معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


3 مشترك

    التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه*

    هومه
    هومه


    التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه* Empty التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه*

    مُساهمة من طرف هومه الخميس 27 نوفمبر 2008, 2:10 am

    التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه*
    تعريف التأخر الدراسي:

    هو
    حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل
    عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون
    المستوى العادي أو المتوسط.
    وللأغراض التربوية يعرف التأخر الدراسي إجرائياً على أساس الدرجات التحريرية التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات في جميع المواد.



    أنواع التأخر الدراسي:
    والتأخر الدراسي نوعان:

    1) تأخر دراسي عام ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85.
    2) تأخر دراسي خاص في مادة بعينها - كالحساب مثلاً - ويرتبط بنقص القدرة، حيث تعوز الطالب القدرة على استيعابها.



    أعراضه:
    أما أعراض التأخّر الدراسي فيمكن تلخيصها كالتالي:
    1- الأعراض الجسمية: الإجهاد والتوتر والحركات العصبية.
    2-
    الأعراض العقلية: نقص الذكاء وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز وضعف
    الذاكرة وهروب الأفكار وقلة الاهتمام بالدراسة والغياب المتكرر عن المدرسة.
    3- الأعراض الانفعالية: القلق والخمول والبلادة والخجل والاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن.
    4- الأعراض الاجتماعية: وأهمها الفشل.



    أساليب التشخيص:
    يمكن تشخيص التأخر الدراسي من خلال:
    1- يقوم الاخصائي النفسي أو الاجتماعي والمدرس بتشخيص التأخر الدراسي بمعاونة الوالدين للإلمام بالموقف الكلي للشاب المتأخر دراسياً.
    2- دراسة الذكاء والقدرات العقلية للشاب باستخدام بعض الاختبارات.
    3- دراسة المستوى التحصيلي والاستعدادات والميول باستخدام الاختبارات المقننة.
    4- دراسة اتجاهات الشاب نحو المدرسين والمواد المدرسية.
    5- دراسة شخصية الشاب والعوامل المختلفة المؤثرة في ضعف الثقة في النفس والخمول وكراهية المادة الدراسية.
    6- دراسة الصحة العامة للتلميذ وحواسه مثل السمع والبصر والأمراض مثل الأنيميا والأمراض الأخرى.
    7-
    دراسة العوامل البيئية مثل تنقل التلميذ من مدرسة لأخرى، وكثرة الغياب
    والهروب، وعدم شعور التلميذ بقيمة الدراسة، وتنقلات المدرسين، والجو
    المدرسي العام، وعلاقة الشاب بوالديه، والجو الأسري العام.




    أسباب التأخر الدراسي و علاجه:
    ويكمن
    علاج التأخر الدراسي في معرفة الأسباب التي أدت إليه، فقد يكون ناتجاً عن
    ضعف السمع أو الإبصار لدى الطفل، وقد يكون ناتجاً من اعتلال الصحة والضعف
    العام. وقد يرجع إلى صعوبة المادة الدراسية وانخفاض مستوى ذكاء الطفل. وقد
    يرجع إلى سوء طرائق التدريس أو سوء العلاقة بين التلميذ والتوتر والصراع
    والحرمان. وقد يرجع إلى صعوبات منزلية وتعثر إيجاد مكان مريح وهادئ يستذكر
    التلميذ فيه دروسه. وقد تكلفه الأسرة بأعمال تشغله عن الواجبات الدراسية
    وعلى ذلك يكون العلاج موجهاً نحو أسباب الضعف لإزالتها.



    ترجع مشكلة التأخر الدراسي في المراهقة إلى أسباب كثيرة يمكن حصرها إجمالاً في الأسباب الآتية:
    1 ـ أسباب نفسية.
    2 ـ أسباب اجتماعية.
    3 ـ أسباب ذاتية, شخصية.
    4 ـ أسباب مدرسية.



