كن طبيب قلبك !
السيد شحته
تشعر أنّ قلبك لم يعد مستقرا وعامرا بالسعادة والإيمان كما كان من قبل، وتغرق في بحار الغفلة والتقصير في حق الله عز وجل، وتعود إليها من جديد عقب كل محاولة تبذلها للخروج منها، اذا كان هذا هو حالك فلا شك أنّ قلبك في حاجه ماسّة إلى طبيب؛ من أجل أن يساعدك على الشفاء من المرض الذي أصاب قلبك.
ربما نكتفي في بعض الأحيان بالمسكنات للتخلص من الوعكات الصحية المختلفة، التي تلم بنا بين الحين والآخر، ولكن تعب القلب لا يجب السكوت عليه بأي حال من الأحوال؛ لأن الثمن سيكون فادحا فإنسان بلا قلب لن يشعر بأية لذة في الدنيا، حتى وإن كان غارقا في الملذات حتى رأسه.
إذا تزحزح الإيمان في قلبك خطوة صغيرة، فاعلم أنك على خطر عظيم، وأنك في مواجهة الشيطان والنفس والهوى، وكلهم أعداء لا يعرفون الرحمة ويسعى كل منهم لاحتلال قلبك والسيطرة عليه، وطردك منه لتعيش طول العمر أسيرا لغيرك.
لا تيأس !
إذا تمكنت جيوش الغفلة من قلبك فلا تيأس ولا تجزع، وتضّرع إلى الله عز وجل وأظهر له ضعفك وابكي على بابه وألح عليه في الدعاء أن يرفع عن قلبك ما أصابه، وكن في كل هذا محسن الظّن به سبحانه وتعالى، وتذكر ذنوبك واندم عليها شعورا وقولا وفعلا.
في كل الأحوال، فإن إخراج المحتل يكون أصعب كثيرا من دخوله، ولذلك لا تيأس ولا تجزع واجمع حبال الصبر وتمسك بها، وتحصن بالله وتعّوذ به من كل من يسعى إلى إبعادك عن طريقه.
ما يجب عليك أن تدركه جيدا هو أنّ الحياة تبدأ من القلب، وأنه إذا غُيّب قلبك فلن يكون عمرك سوى رحلة من الألم المتصل، بعيدا عن السعادة الحقيقة التي أثبت الواقع أنّ القلب لا يمكن أن يحياها إلا في رحاب الطاعة.
وقد ذكر القرآن الكريم أنّ هناك عدة أنواع للقلوب هي:
القلب السليم: الذي سلّمه الله من أمراض الشبهات والشهوات وانتدبنا لنلقاه به فننال النجاة يوم نلقاه. فقال تعالى: { يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } [ الشعراء: 89 ]. ووصف به خليله إبراهيم أبا الأنبياء عليهم السلام فقال عنه: {إذ جاء ربه بقلب سليم} .
القلب الميت: قلب الكافر الذي أُشرب الكفر حتى ران عليه فمنع وصول الحق إليه، قال تعالى: {وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً} ووصف تعالى قلب الكافر بالقسوة فقال : {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} .
القلب السقيم: المُثقل بمرض الشهوات أو الشبّهات أو بهما معاً، كما في قوله تعالى: {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.
كثرة الكلام
من الأمراض التي تصيب القلب فتحجبه عن نور الإيمان، القسوة وأصحاب القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي ) .
الرجوع إلى كتاب الله القائل: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [ الإسراء:82 ] قبل أن تحيق الندامة بمن أعرض عنه، ومنها أيضا الانصراف إلى ذكر الله تعالى أو الإكثار منه، إذ إن القلوب القاسية لا يلينها مثل الذكر ولا يهذبها مثل الطاعة والانقياد لله تعالى، وهو القائل: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، والقائل في وصف عباده الصالحين : {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} [ الرعد:28 ] ومنها ما حصره ابن القيم في (الداء والدواء) بالسعي إلى إحراز السلامة من خمسة أشياء: ومن شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص.
