معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


+3
احب الله
مودة
منال
7 مشترك

    سلسلة نساء صدقن

    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال السبت 22 نوفمبر 2008, 1:30 pm



    مريم ابنة عمران "نجية الملائكة"
    يا من يظن الاصطفاء الإلهي حكرا على الرجال دون النساء، تعالى نبشر أنفسنا وإياك بسيرة سيدة من خير النساء، نذرتها أمها لله، فاستجاب الله النداء، وأجزل العطاء فقابلت العطاء بالشكر، والنذر بالوفاء، فكانت الزيادة، "ولئن شكرتم لأزيدنكم" إبراهيم الآية7. وتم الاصطفاء "يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين" آل عمران الآية42. فما خبر هاته السيدة ؟ تعالين نسمع الخبر يتلى من السماء قال تعالى : "إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم، فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" آل عمران الآيتان 35–36. فما قصة هاته المولودة ؟ وكيف أصبحت نجية الملائكة ؟


    مريم ابنة عمران

    إن مريم ابنة عمران آية من آيات الله في الأرض، لقد كانت في مولدها آية، وكانت في نسبها آية.



    نسبها

    فقد كانت مريم من آل عمران الذي اصطفاهم الله قال تعالى : "أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم" آل عمران الآيتان 34–35. وهي من سلالة سيدنا داوود عليه السلام.



    مولدها

    كان آية أخرى، إذ كانت أمها عاقرا وكانت تشتهي الولد، واستجاب الله الدعاء، فوهبته لله محررا لخدمة بيته. ولكن وُضِع المولود أنثى، لم تكن الأنثى توهب للمسجد آنذاك "وليس الذكر كالأنثى" آل عمران الآية 36. ومع ذلك وفت الأم بنذرها. وقبل الله النذر وجعله مباركا "فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكرياء" آل عمران الآية37.
    تلكم سيدتنا مريم، النذر المقبول والسيدة البتول وأم الرسول - سيدنا عيسى عليه السلام- اختار الله لكفالتها زوج خالتها سيدنا زكرياء عليه السلام، فكانت نموذجا للزهد والبعد عن الدنيا، فاستحقت أن تكون نجية الملائكة، وخير نساء العالمين. قال تعالى : "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين" آل عمران الآية42. وقال صلى الله عليه وسلم : (خير نساء العالمين : آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد) أخرجه الحاكم في المستدرك.



    كراماتها

    مريم هبة لعمران وامرأة عمران، صالحان أنجبا صالحة، وكفلها الأصلح سيدنا زكرياء عليه السلام. "كلما دخل عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا" آل عمران الآية37. طفلة كانت والكرامات تظهر على يدها، أعظمهن لزومها المحراب.
    مريم المحراب، مريم الطهر، مريم المصدقة بكلمات ربها وكتابه، مريم القانتة "يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين" آل عمران الآية43 حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أنها نبية. والمهم أن تعلم النساء، وتوقن المؤمنات أن الله عز وجل كما يصطفي من الرجال عبادا ويصطفي من النساء إماءا، وأن باب كرمه مفتوح للمرأة كما هو مفتوح للرجل، وأن طاعته سبحانه وعبادته والقنوت إليه والجهاد في سبيله هي الأعمال التي تشرف بها المرأة ويشرف بها الرجل لأنها أعمال خالدة، تموت الحضارات ويبعث الخلق فرادى ما يجدون عند مولاهم إلا ما قدمواوالاصطفاء الإلهي متصل.

    هذا وإن الكرامات التي ظهرت على مريم وهي في المحراب هيأتها لقبول معجزتها الخارقة لنواميس الكون والحياة، حتى تستيقن ولا تهون وهي تواجه قومها حينما تمثل لها سيدنا جبريل بشرا سويا، ونفخ في جيب درعها من روح الله حتى ولجت في فرجها، وكان منها الحمل روحا من عند الله، وتم ذلك وهي يقظى حتى لا تقع في هواجس الشك أن يكون إنس أو جن أصابها وهي نائمة

    فما قصة هذا الحمل ؟ وكيف كان الوضع ؟



    حملها

    لما بشرتها الملائكة بسيدنا عيسى عليه السلام، أخبرها سيدنا جبريل بأنه رسول الله ليهب لها غلاما زكيا، تعجبت سيدتنا مريم فور تلقيها البشرى وقالت "أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا" مريم الآيتان 20–21.
    إنها رحمة من الله تفضل بها على مريم التي أصبحت وهي حامل، وقد بدأت مظاهر الحمل تظهر عليها، على يقين تام بأن حملها كان نتيجة نفخة من روح الله. قال تعالى : "ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا" التحريم الآية12.
    نهانا الله عن تلويث ديننا بالقبيحة العظمى : الزنا قال تعالى : "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" الإسراء الآية32. ومدح سبحانه مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخ فيها سبحانه من روحه كما نفخ في آدم عليه وعليها السلام. المحصنات عفة قبل الزواج لهن من الطهارة نصيب مريمي


