السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة في الله
كم أخٍ كسب مكانةً عظمى، وعلا مرتبةً كبرى،
وزاد مهابةً وعلمًا، وقوي حجةً وبرهانًا، لما ظفر بصاحبٍ صالحٍ، زاد في استقامته، ورفع شأنه، لما سدد سعيه، وصوب مسيرته، وصدق في نصيحته، فكانت علامات تأثيره واضحةً بادية، وما أكثر الذين ينجحون في حياتهم، ثم تراهم يدينون في هذا النجاح إلى صديقٍ جادٍّ ومخلص، وما أكثر الذين يعرفون بأصدقائهم وإخوانهم، فيقال صحب فلانًا، وزامله، وكان ملازمًا له، وما أجمل ما قاله الشاعر:
أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلاً
فاصحب الأخيار تعـلو وتنل ذكرًا جميلاً
وقال الآخر:
رأيت الطين في الحمام يومًا بكف الحب أثر ثم نسم
فقلت له: أمسك أم عنبر لقد صيرتني بالحب مُغرم
أجاب الطين: إني كنت تربًا صحبت الورد صيرني مكرم
ألفت أكابرًا وازددت علمًا كذا من عاشر العلماء يكرم
الأخوة سعادة وسلوى
كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يردد دائمًا على مسامع إخوانه: "أنتم جلاء قلبي، أنتم جلاء حزني"، وهذا ما أكده أكثم بن صيفي- رحمه الله- بقوله: "لقاء الأحبة مسلاة للهم"، وكان طلحة بن مصرف- رحمه الله- يقول إذا لقي أخًا من إخوانه: "للقياك أحب إليَّ من العسل".
وحين سُئل أحد الأولين: في أي شيء وجدت لذة العيش؟ أجاب بقوله: "في محادثة الإخوان، والرجوع إلى الكفاية". وكان ذو النون المصري-رحمه الله- يقول: "بصحبة الصالحين تطيب الحياة، والخير مجموع بالقرين الصالح".
الأخوة مطلب الدعوة
الدعوة حمل ثقيل، وخطب جليل، قال الله في شأنها، مبينًا أمرها، مخاطبًا رسوله- صلى الله عليه وسلم- حتى يأخذ لذلك العدة اللازمة: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾ (المزمل5).
هذه الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض والجبال من حملها.. فحملها الإنسان، فخلد الله هذه الحكاية، حكاية الدعوة مع السماوات والأرض والجبال والإنسان.. بقرآن يُتلى، حتى تبقى الحقيقة راسخة ثابتة، ولا تنسى أبدًا، قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾ (الأحزاب: 72).. وهذه الحقيقة تدعوك وأنت تحمل هذه الدعوة الأمانة، أن تكون أقوى من السماوات علوًا وارتفاعًا، ومن الجبال ثباتًا ورسوخًا، ومن الأرض انبساطًا وتحملاً.
ولهذا كله كانت الأخوة مطلبًا لحمل الدعوة، وأداء الأمانة، وتبليغ الرسالة.. فهذا سيدنا موسى- عليه السلام- حين أمر بالذهاب إلى فرعون، رسولاً ومبلغًا، كان طلبه من ربه أخًا يؤازره، ووزيرًا يشاركه، فقال: ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا﴾ (طه: 29- 34).
وهذا سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يختار لهجرته.. بل لدعوته ومسيرته كلها الصاحب والرفيق.. فإذا كان هذا شأن أولي العزم من الرسل، فما الشأن في حقنا نحن؟!
منقول
الاخوة في الله
كم أخٍ كسب مكانةً عظمى، وعلا مرتبةً كبرى،
وزاد مهابةً وعلمًا، وقوي حجةً وبرهانًا، لما ظفر بصاحبٍ صالحٍ، زاد في استقامته، ورفع شأنه، لما سدد سعيه، وصوب مسيرته، وصدق في نصيحته، فكانت علامات تأثيره واضحةً بادية، وما أكثر الذين ينجحون في حياتهم، ثم تراهم يدينون في هذا النجاح إلى صديقٍ جادٍّ ومخلص، وما أكثر الذين يعرفون بأصدقائهم وإخوانهم، فيقال صحب فلانًا، وزامله، وكان ملازمًا له، وما أجمل ما قاله الشاعر:
أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلاً
فاصحب الأخيار تعـلو وتنل ذكرًا جميلاً
وقال الآخر:
رأيت الطين في الحمام يومًا بكف الحب أثر ثم نسم
فقلت له: أمسك أم عنبر لقد صيرتني بالحب مُغرم
أجاب الطين: إني كنت تربًا صحبت الورد صيرني مكرم
ألفت أكابرًا وازددت علمًا كذا من عاشر العلماء يكرم
الأخوة سعادة وسلوى
كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يردد دائمًا على مسامع إخوانه: "أنتم جلاء قلبي، أنتم جلاء حزني"، وهذا ما أكده أكثم بن صيفي- رحمه الله- بقوله: "لقاء الأحبة مسلاة للهم"، وكان طلحة بن مصرف- رحمه الله- يقول إذا لقي أخًا من إخوانه: "للقياك أحب إليَّ من العسل".
وحين سُئل أحد الأولين: في أي شيء وجدت لذة العيش؟ أجاب بقوله: "في محادثة الإخوان، والرجوع إلى الكفاية". وكان ذو النون المصري-رحمه الله- يقول: "بصحبة الصالحين تطيب الحياة، والخير مجموع بالقرين الصالح".
الأخوة مطلب الدعوة
الدعوة حمل ثقيل، وخطب جليل، قال الله في شأنها، مبينًا أمرها، مخاطبًا رسوله- صلى الله عليه وسلم- حتى يأخذ لذلك العدة اللازمة: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾ (المزمل5).
هذه الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض والجبال من حملها.. فحملها الإنسان، فخلد الله هذه الحكاية، حكاية الدعوة مع السماوات والأرض والجبال والإنسان.. بقرآن يُتلى، حتى تبقى الحقيقة راسخة ثابتة، ولا تنسى أبدًا، قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾ (الأحزاب: 72).. وهذه الحقيقة تدعوك وأنت تحمل هذه الدعوة الأمانة، أن تكون أقوى من السماوات علوًا وارتفاعًا، ومن الجبال ثباتًا ورسوخًا، ومن الأرض انبساطًا وتحملاً.
ولهذا كله كانت الأخوة مطلبًا لحمل الدعوة، وأداء الأمانة، وتبليغ الرسالة.. فهذا سيدنا موسى- عليه السلام- حين أمر بالذهاب إلى فرعون، رسولاً ومبلغًا، كان طلبه من ربه أخًا يؤازره، ووزيرًا يشاركه، فقال: ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا﴾ (طه: 29- 34).
وهذا سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يختار لهجرته.. بل لدعوته ومسيرته كلها الصاحب والرفيق.. فإذا كان هذا شأن أولي العزم من الرسل، فما الشأن في حقنا نحن؟!
منقول