شبهة (جيش أسامة) | |
الشبهة لقد افترى الشيعة الإمامية وقالوا: إن النبى صلى الله عليه وسلم جهز جيش أسامة بن زيد ليثأر لأبيه زيد المقتول فى مؤتة وجعل من ضمن هذا الجيش أبا بكر وعمر حتى يصفو الجو لعلي رضي الله عنه ويستطيع النبي أن يعينه خليفة !! أنظروا كيف جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم ضعيفاً يخاف من أبي بكر وعمر فيرسلهما في الجيش حتى يستطيع أن يبين للناس أن علياً هو الخليفة !! هكذا يكتم الدين بهذه الدرجة .. وهذا طعن في النبي صلوات الله وسلامه عليه, الله سبحانه وتعالى يقول له: ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) (سورة الحجر آية 94) يقول : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } (سورة المدثر آية 1, 2) { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } (سورة المائدة آية 67) وهم يقولون يخاف من هؤلاء الصحابة صلوات الله وسلامه عليه وحاشاه من ذلك. ثم يزيد تطاولهم فيزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ) حتى تصيب اللعنة أبا بكر وعمر. الرد على الشبهة أولاً: إن أبا بكر لم يكن أبداً في جيش أسامة, ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة, بل هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم. وأما كون عمر في جيش أسامه فهذا هو المشهور في السير, أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عمر في جيش أسامة. كيف يكون أبا بكر في جيش أسامة والنبي أمر أبا بكر ان يصلي بالناس في فترة مرض النبي صلى الله عليه وسلم ,هذا تناقض لا يمكن أن يحدث ولذلك لما أراد أسامة أن يخرج إستأذن أبو بكر أسامةَ أن يبقي عمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بل ما سير جيش أسامة إلا أبو بكر الصديق, وذلك أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أشار بعض الصحابة على أبي بكر أن يبقي جيش أسامة في المدينة خوفاً على المدينة من المرتدين ومن العرب الذين لم يسلموا بعد فأبا أبو بكر أن ينزل راية رفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يخرج جيش أسامة, وخرج جيش أسامة بأمر من أبي بكر الصديق رضي الله عنه , فكيف جعلوا أبا بكر الصديق الذي أخرج جيش أسامة جعلوه ممن تخلف وجعلوه ممن يستحق اللعن من النبي صلى الله عليه وسلم وما هذا إلا من شيء في قلوبهم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثانيا: كيف يجهز النبى صلى الله عليه وسلم جيشا يضم خيرة الصحابة ويجعل على رأس هذا الجيش الصحابى الجليل أسامة بن زيد ليأخذ بثأر أبيه أهكذا كانت تبعث الجيوش ؟ ماأرسل النبى جيشا هو على رأسه أو أحدا من أصحابه إلاّ لإعلاء كلمة الإسلام لا لأجل الأخذ بثأر هذا أوذاك واسألوا التاريخ ألم يقتل حمزة عم النبى؟ لماذا لم يرسل جيشا للأخذ بثأره بل عفى عن قاتله وقال قولته المشهورة عند فتح مكة (ما تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء)(سنن البيهقى الكبرى). وأخــــــــــــــيرا......... اتقوا الله فيما تقولونه على رسول الإسلام وكفاكم كذبا على الله وعلى رسوله وكفى الأمة الإسلامية تمزيقا قال تعالى( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران : 103] ===================== المصدر: كتاب (شبهات شيعية والرد عليها) |
3 مشترك
شبهات وردودحول صحابه رسول الله
هومه
- مساهمة رقم 1
شبهات وردودحول صحابه رسول الله
هومه
- مساهمة رقم 2
رد: شبهات وردودحول صحابه رسول الله
شبهة (حديث الحوض) |
الشبهة شبهة يطالعنا بها الشيعة الأثنى عشرية على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي شبهة حديث الحوض ..وحديث الحوض فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( يَرِدُ علي رجال أعرفهم ويعرفونني فيذادون عن الحوض - يعني حوض النبي يوم القيامة - فأقول أصحابي أصحابي فيقال : إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك ) ( صحيح البخاري , كتاب التفسير )ولهذا الحديث روايات أخرى فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( فأقول سحقاً سحقاً ) هؤلاء الذين يذادون عن الحوض من هم ؟ قالوا هم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز لكم أن تثنوا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم في الأصل يذادون عن الحوض ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عنهم سحقا سحقاً .. فنقول مستعينين بالله تبارك وتعالى: الرد على الشبهة أولاً: أن المراد بهؤلاء الصحابة المنافقون وذلك أن المنافقين كانوا يظهرون الإسلام للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله جل وعلا { إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } (سورة المنافقون آية 1). وقد يقول قائل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف المنافقين فنقول نعم كان يعرف بعضهم ولم يكن يعرفهم كلهم ولذلك قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } (سورة التوبة آية رقم 101) فبين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم جميع المنافقين وكان يظن أن أولئك من أصحابه وليسوا كذلك بل هم من المنافقين. ثانيا: أن المراد بهم الذين إرتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أنه بعد توفي النبي صلوات الله وسلامه عليه إرتد بعض العرب .. إرتدوا عن دين الله تبارك وتعالى حتى قاتلهم أبو بكر الصديق مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وسميت تلك الحروب بحروب الردة , فقالوا المراد بالذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم سحقاً سحقاً هم الذين أرتدوا بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه. على الأول أو على الثاني لا يدخل أًصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر لماذا ؟ لأننا في تعريف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نقول ؟ نقول كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك. فإذا قلنا أنهم هم المنافقون فالمنافقون لم يؤمنوا بالنبي يوماً صلوات الله وسلامه عليه , وإذا قلنا هم المرتدون فالمرتدون لم يموتوا على الإسلام .. فهؤلاء لا يدخلون في تعريف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وأما إذا قصدوا أن الصحابة كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل أبو جهل في الصحابة وأبو لهب وأمية بن خلف وأبي بن خلف والوليد بن عتبة وغيرهم من المشركين يدخلون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونحن لا نقول بذلك أبداً . ولكن نقول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ ومعاذ بن جبل وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وعبدالله بن عمر وعبد الله بن العباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وفاطمة وعائشة والحسن والحسين وغيرهم كثير .. هؤلاء هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , فمن من هؤلاء كان منافقاً ومن من هؤلاء إرتد عن دين الله تبارك وتعالى بل كل هؤلاء آمنوا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولقوه وماتوا على ذلك والعلم عند الله تبارك وتعالى. فالقصد أن الجواب الأول أن قول النبي صلى الله عليه وسلم سحقاً سحقاً هو للمنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم , أو هم الذين إرتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا أصلاً من المسلمين ثم إرتدوا وتركوا دين الله جل وعلا. ثالثا: وهناك جواب ثالث وهو أن المعنى كل من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو لم يتابعه , وإن كان النبي يعلم ذلك كعبد الله بن أبي بن سلول وهو كما هو معلوم رأس المنافقين وهو الذي قال : لإن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل , وهو الذي قال ما مثلنا ومثل محمد وأصحابه إلا كما الأول سمن كلبك يأكلك. فهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه فيكون هذا هو المقصود ولذلك إن تعريف الصحابة بأنه كل من لقي النبي مؤمناً به ومات على ذلك تعريف متأخر وأما كلام العرب كل من صحب الرجل فهو من أصحابه مسلماً أو غير مسلم متبع له أو غير متبع هذا أمر آخر. ولذلك لما قال عبد الله بن أبي بن سلول كلمته الخبيثة ( ليخرجن الأعز منها الأذل ) قام عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغته هذه الكلمة قال : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق , فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يا عمر لا يقول الناس إن محمد يقتل أصحابه ) (صحيح البخاري كتاب التفسير), فسماه من أصحابه صلوات الله وسلامه عليه وهو رأس المنافقين فهو غير داخل فالذين نحن نسميهم صحابة رضي الله عنهم وأرضاهم. رابعا: كذلك قد يكون المقصود بالأصحاب أي من صحب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الدين ولو لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم فندخل نحن في هذا المسمى ولذلك جاءت بعض روايات الحديث ( أمتي أمتي ) (صحيح البخاري , كتاب الفتنة)بدل ( أصحابي ) فنكون من أمته صلوات الله وسلامه عليه , وقد يقول قائل كيف وقد جاء في الحديث ( أعرفهم ويعرفونني ) (صحيح البخاري , كتاب الفتنة) فنقول أنه قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعرف أمته بآثار الوضوء صلوات الله وسلامه عليه. وأخــــــــــــــــــيرا ...... ولنا سؤال هنا لو جاءنا النواصب, والنواصب هم الذين يبغضون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يبغضون علياً وفاطمة والحسن والحسين وغيرهم من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا هؤلاء الذين إرتدو وهؤلاء الذين يذادون عن الحوض هم علي والحسن والحسين كيف تردون عليهم ؟؟! الرد عليهم بأن نقول لهم ليسوا من هؤلاء بل هؤلاء جاءت فيهم فضائل فنقول أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة جاءت فيهم فضائل فما الذي يخرج علياً ويدخل أبا بكر وعمر فالقصد إذاً أن حديث الحوض لا يشمل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ===================== المصدر: كتاب (شبهات شيعية والرد عليها) المؤلف: عثمان بن محمد آل خميس |
هومه
- مساهمة رقم 4
رد: شبهات وردودحول صحابه رسول الله
وجزاك الله كل الخير حبيبتى ولاء اسعدنى مرورك الكريم
هومه
- مساهمة رقم 5
رد: شبهات وردودحول صحابه رسول الله
شبهة
(عصيان الصحابة لأمر النبي )
الشبهة
زعم أصحاب هذه الشبهة من
الرافضة أن الصحابة لم يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح
الحديبية, فقالوا: «لكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي صلى
الله عليه وسلم وعارضوه في ذلك معارضة شديدة، وجاءه عمر بن الخطاب فقال:
ألست نبي الله حقاً؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على
الباطل؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال عمر: أولست
كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف؟ قال: بلى أفأخبرتك أنا نأتيه العام؟
قال عمر: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف بــــه...