    مخاضها

    فال تعالى : "فأجاءها المخاض إلى جدع النخلة قالت يا ليثني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي إليك بجدع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وفري عينا" مريم الآيات 22-25. سبحان الله لما تفرغت مريم للعبادة ولم يكن لها ولد، كان الله يأتيها بالرزق الوفير، وفي لحظة وضعها أمرها أن لتأخذ بالأسباب وتهز الجدع ليساقط الرزق رطبا جنيا. ثم يخبرها أن الله قد أجرى تحتها جدولا يتدفق منه الماء لتشرب ولترتوي بعد أن تأكل الرطب الذي يعد من أنفع الطعام للنفساء
    إذا وقفنا وقفة تأمل وقفة استيحاء للنموذج الكامل من سيرة هذه السيدة الطاهرة، وكيف أن الله نقلها من مقام لمقام فهي في ارتقاء دائم، إلى أن بلغت كمال الرشد بأمومتها، روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ( كمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون...) فيا من تبغي الكمال اقتحمي سباقا مع أبناء الدنيا وعين قلبك على من ضربهم الله لنا نموذجا على درجة الكمال، مريم ابنة عمران وصويحباتها. فما يرفع المرأة إلى القداسة إلا أمومتها. وكأنه سبحانه يبين لنا السبيل الذي ينبغي للمرأة أن تسلكه وبه يعرفها دورها الأساس ووظيفتها الأولى : حفظ الفطرة وصناعة الرجال.



    العمل يخبر عن نفسه

    وتم الوضع، واكتملت رسالة مريم، وتحققت البشرى. لكن كيف تخبر قومها خبر هاته البشارة، وهي التي لم يشفع لها عندهم ما عرفوا من عفتها وطهرها ؟ وبينما هي تفكر فيما تقول للناس إذ بالعمل يخبر عن نفسه : "فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيئا" مريم الآيتان 28-29.
    هذا عمل سيدتنا مريم عليها السلام أشارت إليه فأخبر عن نفسه.
    فما عملنا، لنشير إليه وندعو الناس ونذخره غدا عند رب الناس ؟
    قال صلى الله عليه وسلم : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : ... أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم. فالولد خلق الله وعمل الإنسان.

    رضي الله عن سيدتنا مريم وأرضاها فقد كانت وابنها حقا آية للعالمين.

    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد المرسلين والحمد لله رب العالمين.




    عدل سابقا من قبل منال في السبت 29 نوفمبر 2008, 3:49 am عدل 2 مرات
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الإثنين 24 نوفمبر 2008, 3:17 pm

    ماشطة ابنة فرعون -امرأة تتحدى الطغيان-




    جلست مع صويحبات لي نتذاكر في أمور شتى تخص النساء. دار الحوار حول العلاقة الزوجية وعلاقة الآباء بالأبناء، وفاجأتنا إحدى الـمَرِحات بقولها: لماذا لا نغير الموضوع؟ فلنتكلم عن آخر الموضات في اللباس والألوان، وأحدث الصيحات في العطور العالمية؟ حينها وجدت ذهني مشدودا إلى كلمة عطور، وشرد بعيدا وحلق في أفق آخر... هناك... إلى رحلة الإسراء والمعراج لما شمّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم رائحة ملأ أريجها مابين السماء والأرض، رائحة مؤمنة صابرة محتسبة وأولادها.

    فما قصة هذه المرأة؟ وما شأن الرائحة العطرة التي ميّزها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين كل طيب الجنة، والجنة كلها طيب كما أخبرنا الحبيب عليه أزكى الصلاة وأطيب السلام؟


    صدع بالإيمان بعد كتمان

    فتعالوا بنا نتلقى الخبر من في -فم- رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    فعن ابن عباس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت عليّ رائحة طيبة فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها. قال: قلت: وما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المُدرى-المُشط- من يديها فقالت: بسم الله. فقالت لها ابنة فرعون: أبي. قالت: لا ولكن ربي ورب أبيك الله. قالت: أخبره بذلك؟ قالت: نعم" أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.

    أي ثبات هذا، وأية قوة في الحق التي جعلت تلك المومنة الكاتمة لإيمانها تصدع به وهي تعلم مصيرها بعد ذلك؟ بل ولـمّا تُسأل: أيخبر جبار الأرض في زمانها بذلك؟ تجيب في قوة الموقن بموعود الله: نعم!!!
    أليس حب الله الذي ملأ شغاف القلب والجوارح، ومعه موافقة قدر الله من حمل هذه المؤمنة على الجهر بالحق في وجه عدو الله؟



    ماشطة تتحدى فرعونا

    تقول الرواية: "فأخبرته فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس (البقْرة: من البقْر، وأصله من الشق والتوسعة والفتح، ويراد بها في النص إناء كبير من نحاس)، فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا قال: ذلك لك علينا من الحق" أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.

    وفي عز المحنة، وحرج الموقف، تشترط أن تجمع العظام الطاهرة لها ولأبنائها وتدفن معا. من أين أتت هذه القوة لهذه الماشطة أمام فرعون وجها لوجه، معلنة كفرها بالطاغوت وإيمانها بالله ومتحدية إياه بل مشترطة عليه؟ إنه الإيمان، والإيمان وحده. ولن يقوى على قول الحق والثبات عليه حتى الشهادة من لم يصل صلاة مودع.



    التفنن في التعذيب دأب الفراعنة

    جاء في الحديث نفسه: "قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا".

    تشير الرواية إلى أن فرعون بدأ بقتل أكبر أولادها، حتى يوهن من ثباتها، بعد أن أرته من نفسها قوة وشهامة وهو الذي ألف رؤوس "الرجال" خانعة، والجباه ساجدة. وهذا شأن الفراعنة في كل زمان ومكان، يجتهدون في البحث عن أساليب وألوان للتعذيب ويتفننون فيها، كي يضعفوا العزائم ويثبطوا الهمم، ولكن هيهات أن يذل من أعزه الله عز وجل وأعلى شأنه بقوله "ولا تَهِنُوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مومنين" آل عمران، الآية139.



