوماً عنده الدنيا فقال رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ألا تسمعون ألا تسمعون؟ إن البذاذة من
    • الإيمان، إن البذاذة من الإيمان يعني: التقحل. رواه أبو داود.
    • البذاذة
    • بالباء الموحدة والذالين المعجمتين وهي: رثاثة الهيئة وترك فاخر اللباس.
    • وأما
    • التقحلف بالقاف والحاء قال أهل اللغة: المتقحل هو: الرجل اليابس الجلد من خشونة
    • العيش وترك الترفه.
    • 518 -
    • وعن أبي عبد اللَّه جابر بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: بعثنا رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وأَمَّرَ علينا أبا عبيدة رَضِيَ اللَّهُ
    • عَنهُ نتلقى عيراً لقريش، وزَوَّدَنَا جراباً من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو
    • عبيدة يعطينا تمرة تمرة. فقيل: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم
    • نشرب عليهم من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله
    • بالماء فنأكله، وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب
    • الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا بل نحن
    • رُسُلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وفي سبيل اللَّه وقد
    • اضطررتم فكلوا. فأقمنا عليه شهراً ونحن ثلاثمائة حتى سَمِنّا، ولقد رأيتنا نغترف
    • من وَقْبِ عَيْنِهِ بالقِلالِ الدُّهْنَ، ونقطع منه الفِدَرَ كالثور أو كَقَدْرِ
    • الثور، ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً فأقعدهم في وَقْبِ عينه، وأخذ
    • ضلعاً من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه
    • وَشَائِقَ. فلما قدمنا المدينة أتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فذكرنا ذلك له، فقال: هو رزق أخرجه اللَّه لكم، فهل معكم من لحمه شيء
    • فتطعمونا؟فأرسلنا إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم منه فأكله.
    • رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • الجراب:
    • وعاء من جلد معروف، وهو بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح.
    • قوله
    • نمصها بفتح الميم و الخبط: ورق شجر معروف تأكله الإبل.
    • و
    • الكثيب: التل من الرمل.
    • و الوقب
    • بفتح الواو وإسكان القاف وبعدها باء موحدة وهو: نقرة العين.
    • و
    • القلال: الجرار.
    • و الفدر
    • بكسر الفاء وفتح الدال: القطع.
    • رحل
    • البعير بتخفيف الحاء: أي جعل عليه الرحل.
    • الوشائق
    • بالشين المعجمة والقاف: اللحم الذي قطع ليقدد منه، والله أعلم.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الإثنين 20 أكتوبر 2008, 5:22 pm



    • 519 - وعن أسماء بنت يزيد رَضِيَ اللَّهُ عَنها
    • قالت: كان كم قميص رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إلى الرُّصْغِ.
    • رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • الرصغ
    • بالصاد والرسغ بالسين أيضاً هو: المفصل بين الكف والساعد.
    • 520 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة، فجاءوا
    • النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال:
    • أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً، فأخذ النبي
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم المعول فضرب فعاد كثيباً أهيل أو أهيم. فقلت: يا
    • رَسُول اللَّهِ ائذن لي إلى البيت. فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم شيئاً ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق. فذبحت
    • العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت فقلت: طُعَيْمٌ لي
    • فقم أنت يا رَسُول اللَّهِ ورجل أو رجلان. قال: كم هو؟فذكرت له فقال: كثير طيب قل
    • لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي فقال: قوموا فقام المهاجرون
    • والأنصار فدخلت عليها فقلت: ويحك! جاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • والمهاجرون والأنصار ومن معهم. قالت: هل سألك؟ قلت: نعم. قال: ادخلوا ولا تضاغطوا
    • فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى
    • أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا وبقي منه. فقال: كلي هذا وأهدي فإن
    • الناس أصابتهم مجاعة. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية قال جابر: لما حفر الخندق رأيت بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • خمصاً فانكفأت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم خمصاً شديداً. فأخرجت إلي جراباً فيه صاع من شعير، ولنا
    • بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فقالت: لا تفضحني برَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ومن معه. فجئته فساررته فقلت: يا رَسُول اللَّهِ
    • ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعاً من شعير فتعال أنت ونفر معك. فصاح النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع سوراً فحي هلا بكم
    • فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم
    • حتى أجيء فجئت وجاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقدم الناس حتى جئت
    • امرأتي، فقالت: بك وبك! فقلت: قد فعلت الذي قلت. فأخرجت عجيننا فبسق فيه وبارك، ثم
    • عمد إلى برمتنا فبصق فيه وبارك ثم قال: ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم
    • ولا تنزلوها وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما
    • هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو.
    • قوله
    • عرضت كدية هي: قطعة غليظة صلبة من الأرض لا تعمل فيها الفأس.
    • و
    • الكثيب أصله تل الرمل. والمراد هنا: صارت تراباً ناعماً، وهو معنى أهيل
    • و
    • الأثافي الأحجار التي يكون عليها القدر.
    • و
    • تضاغطوا: تزاحموا.
    • و
    • المجاعة: الجوع وهو بفتح الميم.
    • و الخمص
    • بفتح الخاء والميم: الجوع .
    • و
    • انكفأت: انقلبت ورجعت.
    • و
    • البهيمة بضم الباء تصغير بهمة وهي: العناق بفتح - العين - .
    • و
    • الداجن هي: التي ألفت البيت.
    • و السور
    • الطعام الذي يدعى الناس إليه، وهو بالفارسية.
    • و حي
    • هلا: أي تعالوا.
    • وقولها
    • بك وبك: أي خاصمته وسبته لأنها اعتقدت أن الذي عندها لا يكفيهم فاستحيت وخفي عليها
    • ما أكرم اللَّه سبحانه وتعالى به نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من هذه
    • المعجزة الظاهرة، والآية الباهرة.
    • بسق: أي
    • بصق. ويقال أيضاً: بزق: ثلاث لغات.
    • و عمد
    • بفتح الميم: أي قصد.
    • و
    • اقدحي: أي اغرفي. والمقدحة: المغرفة.
    • و تغط:
    • أي لغليانها صوت، والله أعلم.
    • 520 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال أبو طلحة لأم سليم: قد سمعت صوت رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟
    • فقالت: نعم. فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته
    • تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فذهبت به فوجدت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم جالساً
    • في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم. فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: أرسلك أبو طلحة؟فقلت: نعم. فقال: ألِطَعَامٍ؟فقلت: نعم. فقال رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: قوموا فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى
    • جئت أبا طلحة فأخبرته. فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: اللَّه ورسوله
    • أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • فأقبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم معه حتى دخلا، فقال رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: هلمي ما عندك يا أم سليم فأتت بذلك
    • الخبز فأمر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ففت، وعصرت عليه أم
    • سليم عكة فآدمته ثم قال فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ما
    • شاء اللَّه أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم
    • قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم
    • حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية: فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع،
    • ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها.
    • وفي
    • رواية: فأكلوا عشرة عشرة حتى فعل ذلك بثمانين رجلاً، ثم أكل النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سوراً.
    • وفي
    • رواية: ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم.
    • وفي
    • رواية عن أنس قال: جئت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يوماً
    • فوجدته جالساً مع أصحابه وقد عصب بطنه بعصابة، فقلت لبعض أصحابه: لم عصب رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بطنه؟ فقالوا: من الجوع. فذهبت إلى أبي
    • طلحة، وهو زوج أم سليم بنت ملحان فقلت: يا أبتاه قد رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عصب بطنه بعصابة فسألت بعض أصحابه فقالوا من الجوع. فدخل
    • أبو طلحة على أمي فقال: هل من شيء؟ فقالت: نعم عندي كسر من خبز وتمرات فإن جاءنا
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وحده أشبعناه، وإن جاء آخر معه قل
    • عنهم. وذكر تمام الحديث.

    • 57 -
    • باب السابع والخمسون في القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال
    • من غير ضرورة

    • قال
    • اللَّه تعالى (هود 6): {وما من دابة في الأرض إلا على اللَّه رزقها}.
    • وقال
    • تعالى (البقرة 273): {للفقراء الذين أحصروا في سبيل اللَّه لا يستطيعون ضرباً في
    • الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً}.
    • وقال
    • تعالى (الفرقان 67): {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك
    • قواماً}.
    • وقال
    • تعالى (الذاريات 56، 57): {وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق
    • وما أريد أن يطعمون}.
    • وأما
    • الأحاديث فتقدم معظمها في البابين السابقين. ومما لم يتقدم:
    • 522 -
    • عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:
    • ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس متفق عَلَيهِ.
    • العرض
    • بفتح العين والراء هو: المال.
    • 523 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم قال: قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه اللَّه بما آتاه رواه
    • مُسلِمٌ.
    • 524 -
    • وعن حكيم بن حزام رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم
    • إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم
    • يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع؛ واليد العليا خير من اليد السفلى قال
    • حكيم فقلت: يا رَسُول اللَّهِ والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى
    • أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ يدعو حكيماً ليعطيه فأبى أن
    • يقبله، فقال: يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم اللَّه
    • له في الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حتى توفي. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • يرزأ
    • براء ثم زاي ثم همزة : أي لم يأخذ من أحد شيئاً. وأصل الرزء: النقصان: أي لم ينقص
    • أحداً شيئاً بالأخذ منه.
    • و إشراف
    • النفس: تطلعها وطمعها بالشيء.
    • و سخاوة
    • النفس هي: عدم الإشراف إلى الشيء والطمع فيه والمبالاة به الشره.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الإثنين 20 أكتوبر 2008, 5:25 pm