إلى أن قال: ولما فرغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كتاب الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا،
فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يمتثل لأمره
منهم أحد، دخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحداً منهم بشيء حتى نحر بدنة بيده،
ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق
بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً».
ثم يقول بعد ذلك معلقاً: «هل
يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يمتثلون
أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفذونها، فهذه الحادثة تقطع عليهم
ما يرومون... فهل سلم عمر بن الخطاب هنا ولم يجد في نفسه حرجاً بما قضى
الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! أم كان في موقفه تردد في ما أمر به النبي
صلى الله عليه وسلم ، وخصوصاً في قوله: أولست نبي الله حقاً، أولست كنت
تحدثنا إلى آخره، وهل سلم بعدما أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك
الأجوبة المقنعة؟ كلا لم يقتنع بجوابه وذهب يسأل أبا بكر الأسئلة
نفسها...».
الرد على الشبهة
والجواب عن هذا: أن ما ذكره من
مراجعة عمر للنبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصلح، وكذلك تأخر الصحابة في
بداية الأمر عن النحر والحلق حتى نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق،
كل هذا صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث التي نقلت أخبار صلح
الحديبية.
وعلى هذين الأمرين مدار طعنه
وسلفه من الرافضة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مطعن في شيء
من هذا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عمر ولا غيره من
الصحابة الذين شهدوا الحديبية.
وبيان ذلك: أن الرسول صلى الله
عليه وسلم كان قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه
بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا معه عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه
الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع أمر الصلح وفيه أن يرجعوا عامهم هذا، ثم
يعودوا العام القادم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
عمر رضي الله عنه على ما عرف به من القوة في الحق والشدة فيه يسأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه في الأمر، ولم تكن أسئلته التي سألها
رسول الله صلى الله عليه وسلم لشك في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو
اعتراض عليه، لكن كان مستفصلاً عما كان متقرراً لديه، من أنهم سيدخلون مكة
ويطوفون بالبيت، وأراد بذلك أن يحفز رسول الله صلى الله عليه وسلم على
دخول مكة، وعدم الرجوع إلى المدينة، لما يرى في ذلك من عز لدين الله
وإرغام للمشركين.
قال النووي: «قال العلماء لم
يكن سؤال عمر رضي الله عنه وكلامه المذكور شكاً بل طلباً لكشف ما خفي
عليه، وحثاً على إذلال الكفار وظهور الإسلام، كما عرف من خلقه رضي الله
عنه وقوته في نصر الدين وإذلال المبطلين»
ونقل هذا أيضاً ابن حجر -رحمه الله- عن بعض شراح الحديث.
فعمر رضي الله عنه كان في هذا
مجتهداً حمله على هذا شدته في الحق، وقوته في نصرة الدين، والغيرة عليه،
مع ما كان قد عودهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشورة وإبداء
الرأى، امتثالاً لأمر الله تعالى: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في
الأمر}( آل عمران :159) وقد كان كثيراً ما يستشيرهم ويأخذ برأيهم، كما
استشارهم يوم بدر في الذهاب إلى العير، وأخذ بمشورتهم، وشاورهم يوم أحد في
أن يقعد في المدينة أو يخرج للعدو فأشار جمهورهم بالخروج إليهم فخرج
إليهم، وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار المدينة عامئذٍ
فأبى عليه السعدان (سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة) فترك ذلك، وشاورهم يوم
الحديبية أن يميل على ذراري المشركين، فقال أبو بكر: إنا لم نجيء لقتال،
وإنما جئنا معتمرين فأجابه إلى ما قال، في حوادث كثيرة يطول ذكرها.
فقد كان عمر رضي الله عنه يطمع
أن يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه في مناجزة قريش وقتالهم،
ولهذا راجعه في ذلك، وراجع أبا بكر، فلما رأى اتفاقهما أمسك عن ذلك وترك
رأيه، فعذره رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلم من حسن نيته وصدقه.
أما توقف الصحابة عن النحر
والحلق حتى نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق، فليس معصية لأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر العلماء له عدة توجيهات.
قال ابن حجر: «قيل كأنهم توقفوا
لاحتمال أن يكون الأمر بذلك للندب، أو لرجاء نزول وحي بإبطال الصلح
المذكور، أو تخصيصه بالإذن بدخولهم مكة ذلك العام لإتمام نسكهم، وسوّغ لهم
ذلك لأنه كان زمان وقوع النسخ، ويحتمل أنهم ألهتهم صورة الحال فاستغرقوا
في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم، مع ظهور قوتهم واقتدارهم في
اعتقادهم على بلوغ غرضهم، وقضاء نسكهم بالقهر والغلبة، أو أخروا الامتثال
لاعتقادهم أن الأمر المطلق لا يقتضي الفور، ويحتمل مجموع هذه الأمور
لمجموعهم».