    أولاً: الأسباب النفسية:
    1 ـ ضعف
    الميل للمذاكرة: يشعر بعض المراهقين بفتور شديد في رغبته للمذاكرة، وكسل
    يقعده عن الاهتمام بمراجعة دروسه أولاً بأول، وعن التحضير السابق للدروس،
    ليتمكن من الاستيعاب الجيد أثناء الشرح والتوضيح، وتثبيت المعلومات
    وتوكيدها في الذهن.



    وهذا الضعف يمكن أن يعالج بتقوية
    الدافع إلى التعلم، وتحديد أهداف المراهق في حياته المستقبلية ومدى تأثرها
    بالمستوى التعليمي الذي يرقى إليه، وأن يتبع المرشد في ذلك ـ أب أو مدرسة
    ـ أسلوب الترغيب لحفز اهتماماته نحو التعلم، وفي حالات الكسل والبلادة
    الحسية الشديدة يلجأ إلى الترهيب المناسب لتحريك همته، ويجب الاحتراس من
    المغالاة في المعالجة حتى لا تأتي بنتائج عكسية.
    (ويلاحظ أن المشكلة
    تكون أكثر وضوحاً في نهاية المراهقة في كل من المدن والريف عن بدايتها،
    لأن المراهق يكون قلقاً لعدم ميله للاستذكار في نهاية مرحلة المراهقة لأن
    ذلك يتعلق بمستقبله ومصيره، كذا فإن الدراسة في نهاية المراهقة أحوج ما
    تكون إلى كثرة الاستذكار لتشعب العلوم وصعوبتها وعندما يقصر الطالب في ذلك
    يشعر بقلق وعدم اطمئنان).



    2 ـ عدم تركيز الانتباه: إن عدم تركيز
    الانتباه عامل مشترك عند جميع الأفراد في جميع مراحل العمر وهو لهذا لا
    يعتبر مرضاً ولا عرضاً مرضياً إلا أن يصير عادة للفرد في كل أحواله، وفي
    هذه الحالة يحتاج إلى العرض على أخصائي نفساني يدرس حالته ويوجهه إلى طرق
    العلاج وأسباب الوقاية من عودة أعراضها، وعادة ما تكون هذه الحالة ناشئة
    عن المشكلة السابقة حيث يجد المراهق نفسه أمام كم هائل من المواد المتنوعة
    والموضوعات المختلفة التي تستوجب الدراسة المتأنية إعداداً واستعداداً
    للامتحانات، وأنى لمثل هذا المراهق بالدراسة المنظمة وقد أهمل في عملية
    الاستذكار في بداية السنة الدراسية، وبقدر ما يزداد قلقه بقدر ما يشتت
    انتباهه بين هذه المادة وتلك، يعجز عن الإجابة في كل منهما.



    وقد أرجع خليل ميخائيل معوض هذه المشكلة إلى أسباب كثيرة منها:
    1 ) أن الكتب المدرسية والمفاهيم الدراسية ترتبط إلى حد كبير بالامتحانات التقليدية.
    2 ) أن التلميذ يرى أن المدرسة والعلوم التي يدرسها لا تعده الإعداد الصحيح للحياة، فهي لا تحقق له عملاً مناسباً في المستقبل.
    3
    ) قد يتجه التلميذ إلى دراسة لا تتفق مع ميوله واستعداده لأنه لم يجد
    مكاناً في هذا النوع من الدراسة، أو لأن أحد أصدقائه اتجه به إليها.
    4 ) قد يكره التلميذ مادة معينة لارتباطها بكرهه لمدرس معين.
    5 ) قد تكون طريقة التدريس نفسها من أسباب عدم ميل الطالب لاستذكار الدروس.



    إن ثمة أسباب أخرى تكمن وراء هذه
    المشكلة بدليل التفاوت البين بين نسبة وجودها في المدينة عنها في الريف،
    وإن من أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التفاوت الكبير كثرة المصاريف التي
    تجذب مراهق المدينة فتضيع أكبر أوقات يومه بين دور الملاهي والسينما
    والأندية والكازينوهات، وفيها تبدي المرأة زينتها وتكشف عن أجزاء من جسمها.