حرارة الإيمان
إنّ حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذّاها وقود العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن على جميع خلقه، رقَّت القلوب وخشعت.. ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة تدفقت منها الرحمة.
ومن أهم أسباب أمراض القلوب المعصية ومخالفة أمر الله، ونقضهم العهد والميثاق سبَّب لهم الطرد عن الله، فابتعدوا بذلك عن مهابط رحمة الله، فأمست قلوبهم جافة قاسية.
كما أن من أسبابها الرئيسية أيضا الحرص على الدنيا، وهذا هو أول الأسباب لمرض القلب لما فيه ضياع للوقت وانشغال للعقل، بتحصيل الدنيا وبالتالي يغفل العبد عن آخرته التي مآله إليها وكذلك يعد إتباع الهوى قال الله عز وجل "أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" [ سورة الفرقان43 ].
ويؤكد العلماء أيضا أنّ السبب الرئيسي في الأمراض التي تصيب العديد من القلوب هو الغضب: لأنّ الغضب والتعصب للأهواء يضيع على صاحبه معرفة الحق والتثبت من الرأي الصحيح، وكذلك حب الظهور والسيادة وفضول النظر والكلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) [رواه البخاري].
طريقة العلاج
ويمكنك وضع البرنامج التالي لعلاج قلبك خلال فترة وجيزة وإعادته إلى نور الطاعة مرة أخرى:
أولا: ذكر الله وتلاوة القرآن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كالحي والميت ) [رواه البخاري].
ثانيا : الدعاء: قال النبي: ( ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ) .
ثالثا: قيام الليل: شرف المؤمن قيام الليل، قال الله عز وجل {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [سورة السجدة:آية 16،17]
رابعا: الصيام : قال رسول الله: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا).
خامسا: حسن الخلق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ).
سادسا : بر الوالدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر، فلم يدخلاه الجنة ) (رواه مسلم).
السيد شحته
تشعر أنّ قلبك لم يعد مستقرا وعامرا بالسعادة والإيمان كما كان من قبل، وتغرق في بحار الغفلة والتقصير في حق الله عز وجل، وتعود إليها من جديد عقب كل محاولة تبذلها للخروج منها، اذا كان هذا هو حالك فلا شك أنّ قلبك في حاجه ماسّة إلى طبيب؛ من أجل أن يساعدك على الشفاء من المرض الذي أصاب قلبك.
ربما نكتفي في بعض الأحيان بالمسكنات للتخلص من الوعكات الصحية المختلفة، التي تلم بنا بين الحين والآخر، ولكن تعب القلب لا يجب السكوت عليه بأي حال من الأحوال؛ لأن الثمن سيكون فادحا فإنسان بلا قلب لن يشعر بأية لذة في الدنيا، حتى وإن كان غارقا في الملذات حتى رأسه.
إذا تزحزح الإيمان في قلبك خطوة صغيرة، فاعلم أنك على خطر عظيم، وأنك في مواجهة الشيطان والنفس والهوى، وكلهم أعداء لا يعرفون الرحمة ويسعى كل منهم لاحتلال قلبك والسيطرة عليه، وطردك منه لتعيش طول العمر أسيرا لغيرك.
لا تيأس !
إذا تمكنت جيوش الغفلة من قلبك فلا تيأس ولا تجزع، وتضّرع إلى الله عز وجل وأظهر له ضعفك وابكي على بابه وألح عليه في الدعاء أن يرفع عن قلبك ما أصابه، وكن في كل هذا محسن الظّن به سبحانه وتعالى، وتذكر ذنوبك واندم عليها شعورا وقولا وفعلا.
في كل الأحوال، فإن إخراج المحتل يكون أصعب كثيرا من دخوله، ولذلك لا تيأس ولا تجزع واجمع حبال الصبر وتمسك بها، وتحصن بالله وتعّوذ به من كل من يسعى إلى إبعادك عن طريقه.