وجاء في بعض الروايات أن الرسول
صلى الله عليه وسلم لما رأى عدم امتثالهم، دخل على أم سلمة فذكر لها ذلك
فقالت: (يا رسول الله لا تكلمهم فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على
نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح).
فأشارت عليه كما جاء في رواية
البخاري: (أن اخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك
فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه
فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا).
قال ابن حجر: «ويحتمل أنها فهمت
عن الصحابة أنه احتمل عندهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم
بالتحلل أخذاً بالرخصة في حقهم، وأنه يستمر على الإحرام أخذاً بالعزيمة في
حق نفسه، فأشارت عليه أن يتحلل لينتفي عنهم هذا الاحتمال، وعرف النبي صلى
الله عليه وسلم صواب ما أشارت به ففعله... ونظير هذا ما وقع لهم في غزوة
الفتح من أمره لهم بالفطر في رمضان، فلما استمروا على الامتناع، تناول
القدح فشرب، فلما رأوه شرب شربوا».
وهذا الوجه حسن، وهو اللائق
بمقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنهم كانوا على قدر كبير من
تعظيم الإحرام والحرص على إكمال النسك، فلما أمرهم النبي صلى الله عليه
وسلم بالتحلل ولم يفعل ، ظنوا أن الذي حمله على هذا هو الشفقة عليهم، كما
كانت سيرته معهم، فكأنهم -رضي الله عنهم- آثروا التأسي به على ما رخص لهم
فيه من التحلل، ثم لما رأوه قد تحلل أيقنوا أن هذا هو الأفضل في حقهم،
فبادروا إليه، وهذا مثل ما حصل منهم في الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم
لما بلغوا مكة وطافوا وسعوا أمرهم أن يحلوا، وأن يصيبوا النساء ويجعلوها
عمرة، فكبر ذلك عليهم لتعظيمهم لنسكهم، وقالوا: نذهب إلى عرفة ومذاكيرنا
تقطر من المني، فلما علم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لم يتحلل،
قال لهم: (أيها الناس أحلوا فلولا الهدى الذي معى فعلت كما فعلتم) قال
جابر رضي الله عنه راوي الحديث: فحللنا وسمعنا وأطعنا.
وهذا كله من حرص أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الخير والرغبة في التأسي برسول الله صلى الله
عليه وسلم التأسي الكامل. فرضي الله عنهم أجمعين.
وبهذا تظهر الوجهة الصحيحة
لمواقف الصحابة الجليلة في هذه الغزوة المباركة، التي ازدادوا بها رفعة
عند الله، وسبقاً في دينه، ومحبة في قلوب المؤمنين.
فإن أبى الرافضي قبول ذلك
استكباراً وعناداً، وظلماً وطغياناً وأصر على ما هو عليه من الكذب
والتدليس، فإني أورد هنا عدة أوجه فيها إلزامه وفضيحته، ودحض شبهته بحول
الله وقوته وهي:
الوجه الأول:
ما بدر من الصحابة -رضي الله عنهم- يوم الحديبية كان بحضور رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وقد كان الوحي ينزل عليه، فهل ذمهم الله بذلك؟ فإن الله
لا يقر على باطل. أو أنكر عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فإنه لا تأخذه
في الله لومة لائم. فإذا لم يحصل شيء من ذلك ولم ينقل عن أحد من الصحابة
الذين شهدوا الواقعة أنهم سعوا في الإنكار على من يدعي هذا الرافضي أنه
مخالف ومنازع، ثم تتابعت الأمة بعد ذلك جيلاً بعد جيل على عدم الإنكار بل
الترضي على أولئك الأخيار، أفاد كل ذلك حقيقة حتمية، وضرورة شرعية عند كل
متدين بهذا الدين داخل في عقد المسلمين ألا وهي: براءة الصحابة وطهارتهم
من كل ما يرميهم به الرافضة والزنادقة من العظائم وأن الطعن فيهم بعد هذا
رد على رب العالمين، ومشاقة لرسوله الكريم، واتباع لغير سبيل المؤمنين.
الوجه الثاني:
أن الله تعالى قال في سورة الفتح التي أنزلهــا علــى رسوله صلى الله عليه
وسلم بعد رجوعه من الحديبية في طريقه إلى المدينة: {لقد رضي الله عن
المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم
وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً}.(
الفتح : 18،19)
وكان عدد أهل الحديبية الذين
بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفاً وأربعمائة رجلٍ، كما
ذكر جابر رضي الله عنه قال: (كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه،
وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة).
وفي صحيح مسلم أن أم بشر سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لايدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب
الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها).
