[c](1)
(( التحذير من صغائر الذنوب )) [/c]
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال [ وفي لفظ : الذنوب ] فإن لها من الله طالبا " .
أختي المسلمة ..:
هذه هي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ وهي وصية غالية نفيسة
إنها تحذير من أمر يغفل عنه أكثر الخلق ، ألا وهو صغائر الذنوب .
قال أنس - رضي الله عنه - بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ::
" إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات "
قال البخاري يعني بذلك المهلكات .
تأملى أختي المؤمنة اذا كانت تلك المقالة من أنس في عصر من بقى من الصحابة ، وعصر التابعين
فكيف لو رأى أنس - رضي الله عنه - أحوال الناس اليوم ؟
إن المؤمنة الصادقة في إيمانها لا تنظر إلى المعصية التي وقعت فيها وتقول بلا اهتمام إنها صغيرة ، إنها بسيطة ..
بل تخشى على نفسها من عقاب الرحمن ، وتبكي خوفا من ألم النيران وتتحسر أن يحرمها ربها من دخول الجنان .
وقديما قال الزاهد بلال بن سعد رحمه الله :
" لا تنظر إلى صغر الخطيئة ، ولكن انظر من عصيت " .
إن المؤمنة الصادقة تخشى على نفسها ، وتخاف عذاب ربها ، ولذا فهي دائما في طاعة الله أو في قيام بخير من الخيرات .
وقديما قال أبو جعفر السائح رحمه الله :
بلغنا عن امرأة متعبدة كانت تصلي الضحى مائة ركعة كل يوم ، وكانت تصلي بالليل لا تستريح ، وكانت تقول لزوجها :
قم ويحك إلى متى تنام ؟ إلى متى أنت في غفلة ؟ أقسمت عليك ألا تكسب معيشتك إلا من حلال
أقسمت عليك ألا تدخل النار من أجلي ، بر أمك ، صل رحمك ، لا تقطعهم فيقطع الله بك
هكذا كانت المرأة المسلمة عابدة ، تقية ، مساعدة لزوجها على أمور الدنيا والآخرة .
أما اليوم - إلا من رحم ربي - نرى المرأة المسلمة لا تهتم بالصغائر ، بل وتفعل الكبائر جهارا نهارا ، ولا تخشى من غضب الجبار
وكانت البداية أنها استصغرت الذنب ، ولم تعلم أن العبد كلما استصغر ذنبا ، عظمه وكبره المولى تبارك وتعالى ..
ولم تكتف بهذا حتى وقعت في الكبائر ، وكانت البداية صغائر الذنوب .
وصدق الشاعر حيث قال :
كل الحوادث مبداهـــا من النظر ........ ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قــلب صاحبهـا ........ فتك السهــام بلا قوس ولا وتـر
فلا بد للمرأة المسلمة من الإقلاع عن الصغائر ، هذا فضلا من باب الأولى ، البعد عن الكبائر .
فعندما تتركين الكبائر ، وتعملين على التوبة من الصغائر ، بالاستغفار ، والندم عليها ، وتعترفين في داخلك أن المعصية
مهما كانت صغيرة فهي في حق الله - جل جلاله - خالق السموات والأرض ، صاحب الفضل في كل شيء
بهذا الندم والاعتراف ، فإن الله بواسع مغفرته ، وسعة رحمته ، يعفو ، ويتجاوز ، كما قال جل جلاله :
( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) .
وقال جل شأنه :
( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وذا ما غضبوا هم يغفرون ) .
وقال تبارك وتعالى :
( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة ) .
وأخيرا :
قبل أن نترك تلك الوصية الغالية ، قد تتسائلين أختي المسلمة ، فتقولين :
أليست الصغائر تُغفر كغيرها من أنواع المعاصي ؟
لا نستطيع أن نقول إلا أن الله عظيم المغفرة ، واسع الرحمة ، يغفر لمن يشاء ..
ولكن ألا تعلمين أن تلك الصغائر إذا اجتمعت على المرء أهلكته ، وأدخلته النار ، أعاذنا الله منها .
لقد ظن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما تظنين ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبين لهم خطر هذا الأمر
وعظم هذا الحال ، فقال فيما رواه سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب مثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء هذا بعود
وجاء هذا بعود أنضجوا خبزتهم ، وإن محقرات الذنوب لموبقات " .
منقول باختصار
(من كتاب 50 وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء )
لمجدي السيد إبراهيم
يتبع .......