    ثبات يتبعه تأييد

    ويختم رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة بقوله: "..إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مُرضَع، وكأنها تقاعست من أجله قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت" أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.
    ونقف عند كلمة تقاعست، تحركت عاطفة الأمومة فكشفت عن ضعف بشري فطري، هو قمة القوة في علاقة الأم بأولادها، وكيف لأم أن ترى فلذات كبدها يرمون في النار واحدا تلو الآخر ولا تحرك ساكنا، إلا إذا أبى الحنّان المنّان أن يؤيدها بنصره، ويزيدها ثباتا، فيُنطِق الصبيَّ قبل أوان الكلام؟
    معجزة... ولكن أننتظر نحن في زماننا أن ينطق الرضيع وتقع المعجزات وتظهر الكرامات لنثبت؟ أم إن سنة الله اقتضت أن يَنصر من ينصرُه كيف شاء، وبما شاء.

    ونحن نودع هذه الطيبة العطرة من النساء، نسأل الله العلي القدير أن يمنَّ على كل مبتلى من المسلمات والمسلمين في كل بقاع الأرض بالثبات على الحق وبالتأييد والنصر المبين، الذي نرجوه قريبا.

    آمين.. والحمد لله رب العالمين.

    مودة
    مودة


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف مودة الثلاثاء 25 نوفمبر 2008, 2:38 am

    جزاك الله خير الجزاء حبيبتي منال

    وبارك الله لك في جهدك ووقتك وعلمك

    وعملك
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الثلاثاء 25 نوفمبر 2008, 4:50 am

    وانتي من اهل الجزاء معلمتي
    وفيك بارك سبحانه
    موفقة حبيبتي
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال السبت 29 نوفمبر 2008, 3:52 am


    سيدتنا آمنة بنت وهب : سيدة الأمهات




    نسبها

    هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب من أفضل نساء قريش نسبا وموضعا، أبوها وهب سيد بني زهرة نسبا وشرفا، وأمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبدا لدار بن قصي بن كلاب.


    خير أم طلعت عليها الشمس..

    زهرة قريش..أم نبينا صلى الله عليه وسلم كما كان لقبها في قومها بني زهرة، وأفضل فتاة قريش حشمة ووقارا.
    طوبى لك يا آمنة يا من اصطفاك الله عز وجل وائتمنك على خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم لتكوني خير أم طلعت عليها الشمس وسيدة الأمهات على الإطلاق. يا من حملت محمدا صلى الله عليه وسلم جنينا في أحشائها ووضعته كما تضع كل أنثى. وسلام عليك يا من ناداك محمد صلى الله عليه وسلم "أمي" وما أعذبها من كلمة، وليست كل والدة أما لأن الأمومة قداسة وحرمة ووظيفة وأيما وظيفة.



    إيمان وتصديق بالرعاية الإلهية

    صدقت سيدتنا آمنة وأم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم برعاية الله عز وجل لجنينها ووليدها ورضيعها، فكانت تقول كما جاء في طبقات ابن سعد "ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضي وربما كانت ترفعني وتعود، وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال هل شعرت أنك حملت فكأني أقول ما أدري فقال إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك يوم الاثنين".
    فبشراك يا آمنة الرضا.. بشراك بحملك محمد النبي وسيد الثقلين صلى الله عليه وسلم.
    وقد قالت أيضا: "ثم أمهلني حتى إذا دنا ولادتي آتاني ذلك الآتي فقال قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد. قالت: فكنت أقول ذلك، فذكرت ذلك لنسائي فقلن لي: تعلقي حديدا في عضديك وفي عنقك قالت: ففعلت قالت فلم يكن ترك علي إلا أياما فأجده قد قطع، فكنت لا أتعلقه. (طبقات ابن سعد ج1)
    هكذا صدقت آمنة أن الله عز وجل حافظ ومتول مولودها وشاهدت المعجزات واطمأن قلبها وأمرت فأطاعت: عن جعفر محمد بن علي قال أمرت آمنة وهي حامل برسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسميه أحمد.

    وسلمت بما رأت عند وضعه إذ قالت على لسان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "رأت أمي حين وضعتني سطع منها نور أضاءت له قصور بصرى".
    حقا إنه نور وأيما نور.. نور الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذى أزال به الحق سبحانه وتعالى ظلمات الجهل والشرك واهتدى به أهل الأرض... ورحمة شملت العالم ففاضت...
    فبشراك يا آمنة بمولد محمد صلى الله عليه وسلم وبشرى لكل أم أمينة على الفطرة... وبشرى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بمولد الهدى...

    ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثناء
    الروح والملأ الملائك حوله *** للدين والدنيا به بشراء
    والعرش يزهو والحظية تزدهي *** والمنتهى والسدرة العصماء
    avatar
    احب الله


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف احب الله السبت 29 نوفمبر 2008, 8:27 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ما شاء الله جهد طيب مبارك غاليتى منال
    اعزك الله وجعلك اهلا لرضاه
    اللهم انا نسالك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار
    اللهم ارضى عنا واجعلنا فى زمرة الصالحين
    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف انتصار السبت 29 نوفمبر 2008, 10:34 am

    جزاك الله خيرا اختي الفاضلة منال

    على السلسلة الرائعة جدا

    نفع الله بك وبها وجمعنا واياك بمن ذكرتي وستذكرين

    من امهات المؤمنين والنساء الصالحلات في جنة رب العالمين على سرر متقابلين اللهم امين

    اللهم اعنا على الاقتداء بهن كي نبلغ درجتهن ونسعد بصحبتهن
    avatar
    engyhussein79


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف engyhussein79 السبت 29 نوفمبر 2008, 2:12 pm

    ما شاء الله عليكى اختى الحبيبة
    بارك الله فيك ونفع بك كل نساء المسلمين
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الإثنين 01 ديسمبر 2008, 6:26 am

    اخوات سعدت بكن
    جعلني ربي واياكن من عباده الصالحين
    دعوة كريمة اخوات فضليات
    بارك الله فيكن
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الثلاثاء 23 ديسمبر 2008, 5:28 pm


    سيدتنا حليمة السعدية، الحاضنة المرضعة لنبي الرحمة




    من بني سعد أتت

    حليمة بني أبي ذئيب، وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأي كبشة، وتعرف بحليمة السعدية نسبة إلى بني سعد. هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه. وأبناؤها إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة : عبد الله، وأنيسة بنت الحارث بن عبد العزى، والشيماء بنت الحارث.
    تردد وأخذ

    خرجت السيدة حليمة رضي الله عنها مع زوجها وابنها الصغير في نسوة من بني سعد تلتمس الرضعاء، ولنتركها تحكي لنا القصة، قالت : " خرجت على أتان لنا قمراء معنا شارفٌ لنا والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معي من بكائه من الجوع، وما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذوه، ولكنا نرجو الغيث والفرج. فلقد أذمت أتاني بالركب حتى شق عليهم ضعفاً وعجفاً، حتى قدمنا مكة فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أنا إنما نرجو المعروف من أبي الصبي. فكنا نقول: يتيم، فما عسى أن تصنع أمه وجده ! فما بقيت امرأة معي إلا أخذت رضيعاً غيري، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي (قلت : تريد زوجها)، وكان معي: إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه !"(1)

    يتيم تزهد فيه المرضعات وما يدرين أنك يا محمد خير خلق الله، وأفضل من مشى على الخضراء(أي الأرض) وأظلت الغبراء(أي السماء) ولو علمن بقدرك يا علم الهدى لأتينك هرولة، كل تريد أن تفوز بأن تكون الحاضنة، وأن تحضى منك بمصة صبي- ليس كباقي الصبية- لقطرة لبن تفخر بها على نساء العالمين، وتشرف بها أيما شرف في أنها كانت البانية لخير جسد ضم أسمى روح حملت أعظم رسالة وأجلها.
    فطوبى لحليمة بهذا الاختيار، ولننصت لها تكمل لنا البقية الباقية من قصتها.



    خير وبركة، بحلول النسمة المباركة

    قال: " افعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة. قالت: فذهبت فأخذته، فلما أخذته ووضعته في حجري أقبل عليه ثدياي مما شاء من لبن، فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما، وما كان ابني ينام قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حافل، فحلب منها ثم شرب حتى روي، ثم سقاني فشربت حتى شبعنا. قالت: يقول لي صاحبي: تعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمةً مباركة ! قلت: والله لأرجو ذلك. قالت: ثم خرجنا، فركبت أتاني وحملته عليها فلم يلحقني شيء من حمرهم حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب اربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها ؟ فأقول: بلى والله لهي هي، فيقلن: إن لها شأناً، ثم قدمنا منازلنا من بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا شباعاً لبناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضر من قومنا ليقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي ابنة أبي ذؤيب ! فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة من لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً "(2).

    أرأيت يا حليمة أن وجود الصبي محمد يذر عليك وعلى من معك خيرا عميما وبركة عظيمة لا يضاهيهما عطية ملك، ولاهبة سلطان، كيف لا وهو من اختاره الله رحمة للعالمين وبشرى لكل من يحمل هما أو يعيش تحت نير ظلم الظالمين.



    خوف وقلق

    روى الإمام مسلم رحمة الله عليه عن أنس رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه(أي رماه أرضا) فشق عن قلبه فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب ثم لأمه (أي جمعه) ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا : إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون" (3) ويزيدك الله فخرا يا حليمة، ويزيدك سؤددا وشرفا حين يغسل قلب النبي الصبي صلى الله عليه وسلم في ديارك وبين غلمان بني قبيلتك فيطهر من حظ الشيطان منه.

    قالت حليمة : فاحتملناه فقدمنا به على أمه. فقالت: ما أقدمك يا ظئر به وقد كنت حريصة على مكثه عندك ؟ قالت: قلت: قد بلغ الله بابن، وقضيت الذي علي، وتخوفت عليه الأحداث فأديته إليك كما تحبين. قالت: ما هذا بشأنك فاصدقيني ! ولم تدعني حتى أخبرتها. قالت: فتخوفت عليه الشيطان ؟ قلت: نعم. قالت: كلا والله ما للشيطان عليه سبيل، وإن لابني لشأناً، أفلا أخبرك ؟ قلت: بلى. قالت: رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من الشام، ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف منه ولا أيسر، ثم وقع حين وضعته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء. دعيه عنك وانطلقي راشدة.
    انطلقت راشدة يا حليمة بعد أن أديت الذي عليك، وبلغ كتاب الله أجله. وعاد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أمه وأهله ليصنع على عين الله كما شاء الله.
    هذا حظك يا حليمة السعد في بناء رمز الأمة، فما حظنا في الأخذ بما أرسل به من الآيات والحكمة؟ وأي جهد بذلنا لتحقيق معاني المحبة والإتباع لرسول الرحمة؟ حتى نكون ممن نال القبول عند الله، ومكن لأمة رسول الله عليه صلوات الله.