    • 525 - وعن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ
    • اللَّهُ عَنهُ قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في
    • غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت أظفاري،
    • فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من
    • الخرق. قال أبو بردة: فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال: ما كنت أصنع بأن
    • أذكره! قال كأنه كره أن يكون شيئاً من عمله أفشاه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 526 -
    • وعن عمرو بن تغلب - بفتح التاء المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة وكسر اللام -
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أتي بمال
    • أو سبي فقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد اللَّه ثم
    • أثنى عليه ثم قال: أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي
    • من الذي أعطي، ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل
    • أقواماً إلى ما جعل اللَّه في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب قال عمرو
    • بن تغلب: فوالله ما أحب أن لي بكلمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم حمر النعم. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • الهلع
    • هو: أشد الجزع. وقيل: الضجر.
    • 527 -
    • وعن حكيم بن حزام رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنىً،
    • ومن يستعفف يعفه اللَّه، ومن يستغن يغنه الله معناه عَلَيهِ. وهذا لفظ البخاري.
    • ولفظ مسلم أخصر.
    • 528 -
    • وعن أبي سفيان صخر بن حرب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تلحفوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئاً
    • فتخرج له مسألته مني شيئاً وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته رواه مُسلِمٌ.
    • 529 -
    • وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا عند رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: ألا
    • تبايعون رَسُول الله وكنا حديثي عهد ببيعة فقلنا: قد بايعناك يا رَسُول اللَّهِ.
    • ثم قال: ألا تبايعون رَسُول اللَّهِ؟فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رَسُول
    • اللَّهِ فعلام نبايعك؟ قال: على أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، والصلوات
    • الخمس، وتطيعوا وأسر كلمة خفية: ولا تسألوا الناس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النفر
    • يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحداً يناوله إياه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 530 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى اللَّه تعالى وليس في وجهه مُزْعَةُ لحم
    • متفق عَلَيهِ.
    • المزعة
    • بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة: القطعة.
    • 531 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال
    • وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: اليد العليا خير من اليد السفلى.
    • واليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة متفق عَلَيهِ.
    • 532 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر رواه
    • مُسلِمٌ.
    • 533 -
    • وعن سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه، إلا أن يسأل الرجل سلطاناً،
    • أو في أمر لا بد منه رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • الكد:
    • الخدش ونحوه.
    • 534 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله
    • فيوشك اللَّه له برزق عاجل أو آجل رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • يوشك
    • بكسر الشين: أي يسرع.
    • 535 -
    • وعن ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً وأتكفل له بالجنة؟فقلت: أنا. فكان لا
    • يسأل أحداً شيئاً. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
    • 536 -
    • وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: تحملت حمالة فأتيت رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أسأله فيها فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة
    • فنأمر لك بها ثم قال: يا قبيصة إنالمسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة
    • فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له
    • المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو قال سداداً من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقول
    • ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلاناً فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب
    • قواماً من عيش أو قال سداداً من عيش؛ فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها
    • صاحبها سحتا رواه مُسلِمٌ.
    • الحمالة
    • بفتح الحاء: أن يقع قتال ونحوه بين فريقين فيصلح إنسان بينهم على مال يتحمله
    • ويلتزمه على نفسه.
    • و
    • الجائحة: الآفة تصيب مال الإنسان.
    • و
    • القوام بكسر القاف وفتحها هو: ما يقوم به أمر الإنسان من مال ونحوه.
    • و
    • السداد بكسر السين : ما يسد حاجة المعوز ويكفيه.
    • و
    • الفاقة: الفقر.
    • و
    • الحجى: العقل.
    • 537 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة
    • والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا
    • يقوم فيسأل الناس متفق عَلَيهِ.

    • 58 -
    • باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه

    • 538 -
    • عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عبد اللَّه بن عمر عن عمر رَضِيَ اللَّهُ
    • عَنهُم قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يعطيني العطاء
    • فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني. فقال: خذه: إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير
    • مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن تصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك قال
    • سالم: فكان عبد اللَّه لا يسأل أحداً شيئاً ولا يرد شيئاً أعطيه. مُتَّفَقٌ
    • عَلَيهِ.
    • مشرف
    • بالشين المعجمة: أي متطلع إليه.

    • 59 -
    • باب الحث على الأكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للإعطاء

    • قال
    • اللَّه تعالى (الجمعة 10): {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل
    • اللَّه} الآية.
    • 539 -
    • وعن أبي عبد اللَّه الزبير بن العوام رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل
    • فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف اللَّه بها وجهه خير له من أن يسأل
    • الناس، أعطوه أو منعوه رواه البُخَارِيُِّ.
    • 540 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو
    • يمنعه متفق عَلَيهِ.
    • 541 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: كان
    • داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده رواه البُخَارِيُّ.
    • 542 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: كان زكريا عليه السلام نجارا رواه مُسلِمٌ.
    • 543 -
    • وعن المقداد بن معد يكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده إن نبي اللَّه
    • داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده رواه البُخَارِيُّ.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الإثنين 20 أكتوبر 2008, 5:28 pm



    • - باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير
    • ثقة بالله تعالى

    • قال
    • اللَّه تعالى (سبأ 39): {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}.
    • وقال
    • تعالى (البقرة 272): {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم، وما تنفقون إلا ابتغاء وجه
    • اللَّه، وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}.
    • وقال
    • تعالى (البقرة 273): {وما تنفقوا من خير فإن اللَّه به عليم}.

    • 544 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل
    • آتاه اللَّه حكمة فهو يقضي بها ويعلمها متفق عَلَيهِ.
    • ومعناه:
    • ينبغي أن لا يغبط أحد إلا على إحدى هاتين الخصلتين.
    • 545 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أيكم
    • مال وارثه أحب إليه من ماله؟قالوا: يا رَسُول اللَّهِ ما منا أحد إلا ماله أحب
    • إليه. قال: فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر رواه البُخَارِيُّ.
    • 546 -
    • وعن عدي بن حاتم رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة فجاء عَلَيهِ.
    • 547 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: ما سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم شيئاً قط فقال لا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 548 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما:
    • اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تكرمته بفتح عَلَيهِ.
    • 549 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: قال اللَّه تعالى: أنفق
    • يا ابن
    • آدم ينفق عليك متفق عَلَيهِ.
    • 550 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رجلاً سأل رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام،
    • وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف متفق عَلَيهِ.
    • 551 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء
    • ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله اللَّه تعالى بها الجنادب نحو البُخَارِيُّ. وقد
    • سبق بيان هذا الحديث في باب بيان كثرة طرق الخير (انظر الحديث رقم 138) .
    • 552 -
    • وعن أبي أمامة صدي بن عجلان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك،
    • ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول؛ واليد العليا خير من اليد السفلى رَوَاهُ
    • مُسلِمٌ.
    • 553 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: ما سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين،
    • فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن
    • كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب
    • إليه من الدنيا وما عليها. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 554 -
    • وعن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قسم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قسماً فقلت: يا رَسُول اللَّهِ لغير هؤلاء كانوا أحق به منهم؟ قال: إنهم
    • خيروني أن يسألوني بالفحش، أو يبخلوني ولست بباخل رواه مُسلِمٌ.
    • 555 -
    • وعن جبير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه قال: بينما هو يسير مع النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مَقْفَلِهِ من حنين فعلقه الأعراب يسألونه حتى اضطروه
    • إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: أعطوني
    • ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه نعماً لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا
    • كذاباً ولا جبانا رواه البُخَارِيُّ.
    • مَقْفَلِهِ:
    • أي حال رجوعه.
    • و
    • السمرة: شجرة.
    • و
    • العضاه: شجر له شوك.
    • 556 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اللَّه عبداً بعفو إلا عزاً، وما
    • تواضع أحد لله إلا رفعه اللَّه عَزَّ وفضل رواه مُسلِمٌ.
    • 557 -
    • وعن أبي كبشة عمر بن سعد الأنماري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه:
    • ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده اللَّه عزاً، ولا
    • فتح عبد باب مسألة إلا فتح اللَّه عليه باب الفقر، أو كلمة نحوها. وأحدثكم حديثاً
    • فاحفظوه، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللَّه مالاً وعلماً فهو يتقي فيه
    • ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.
    • وعبد
    • رزقه اللَّه علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل
    • فلان فهو بنيته فأجرهما سواء.
    • وعبد
    • رزقه اللَّه مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا
    • يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً فهذا بأخبث المنازل.
    • وعبد لم
    • يرزقه اللَّه مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو
    • نيته فوزرهما سواء رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 558 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: ما بقي منها؟قالت: ما بقي منها إلا كتفها. قال: بقي كلها غير كتفها رواه
    • التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
    • ومعناه:
    • تصدقوا بها إلا كتفها فقال: بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها.
    • 559 -
    • وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: قال لي رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا توكي فيوكى عليك
    • وفي
    • رواية أنفقي أو اِنْفَحِي أو انْضِحِي، ولا تحصي فيحصي اللَّه عليك، ولا توعي
    • فيوعي اللَّه عليك متفق عَلَيهِ.
    • و انفحي
    • بالحاء المهملة: وهو بمعنى أنفقي وكذلك انضحي.
    • 560 -
    • وعن أبي هريرة أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: مثل
    • البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما. فأما
    • المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره. وأما
    • البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع متفق
    • عَلَيهِ.
    • الجنة:
    • الدرع.
    • ومعناه:
    • أن المنفق كلما أنفق سبغت وطالت حتى تجر وراءه وتخفي رجليه وأثر مشيه وخطواته.
    • 561 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل اللَّه إلا الطيب - فإن اللَّه
    • يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فُلُوَّهُ حتى تكون مثل الجبل
    • متفق عَلَيهِ.
    • الفُلُوّ
    • بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو. ويقال أيضاً بكسر الفاء وإسكان اللام وتخفيف
    • الواو وهو: المهر.
    • 562 - وعنه
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: بينا رجل
    • يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان. فتنحى ذلك السحاب فأفرغ
    • ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا
    • رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته. فقال له: يا عبد اللَّه ما اسمك؟ قال:
    • فلان، للاسم الذي سمع في السحابة. فقال له: يا عبد اللَّه لم تسألني عن اسمي؟
    • فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك فما
    • تصنع فيها؟ فقال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل
    • أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثه رواه مُسلِمٌ.
    • الحرة:
    • الأرض الملبسة حجارة سوداً.
    • و
    • الشرجة بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء وبالجيم: هي مسيل الماء.