فثبت بصريح الكتاب والسنة أن
الله رضي عنهم، وأنزل السكينة في قلوبهم، وشهد لهم الرسول صلى الله عليه
وسلم بالجنة، والنجاة من النار، فالطعن فيهم بعد هذا تكذيب صريح لما دلت
عليه النصوص، ورد على الله ورسوله، ولهذا لم يتوقف العلماء في تكفير من
كفّر، أو فسق عامة الصحابة لمناقضته لصريح الكتاب والسنة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
-رحمه الله- في تفصيل حكم سب الصحابة: «... وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم
أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون
بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لأنه
مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك
في كفر مثل هذا فإن كفره متعين».
الوجه الثالث: يتعلق
بما جاء في سياق بعض الروايات الصحيحة وفيها فقال الرسول صلى الله عليه
وسلم لأصحابه: (قوموا انحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى
قال ذلك ثلاث مرات).
أورده المؤلف ثم قال معلقاً:
«هل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يمتثلون
أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وينفذونها، فهذه الحادثة تقطع عليهم ما
يرومون...».
قلـت: تقدمت الإجابة عليه، وأنه لا مطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه.
لكن أقول للمؤلف هنا: ألم يكن
علي رضي الله عنه ومن تعتقدون عدالته من الصحابة في هؤلاء، ويرد عليه ما
قلتم فما هو جوابكم؟.
الوجه الرابع:
ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كتب علي أبي
طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية،
فكتب هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله، فقالوا: لاتكتب رسول الله فلو نعلم
أنك رسول الله لم نقاتلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : امحه، فقال: ما
أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده). وفي بعض الرويات
أن علياً رضي الله عنه قال: (والله لا أمحاه أبداً..).
فما ثبت عن علي رضي الله عنه
هنا نظير ما ثبت عن عمر رضي الله عنه في مراجعته رسول الله صلى الله عليه
وسلم في أمر الصلح فإذا لم يكن في هذا مطعن على علي رضي الله عنه وهو
الحق، لم يكن فيما ثبت عن عمر رضي الله عنه مطعن عليه، فإن قال الرافضي
إنما منعه من محو كلمة (رسول الله) محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيمه، قلنا: وإنما حمل عمر على ما فعل نصرته لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وإعزاز دينه.
الوجه الخامس:
أن الباعث لما صدر من الصحابة -رضي الله عنهم- يوم الحديبية هو شدة حرصهم
على الخير ورغبتهم في الأجر، يشهد لهذا أن الذي أرادوا كان أشد عليهم في
الدنيا مما أريد منهم، فعمر رضي الله عنه كان يريد القتال ومناجزة الكفار،
وما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر الصلح كان أهون عليه وأسلم،
وكذلك الصحابة لما تأخروا في بداية الأمر عن النحر والحلق إنما أرادوا
إكمال النسك، وما أمرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم من التحلل في مكانهم
كان أيسر عليهم وأسهل، وإن كنا لا نشك أن ما أراده الرسول صلى الله عليه
وسلم وأمرهم به هو أكمل لهم وأفضل في الدنيا والآخرة، لكن المقصود هنا هو
حسن نياتهم، وصدق رغباتهم فيما عند الله والدار الآخرة، وهذا بخلاف من
أراد الدنيا، كمثل حال المنافقين الذين يتثاقلون عن الجهاد، وأعمال البر
ويتلمسون الاعذار في التأخر عنها، كما هو معلوم من قصصهم في القـــرآن،
ولذا أثنى الله على أهل الحديبية وأعطاهم من الخير والفضل بما علمه عنهم
من صدق الرغبة فيما عنده وطلب رضوانه فقـــال: { لقد رضــي الله عــن
المؤمنيـــن إذ يبايعونـــك تحـــت الشجــرة فعلم ما في قلوبهم
}.(الفتح:18)
قال ابن كثير: «أي من الصدق والوفاء والسمع والطاعة».
=========
المصدر: موقع فيصل نور .