    __________

    (1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر: 585.
    (2) نفس المصدر.
    (3) صحيح الإمام مسلم.

    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الثلاثاء 23 ديسمبر 2008, 5:45 pm


    سيدتنا خديجة بنت خويلد
    التاجرة الطاهرة والزوجة الصالحة


    خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، اسم كلما ذكر طربت له الأسماع واطمأنت له القلوب. سيدة شامخة شموخ أولئك الكُمّل من الرجال والنساء الذين سمت هممهم، وعلت إراداتهم فقدموا برهان صدقهم بذلا وعطاء ابتغاء رضوان الله. فبم كملت هذه الفذة من النساء ؟ وبم نالت تلك الدرجات العلى في الجنة ؟ أبتصديقها للزوج المبعوث رحمة ؟ أم بنصرتها لدين الله في الشدة والمحنة ؟ أم بحسن رعايتها للعيال بالرحمة والحكمة ؟ وهل يحول طلب الكمال والحظ من الله بين النفس ونيل نصيبها من الدنيا ؟ كل هذا تطلعنا عليه سيرة هذه العطرة من النساء، قبل النبوة وبعدها، حتى اللحاق بالرفيق الأعلى. فإليكم جزء من بحر زاخر، وغيض من فيض.


    التاجرة الطاهرة

    أجمعت كتب السيرة على أن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت تعرف بالطاهرة. وكانت امرأة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها تضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه. فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، أرسلت إليه تسأله الخروج إلى الشام في تجارتها مع غلامها ميسرة، وقالت : أنا أعطيك ضعف ما أعطي لقومي. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى سوق بصرى، فباع سلعته التي أخرج واشترى غيرها، وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح، فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف ما سمت له(1).
    أرأيت أخت الإسلام : طهر وتجارة. وما يمنع أن يجتمعا إذا كانت الفاعلة حازمة واثقة، محررة الإرادة ؟



    الزوج الولود الودود

    عن سعيد بن جبير قال : اجتمعت نساء قريش في عيد لهن، فجاءهن يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكن نبي فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضاً يطؤها فلتفعل. فشتمنه وطردنه، ووقر ذلك في صدر خديجة. وكانت استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثته مع ميسرة غلامها إلى الشام، فبينما هي تنظر قدومهما نظرت رجلاً يطلع من عقبة المدينة وليس في السماء غيم إلا قدر ما يظله، وإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : إن قول اليهودي حق، والمبعوث محمد(2).
    تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خديجة رضي الله عنها قبل الوحي وعُمره حينئذ خمس وعشرون سنة، وقيل : إحدى وعشرون سنة، زوّجها منه عمها عَمْرو بن أسد. ولما خطبها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال عمها : مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد المُطَّلِب يخطب خديجة بِنْت خويلد، هذا الفحل لا يُقدَع أنفه. وكان عُمرها حينئذ أربعين سنة وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة(3).

    عن ابن إسحاق قال : وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه، إلا فرّج الله عنه بها إذا رجع إليها، تُثبِّته وتخفف عنه، وتصدّقه وتهوّن عليه أمر الناس(4).
    وهذا هو دور كل ودود ترغب في رضى المولى عز وجل، ونيل قلب البعل، حتى يشهد فيها كما شهد فيها الرسول الأجل -صلوات ربي وسلامه عليه- فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت : هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها! فغضب حتى اهتز مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال : "لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولادَ النساء". قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بسيئة أبداً(5).

    وروي أن خولة بنت حكيم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال : "أجل كانت أم العيال وربة البيت..."(6).
    ثناء حسن من خير خلق الله، على زوجة كانت تحسن تربية العيال وتدبيرالبيت. وهذا باب واسع لايليق أن تغفله كل مؤمنة تطلب الكمال.



    خير نساء العالمين

    عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة عليها السلام"(7).
    ومالها ألا تكون خير نساء العالمين وهي السكن المطمئن والحضن الدافئ لخير خلق الله، والمؤمنة الباذلة للنفس والمال، في سبيل نصرة دين الله، وجند الله.
    وهذا مشهد من مشاهد خدمتها لدعوة الله : أخرج بن السني بسند له عن خديجة رضي الله عنها أنها خرجت تلتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهابته وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله. فلما ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال لها : "هو جبريل وقد أمرني أن أقرأ عليك السلام"(Cool.