    3 ـ الخوف من الامتحانات: والخوف من
    الامتحانات في هذه الحالة ناشئ طبيعي من إهمال المراهق وتفريطه في أداء
    واجباته، والعلاج الحاسم لهذه المشكلة بمواجهتها والهروب إليها بمعنى أن
    المراهق من لحظة شعوره بالخوف من الامتحانات فليسرع إلى تعديل استجابته
    للخوف وأن يقبل في عزم وحزم على الاجتهاد في المذاكرة أملاً في تدارك بعض
    ما فات.



    ثانياً: أسباب أسرية واجتماعية:
    إن
    الحياة الاجتماعية وعوامل الرفاهية والشهرة وتحقيق الكفاية المالية تجعل
    الأسرة ميالة في الغالب إلى دفع أبنائها نحو المجالات التعليمية التي توفر
    جانباً أكبر من الحاجات النفسية والاجتماعية والمادية متجاهلة أو متناسية
    ميل المراهق إلى هذه المجالات أو فتور وضعف ميله إليها، ومتناسية أيضاً
    مدى تناسب قدراته واستعداداته الخاصة مع المجالات التي تميل إليها الأسرة
    وترغبها، ولهذا غالى كثير من الأسر في متابعتها للمراهق وملاحقته من حين
    لآخر فتلزمه بقضاء غالب أوقاته في الاستذكار للمواد التي تخص المجال الذي
    ترغبه، وغالباً ما يكون لذلك مردود سلبي على سلوك المراهق عملية الاستذكار.



    والاعتدال في هذه الحالة أهدى سبيلاً كي لا تصبح المذاكرة من الموضوعات غير المحببة.


    ثالثاً: أسباب ذاتية:
    قد يرجع التخلف الدراسي إلى أسباب ذاتية تخص المراهق صاحب المشكلة، وهذه الأسباب يمكن حصرها فيما يلي:
    1 ـ ضعف القدرة العقلية العامة عن التحصيل.
    (اختلفت الناس في فهم العلوم وانقسموا إلى بليد لا يفهم بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المعلم وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة..).
    2 ـ قلة الخبرة بموضوعات ومجالات الدراسة التي توجه إليها، خاصة إذا ما كانت الدراسة تميل إلى الجانب العملي التجريبي.
    (وأما علوم التجارب فتفاوت الناس فيها لا ينكر فإنهم يتفاوتون بكثرة الإصابة وسرعة الإدراك).
    3
    ـ ضعف الميل إلى نوع الدراسة خاصة إذا كانت لا توافق طبعه وقدراته
    الذاتية، وفي هذه الحالة يكون توجيه المراهق إلى الدراسة التي توافق ميوله
    وتتناسب مع قدراته واستعداداته أهدى سبيلاً.



    رابعاً: أسباب مدرسية:
    يذهب كثير من
    علماء التربية وعلم النفس إلى أن المدرسة بهيئتها التعليمية قد تكون سبباً
    في التأخر الدراسي، عند عدم تمشي المناهج الدراسية مع حاجات التلميذ
    وميوله ورغباته ومطامحه واستعداداته ومستواه العقلي، واعتماد هذه المناهج
    وطرق التدريس المتصلة بها على التلقين وحفظ المعلومات..



    وقد يكون المدرس الذي يميل إلى الشدة
    التي تصل إلى درجة القسوة والغلظة أحد الأسباب التي تدفع المراهق إلى
    الغياب وكراهية بعض المواد حيث إن المراهق بطبيعة تكوينه النفسي يرفض هذا
    النوع من المعاملة. ولقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أن قسوة المعلم قد
    تعود بالضرر على المتعلم.
    إن واجب المدرس أن يكون أباً للمراهقين يترفق
    بهم ويحسن توجيههم ويأخذهم بالنصيحة لما يصبوا إليه، ويحملهم على الاجتهاد
    بالهدوء والسكينة ويستحث هممهم بالمنافسة الشريفة.