    • 61 -
    • باب النهي عن البخل والشح

    • قال
    • اللَّه تعالى (الليل 8 - 11): {وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره
    • للعسرى، وما يغني عنه ماله إذا تردى}.
    • وقال
    • تعالى (التغابن 16): {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.

    • وأما
    • الأحاديث فتقدمت جملة منها في الباب السابق.
    • 563 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان
    • قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا لي متفق مُسلِمٌ.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الإثنين 20 أكتوبر 2008, 5:33 pm



    • 62 - باب الإيثار والمواساة

    • قال
    • اللَّه تعالى (الحشر 9): {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.
    • وقال
    • تعالى (الإنسان Cool: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً} إلى آخر
    • الآيات.

    • 564 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: إني مجهود. فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق
    • ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي
    • بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من يضيف
    • هذا الليلة؟فقال رجل من الأنصار: أنا يا رَسُول اللَّهِ. فانطلق به إلى رحله فقال
    • لامرأته: أكرمي ضيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم.
    • وفي
    • رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني. قال: علليهم بشيء، وإذا
    • أرادوا العشاء فنوميهم، وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل. فقعدوا وأكل
    • الضيف وباتا طاويين. فلما أصبح غدا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • فقال: لقد عجب اللَّه من صنيعكما بضيفكما الليلة متفق عَلَيهِ.
    • 565 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة متفق عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية لمسلم عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: طعام الواحد يكفي الاثنين ، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام
    • الأربعة يكفي الثمانية.
    • 566 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: بينما نحن في سفر مع النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً.
    • فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من كان معه فضل ظهر فليعد
    • به على من لا ظهر له، وما كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له فذكر من
    • أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 567 -
    • وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن امرأة جاءت إلى رَسُول اللّهُ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها. فأخذها النبي
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم محتاجاً إليها فخرج إلينا وإنها لإزاره. فقال
    • فلان: اكسنيها ما أحسنها! فقال: نعم فجلس النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه. فقال له القوم: ما أحسنت! لبسها النبي
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم محتاجاً إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلاً.
    • فقال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني. قال سهل: فكانت كفنه.
    • رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 568 -
    • وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة
    • جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني
    • وأنا منهم متفق عَلَيهِ.
    • أرملوا:
    • فرغ زادهم، أو قارب الفراغ.

    • 63 -
    • باب التنافس في أمور الآخرة والاستكثار مما يتبرك به

    • قال
    • اللَّه تعالى (المطففين 26): {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.
    • 569 -
    • وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام:
    • أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟فقال الغلام: لا والله يا رَسُول اللَّهِ لا أوثر بنصيبي
    • منك أحداً. فتله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في يده.
    • مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • تله
    • بالتاء المثناة فوق: أي وضعه، وهذا الغلام هو ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما.
    • 570 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: بينا أيوب عليه السلام يغتسل عرياناً فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في
    • ثوبه. فناداه ربه عَزَّ وَجَلَّ: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟! قال: بلى وعزتك
    • ولكن لا غنى لي عن بركتك رواه البُخَارِيُّ.

    • 64 -
    • باب فضل الغني الشاكر وهو من أخذ المال من وجهه وصرفه في وجوهه المأمور بها
    • قال
    • اللَّه تعالى (الليل 5 - 7): {فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى}.
    • وقال
    • تعالى (الليل 17 - 21): {وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من
    • نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى}.
    • وقال
    • تعالى (البقرة 272): {إن تبدوا الصدقات فنعما هي، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو
    • خير لكم، ويكفر عنكم من سيئاتكم، والله بما تعملون خبير}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 92): {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من شيء
    • فإن اللَّه به عليم}. والآيات في فضل الإنفاق في الطاعات كثيرة معلومة.

    • 571 -
    • وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على
    • هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه حكمة فهو يقضي بها ويعلمها متفق عَلَيهِ. وتقدم
    • شرحه قريباً (انظر الحديث رقم 544) .
    • 572 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء
    • النهار، ورجل آتاه اللَّه مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار متفق عَلَيهِ.
    • الآناء:
    • الساعات.
    • 573 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم
    • المقيم. فقال: وما ذاك؟فقالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق،
    • ويعتقون ولا نعتق. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أفلا
    • أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم
    • إلا من صنع مثل ما صنعتم؟قالوا: بلى يا رَسُول اللَّهِ. قال: تسبحون، وتحمدون
    • وتكبرون، دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة فرجع فقراء المهاجرين إلى رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا
    • ففعلوا مثله. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ذلك فضل
    • اللَّه يؤتيه من يشاء متفق عَلَيهِ. وهذا لفظ مسلم.
    • الدثور:
    • الأموال الكثيرة، والله أعلم.

    • 65 -
    • باب ذكر الموت وقصر الأمل

    • قال
    • اللَّه تعالى (آل عمران 185): {كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم
    • القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع
    • الغرور}.
    • وقال
    • تعالى (لقمان 34): {وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت}.
    • وقال
    • تعالى (النحل 61): {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة، ولا يستقدمون}.
    • وقال
    • تعالى (المنافقون 9 - 11): {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن
    • ذكر اللَّه، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي
    • أحدكم الموت فيقول: رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين، ولن يؤخر
    • اللَّه نفساً إذا جاء أجلها، والله خبير بما تعملون}.
    • وقال
    • تعالى (المؤمنون 99 - 115): {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال: رب ارجعون لعلي أعمل
    • صالحاً فيما تركت. كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون، فإذا
    • نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم
    • المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم
    • النار، وهم فيها كالِحُون. ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون!} إلى قوله
    • تعالى {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل
    • العادين. قال: إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون، أفحسبتم أنما خلقناكم
    • عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون؟!}.
    • وقال
    • تعالى (الحديد 16): {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه وما نزل من
    • الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وكثير
    • منهم فاسقون}. والآيات في الباب كثيرة معلومة.
    • 574 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل وكان ابن عمر يقول:
    • إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن
    • حياتك لموتك. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 575 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده متفق
    • عَلَيهِ. هذا لفظ البخاري.
    • وفي
    • رواية لمسلم يبيت ثلاث ليال قال ابن عمر: ما مرب علي ليلة منذ سمعت رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال ذلك إلا وعندي وصيتي.
    • 576 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خط النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • خطوطاً فقال: هذه الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاء الخط الأقرب رواه
    • البُخَارِيُّ.
    • 577 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خط النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى
    • هذاالذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيطاً به،
    • أو قد أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض؛ فإن أخطأه هذا
    • نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا رواه البُخَارِيُّ.
    • 578 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: بادروا بالأعمال، سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً
    • مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب
    • ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر؟!رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ
    • حَسَنٌ.
    • 579 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ
    • حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • 580 -
    • وعن أبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا اللَّه، جاءت
    • الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه!قلت: يا رَسُول اللَّهِ
    • إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت قلت: الربع؟ قال: ما شئت
    • فإن زدت فهو خير لك قلت: فالنصف؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت: فالثلثين؟
    • قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً تكفى همك،
    • ويغفر لك ذنبك رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:39 pm



    • 66 - باب استحباب زيارة القبور للرجال وما
    • يقوله الزائر

    • 581 -
    • عن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها رواه مُسلِمٌ.
    • 582 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم كلما كان ليلتها من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يخرج
    • من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون
    • غداً مؤجلون، وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد رَوَاهُ
    • مُسلِمٌ.
    • 583 -
    • وعن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: السلام عليكم أهل الديار من
    • المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء اللَّه بكم للاحقون، أسأل اللَّه لنا ولكم
    • العافية رواه مُسلِمٌ.
    • 584 -
    • وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: مر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم بقبور بالمدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور،
    • يغفر اللَّه لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ
    • حَسَنٌ.