    المبشرة بسلام الرب وببيت من قصب

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل فقال : يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها من ربها السلام ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب"(9).
    بأي البشارتين تفرح السيدة خديجة رضي الله عنها : بسلام الرب أم ببيت من قصب ؟ ترى أي حكمة تلك التي أراد المولى عزوجل أن نعيها، أنا وأنت يا أخت الإسلام، حين يسلم الرب الرحيم، والملك الكريم على السيدة المبجلة، ويبشرها بالمقام الموعود وهي تحمل الإناء فيه طعام الزوج ؟
    أليس ذلك ليبين لي ولك أن خدمة الزوج والبيت والصبيان، مكرمة عظمى، وفضل جليل تنال به المرأة الدرجات العلى عند المولى، متى أخلصت النية، وصححت الوجهة، واعتبرت أن نفسها وما تملك لله عزوجل ؟


    __________


    الهوامش

    (1) طبقات ابن سعد :1378.
    (2) الأوائل لأبي هلال العسكري : 28.
    (3) أسد الغابة1337.
    (4) أسد الغابة1339.
    (5) أسد الغابة1340.
    (6) الإصابة في معرفة الصحابة1472.
    (7) صفة الصفوة171.
    (Cool الإصابة في معرفة الصحابة1473.
    (9) الإصابة في معرفة الصحابة1473.
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الخميس 01 يناير 2009, 2:02 pm

    سبق الحديث عن السيدة خديجة رضي الله عنها وكيف نالت الكمال من أبواب متعددة، فرأينا كيف كانت مثالا للزوجة المساندة والمرأة الحكيمة الحازمة، ولم نعرض لها وهي تجهر بالدعوة وتخدمها وتنصرها بمالها ونفسها. ولأن للموضوع أهمية قصوى في مسيرة أمتنا نحو عزها، وفي حياة هذه السيدة الفاضلة المكرمة بصحبة خير خلق الله سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ارتأيت أن أفرد له هذا المقال حتى يتبين أن الله عز وجل كما يصطفي لخدمة الدعوة ونصرتها رجالا، يصطفي نساء. وكما يكرم بالصحبة الحانية الرحيمة رجالا كانوا ركائز الدعوة وأعمدتها، يكرم نساء كنَّ أوتادا وربَّين الأعمدة والركائز. فما هي مشاهد تلك المساندة؟ وأين تتجلى تلك الخدمة؟ وكيف استطاعت تلك الفذة أن تتخلص من رق المال والدنيا لتسمو إلى أعلى عليين حتى كاد علماء المسلمين يجمعون على أنها أفضل نساء العالمين على الإطلاق.


    أول من صدق وشهد بالحق

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وهو بأجياد (أَجياد: جبل بمكة) إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح : يا محمد أنا جبريل، يا محمد أنا جبريل. فذعر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجعل يراه كلما رفع رأسه إلى السماء. فرجع سريعا إلى سيدتنا خديجة رضي الله عنها فأخبرها خبره وقال : يا خديجة والله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط ولا الكهان، وإني لأخشى أن أكون كاهنا. قالت : كلا يا ابن عم لا تقل ذلك فإن الله لا يفعل ذلك بك أبدا. إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وإن خلقَك لَكريم. ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل وهي أول مرة أتته فأخبرته ما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ورقة : والله إن ابن عمك لصادق، وإن هذا لبدء نبوة. وإنه ليأتيه الناموس الأكبر (الناموس عند أهل الكتاب هو جبريل عليه السلام) فمُريه أن لا يجعل في نفسه إلا خيرا.(1)

    نعم المرأة العاقلة كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تثبت وترفع الهمة. تذكر الفضائل لتطمئن صاحب الرسالة. ولا تقف عند هذا بل تكون فاعلة في التاريخ ومحركة للأحداث حين تذهب إلى عالم بالديانات لتسأل وتستفسر، فتكون أول من يعلم بأن الزوج مرسل، وأن الدين الذي جاء به خاتم الأديان.
    فنعم السابقة في التصديق كنت أيتها الفاضلة رضي الله عنك وأرضاك.


    سابقة وغناء

    أ- سابقة :
    عن عفيف الكندي قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها. فنزلت على العباس بن عبد المطلب قال : فأنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة، وقد حلقت الشمس فارتفعت إذ أقبل شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه إلى السماء فنظر ثم استقبل الكعبة قائما مستقبلها، إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ثم ركع الشاب فركع الغلام وركعت المرأة. ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام رأسه ورفعت المرأة رأسها. ثم خر الشاب ساجدا وخر الغلام ساجدا وخرت المرأة. قال : فقلت : يا عباس إني أرى أمرا عظيما.

    فقال العباس : أمر عظيم ! هل تدري من هذا الشاب؟ قلت : لا ما أدري. قال : هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن أخي. هل تدري من هذا الغلام؟ قلت : لا ما أدري. قال : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن أخي. هل تدري من هذه المرأة؟ قلت : لا ما أدري. قال : هذه خديجة بنت خويلد زوجة بن أخي هذا. إن ابن أخي هذا الذي ترى حدثنا أن ربه رب السماوات والأرض، أمره بهذا الدين الذي هو عليه. فهو عليه ولا والله ما علمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. قال عفيف : فتمنيت بعد أني كنت رابعهم.(2)
    ثالثة ثلاثة شاب وغلام وسيدة كريمة بل أولهم، ليبين لنا العلي القدير أن للمرأة مكان في الدعوة لن يقوم فيه غيرها. وأنها لم تخلق لتقبع في أركان البيوت أو القصور تنتظر الأمر والنهي لتلبي الرغبات وتكون مرتعا للشهوات.