    ومشكلة التأخر الدراسي تتصل غالباً
    بالتخلف العقلي وترتبط به فتكون النتيجة ظاهرة اجتماعية وإدارية وأكاديمية
    معاً. فالنعوت التي تستخدم لوصف بعض الحالات مثل: ضعيف العقل، والمعتوه،
    والأبله، والمغفل، وناقص العقل، والمخبول، والمتأخر عقلياً، إنما هي نعوت
    تنطوي على تعابير تصف أفراداً أخفقوا في تحقيق أدنى مستويات الكفاءة في
    تلك الجوانب السلوكية التي تعتبر من صلب وظيفة العقل والذكاء.
    والتأخر
    العقلي هذا قد يكون دائماً أو مؤقتاً. وهو ينجم عن نقص تكويني جبلي، أو
    ينشأ عن سوء تطور معين، أو يتأتى عن حرمان حسي أو حرمان اجتماعي، أو صدمة
    عارضة، أو اضطراب انفعالي عنيف، أو ظروف جائرة. فهو يصف الوضع الذي يكون
    عليه الفرد من ناحيتي الوظيفة العقلية والسلوك المتكيف، محدداً بمعايير
    السلوك والعمر الزمني لمجموعة الأسوياء الذين هم من نفس عمر الفرد المتصف
    بالضعف العقلي هذا.



    - مدلولات الضعف العقلي بوجه عام:
    وكثيراً ما يستعمل تعبير الضعف العقلي بمعان تتراوح في مدلولها بين:
    1 ـ الظواهر النشوئية.
    2 ـ العاهات التكوينية.
    3 ـ عدم الكفاءة الاجتماعية.



    وحالات الضعف العقلي هذه شتى وقد جرت محاولات كثيرة لتصنيفها على أسس متباينة مع مراعاة نشوء تلك الحالات:
    1 ـ فهناك أولاً أمراض وحالات تنشأ عن عدوى أيام النمو.
    2 ـ وهناك ما ينجم عن صدمة.
    3 ـ ومنها ما يرد إلى اضطرابات في عمليات الهدم والبناء الجسمية ومنها سوء التغذية فتؤثر على النمو.
    4 ـ وهناك حالات تكون ناشئة عن ظروف تتصل بما قبل الولادة.
    5 ـ وهناك مؤثرات تشنجية من جراء خلل أصاب لحاء الدماغ أيام النمو.
    6
    ـ عوامل تؤثر على إحدى الحواس. وهذه العوامل، مفردة أو مجتمعة، تؤلف مشكلة
    اجتماعية، لأنها إن أصابت الفرد جعلته مختلفاً عن اللحاق بركب من كان
    المفروض أن يلحق بهم من أقرانه ومن سائر أفراد المجتمع.



    وتكاد تتفق الدراسات الخاصة بالتخلف العقلي على أن التمييز ينبغي أن يكون بين:
    أولاً) الجوانب العقلية والمزاجية.
    ثانياً) العاهات الفطرية والمكتسبة.
    ثالثاً) العاهات العامة والأخرى المحدودة أو الخاصة.
    إذ
    يجدر التحرز في التمييز بين الأفراد الذين تبدو عليهم ظاهرة التخلف العقلي
    واضحة عن أولئك الذين يتصفون بتخلف في الجوانب المزاجية والأخلاقية.
    ولمعرفة
    الطالب المتخلف عقلياً عن سواه هناك وسائل لعل أهمها: الملاحظة،
    والاختبار، والقياسات العقلية. أما النواحي المزاجية التي تؤثر بصورة
    مباشرة على الطالب فتجعله متوانياً ومضطرب التفكير، عديم القدرة على
    التركيز فتكون النتيجة تأخراً ملحوظاً في موكبة سائر زملائه في الصف فترد
    بجملتها إلى المبدأ الذاهب إلى أن القواعد الأساسية في مزاج الفرد وخلقه
    إنما تتأصل أساساً في دوافعه الموروثة وانفعالاته المعبرة عن تلك الدوافع
    الفطرية.



