معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي

    امة الرحمن
    امة الرحمن


    دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي Empty دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي

    مُساهمة من طرف امة الرحمن الإثنين 10 نوفمبر 2008, 6:21 am


    ]بسم الله الرحمان الرحيم

    هذه قصيدة : دموع على أستار الكعبة
    كتبها في مكة

    والمدينة : الشيخ أبو المعاطي ، عام 1414هجرية.

    كتب هذه القصيدة ذات مرة عندما كان بعض أصحابه ذاهبين إلى الحج ، وكان يودعهم ، وفجأه يقول :

    يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ***ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم

    فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبته ***فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم

    قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني ***فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم

    وكم تساقط دمعي وَالِهًا لهفا ***واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم

    يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ ***أو أن ليلى مع العير التي معكم

    بل دمعه . عشقه. قد صار في حجرٍ ***أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم

    في جانب البيت عند الباب موقعه ***فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم

    فلتذهب الآن ليلى نحو مغربها ***أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكم

    فلقد تركت هناك القلب معتكفاً ***والنفس صارت تنادى اليوم صحبتكم

    فإذا لقيتم غريباً فى منىً وَِلهاً *** عند الجمار فلا ترموه جمرتكم

    يبكي على عمره قد ضاع مغترباً***فلتعذروه فإن الله يعذرك
    امة الرحمن
    امة الرحمن


    دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي Empty رد: دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي

    مُساهمة من طرف امة الرحمن الإثنين 10 نوفمبر 2008, 6:28 am

    وهذه كتبها ، وهم في أيام الحج :
    دموعٌ على أستار الكعبة ...
    يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ***وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
    لكنني دون العبادِ جَميعِهِم *** ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
    فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ***مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
    ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ***هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
    وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ***ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
    أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ***علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
    بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ***وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
    لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ***مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
    وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ***لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
    فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ***وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
    وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ***فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
    فإذا رَمَلْتُ . أقضًّ ذنبي كاهلي *** وإذا مشيتُ . فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
    يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلُه معي ***غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا
    يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ راكعًا ***عند المقام ، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا
    فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ***واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا
    يا ماءَ زمزم ، هل ستغسِلُ عاصيًا*** بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا
    واليومَ قد جاء الكريمَ بذنبه ***يرجو من الرحمان عفوًا ظاهرا
    وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا *** والرَّحلُ فيه من المعاصي ما ترى
    وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى ***فإذا ذنوبي تعتليه وأكثرا
    فسعيتُ نحو الْمَرْوِ أبكي حالتي ***والكل يَسعى ضاحكًا مُسْتَبْشِرا
    ورملتُ في بطن المسيل تأسيًا ***ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائرا
    فقضيتُ سبعًا ، والرجاءُ بخالقي ***أن يستر الذنبَ العظيمَ ويغفرا
    يا راحلين إلى منًى . هذي منى ***هذي الجبالُ ، وتلك سُنَّةَ مَنْ سَرَى
    صَلُّوا بها خمسًا كما فعل الذي ***قد جاءكم بالنورِ حتى أزهرا
    فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظر ***حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغَادِرا
    وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًا ***واجمعْ من العرفاتِ خيرًا وافرا
    وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفى ***واحْلُلْ على وادٍ رآه وعَاصَرا
    واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَةٍ ***حَجَّتْ مع المختارِ نُورًا أنورا
    يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ؟ ***أَسَمِعْتَ مَنْ رُزِقَ البَيَانَ فَعَبَّرَا
    أَسَمِعْتَ : (هَلْ بَلَّغْتُ ؟) تُسْأَلُ أُمَّةٌ *** (قالوا : نعم) ، والدِّينُ أصبحَ ظَاهرا
    أَسَمِعْتَ (اللهم فاشهد) حُجَّةً ***أرأيتَ و(القَصْواءُ) كانت مِنْبَرا
    وأقامَ مبعوثُ السماءِ صلاَتَهُ *** جَمْعًا مع التقديمِ هَدْيًا خَيِّرا
    هذا الحبيبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنا ***قد جاء بالدين القويم مُيَسِّرا
    فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعةٍ ***من خالفَ المختارَ يُحْشَرُ كَافِرا
    عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً ***من عاشقٍ لكَ في هواه تَحَيَّرَا
    قد جاء يدعو ربَّهُ في ذِلَّةٍ ***والله يَقْبَلُ مَنْ يشاء وينصرا
    يهواك ، يشهدُ دَمْعُه وأنينُه ***وَلْتَشْهَدِ الأحجارُ عندك والثَّرَى
    قِفْ ها هنا ، واسترجع الذكرى معي *** واسأل جبالاً ، تَسْتَجِيبُ وتُخْبِرا
    قِفْ ، ها هنا نزل الختامُ ، فَمِسْكُهُ ***﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، فَأَكْمَلَ مَنْ بَرَا
    واقرَأْ : ﴿وَأَتْمَمْتُ﴾ ، فقد نَزَلَتْ هُنا ***فَأَقَرَّتِ الإسلامَ دِينًا آخِرَا
    واقرَأْ : ﴿رَضِيتُ﴾ وقد تَبَاعَدَ عهْدُها ***وانظر ، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَرا
    وتَفَرَّقُوا . وتَمَذْهَبُوا . وتَشَرْذَمُوا ***والكل أصبح تائهًا أو حائرا
    فتحول الإفكُ المبينُ إلى هدًى ***وتصدَّر الجهلُ الحياةَ وفسَّرا
    عرفاتُ ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم ***﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، وجئتُ مُقَرِّرا
    أن الرسولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَا ***حَمَلَ الرسالةَ مُنذرًا ومُبَشرا
    يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ بارئًا ***مِنْ كُلِّ نِدٍّ للعبادِ مُزَوَّرَا
    فارحم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمةٍ ***واجعله في عِلْمِ الشريعة مُبْصِرا
    يا ربُّ ، إني قد رفعتُ يدي هنا ***فاقْبَلْ ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِرا
    واغفر لإخواني جميعًا ذنبَهم ***واستر عليهم يا حليم وَكَثِّرَا
    عرفاتُ ، قد حان الوداعُ وقارَبَتْ *** ساعَاتُه والقلبُ فيكَ مُصَوَّرا
    قد شاء ربُّ العالمين فراقَنا ***بعد الغروبِ لكي أعود القهقرى
    وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصدًا ***وِدْيَان جَمْعٍ للصلاة مع الكَرى
    جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعةً ***والفجرَ قد أداه فيها مُبْكِرا
    يا جَمْعُ ، قد فاضت دموعي حسرةً*** جاء الكسيرُ إلى العزيز لِيَجْبُرا
    فأتيتُ مَشْعَرَها ألوذ بناصري ***ولِسانُ حالي قد أبان وعَبَّرا
    فذكرتُ ربي عنده متمثلاً : *** ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ﴾ والهدايةَ أَشْكُرا
    ثم انتهينا والرحيلُ إلى منًى ***قد حان قبل شُروقها أن تظهرا
    يا راحلين إلى منًى ، هيا بنا ***هيا إليها بادئًا ومُكَرِّرا
    فقصدتُ جمرتَها لأرمي سَبْعها ***ورفعتُ بالتكبير صوتًا هَادِرا
    الله أكبر عند كل قذيفةٍ ***في وجه ذنبي كي أعود مُحَرَّرا
    الله أكبر قد رميتُ خطيئتي ***الله أكبر والذنوبَ على الثرى
    الله أكبر نَجِّنِي يا خالقي ***مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
    ومضيتُ أذبح ما تيسر مُقْتَدٍ ***بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا
    يا ربُّ ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَةٌ ***قَلَّتْ . وَقَلَّ البيعُ ، قَلَّ المُشْتَرَى
    فاقبل من العبد الفقير سؤاله ***قد جاء بيتكَ ، هل سيرجع أفقرا
    وحلقتُ بعد الذبح مقتديًا به ***تالله لا تسأل سواه مُفَسِّرا
    فاليومَ يَسَّرَ للحجيج أمورَهُم ***لا حرج فيما قَدَّمُوا أو أُخِّرا
    ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمي*** فأنا المُتَيَّمُ مُقْبِلاً أو مُدْبِرا
    واسأل دهورًا كم عَشِقْتُ خيالَه ***وملأت عيني منه حتى أُبْصِرا
    وشربت كأسًا من هواه تيمنًا ***فَغَسَلْتُ كُلِّي منه طيبًا عَنْبَرا
    فبدأت أسعى بالإفاضة طائفًا ***متذللاً . متضرعًا . مُستغفرا
    ئم اتخذتُ من المقام صلاتَه ***قد جاء تنزيلُ الهداية آمرا
    وشربتُ من ماء السقاية زمزمًا *** فغسلتُ نفسي حامدًا أو شَاكرا
    ثم اتجهتُ إلى الصفا بدءًا به ***وختمتُ بالمرو العتيق شعائرا
    يا ربُّ ، عند المَرْوِ أَختم حَجَّتي ***فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايةِ إذْ عَرَى
    واختم له بالحق عند مماته ***واجعل له من فيض جودك ناصرا
    فأنا الصغيرُ ، فَقَدْتُ كُلَّ وسائلي ***ولقد هفوتُ وجئتُ بابك صاغِرا
    وَشَرَعْتُ بالعَوْدِ الأخير إلى منّى ***لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكرا
    أو من أراد ثلاثة يَبْقَى بها ***فكتابُ ربِّك قد أجاز وخيَّرا
    جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّةَ بعد ما ***كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا
    فذهبتُ للبيت العتيق مُوَدِّعًا ***فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا
    وانْهَلَّ من تلك العيونِ سحائبٌ ***بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا
    فوضعت كفي فوق أحجارٍ بَدَتْ ***للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا
    يا بيتُ ، هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟ ***يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا
    طَوَّفْتُه بالدمع سبعًا داعيًا ***عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا
    تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها ***واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا
    امة الرحمن
    امة الرحمن


    دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي Empty رد: دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي

    مُساهمة من طرف امة الرحمن الإثنين 10 نوفمبر 2008, 6:29 am

    وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا ***فهناك مَسجده(1) أقام وعَمَّرَا
    وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ ***وهنا مشى ، وهنا أقام المنبرا
    وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى ***وهنا خيارُ الناس كانوا ، والقِرى
    مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم ***في ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ ، ومَنْ سواهم آثِرا
    ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ***ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
    ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
    *والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا
    وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً ***فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا
    وخرجتُ من هذا المكان يلُفُّني ***ثوبُ الحياء مُدَاريُا ومُدَثِّرا
    فأنا الذى قد جئتُ أحمل عثرتي ***وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا
    وطرقتُ بابًا ليس يطرد تائبًا ***ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا
    يا ربُّ ، هذي دمعةٌ من مذنبٍ ***تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا
    وأتاك يخشى أن ترد رجاءه ***وأبان في تلك السطور مشاعرا
    والظن فيك بأن عفوكَ لاحقي ***ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا
    فطمعتُ فيك ، وجئتُ بابك ضارعًا ***متضرعًا والعيبُ مني قد جرى
    وختمتُ قولي بالصلاة على الذي*** مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا
    يا ربُّ ، قد زِنْتَ الختامَ ببعثه ***فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا
    ووجدت عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفات عيني أشهرا
    فأنا هنا وأمام قبر محمد!! ***أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى
    ونسيت نفسك يا ظلوم وجئته ***هذا أمامك من أتاك وحذرا
    والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا
    والله لولا أن ربي ساترٌ ***لفررت من هذا المكان مغادرا
    وتتابعت لغة الدموع سخية ***فهنا الدموع هي الكلام معبرا
    ****************************************
    (1)عند الذهاب إلى المدينة يقصد المسلم شد الرحال إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس إلى القبر ، حتى لا يقع في أعمال الشرك ، والعياذ برب الفلق

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 07 مايو 2024, 7:54 pm