    ب- غناء :
    تجمع أغلب كتب السيرة على أن السيدة خديجة رضي الله عنها لما رأت ميل النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها وهبته له. فكانت هي السبب فيما أكرم به زيد من النسب إلى الإسلام. وأنها لم تكن رضي الله عنها تبخل عن الدعوة وحاملها بمالها. فكانت تعطـي للرسول الأكـرم صلى الله عليه وسلم بغير حساب حتـى استحقت وسـام (وواستني في مالها إذ حرمني الناس) الحديث أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة عن عائشة رضي الله عنها.



    عون لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    عن عبد الرحمن بن يزيد : قال آدم عليه الصلاة والسلام : إني لسيد البشر يوم القيامة، إلا رجلاً من ذريتي نبياً من الأنبياء يقال له أحمد، فُضلَ عليَّ باثنتين: زوجته عاونته فكانت له عوناً، وكانت زوجتي عوناً علي. وأعانه الله على شيطانه فأسلم، وكفر شيطاني. أخرجه الدولابي كما ذكره الطبري.(3)
    نبي يفضل نبيا بزوجة. ولكن أي زوجة كانت السيدة خديجة رضي الله عنها، ألم تكن المعينة في السراء والضراء؟ ألم تكن عونا حسا ومعنى؟
    فمطلوب لنا جميعا معشر المسلمات المؤمنات أن نكون لأزواجنا وإخواننا وآبائنا عونا فنبذل المال والجهد والوقت والعلم لله عز وجل. مشاركة وفاعلة، علي أن أكون أنا وأنت أخت الإيمان إذا أردنا للدعوة أن تسود ويرفع لواؤها، ورغبنا في الفوز برضى المولى عز وجل.
    إلى سيرة هذه السيدة الجليلة، وسير العطرات من مثلها يجب أن ترتفع هممنا حتى نغرف مما غرفن فننال ما نلن.
    فلننظر أنا وأنت من أي الأبواب ندخل على الله عز وجل. وإياي وإياك والاعتذار بفساد الزمان فمن علم الله في قلبها خيرا آتاها من خزائن فضله بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.




    __________

    الهوامش:

    (1) طبقات ابن سعد : 86.
    (2) طبقات ابن سعد : 1379.
    (3) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي للعصامي:186.
    هومه
    هومه


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف هومه الأحد 04 يناير 2009, 12:23 am

    ما شاء الله عليك حبيبتى منال
    فى انتظار استكمال السلسله اعانك الله وسدد خطاك اللهم امين
    منال
    منال


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف منال الأربعاء 14 أكتوبر 2009, 2:24 pm

    أدب الصحابيات في الطلب "أم طليق نموذجا"








    أدب"








































































    لسنا بصدد كتابة ترجمة وافية للصحابية الجليلة أم طليق الأنصارية، بنت من هي ومن اين ينحدر نسبها، فذلك مجال آخر، وإنه يكفيها أن يكون لها موقف شهد بصوابه وصدقه المعلم المربي، عليه الصلاة والسلام، كي ترتفع إلى مصاف القدوات في ذلك الموقف، وكي تشرئب أعناقنا وتتحفز إراداتنا-نحن المتشوفات إلى بلوغ كمالنا الخلقي والوظيفي- لمتابعة مشهد حي من مشاهد الحافظية التي بها لا بغيرها تبلغ الزوجات كمالهن الوظيفي. فلنأخذ لأنفسنا استراحة لنتعلم ونتربى وننهل من كنوز هذا الحديث/الحوار الذي دار بين هذين الزوجين وما أسفرت عنه المفاوضات بينهما.
    الحديث من مصادره
    حفظت لنا كتب السنة، بروايات متعددة، مواقف كثير من الصحابيات في حجة الوداع يطلبن فضل صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ومرافقته، ويتمسكن بحقهن في ذلك، أورد بعضها الإمام البخاري في "باب الحج مع النساء" والإمام ابن حجر العسقلاني في "الإصابة في تمييز الصحابة كما حدث ببعضها الألباني في "السلسلة الصحيحة" ومنها هذا الحديث بالصيغة التي بين أيدينا عن الصحابي الجليل – راوي الحديث- أبو طليق رضي الله عنه.
    روى طلق بن حبيب البصري إن أبا طليق حدثهم أن امرأته أم طليق أتته
    _فقالت له: حضر الحج يا أبا طليق وكان له جمل وناقة يحج على الناقة ويغزو على الجمل فسألته أن يعطيها الجمل تحج عليه
    قال: ألن تعلمي أني حبسته في سبيل الله؟
    قالت: إن الحج من سبيل الله فأعطنيه يرحمك الله
    قال: ما أريد أن أعطيك
    قالت: فأعطني ناقتك وحج أنت على الجمل
    قال: لا أؤثرك بها على نفسي
    قالت: فأعطني من نفقتك
    قال: ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به وما أنزل لكم
    قالت: إنك لو أعطيتني أخلفكها الله
    قال: فلما أبيت عليها قالت : فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقرئه مني السلام وأخبره بالذي قلت لك
    قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقرأته منها السلام وأخبرته بالذي قالت أم طليق
    قال: صدقت أم طليق لو أعطيتها الجمل كان في سبيل الله ولو أعطيتها ناقتك كانت وكنت في سبيل الله ولو أعطيتها من نفقتك أخلفكها الله
    قال: وإنها تسألك يا رسول الله ما يعدل الحج معك
    قال: عمرة في رمضان
    رواه البزار والدولابي في "الكنى والأسماء".
    حوار ومفارقة
    إذا جمعنا قول أم طليق وقول أبي طليق كل في خانة فإن الناظر إلى خانة أم طليق أول ما ينطبع في ذهنه أنها تزخر بالمعاني التالية: الأدب (فقد نادته بلقبه منذ أول الكلام)، التودد (يرحمك الله)، التوضيح لسبب الطلب (إن الحج في سبيل الله)، ولفضل الاستجابة (إنك لو أعطيتني أخلفكها الله) حتى آخر الحوار، وتوجت ذلك بالأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرسال السلام له قبل أن تستفتيه حول ذلك الأمر.