    لقد أكد (برت) بأن اضطراب المزاج
    والخلق إنما يحصل نتيجة ما يتعرض له الفرد من ضغط انفعالي، ولذا فان معظم
    الباحثين النفسانيين ومنهم (برت) خاصة يؤكدون على أن عامل الارتباط بين
    الجوانب الانفعالية ودوافعها الفطرية المباشرة عالياً جداً ولهذا فأي
    اختلال يصيب أحد جوانب الفرد فإنه يؤثر فعلاً على كيانه الوجداني العام،
    وهذا من أبرز العوامل التي تؤثر على قوى الفرد العقلية. والمعروف جيداً هو
    حيث جدّ عدم الاستقرار الذاتي من جراء ما يمور في داخل الفرد من ارتباط
    واضطراب، فإن عدم الاستقرار هذا يصبح سبباً رئيسياً من أسباب التأخر
    الدراسي. بيد أن عدم الاستقرار هذا يؤثر بطرق مختلفة على مَن يتعرضون
    للهزات النفسية العنيفة.



    ويمكن تمييز الطالب المتأخر دراسياً من
    جراء الاضطراب الانفعالي من حركاته في الصف. فهو كثير الحركة لغير ما سبب،
    سريع الالتفاتات المتميزة بالحركة الهستيرية، يتكلم دون أن يوجه إليه
    السؤال، فظ في منطقه وغير منتظم في مظهره، لا يكاد يسيطر على حركاته،
    يندفع بعامل الانفعال والإحساس النفسي الذي لا ضرورة له، واندفاعه هذا
    مجرد عن الغرض البناء، وعدم الاستقرار الذي يبدو في حركاته وإنما هو تعبير
    عن الاضطراب الحاصل في ذهنه، وحركات وجهه دائبة كثيرة، ويبدو التعبير على
    تقاطيع وجهه على نحو متغير، مغالى فيه، تصحبه رجفات غريبة لا تناسق فيها.



    ولهذا فإن أفكار أمثال هؤلاء الطلاب
    تكون تحت رحمة عواملهم المزاجية، وعلى هذا فإن إمارات أخرى يمكن الاستدلال
    بها على عدم الاستقرار المزاجي، منها: كتابتهم غير منتظمة وغير منسقة، لا
    فكرة تنظمها، إنما هي خلط من مجرد حروف، قد لا تنطوي الجملة على معنى يراد
    استشفافه منها، ولعلهم يميلون أحياناً إلى تزويق الحروف على نحو غريب بحيث
    توجه العناية إلى مجرد صب الحروف، لكن النظافة والترتيب معدومتان، وكثيراً
    ما يبدأ الطالب الصفحة بسطر جيد، ثم يشط في عدم الاكتراث المتمثل في عدم
    الانتظام والانحدار والانزلاق التي يستشف منها كثرة الحركة والململة
    وتغيير الوضع الجسمي. ظاهرة مسح الحروف أو الكلمات من أبرز خصائص تدوينهم
    للملاحظات التي يرونها جاهزة من اللوحة أو من بعض الكتب كما يرشدهم مدرسهم.



    وهذه الإمارات قد تظهر جلية وربما تؤدي
    بالطالب إلى أن يلوذ بالانزواء، والإخفاق في التعبير عما يعتمل في خلده.
    ولا ينكر أثر العوامل العصابية في تخلف الطالب دراسياً. ويتجلى أثر التخلف
    الدراسي الناشئ عن سبب مزاجي أو أخلاقي في جانبين:
    1) جانب عدم المثابرة المنتظمة.
    2) جانب عدم الأمانة، والاتصاف بالغش المقترن بالتواني في إنجاز ما ينبغي إنجازه من واجبات مدرسية.