    • 67 -
    • باب كراهة تمني الموت بسبب ضر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين
    • 585 -
    • عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: لا يتمنى أحدكم الموت؛ إما محسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله
    • يَسْتَعْتِبُ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ البخاري.
    • وفي
    • رواية لمسلم عن أبي هريرة رَضِيّ اللَّه عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا
    • مات انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً.
    • 586 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه. فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم
    • أحييني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً ليصمت متفق
    • عَلَيهِ.
    • 587 -
    • وعن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن الأَرَثّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ نعوده
    • وقد اكتوى سبع كَيَّاتٍ فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا،
    • وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب، ولولا أن النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني
    • حائطاً له فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب
    • متفق عَلَيهِ. وهذا لفظ رواية البخاري.

    • 68 -
    • باب الورع وترك الشبهات

    • قال
    • اللَّه تعالى (النور 15): {وتحسبونه هيناً وهو عند اللَّه عظيم}.
    • وقال
    • تعالى (الفجر 14): {إن ربك لبالمرصاد}.

    • 588 -
    • وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: إن الحلال بين، وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا
    • يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات
    • وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه؛ ألا وإن لكل ملك حمىً،
    • ألا وإن حمى اللَّه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا
    • فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب متفق عَلَيهِ. وروياه من طرق بألفاظ متقاربة.
    • 589 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وجد تمرة
    • في الطريق فقال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها متفق عَلَيهِ.
    • 590 -
    • وعن النواس بن سمعان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس
    • رواه مُسلِمٌ.
    • حاك
    • بالحاء المهملة والكاف أي: تردد فيه.
    • 591 -
    • وعن وابصة بن معبد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: جئت تسأل عن البر؟قلت: نعم. فقال: استفت قلبك. البر ما
    • اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب. والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر
    • وإن أفتاك الناس وأفتوك حديث حسن رواه أحمد والدارمي في مسنديهما.
    • 592 -
    • وعن أبي سِروعة - بكسر السين المهملة ونصبها - عقبة بن الحارث رَضِيَ اللَّهُ
    • عَنهُ أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إن قد أرضعت عقبة والتي
    • قد تزوج بها. فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني. فركب إلى رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بالمدينة فسأله، فقال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: كيف وقد قيل؟ففارقها عقبة ونكحت زوجاً غيرها.
    • رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • إهاب
    • بكسر الهمزة، و عزيز بفتح العين وبزاي مكررة.
    • 593 -
    • وعن الحسن بن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: حفظت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك رواه التِّرمِذِيُّ
    • وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • معناه:
    • اترك ما تشك فيه وخذ ما لا تشك فيه.
    • 594 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان لأبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ
    • غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو
    • بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ فقال: كنت تكهنت لإنسان
    • في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت
    • منه. فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • الخراج:
    • شيء يجعله السيد على عبده يؤديه إلى السيد كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد.
    • 595 -
    • وعن نافع أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة
    • آلاف، وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين فلم نقصته؟ فقال:
    • إنما هاجر به أبوه. يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 596 -
    • وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به
    • بأس رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

    • 69 -
    • باب استحباب العزلة عند فساد الزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام
    • وشبهات ونحوها

    • قال
    • اللَّه تعالى (الذاريات 50): {ففروا إلى اللَّه إن لكم منه نذير مبين}.

    • 597 -
    • وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: إن اللَّه يحب العبد التقي الغني الخفي رواه مُسلِمٌ.
    • والمراد
    • بـ الغني: غني النفس. كما سبق في الحديث الصحيح (انظر الحديث رقم 522) .
    • 598 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رجل: أي الناس أفضل يا رَسُول
    • اللَّهِ؟ قال: مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال: ثم من؟ قال: ثم رجل معتزل
    • في شعب من الشعاب يعبد ربه وفي رواية يتقي اللَّه ويدع الناس من شره متفق عَلَيهِ.
    • 599 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر يفر
    • بدينه من الفتن رواه البُخَارِيُّ.
    • و شعف
    • الجبال: أعلاها.
    • 600 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: ما بعث اللَّه نبياً إلا رعى الغنم فقال أصحابه: وأنت؟ قال: نعم كنت أرعاها
    • على قراريط لأهل مكة رواه البُخَارِيُّ.
    • 601 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أنه
    • قال: من خير معاش الناس رجل ممسك عنان فرسه في سبيل اللَّه يطير على متنه، كلما
    • سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل أو الموت مظانه، أو رجل في غنيمة في رأس
    • شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد
    • ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير رواه مُسلِمٌ.
    • يطير:
    • أي يسرع.
    • و متنه:
    • ظهره.
    • و
    • الهيعة: الصوت للحرب.
    • و
    • الفزعة: نحوه.
    • و مظان
    • الشيء: المواضع آلتي يظن وجوده فيها.
    • و
    • الغنيمة بضم الغين : تصغير الغنم.
    • و
    • الشعفة بفتح الشين والعين: هي أعلى الجبل.
    • 70 -
    • باب فضل الاختلاط بالناس وحضور جمعهم وجماعاتهم ومشاهد الخير ومجالس الذكر معهم
    • وعيادة مريضهم وحضور جنائزهم ومواساة محتاجهم وإرشاد جاهلهم وغير ذلك من مصالحهم
    • لمن قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقمع نفسه عن الإيذاء وصبر على
    • الأذى.
    • اعلم أن
    • الاختلاط بالناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وسائر الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم، وكذلك
    • الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين
    • وأخيارهم، وهو مذهب أكثر التابعين ومن بعدهم، وبه قال الشافعي وأحمد وأكثر الفقهاء
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم أجمعين.
    • قال
    • اللَّه تعالى (المائدة 2): {وتعاونوا على البر والتقوى}. والآيات في معنى
    • ما ذكرته كثيرة معلومة.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:41 pm



    • - باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

    • قال
    • اللَّه تعالى (الشعراء 215): {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
    • وقال
    • تعالى (المائدة 54): {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه
    • بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.
    • وقال
    • تعالى (الحجرات 13): {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً
    • وقبائل لتعارفوا؛ إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم}.
    • وقال
    • تعالى (النجم 32): {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.
    • وقال
    • تعالى (الأعراف 48، 49): {ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا: ما
    • أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللَّه برحمة؟!
    • ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.

    • 602 -
    • وعن عياض بن حمار رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: إن اللَّه أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا
    • يبغي أحد على أحد رواه مُسلِمٌ.
    • 603 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اللَّه عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع
    • أحد لله إلا رفعه رواه مُسلِمٌ.
    • 604 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يفعله. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 605 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فتنطلق به حيث شاءت. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 606 -
    • وعن الأسود بن يزيد قال سألت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها: ما كان النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة
    • أهله) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 607 -
    • وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: انتهيت إلى النبي صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم
    • وهو يخطب فقلت: يا رَسُول اللَّهِ رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه!
    • فأقبل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وترك خطبته حتى انتهى
    • إلي، فأتي بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه اللَّه، ثم أتى خطبته فأتم آخرها.
    • رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 608 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث قال وقال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها
    • الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان وأمر أن تسلت القصعة قال: فإنكم لا تدرون في أي
    • طعامكم الإيمان متفق مُسلِمٌ.
    • 609 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: ما بعث اللَّه نبياً إلا رعى الغنم قال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم كنت أرعاها
    • على قراريط مكة رواه البُخَارِيُّ.
    • 610 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لو دعيت
    • إلى كراع أو ذراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت رواه البُخَارِيُّ.
    • 611 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كانت ناقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم العضباء لا تسبق أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابي على قعود له
    • فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال: حق على اللَّه أن لا يرتفع شيء من
    • الدنيا إلا وضعه رواه البُخَارِيُّ.

    • 72 -
    • باب تحريم الكبر والإعجاب

    • قال
    • اللَّه تعالى (القصص 83): {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في
    • الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين}.
    • وقال
    • تعالى (الإسراء 37): {ولا تمش في الأرض مرحاً}.
    • وقال
    • تعالى (لقمان 18): {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً، إن اللَّه لا يحب
    • كل مختال فخور}.
    • ومعنى
    • {تصعر خدك للناس}: أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم.
    • و{المرح}:
    • التبختر.
    • وقال
    • تعالى (القصص 76): {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن
    • مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن اللَّه لا يحب
    • الفرحين} إلى قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} الآيات.