ما يجب عليك أن تدركه جيدا هو أنّ الحياة تبدأ من القلب، وأنه إذا غُيّب قلبك فلن يكون عمرك سوى رحلة من الألم المتصل، بعيدا عن السعادة الحقيقة التي أثبت الواقع أنّ القلب لا يمكن أن يحياها إلا في رحاب الطاعة.
وقد ذكر القرآن الكريم أنّ هناك عدة أنواع للقلوب هي:
القلب السليم: الذي سلّمه الله من أمراض الشبهات والشهوات وانتدبنا لنلقاه به فننال النجاة يوم نلقاه. فقال تعالى: { يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } [ الشعراء: 89 ]. ووصف به خليله إبراهيم أبا الأنبياء عليهم السلام فقال عنه: {إذ جاء ربه بقلب سليم} .
القلب الميت: قلب الكافر الذي أُشرب الكفر حتى ران عليه فمنع وصول الحق إليه، قال تعالى: {وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً} ووصف تعالى قلب الكافر بالقسوة فقال : {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} .
القلب السقيم: المُثقل بمرض الشهوات أو الشبّهات أو بهما معاً، كما في قوله تعالى: {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.
كثرة الكلام
من الأمراض التي تصيب القلب فتحجبه عن نور الإيمان، القسوة وأصحاب القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي ) .
الرجوع إلى كتاب الله القائل: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [ الإسراء:82 ] قبل أن تحيق الندامة بمن أعرض عنه، ومنها أيضا الانصراف إلى ذكر الله تعالى أو الإكثار منه، إذ إن القلوب القاسية لا يلينها مثل الذكر ولا يهذبها مثل الطاعة والانقياد لله تعالى، وهو القائل: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، والقائل في وصف عباده الصالحين : {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} [ الرعد:28 ] ومنها ما حصره ابن القيم في (الداء والدواء) بالسعي إلى إحراز السلامة من خمسة أشياء: ومن شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص.
حرارة الإيمان
إنّ حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذّاها وقود العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن على جميع خلقه، رقَّت القلوب وخشعت.. ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة تدفقت منها الرحمة.
ومن أهم أسباب أمراض القلوب المعصية ومخالفة أمر الله، ونقضهم العهد والميثاق سبَّب لهم الطرد عن الله، فابتعدوا بذلك عن مهابط رحمة الله، فأمست قلوبهم جافة قاسية.
كما أن من أسبابها الرئيسية أيضا الحرص على الدنيا، وهذا هو أول الأسباب لمرض القلب لما فيه ضياع للوقت وانشغال للعقل، بتحصيل الدنيا وبالتالي يغفل العبد عن آخرته التي مآله إليها وكذلك يعد إتباع الهوى قال الله عز وجل "أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" [ سورة الفرقان43 ].
ويؤكد العلماء أيضا أنّ السبب الرئيسي في الأمراض التي تصيب العديد من القلوب هو الغضب: لأنّ الغضب والتعصب للأهواء يضيع على صاحبه معرفة الحق والتثبت من الرأي الصحيح، وكذلك حب الظهور والسيادة وفضول النظر والكلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) [رواه البخاري].
طريقة العلاج
ويمكنك وضع البرنامج التالي لعلاج قلبك خلال فترة وجيزة وإعادته إلى نور الطاعة مرة أخرى:
أولا: ذكر الله وتلاوة القرآن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كالحي والميت ) [رواه البخاري].
ثانيا : الدعاء: قال النبي: ( ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ) .
ثالثا: قيام الليل: شرف المؤمن قيام الليل، قال الله عز وجل {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [سورة السجدة:آية 16،17]
رابعا: الصيام : قال رسول الله: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا).
خامسا: حسن الخلق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ).
سادسا : بر الوالدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر، فلم يدخلاه الجنة ) (رواه مسلم).