هومه
- مساهمة رقم 6
رد: شبهات وردودحول صحابه رسول الله
شبهة (ارتداد بعض الصحابة عن الإسلام بعد وفاة النبي) |
الشبهة زعم أصحاب هذه الشبهة من الشيعة بارتداد بعض الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واحتجوا بما روي في الصحاح عن ابن عباس أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيجاء برجال من أمتى فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك . فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد . فيقال : إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ). الرد على الشبهة إننا لا نسلم أن المراد بالأصحاب ما هو المعلوم في عرفنا ، بل المراد بهم مطلق المؤمنين به صلى الله عليه وسلم المتبعين له ، وهذا كما يقال لمقلدى أبي حنيفة أصحاب أبي حنيفة ولمقلدي الشافعي أصحاب الشافعي وهكذا وإن لم يكن هناك رؤية واجتماع ، وكذا يقول الرجل للماضين الموافقين له في مذهب أصحابنا ، مع أن بينه وبينهم عدة من السنين ، ومعرفته صلى الله عليه وسلم لهم مع عدم رؤيتهم في الدنيا بسبب أمارات تلوح عليهم ، فقد جاء في الخبر أن عصاة هذه الأمة يمتازون يوم القيامة من عصاة غيرهم كما أن طائعيهم يمتازون عن طائعي غيرهم ، وجذبهم إلى ذات الشمال كان تاديباً لهم وعقاباً على معاصيهم ، ولو سلمنا أن المراد بهم ما هو معلوم في العرف فهم الذين ارتدوا من الأعراب على عهد الصديق رضي الله عنه ، وقوله صلى الله عليه وسلم( أصحابي أصحابي ) لظن أنهم لم يرتدوا كما يؤذن به ما قيل في جوابه من أنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك . فإن قلت : إن ( رجالاً ) في الحديث كما يحتمل أن يراد منه من ذكرت من مرتدي الأعراب يحتمل أن يراد ما زعمته الشيعة . أجيب : إن ما ورد في حقهم من الآيات والأحاديث وأقوال الأئمة مانع من إرادة ما زعمته الشيعة . أما الآيات فكقوله تعالى :{ إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم}(الأنفال :74), وقوله تعالى :{ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون ، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم }( التوبة:20-22), وقوله تعالى : {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين أتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}(التوبة:100) , وقال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }( الفتح :18), إلى غير ذلك من الآيات التى لا تحصى . وأما الأحاديث فقوله صلى الله عليه وسلم: ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم ), و قوله صلى الله عليه وسلم: ( الله الله في أصحابي ) الحديث ، إلى غير ذلك من الأخبار التى يضيق عنها المقام ، وأما أقوال الأئمة فقد مر لك شئ منها ، ولا مساغ للتخصيص الذى يزعمه الشيعة بوجه من الوجوه . ========= المصدر: موقع فيصل نور. |
هومه
- مساهمة رقم 7
رد: شبهات وردودحول صحابه رسول الله
شبهة (عصيان الصحابة لأمر النبي ) |
الشبهة زعم أصحاب هذه الشبهة من الرافضة أن الصحابة لم يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية, فقالوا: «لكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي صلى الله عليه وسلم وعارضوه في ذلك معارضة شديدة، وجاءه عمر بن الخطاب فقال: ألست نبي الله حقاً؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال عمر: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف؟ قال: بلى أفأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال عمر: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف بــــه... إلى أن قال: ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يمتثل لأمره منهم أحد، دخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحداً منهم بشيء حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً». ثم يقول بعد ذلك معلقاً: «هل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يمتثلون أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفذونها، فهذه الحادثة تقطع عليهم ما يرومون... فهل سلم عمر بن الخطاب هنا ولم يجد في نفسه حرجاً بما قضى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! أم كان في موقفه تردد في ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وخصوصاً في قوله: أولست نبي الله حقاً، أولست كنت تحدثنا إلى آخره، وهل سلم بعدما أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الأجوبة المقنعة؟ كلا لم يقتنع بجوابه وذهب يسأل أبا بكر الأسئلة نفسها...». الرد على الشبهة والجواب عن هذا: أن ما ذكره من مراجعة عمر للنبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصلح، وكذلك تأخر الصحابة في بداية الأمر عن النحر والحلق حتى نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق، كل هذا صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث التي نقلت أخبار صلح الحديبية. وعلى هذين الأمرين مدار طعنه وسلفه من الرافضة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مطعن في شيء من هذا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عمر ولا غيره من الصحابة الذين شهدوا الحديبية. وبيان ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا معه عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع أمر الصلح وفيه أن يرجعوا عامهم هذا، ثم يعودوا العام القادم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عمر رضي الله عنه على ما عرف به من القوة في الحق والشدة فيه يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه في الأمر، ولم تكن أسئلته التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم لشك في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو اعتراض عليه، لكن كان مستفصلاً عما كان متقرراً لديه، من أنهم سيدخلون مكة ويطوفون بالبيت، وأراد بذلك أن يحفز رسول الله صلى الله عليه وسلم على دخول مكة، وعدم الرجوع إلى المدينة، لما يرى في ذلك من عز لدين الله وإرغام للمشركين. قال النووي: «قال العلماء لم يكن سؤال عمر رضي الله عنه وكلامه المذكور شكاً بل طلباً لكشف ما خفي عليه، وحثاً على إذلال الكفار وظهور الإسلام، كما عرف من خلقه رضي الله عنه وقوته في نصر الدين وإذلال المبطلين» ونقل هذا أيضاً ابن حجر -رحمه الله- عن بعض شراح الحديث. فعمر رضي الله عنه كان في هذا مجتهداً حمله على هذا شدته في الحق، وقوته في نصرة الدين، والغيرة عليه، مع ما كان قد عودهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشورة وإبداء الرأى، امتثالاً لأمر الله تعالى: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}( آل عمران :159) وقد كان كثيراً ما يستشيرهم ويأخذ برأيهم، كما استشارهم يوم بدر في الذهاب إلى العير، وأخذ بمشورتهم، وشاورهم يوم أحد في أن يقعد في المدينة أو يخرج للعدو فأشار جمهورهم بالخروج إليهم فخرج إليهم، وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار المدينة عامئذٍ فأبى عليه السعدان (سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة) فترك ذلك، وشاورهم يوم الحديبية أن يميل على ذراري المشركين، فقال أبو بكر: إنا لم نجيء لقتال، وإنما جئنا معتمرين فأجابه إلى ما قال، في حوادث كثيرة يطول ذكرها. فقد كان عمر رضي الله عنه يطمع أن يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه في مناجزة قريش وقتالهم، ولهذا راجعه في ذلك، وراجع أبا بكر، فلما رأى اتفاقهما أمسك عن ذلك وترك رأيه، فعذره رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلم من حسن نيته وصدقه. أما توقف الصحابة عن النحر والحلق حتى نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق، فليس معصية لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر العلماء له عدة توجيهات. قال ابن حجر: «قيل كأنهم توقفوا لاحتمال أن يكون الأمر بذلك للندب، أو لرجاء نزول وحي بإبطال الصلح المذكور، أو تخصيصه بالإذن بدخولهم مكة ذلك العام لإتمام نسكهم، وسوّغ لهم ذلك لأنه كان زمان وقوع النسخ، ويحتمل أنهم ألهتهم صورة الحال فاستغرقوا في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم، مع ظهور قوتهم واقتدارهم في اعتقادهم على بلوغ غرضهم، وقضاء نسكهم بالقهر والغلبة، أو أخروا الامتثال لاعتقادهم أن الأمر المطلق لا يقتضي الفور، ويحتمل مجموع هذه الأمور لمجموعهم». وجاء في بعض الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى عدم امتثالهم، دخل على أم سلمة فذكر لها ذلك فقالت: (يا رسول الله لا تكلمهم فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح). فأشارت عليه كما جاء في رواية البخاري: (أن اخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا). قال ابن حجر: «ويحتمل أنها فهمت عن الصحابة أنه احتمل عندهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتحلل أخذاً بالرخصة في حقهم، وأنه يستمر على الإحرام أخذاً بالعزيمة في حق نفسه، فأشارت عليه أن يتحلل لينتفي عنهم هذا الاحتمال، وعرف النبي صلى الله عليه وسلم صواب ما أشارت به ففعله... ونظير هذا ما وقع لهم في غزوة الفتح من أمره لهم بالفطر في رمضان، فلما استمروا على الامتناع، تناول القدح فشرب، فلما رأوه شرب شربوا». وهذا الوجه حسن، وهو اللائق بمقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنهم كانوا على قدر كبير من تعظيم الإحرام والحرص على إكمال النسك، فلما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل ولم يفعل ، ظنوا أن الذي حمله على هذا هو الشفقة عليهم، كما كانت سيرته معهم، فكأنهم -رضي الله عنهم- آثروا التأسي به على ما رخص لهم فيه من التحلل، ثم لما رأوه قد تحلل أيقنوا أن هذا هو الأفضل في حقهم، فبادروا إليه، وهذا مثل ما حصل منهم في الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغوا مكة وطافوا وسعوا أمرهم أن يحلوا، وأن يصيبوا النساء ويجعلوها عمرة، فكبر ذلك عليهم لتعظيمهم لنسكهم، وقالوا: نذهب إلى عرفة ومذاكيرنا تقطر من المني، فلما علم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لم يتحلل، قال لهم: (أيها الناس أحلوا فلولا الهدى الذي معى فعلت كما فعلتم) قال جابر رضي الله عنه راوي الحديث: فحللنا وسمعنا وأطعنا. وهذا كله من حرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخير والرغبة في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم التأسي الكامل. فرضي الله عنهم أجمعين. وبهذا تظهر الوجهة الصحيحة لمواقف الصحابة الجليلة في هذه الغزوة المباركة، التي ازدادوا بها رفعة عند الله، وسبقاً في دينه، ومحبة في قلوب المؤمنين. فإن أبى الرافضي قبول ذلك استكباراً وعناداً، وظلماً وطغياناً وأصر على ما هو عليه من الكذب والتدليس، فإني أورد هنا عدة أوجه فيها إلزامه وفضيحته، ودحض شبهته بحول الله وقوته وهي: الوجه الأول: ما بدر من الصحابة -رضي الله عنهم- يوم الحديبية كان بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الوحي ينزل عليه، فهل ذمهم الله بذلك؟ فإن الله لا يقر على باطل. أو أنكر عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فإنه لا تأخذه في الله لومة لائم. فإذا لم يحصل شيء من ذلك ولم ينقل عن أحد من الصحابة الذين شهدوا الواقعة أنهم سعوا في الإنكار على من يدعي هذا الرافضي أنه مخالف ومنازع، ثم تتابعت الأمة بعد ذلك جيلاً بعد جيل على عدم الإنكار بل الترضي على أولئك الأخيار، أفاد كل ذلك حقيقة حتمية، وضرورة شرعية عند كل متدين بهذا الدين داخل في عقد المسلمين ألا وهي: براءة الصحابة وطهارتهم من كل ما يرميهم به الرافضة والزنادقة من العظائم وأن الطعن فيهم بعد هذا رد على رب العالمين، ومشاقة لرسوله الكريم، واتباع لغير سبيل المؤمنين. الوجه الثاني: أن الله تعالى قال في سورة الفتح التي أنزلهــا علــى رسوله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الحديبية في طريقه إلى المدينة: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً}.( الفتح : 18،19) وكان عدد أهل الحديبية الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفاً وأربعمائة رجلٍ، كما ذكر جابر رضي الله عنه قال: (كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة). وفي صحيح مسلم أن أم بشر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لايدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها). فثبت بصريح الكتاب والسنة أن الله رضي عنهم، وأنزل السكينة في قلوبهم، وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، والنجاة من النار، فالطعن فيهم بعد هذا تكذيب صريح لما دلت عليه النصوص، ورد على الله ورسوله، ولهذا لم يتوقف العلماء في تكفير من كفّر، أو فسق عامة الصحابة لمناقضته لصريح الكتاب والسنة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في تفصيل حكم سب الصحابة: «... وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين». الوجه الثالث: يتعلق بما جاء في سياق بعض الروايات الصحيحة وفيها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا انحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات). أورده المؤلف ثم قال معلقاً: «هل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يمتثلون أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وينفذونها، فهذه الحادثة تقطع عليهم ما يرومون...». قلـت: تقدمت الإجابة عليه، وأنه لا مطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه. لكن أقول للمؤلف هنا: ألم يكن علي رضي الله عنه ومن تعتقدون عدالته من الصحابة في هؤلاء، ويرد عليه ما قلتم فما هو جوابكم؟. الوجه الرابع: ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كتب علي أبي طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله، فقالوا: لاتكتب رسول الله فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : امحه، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده). وفي بعض الرويات أن علياً رضي الله عنه قال: (والله لا أمحاه أبداً..). فما ثبت عن علي رضي الله عنه هنا نظير ما ثبت عن عمر رضي الله عنه في مراجعته رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الصلح فإذا لم يكن في هذا مطعن على علي رضي الله عنه وهو الحق، لم يكن فيما ثبت عن عمر رضي الله عنه مطعن عليه، فإن قال الرافضي إنما منعه من محو كلمة (رسول الله) محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، قلنا: وإنما حمل عمر على ما فعل نصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإعزاز دينه. الوجه الخامس: أن الباعث لما صدر من الصحابة -رضي الله عنهم- يوم الحديبية هو شدة حرصهم على الخير ورغبتهم في الأجر، يشهد لهذا أن الذي أرادوا كان أشد عليهم في الدنيا مما أريد منهم، فعمر رضي الله عنه كان يريد القتال ومناجزة الكفار، وما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر الصلح كان أهون عليه وأسلم، وكذلك الصحابة لما تأخروا في بداية الأمر عن النحر والحلق إنما أرادوا إكمال النسك، وما أمرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم من التحلل في مكانهم كان أيسر عليهم وأسهل، وإن كنا لا نشك أن ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرهم به هو أكمل لهم وأفضل في الدنيا والآخرة، لكن المقصود هنا هو حسن نياتهم، وصدق رغباتهم فيما عند الله والدار الآخرة، وهذا بخلاف من أراد الدنيا، كمثل حال المنافقين الذين يتثاقلون عن الجهاد، وأعمال البر ويتلمسون الاعذار في التأخر عنها، كما هو معلوم من قصصهم في القـــرآن، ولذا أثنى الله على أهل الحديبية وأعطاهم من الخير والفضل بما علمه عنهم من صدق الرغبة فيما عنده وطلب رضوانه فقـــال: { لقد رضــي الله عــن المؤمنيـــن إذ يبايعونـــك تحـــت الشجــرة فعلم ما في قلوبهم }.(الفتح:18) قال ابن كثير: «أي من الصدق والوفاء والسمع والطاعة». ========= المصدر: موقع فيصل نور . |
راجية رحمته
- مساهمة رقم 8
رد: شبهات وردودحول صحابه رسول الله
بارك الله فيك حبيبتي هومه وجعل ماكتبتي في ميزان حسناتك
الله اكبر أرسل الله الحق علي السنة هؤلاء العلماء وفقهم ورد بهم كيد المنافقين
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم فقهنا فالدين
حبيبتي هومه الشبه الاخيره مكرره بارك الله فيك
جزاك الله الفردوس الاعلي
الله اكبر أرسل الله الحق علي السنة هؤلاء العلماء وفقهم ورد بهم كيد المنافقين
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم فقهنا فالدين
حبيبتي هومه الشبه الاخيره مكرره بارك الله فيك
جزاك الله الفردوس الاعلي