    • 612 -
    • وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!فقال رجل: إن الرجل
    • يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة؟ قال: إن اللَّه جميل يحب الجمال. الكبر بطر
    • الحق، وغمط الناس رواه مُسلِمٌ.
    • بطر
    • الحق: دفعه ورده على قائله.
    • و غمط
    • الناس: احتقارهم.
    • 613 -
    • وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بشماله فقال: كل بيعهما متفق: لا أستطيع. قال: لا
    • استطعت!ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 614 -
    • وعن حارثة بن وهب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مدبر ثم عَلَيهِ.
    • وتقدم شرحه في باب ضعفة المسلمين (انظر الحديث رقم 252) .
    • 615 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: احتجت الجنة والنار؛ فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون. وقالت
    • الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم. فقضى اللَّه بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك م
    • أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي معاذ قال مُسلِمٌ.
    • 616 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: لا ينظر اللَّه يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا متفق عَلَيهِ.
    • 617 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم
    • عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر رواه مُسلِمٌ.
    • العائل:
    • الفقير.
    • 618 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته رواه مُسلِمٌ.
    • 617 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته إذ خسف اللَّه
    • به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة فما عَلَيهِ.
    • مرجل
    • رأسه: أي مشطه.
    • يتجلجل
    • بالجيمين أي يغوص وينزل.
    • 620 -
    • وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما
    • أصابهم رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • يذهب
    • بنفسه: أي يرتفع ويتكبر.

    • 73 -
    • باب حسن الخلق

    • قال
    • اللَّه تعالى (القلم 4): {وإنك لعلى خلق عظيم}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 134): {والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس} الآية.

    • 621 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم أحسن الناس خلقاً. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 622 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى
    • اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم، ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم، ولقد خدمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عشر
    • سنين فما قال لي قط أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا
    • فعلت كذا؟ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 623 -
    • وعن الصعب بن جثامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أهديت إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حماراً وحشياً فرده علي. فلما رأى ما في وجهي قال: إنا
    • لم نرده عليك إلا أنا حرم متفق عَلَيهِ.
    • 624 -
    • وعن النواس بن سمعان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن البر والإثم. فقال: البر حسن الخلق. والإثم ما حاك في
    • صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مُسلِمٌ.
    • 625 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: إن من خياركم
    • أحسنكم أخلاقا متفق عَلَيهِ.
    • 626 -
    • وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن اللَّه يبغض
    • الفاحش البذِيّ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
    • البذِيّ هو: الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام.
    • 627 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة. قال: تقوى اللَّه، وحسن الخلق وسئل
    • عن أكثر ما يدخل الناس النار. فقال: الفم، والفرج رواه التِّرمِذِيُّ وقال حديث
    • صحيح.
    • 628 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لكم تفق التِّرمِذِيُّ
    • وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 629 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم رواه أبو داود.
    • 630 -
    • وعن أبي أمامة الباهليرَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان
    • محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن
    • حسن خلقه حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح.
    • الزعيم:
    • الضامن.
    • 631 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم
    • إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون!فقالوا: يا
    • رَسُول اللَّهِ قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون
    • رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • و
    • الثرثار هو: كثير الكلام تكلفاً.
    • و
    • المتشدق: المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه.
    • و
    • المتفيهق أصله من الفهق وهو: الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب
    • به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره.
    • وروى
    • الترمذي عن عبد اللَّه بن المبارك رحمه اللَّه في تفسير حسن الخلق قال: هو طلاقة
    • الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:42 pm



    • 74 - باب الحلم والأناة والرفق

    • قال
    • اللَّه تعالى (آل عمران 134): {والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس والله يحب
    • المحسنين}.
    • وقال
    • تعالى (الأعراف 199): {خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين}.
    • وقال
    • تعالى (فصلت 34، 35): {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا
    • الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم؛ وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا
    • ذو حظ عظيم}.
    • وقال
    • تعالى (الشورى 43): {ولمن صبر وغفر، إن ذلك من عزم الأمور}.

    • 632 -
    • وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه: الحلم والأناة
    • رواه مُسلِمٌ.
    • 633 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: إن اللَّه رفيق يحب الرفق في الأمر كله متفق عَلَيهِ.
    • 634 -
    • وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إن
    • اللَّه رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما
    • سواه رواه مُسلِمٌ.
    • 635 -
    • وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إن
    • الرفق لا يكون إلا في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه رواه مُسلِمٌ.
    • 636 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه
    • ليقعوا فيه. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: دعوه وأريقوا على بوله
    • سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين رواه
    • البُخَارِيُّ.
    • السجل
    • بفتح السين المهملة وإسكان الجيم: وهي الدلو الممتلئة ماء، وكذلك الذنوب.
    • 637 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:
    • يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا متفق عَلَيهِ.
    • 638 -
    • وعن جرير بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: من يحرم الرفق يحرم الخير كبر معناه مُسلِمٌ.
    • 639 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم أوصني. قال: لا تغضب رواه مراراً، قال: لا تعالى فقلت البُخَارِيُّ.
    • 640 -
    • وعن أبي يعلى شداد بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا
    • القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته رواه
    • مُسلِمٌ.
    • 641 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما خير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً
    • كان أبعد الناس منه، وما انتقم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة اللَّه فينتقم لله تعالى. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 642 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم
    • على كل قريب هين لين سهل رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

    • 75 -
    • باب العفو والإعراض عن الجاهلين

    • قال
    • اللَّه تعالى (الأعراف 199): {خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين}.
    • وقال
    • تعالى (الحجر 85): {فاصفح الصفح الجميل}.
    • وقال
    • تعالى (النور 22): {وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر اللَّه لكم؟}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 134): {والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين}.
    • وقال
    • تعالى (الشورى 43): {ولمن صبر وغفر، إن ذلك من عزم الأمور} والآيات في الباب كثيرة
    • معلومة.

    • 643 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أنها قالت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
    • هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك! وكان أشد ما لقيته
    • منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِيلَ بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما
    • أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي
    • وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن
    • اللَّه تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره
    • بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن اللَّه قد سمع قول
    • قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت إن شئت أطبقت
    • عليهم الأخشبين. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: بل أرجو أن يخرج
    • اللَّه من أصلابهم من يعبد اللَّه وحده لا يشرك به شيئا متفق عَلَيهِ.
    • الأخشبان:
    • الجبلان المحيطان بمكة. و الأخشب هو: الجبل الغليظ.
    • 644 -
    • وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم شيئاً قط بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل اللَّه، وما
    • نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم اللَّه تعالى فينتقم
    • لله تعالى. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • 645 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت أمشي مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة
    • شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وقد أثرت بها
    • حاشية الرداء من شدة جبذته. ثم قال: يا محمد مر لي من مال اللَّه الذي عندك.
    • فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 646 -
    • وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كأني أنظر إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم ضربه
    • قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفق
    • عَلَيهِ.
    • 647 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق
    • عَلَيهِ.

    • 76 -
    • باب احتمال الأذى
    • قال
    • اللَّه تعالى (آل عمران 134): {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
    • المحسنين}.
    • وقال
    • تعالى (الشورى 43): {ولمن صبر وغفر، إن ذلك من عزم الأمور}.

    • وفي
    • الباب الأحاديث السابقة في الباب قبله.
    • 648 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ إن لي قرابة
    • أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت
    • كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من اللَّه تعالى ظهير عليهم ما دمت على
    • ذلك رواه مُسلِمٌ. وقد سبق شرحه في باب صلة الأرحام (انظر الحديث رقم 318) .

    • 77 - باب
    • الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع والانتصار لدين اللَّه تعالى

    • قال
    • اللَّه تعالى (الحج 30): {ومن يعظم حرمات اللَّه فهو خير له عند ربه}.
    • وقال
    • تعالى (محمد 7): {إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم}.

    • 649 -
    • وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان، مما
    • يطيل بنا! فما رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم غضب في موعظة قط أشد
    • مما غضب يومئذ. فقال: يا أيها الناس إن منكم منفرين، فأيّكم أم الناس فليوجز؛ فإن
    • من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة متفق عَلَيهِ.
    • 650 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم هتكه وتلون وجهه. وقال: يا عائشة أشد الناس
    • عذاباً عند اللَّه يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله معناه عَلَيهِ.
    • السهوة:
    • كالصفة تكون بين يدي البيت.
    • القرام
    • بكسر القاف ستر رقيق.
    • و هتكه:
    • أفسد الصورة التي فيه.
    • 651 -
    • وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت
    • فقالوا: من يكلم فيها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم؟ فقالوا: من
    • يجترئُ عليه إلا أسامة بن زيد حب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم.
    • فكلمه أسامة فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أتشفع في حد من
    • حدود اللَّه تعالى؟!ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق
    • فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأَيْمُ اللَّه لو أن
    • فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها متفق عَلَيهِ.
    • 652 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم رأى نخامة
    • في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه فقام فحكه بيده، فقال: إن أحدكم إذا قام
    • في صلاته فإنه يناجي ربه وإن ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن أحدكم قبل القبلة،
    • ولكن عن يساره أو تحت قدمه ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال: أو
    • يفعل هكذا متفق عَلَيهِ.
    • والأمر
    • بالبصاق عن يساره أو تحت قدمه هو فيما إذا كان في غير المسجد، فأما في المسجد فلا
    • يبصق إلا في ثوبه.
    • .
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:45 pm



    • 78 - باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم
    • ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة
    • عنهم وعن حوائجهم

    • قال
    • اللَّه تعالى (الشعراء 215): {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
    • وقال
    • تعالى (النحل 90): {إن اللَّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن
    • الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون}.