    بينما نجد خانة أبي طليق تكاد تطفح بمعاني الاستنكار والرفض غير المبرر والاستئثار بالخير (ألن تعلمي، ما أريد أن أعطيك، لا أوثرك على نفسي، ما عندي فضل، فلما أبيت عليها). ولسنا هنا بصدد الإنكار على صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تأديبه–معاذ الله- فإننا لا نبلغ معشار ما آتاه أصحاب رسول الله ولا أقل من ذلك رضي الله عنهم أجمعين. وإنه يكفيه صدقه وأمانته في تبليغ الحديث مع ما فيه من ترجيح موقف زوجته على موقفه، فليكن موقفهما معا تربية لنا جميعا.
    حضرة الحافظية:
    قال تعالى ((فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)). إذا كان من معاني حافظية المرأة/الزوجة أن تحفظ ما غاب عن ذهن الرجل/الزوج بعدما تكون قد حفظت غيبته في نفسها وماله، وحفظت الفطرة في نفوس النشء الذي استودعها الله جل وعلا، فماذا حفظت أم طليق مما غاب عن ذهن أبي طليق؟ وكيف؟.

    هل كان سجال عادي بين زوجين ليؤثل لنا مثل ما أثل حوار أبي طليق وزوجته من خير طال الأمة بأكملها لو انطلق الحوار بينهما بنفس النبرة التصاعدية، التي بدأ بها الزوج أو لو أن الزوجة خرجت عن هدوءها واتزانها النفسي بعد اليأس التام من نيل مرادها؟.

    وكأني بصحابيتنا أم طليق تهمس في أذن كل زوجة: يا بنيتي إذا خرج الزوج عن اللياقة والأدب معك فرديه أنت بلطفك وهدوءك فإنك بذلك لا بغيره تحفظين فطرتك التي فطرك المولى عليها إذ قال تعالى في المرأة الرقيقة ((أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)) وبذلك أيضا تعلمينه ما يجهله وتذكرينه ما غاب عن ذهنه.
    ما إرادة أم طليق؟
    لم تكن الرقة في الكلام ودماثة الخلق وسيلة لنيل حظ من حظوظ النفس-وإن كان ذلك جائزا فإن لنفسك عليك حقا كما جاء في الحديث الشريف- ولكنه علو الهمة وسمو المطلب لدى هذه المرأة المدرسة التي ما فتأت تعلمنا شكلا ومضمونا، مظهرا ومخبرا. إنه حج وإنها صحبة، ليس أي حج وليست أية صحبة، بل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الله. هكذا فليكن المطلب يا أم طليق.
    صدقت أم طليق
    هل استقالت أم طليق من دورها في إبداء الرأي وتصحيح الفهم أمام زوجها وهو الصحابي الذي يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمع ويخرج معه للجهاد ويراه ويلازمه أكثر مما تفعل هي، إذ تقضي سواد يومها في خدمة البيت والنظر في شؤون أهله وحاجياتهم؟، أليس الفهم عن الله ورسوله أقرب إلى عقل زوجها منه إلى عقلها؟.

    ومع ذلك أجرى الله تعالى الحكمة على لسانها، فالحج وجه من أوجه الجهاد المتعددة، ونفقة الحج يخلفها الله. وكانت أم طليق -بسؤالها عما يعوض فضل الحج مع رسول الله - سببا لخير عظيم عم الأمة إلى يوم الدين، فمن منا -نحن المتأخرين في الزمن- كان يطمح أن ينال فضل الحج مع رسول الله وبيننا وبينه مئات السنين. " قال وإنها تسألك يا رسول الله ما يعدل الحج معك"، قال: "عمرة في رمضان"
    كل مهيأ لما خلق له
    إنه درس وعبرة لكل امرأة أعطت لعقلها وتفكيرها عطلة دائمة وتركت هذا الدور لغيرها حتى وإن كان هذا الغير زوجا أو أبا أو ابنا أو..لأن الحياة تتطلب توازنا في الرؤية وتكاملا في الأدوار، فما خلق الله عز وجل الذكر والأنثى عبثا، بل إن كلا الجنسين حباه الله تعالى بمقومات وكفاءات ينبغي أن يعمل على اكتشافها وصقلها حتى يقوم أحسن قيام بالدور الذي من أجله جاء إلى هذه الدنيا.
    avatar
    ليلاس


    سلسلة نساء صدقن Empty رد: سلسلة نساء صدقن

    مُساهمة من طرف ليلاس السبت 09 يناير 2010, 3:45 pm

    جزاك الله خيرا حبيبتي
    اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيباً وَصَبْراً جَمِيلاً، وَأَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ الْغِنَى عَنِ النَّاسِ. وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيَّ الْعَظِيمِ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 03 نوفمبر 2024, 7:02 am