    • 653 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. الإمام راع ومسؤول عن
    • رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة
    • عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ وكلكم راع ومسؤول عن رحمة
    • مرفوع عَلَيهِ.
    • 654 -
    • وعن أبي يعلى معقل بن يسار رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: ما من عبد يسترعيه اللَّه رعية يموت يوم يموت وهو
    • غاش لرعيته إلا حرم اللَّه عليه الجنة فقال عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية: فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة
    • وفي
    • رواية لمسلم: ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم
    • يدخل الجنة.
    • 655 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه
    • ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق بهم رواه مُسلِمٌ.
    • 656 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه
    • لا نبي بعدي، سيكون بعدي خلفاء فيكثرون قالوا: يا رسول اللَّه فما تأمرنا؟ قال:
    • أوفوا ببيعة الأول فالأول، ثم أعطوهم حقهم، واسألوا اللَّه الذي لكم فإن اللَّه
    • سائلهم عما استرعاهم مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 657 -
    • وعن عائذ بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه دخل على عبيد اللَّه بن زياد فقال: أي
    • بني إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إن شر الرعاء
    • الحرقة بضم أن تكون منهم. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 658 -
    • وعن أبي مريم الأزدي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه قال لمعاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ
    • سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: من ولاه اللَّه شيئاً
    • من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب اللَّه دون حاجته وخلته
    • وفقره يوم القيامة فجعل معاوية رجلاً على حوائج الناس. رواه أبو داود والترمذي.

    • 79 -
    • باب الوالي العادل

    • قال
    • اللَّه تعالى (النحل 90): {إن اللَّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى}
    • الآية.
    • وقال
    • تعالى (الحجرات 9): {وأقسطوا إن اللَّه يحب المقسطين}.

    • 659 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة
    • اللَّه تعالى، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه
    • وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق
    • بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت
    • عنكم متفق عَلَيهِ.
    • 660 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ قال، قال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إن المقسطين عند اللَّه على منابر من نور: الذين
    • يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا رواه مُسلِمٌ.
    • 661 -
    • وعن عوف بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون
    • عليكم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم!قال: قلنا يا
    • رَسُول اللَّهِ أفلا ننابذهم؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم
    • الصدقة متفق مُسلِمٌ.
    • قوله:
    • تصلون عليهم: تدعون لهم.
    • 662 -
    • وعن عياض بن حمار رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق
    • القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال رواه مُسلِمٌ.

    • 80 -
    • باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية اللَّه وتحريم طاعتهم في المعصية
    • قال
    • اللَّه تعالى (النساء 59): {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللَّه، وأطيعوا الرسول،
    • وأولي الأمر منكم}.

    • 663 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر
    • بمعصية فلا سمع ولا طاعة متفق عَلَيهِ.
    • 664 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا إذا بايعنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم على السمع والطاعة يقول لنا: فيما اختلف رواه عَلَيهِ.
    • 665 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يقول: من خلع يداً من طاعة لقي اللَّه يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات
    • وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية رواه مُسلِمٌ.
    • وفي
    • رواية له: ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتةً جاهليةً.
    • الميتة
    • بكسر الميم.
    • 666 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: اسمعوا وأطيعوا إن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة رَوَاهُ
    • البُخَارِيُّ.
    • 667 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك
    • رواه مُسلِمٌ.
    • 668 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في سفر فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من
    • ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِهِ إذ نادى منادي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على
    • خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها،
    • وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة
    • فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب
    • أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت
    • إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.
    • ومن
    • بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه
    • فاضربوا عنق الآخر رواه مُسلِمٌ.
    • قوله
    • ينتضل: أي يسابق بالرمي بالنبل والنشاب.
    • و الجشر
    • بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء: وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها.
    • وقوله
    • يرقق بعضها بعضاً: أي يصير بعضها بعضاً رقيقاً: أي خفيفاً لعظم ما بعده فالثاني
    • يرقق الأول. وقيل معناه: يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. وقيل: يشبه بعضها
    • بعضاً.
    • 669 -
    • وعن أبي هنيدة وائل بن حجر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: يا نبي اللَّه أرأيت إن
    • قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما بأمرنا؟ فأعرض عنه. ثم سأله فقال
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما
    • حملوا وعليكم ما حملتم رواه مُسلِمٌ.
    • 670 -
    • وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها!قالوا: يا رَسُول
    • اللَّهِ كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون اللَّه
    • الذي لكم متفق عَلَيهِ.
    • 671 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: من أطاعني فقد أطاع اللَّه، ومن عصاني فقد عصى اللَّه، ومن يطع
    • الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني متفق عَلَيهِ.
    • 672 -
    • وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات
    • ميتةً جاهلية متفق عَلَيهِ.
    • 673 -
    • وعن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: من أهان السلطان أهانه الليل متفق التِّرمِذِيُّ وَقَالَ
    • حَدِيثٌ حَسَنٌ. وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح. وقد سبق بعضها في أبواب.

    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:47 pm



    • 81- باب النهي عن سؤال الإمارة واختيار ترك
    • الولايات إذا لم يتعين عليه أو تدع حاجة إليه

    • قال
    • اللَّه تعالى (القصص 83): {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في
    • الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين}.

    • 674 -
    • وعن أبي سعيد عبد الرحمن بن سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: يا عبد الرحمن ابن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن
    • أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإذا حلفت على
    • يمين فرأيت غيرها خيراً منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك متفق عَلَيهِ.
    • 675 -
    • وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ لا تأمرن على
    • اثنين، ولا تولين مال يتيم رواه مُسلِمٌ.
    • 676 -
    • وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال قلت: يا رَسُول اللَّهِ ألا تستعملني؟ فضرب بيده
    • على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي
    • وندامة، إلا من أخذها بحقها أدى الذي عليه فيها رواه مُسلِمٌ.
    • 677 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القوام بكسر
    • البُخَارِيُّ.

    • 82 -
    • باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمور على اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من
    • قرناء السوء والقبول منهم

    • قال
    • اللَّه تعالى (الزخرف 67): {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

    • 678 -
    • وعن أبي سعيد وأبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ما بعث اللَّه من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له
    • بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه؛
    • والمعصوم من عصم الليل متفق البُخَارِيُّ.
    • 679 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: إذا أراد اللَّه بالأمير خيراً جعل له وزير صدق: إن نسي ذكره، وإن ذكر
    • أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء: إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه
    • رواه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم.

    • 83 -
    • باب النهي عن تولية الإمارة والقضاء وغيرهما من الولايات لمن سألها أو حرص عليهم
    • فعرض بها

    • 680 -
    • عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: دخلت على النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحدهما: يا رَسُول اللَّهِ أمرنا على
    • بعض ما ولاك اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وقال الآخر مثل ذلك. فقال: إنا والله لا نولي
    • هذا العمل أحداً سأله، أو أحداً حرص عليه رواه عَلَيهِ.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:48 pm



    • كتاب
    • الأدب
    • 84 -
    • باب الحياء وفضله والحث على التخلق به
    • 681 -
    • عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء. فقال رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: دعه فإن الحياء من الإيمان رواه عَلَيهِ.
    • 682 -
    • وعن عمران بن حصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: الحياء لا يأتي إلا بخير متفق عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية لمسلم: الحياء خير كله أو قال: الحياء كله خير.
    • 683 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا
    • اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان رواه عَلَيهِ.
    • البضع
    • بكسر الباء، ويجوز فتحها وهو: من الثلاثة إلى العشرة.
    • و
    • الشعبة: القطعة والخصلة.
    • و
    • الإماطة: الإزالة.
    • و
    • الأذى: ما يؤذي كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك.
    • 684 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في
    • وجهه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • قال
    • العلماء: حقيقة الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
    • وروينا
    • عن أبي القاسم الجنيد رحمه اللَّه قال: الحياء رؤية الآلاء: أي النعم، ورؤية
    • التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى حياء، والله أعلم.
    • 85 -
    • باب حفظ السر
    • قال
    • اللَّه تعالى (الإسراء 34): {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً}.
    • 685 -
    • وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: إن من أشر الناس عند اللَّه منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى
    • المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها رواه مُسلِمٌ.
    • 686 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ حين
    • تأيمت بنته حفصة قال: لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك
    • حفصة بنت عمر. قال: سأنظر في أمري. فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا
    • أتزوج يومي هذا. فلقيت أبا بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فقلت: إن شئت أنكحتك
    • حفصة بنت عمر. فصمت أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فلم يرجع إلي شيئاً! فكنت عليه
    • أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • فأنكحتها إياه. فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع
    • إليك شيئاً؟ فقلت: نعم. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني
    • كنت علمت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ذكرها فلم أكن لأفشي سر رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ولو تركها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم لقبلتها رواه البُخَارِيُّ.
    • قوله:
    • تأيمت: أي صارت بلا زوج. وكان زوجها توفي رَضِيَ اللَّهُ عَنها.
    • وجدت:
    • غضبت.
    • 687 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كن أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • عنده فأقبلت فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنها تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم شيئاً، فلما رآها رحب بها وقال: مرحباً
    • بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاءً شديداً، فلما رأى
    • جزعها سارها الثانية فضحكت. فقلت لها: خصك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟ فلما قام رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم سألتها: ما قال لك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم؟ قالت: ما كنت لأفشي على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم سره. فلما توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قلت:
    • عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم؟ فقالت: أما الآن فنعم: أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني
    • أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين وإني لا
    • أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي اللَّه واصبري فإنه نعم السلف أنا لك فبكيت بكائي
    • الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة
    • نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟فضحكت ضحكي الذي رأيت. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وهذا لفظ مسلم.
    • 688 -
    • وعن ثابت عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتى علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي.
    • فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر. قالت: لا تخبرن بسر رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أحداً. قال أنس: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك
    • به يا ثابت. رَوَاهُ مُسلِمٌ، وروى البخاري بعضه مختصراً.
    • 86 -
    • باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد
    • قال
    • اللَّه تعالى (الإسراء 34): {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً}.
    • وقال
    • تعالى (النحل 91): {وأوفوا بعهد اللَّه إذا عاهدتم}.
    • وقال
    • تعالى (المائدة 1): {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.
    • وقال
    • تعالى (الصف 2، 3): {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتاً عند
    • اللَّه أن تقولوا ما لا تفعلون!}.
    • 689 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن حي هلا
    • عَلَيهِ.
    • زاد في
    • رواية لمسلم: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم.
    • 690 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رسول اللَّه صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه
    • خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا
    • عاهد غدر، وإذا خاصم فجر متفق عَلَيهِ.
    • 691 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم: لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجيء مال البحرين
    • حتى قبض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فنادى: من كان له عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم عدة أو دين فليأتنا. فأتيته وقلت: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال لي كذا وكذا، فحثى لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال: خذ مثليها.
    • مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:50 pm




    • 87 - باب المحافظة على ما اعتاده من الخير
    • قال
    • اللَّه تعالى (الرعد 11): {إن اللَّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
    • وقال
    • تعالى (النحل 92): {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}.
    • و
    • الأنكاث جمع نكث وهو: الغزل المنقوض.
    • وقال
    • تعالى (الحديد 16): {ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست
    • قلوبهم}.
    • وقال
    • تعالى (الحديد 27): {فما رعوها حق رعايتها}.
    • 692 -
    • وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال، قال لي رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: يا عبد اللَّه لا تكن مثل فلان كان يقوم
    • الليل فترك قيام الليل!مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 88 -
    • باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء
    • قال
    • اللَّه تعالى (الحجر 88): {واخفض جناحك للمؤمنين}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 159): {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.
    • 693 -
    • وعن عدي بن حاتم رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة متفق
    • عَلَيهِ.
    • 694 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: والكلمة الطيبة صحيحا رواه عَلَيهِ. وهو بعض حديث تقدم بطوله (انظر الحديث
    • رقم 122) .
    • 695 -
    • وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه ضلالة ثم
    • مُسلِمٌ.
    • 89 -
    • باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك
    • 696 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم كان إذا
    • تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم
    • ثلاثاً. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • 697 وعن
    • عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان كلام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم كلاماً فصلاً يفهمه كل من يسمعه. رواه أبو داود.
    • 90 -
    • باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالم والواعظ حاضري مجلسه
    • 698 -
    • عن جرير بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في حجة الوداع: استنصت الناس ثم قال: لا ترجعوا بعدي
    • كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضا وشبك عَلَيهِ.
    • 91 -
    • باب الوعظ والاقتصاد فيه
    • قال
    • اللَّه تعالى (النحل 125): {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.
    • 699 -
    • وعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: كان ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ يذكرنا في كل
    • خميس. فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم. فقال: أما إنه
    • يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا. مُتَّفَقٌ
    • عَلَيهِ.
    • يتخولنا:
    • يتعهدنا.
    • 700 -
    • وعن أبي يقظان عمار بن ياسر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال سمعت رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّة من
    • فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة رواه مُسلِمٌ.
    • مَئِنَّة
    • بميم مفتوحة، ثم همزة مكسورة، ثم نون مشددة أي: علامة دالة على فقهه.
    • 701 -
    • وعن معاوية بن الحكم السلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: بينا أنا أصلي مع رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك اللَّه.
    • فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أُمِّيَاه! ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا
    • يضربون بأيديهم على أفخاذهم! فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلما صلى رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا
    • بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: إن هذه الصلاة
    • لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما
    • قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. قلت: يا رَسُول اللَّهِ إني
    • حديث عهد بجاهلية وقد جاء اللَّه بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان؟ قال: فلا
    • تأتهم قلت: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يَصُدَّنَّهُم
    • رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • الثكل
    • بضم الثاء المثلثة: المصيبة والفجيعة.
    • ما
    • كهرني: أي ما نهرني.
    • 702 -
    • وعن العرباض بن سارية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: وعظنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. وذكر الحديث
    • وقد سبق بكماله في باب الأمر بالمحافظة على السنة (انظر الحديث رقم 157) ، وذكرنا
    • أن الترمذي قال أنه حديث حسن صحيح.
    • 92 -
    • باب الوقار والسكينة
    • قال
    • اللَّه تعالى (الفرقان 63): {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، وإذا
    • خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.
    • 703 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم.
    • مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • اللهوات
    • جمع لهاة وهي: اللحمة التي في أقصى سقف الفم.
    • 93 -
    • باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار
    • قال
    • اللَّه تعالى (الحج 32): {ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب}.
    • 704 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم
    • تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا متفق عَلَيهِ.
    • زاد
    • مسلم في رواية له: فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة.
    • 705 -
    • وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أنه دفع مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يوم عرفة فسمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وراءه زجراً شديداً
    • وضرباً وصوتاً للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر
    • ليس بالإيضاع رَوَاهُ البُخَارِيُّ. وروى مسلم بعضه.
    • البر:
    • الطاعة.
    • و
    • الإيضاع بضاد معجمة قبلها ياء وهمزة مكسورة وهو: الإسراع.
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:51 pm



    • 94 - باب إكرام الضيف
    • قال
    • اللَّه تعالى (الذاريات 24 - 27): {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا
    • عليه فقالوا سلاماً، قال سلام قوم منكرون. فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، فقربه
    • إليهم قال: ألا تأكلون؟}
    • وقال
    • تعالى (هود 78): {وجاءه قومه يهرعون إليه، ومن قبل كانوا يعملون السيئات! قال: يا
    • قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا اللَّه ولا تخزون في ضيفي، أليس منكم رجل
    • رشيد؟!}.
    • 706 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم
    • الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لهم رواه
    • عَلَيهِ.
    • 707 -
    • وعن أبي شريح خويلد بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
    • جائزته قالوا: وما جائزته يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: يومه وليلته. والضيافة ثلاثة
    • أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه رواه عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية لمسلم: ولا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه قالوا: يا رَسُول اللَّهِ
    • وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عند أخيه ولا شيء يقريه به.
    • 95 - باب
    • استحباب التبشير والتهنئة بالخير
    • قال
    • اللَّه تعالى (الزمر 17، 18): {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}.
    • وقال
    • تعالى (التوبة 21): {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وجنات لهم فيها نعيم مقيم}.
    • وقال
    • تعالى (فصلت 30): {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
    • وقال
    • تعالى (الصافات 101): {فبشرناه بغلام حليم}.
    • وقال
    • تعالى (هود 69): {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى}.
    • وقال
    • تعالى (هود 71): {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 39): {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن اللَّه يبشرك
    • بيحيى}.
    • وقال
    • تعالى (آل عمران 45): {إذ قالت الملائكة يا مريم إن اللَّه يبشرك بكلمة منه اسمه
    • المسيح} الآية. والآيات في الباب كثيرة معلومة.
    • وأما
    • الأحاديث فكثيرة جداً وهي مشهورة في الصحيح. منها:
    • 708 -
    • عن أبي إبراهيم ويقال أبو محمد، ويقال أبو معاوية عبد اللَّه بن أبي أوفى رَضِيَ
    • اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بشر خديجة
    • رَضِيَ اللَّهُ عَنها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب. مُتَّفَقٌ
    • عَلَيهِ.
    • القصب
    • هنا: اللؤلؤ المجوف.
    • و
    • الصخب: الصياح واللغط.
    • و
    • النصب: التعب.
    • 709 -
    • وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال: لألزمن
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، ولأكونن معه يومي هذا. فجاء
    • المسجد فسأل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقالوا: وجه ههنا. قال:
    • فخرجت على أثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب حتى قضى رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حاجته وتوضأ، فقمت إليه فإذا هو قد جلس
    • على بئر أريس وتوسط قُفَّهَا وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم
    • انصرفت فجلست عند الباب. فقلت: لأكونن بواب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم اليوم. فجاء أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فدفع الباب، فقلت: من هذا؟
    • فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك، ثم ذهبت فقلت: يا رَسُول اللَّهِ هذا أبو بكر
    • يستأذن. فقال: ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورَسُول
    • اللَّهِ يبشرك بالجنة. فدخل أبو بكر حتى جلس عن يمين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت:
    • إن يرد اللَّه بفلان (يريد أخاه) خيراً يأت به. فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من
    • هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فسلمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن. فقال: ائذن له وبشره
    • بالجنة فجئت عمر فقلت: أذن ويبشرك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • بالجنة، فدخل فجلس مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في القف عن
    • يساره ودلى رجليه في البئر. ثم رجعت فقلت: إن يرد اللَّه بفلان خيراً (يعني أخاه)
    • يأت به. فجاء إنسان فحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على
    • رسلك، وجئت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فأخبرته فقال: ائذن له وبشره
    • بالجنة مع بلوى تصيبه فجئت فقلت: ادخل ويبشرك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم بالجنة مع بلوى تصيبك. فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من
    • الشق الآخر. قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وزاد في
    • رواية: وأمرني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بحفظ الباب. وفيها
    • أن عثمان حين بشره حمد اللَّه تعالى ثم قال: اللَّه المستعان.
    • قوله:
    • وجه: بفتح الواو وتشديد الجيم أي توجه.
    • وقوله
    • بئر أريس هو بفتح الهمزة وكسر الراء وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين مهملة
    • وهو مصروف ومنهم من منع صرفه.
    • و القف
    • بضم القاف وتشديد الفاء: هو المبنى حول البئر.
    • قوله
    • على ربكم سمعته الراء على المشهور وقيل بفتحها: أي ارفق.
    • 710 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُعَنهُ قال: كنا قعوداً حول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم ومعنا أبو بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما في نفر فقام رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينا أن
    • يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له
    • باباً فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة (والربيع: الجدول الصغير)
    • فاحتفزت فدخلت على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. فقال: أبو
    • هريرة؟فقلت: نعم يا رَسُول اللَّهِ. قال: ما شأنك؟قلت: كنت بين ظهرينا فقمت فأبطأت
    • علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا، فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت
    • كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي. فقال: يا أبا هريرة وأعطاني نعليه فقال:
    • اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا اللَّه مستيقناً
    • بها قلبه فبشره بالجنة وذكر الحديث بطوله. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • الربيع:
    • النهر الصغير وهو الجدول - بفتح الجيم - كما فسره في الحديث.
    • وقوله
    • احتفزت روي بالراء وبالزاي. ومعناه بالزاي: تضاممت وتصاغرت حتى أمكنني الدخول.
    • 711 -
    • وعن ابن شماسة قال: حضرنا عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ وهو في سياقة الموت
    • فبكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار. فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بكذا؟ أما بشرك رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله
    • إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ. إني قد كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما
    • أحد أشد بغضاً لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مني ولا أحب إلي
    • أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل
    • اللَّه الإسلام في قلبي أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقلت: ابسط
    • يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي. فقال: ما لك يا عمرو؟قلت: أردت أن أشترط.
    • قال: تشترط ماذا؟قلت: أن يغفر لي. قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن
    • الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟وما كان أحد أحب إلي من
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، ولا أجل في عيني منه، وما كنت
    • أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ
    • عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما
    • أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا
    • علي التراب شناً، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم
    • وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
    • قوله:
    • شنوا: روي بالشين المعجمة وبالمهملة أي: صبوه قليلاً قليلاً، والله سبحانه أعلم.
    • .
    زمزم
    زمزم


    كتاب رياض الصالحين - صفحة 2 Empty رد: كتاب رياض الصالحين

    مُساهمة من طرف زمزم الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 6:53 pm



    • 96 - باب وداع الصاحب ووصيته عود فراقه لسفر
    • وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه
    • قال
    • اللَّه تعالى (البقرة 132، 133): {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب: يا بني إن اللَّه
    • اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ
    • قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل
    • وإسحاق إلهاً واحداً، ونحن له مسلمون}.
    • وأما
    • الأحاديث:
    • 712 -
    • فمنها حديث زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي سبق في باب إكرام أهل بيت
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم (انظر الحديث رقم 345) - قال: قام
    • رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فينا خطيباً فحمد اللَّه وأثنى
    • عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي
    • رَسُول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب اللَّه فيه الهدى والنور؛
    • فخذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا بقسمته رواه على كتاب اللَّه ورغب فيه. ثم قال: وأهل
    • بيتي، أذكركم اللَّه في أهل بيتي رواه مُسلِمٌ. وقد سبق بطوله.
    • 713 -
    • وعن أبي سليمان مالك بن الحويرث رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتينا رَسُول اللَّهِ
    • صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ونحن شَبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة،
    • وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم رحيماً رفيقاً، فظن أنا قد
    • اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه. فقال: ارجعوا إلى أهليكم
    • فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا،
    • فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم متفق عَلَيهِ.
    • زاد
    • البخاري في رواية له: وصلوا كما رأيتموني أصلي
    • قوله
    • رحيماً رفيقا روي بفاء وقاف، وروي بقافين.
    • 714 -
    • وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: استأذنت النبي صَلَّى اللَّهُ
    • عَلَيهِ وَسَلَّم في العمرة فأذن وقال: لا تنسنا يا أخي من خيرا متفق كلمة ما
    • يسرني أن لي بها الدنيا. وفي رواية قال: أشركنا يا أخي في دعائك رواه أبو داود
    • والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 715 -
    • وعن سالم بن عبد اللَّه بن عمر أن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ كان
    • يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادن مني حتى أودعك كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى
    • اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يودعنا، فيقول: أستودع اللَّه دينك، وأمانتك وخواتيم
    • عملك. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
    • 716 -
    • وعن عبد اللَّه بن يزيد الخطمي الصحابي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول
    • اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذا أراد أن يودع الجيش يقول: أستودع
    • اللَّه دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد
    • صحيح.
    • 717 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جاء رجل إلى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم فقال: يا رَسُول اللَّهِ إني أريد سفراً فزودني. فقال: زودك اللَّه
    • التقوى قال: زدني. قال: وغفر ذنبك. قال: زدني. قال: ويسر لك الخير حيثما كنت رواه
    • التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
    • 97 -
    • في الاستخارة والمشاورة
    • قال
    • اللَّه تعالى (آل عمران 159): {وشاورهم في الأمر}.
    • وقال
    • تعالى (الشورى 38): {وأمرهم شورى بينهم} أي يتشاورون بينهم فيه.
    • 718 -
    • وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن؛ يقول: إذا هم أحدكم
    • بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:
    • اللهُمَّ
    • إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وأسألُكَ من
    • فَضْلِكَ العَظِيم؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ،
    • وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ؛ اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأمْرَ
    • خَيْرٌ لِي في دِيْنِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أمْرِي، أو قال: عَاجِلِ أَمْرِي
    • وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيه؛ وَإِنْ
    • كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِيْنِي وَمَعَاشِي
    • وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ أو قال: عاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي
    • وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كان، ثُمَّ رَضِّنِي بِه.
    • قال:
    • وَيُسَمِّي حاجَتَهُ (1)رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • [(1) أي
    • بدل قوله "هذا الأمر"، فيقول مثلا: "اللهم إن كنت تعلم أن زاوجي من
    • فلانة بنت فلانة، خير لي..."، أو "اللهم إن كنت تعلم أن سفري غدا إلى
    • مصر هو خير لي...".
    • دار
    • الحديث.]
    • 98 -
    • باب استحباب الذهاب إلى العيد وعيادة المريض والحج والغزو والجنازة ونحوها من طريق
    • والرجوع من طريق آخر لتكثير مواضع العبادة
    • 719 -
    • عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذا
    • كان يوم عيد خالف الطريق. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    • قوله
    • خالف الطريق: يعني ذهب في طريق ورجع في طريق آخر.
    • 720 -
    • وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس، وإذا دخل مكة دخل من
    • الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 99 -
    • باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم كالوضوء والغسل والتيمم ولبس
    • الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الأظفار وقص
    • الشارب ونتف الإبط وحلق الرأس والسلام من الصلاة والأكل والشرب والمصافحة واستلام
    • الحجر الأسود والخروج من الخلاء والأخذ والعطاء وغير ذلك مما هو في معناه ويستحب
    • تقديم اليسار في ضد ذلك كالامتخاط والبصاق عن اليسار ودخول الخلاء والخروج من
    • المسجد وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب والاستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك
    • قال
    • اللَّه تعالى (الحاقة 19): {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول: هاؤم اقرءوا كتابيه}
    • الآيات.
    • وقال
    • تعالى (الواقعة 8، 9): {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة ما أصحاب
    • المشأمة}.
    • 721 -
    • وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم يعجبه التيمن في شأنه كله: في طهوره، وترجله، وتنعله. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • 722 -
    • وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كانت يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذىً. حديث صحيح
    • رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
    • 723 -
    • وعن أم عطية رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال
    • لهن في غسل ابنته رَضِيَ اللَّهُ عَنها: ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها متفق
    • عَلَيهِ.
    • 724 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا نزع فليبدأ بالشمال؛ لتكن
    • اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع متفق عَلَيهِ.
    • 725 -
    • وعن حفصة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه،ويجعل يساره لما سوى دعائك فقال أبو داود
    • وغيره.
    • 726 -
    • وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
    • وَسَلَّم قال: إذا لبستم وإذا توضأتم فابدءوا بأيامنكم حديث صحيح رواه أبو داود
    • والترمذي بإسناد صحيح.
    • 727 -
    • وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم
    • أتى منىً فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنىً ونحر ثم قال للحلاق: خذ وأشار إلى
    • جانيه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
    • وفي
    • رواية: لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا
    • طلحة الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فقال: احلق
    • فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال: اقسمه بين الناس.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024, 12:38 pm