    فهناك على أية حال خمسة عوامل أساسية يجب تبينها تعمل عملها في التخلف المزاجي والعقلي المتسبب في التأخر الدراسي:
    1 ـ اعتلال الصحة.
    2 ـ عدم التكيف الفكري والاضطرابات العقلية.
    3 ـ حالات مزاجية تتصف بعدم الاكتراث والنزعة نحو العدائية.
    4 ـ اضطرابات مزاجية وخلقية.
    5 ـ اضطرابات عصبية.



    يتخذ التخلف العقلي مظاهر شتى مختلفة.
    إذ ينبغي التمييز بين التخلف العقلي الموروث والتخلف العقلي المكتسب. فما
    يظهره الطالب من معرفة حقيقية وما يبديه من كفاءة في التهدئة ومعرفة
    تواريخ الأحداث الهامة وتعيين مواقع الأماكن على الخارطة وما يردده من
    أرقام في الجمع والضرب، إنما هي معرفة مكتسبة ولا شك، فهي معرفة متجمعة من
    التوجيه والتعلم منتفعاً من الذاكرة والمران. لكن المهم في الأمر هو
    القدرة التي أتاحت للطالب اكتساب هذه المهارات، فهي قدرة موروثة.
    وهنا يجد سؤال ذلك هو إلى أي مدى يمكن أن يرد تخلف الطالب عقلياً إلى الجوانب الوراثية، وإلى أي حد تتدخل العوامل المكتسبة؟
    إن
    الخلاف بشأن الإجابة عل مثل هذا السؤال كانت ولا تزال سبب عدم إجماع
    المهتمين بدراسة التخلف العقلي على جواب محدد. لكن إ جماعهم على أن الضعف
    العقلي الموروث لا يمكن علاجه قد أصبح محدد المعالم، إلا أنهم متفقون على
    أن ما ينشأ من تخلف سببه اعتلال الصحة وانحرافها، أو عدم توافر الظروف
    والفرص أسباب قابلة للعلاج ويمكن إزالتها في معظم الحالات.
    ولهذا يجب
    التمييز بين الذي يعجز عن التعلم إلا بمقدار محدود جداً ولا يستطيع أن
    يتعلم إلا في المستويات، وبين زميله الذي يتمتع بالقدرة على التعلم لكنه
    لا يستطيع لسبب بظروف أخرى غير ظروف الوراثة. وعليه فقد جرت العادة على
    نعت الأول منهم (متأخر فطرياً) فهو (غبي)، ووصف الثاني بأنه (متأخر
    تربوياً) فهو (متخلف) ويراد بالتعبير الأخير هو بأن الفرد في الحالة
    الأخيرة متأخر في واجباته المدرسية فقط وليس في التطور والنمو الطبيعيين.
    وعلى هذا فالصبي الأول تتطلب تربيته ويقتضي تعليمه صفوفاً خاصة، في حين أن
    الصبي الثاني يمكن إعداده وتوجيهه في المدارس الاعتيادية المهيأة لسواه من
    الطلاب الأسوياء، ولكن يستلزم الأمر العمل على إزالة الأسباب التي تسببت
    في تخلفه في التعلم.



    ولكن يجب التفريق بين الغبي الفدم
    وضعيف العقل الموسوم بالعاهة العقلية. فالصنف الأول يكون التخلف العقلي
    لديهم أقل خطورة مما يكون عليه لدى أولئك الذين قد تعرض ذكاؤهم إلى اختلال
    وأصيب بعطب خلال مراحل نموهم منذ بدء نشأتهم، فهم لهذا يستعصي تعليمهم إن
    لم يكن متعذراً، وهم يكونون أعجز من أن يعنوا بأنفسهم، بل يتطلب الأمر
    الحاجة إلى مَن يعنى بهم خلال مراحل حياتهم المتفاوتة، فهم لهذا السبب
    يوصفون بأنهم من ذوي العاهات العقلية.
    * صوني جمالك *
    * صوني جمالك *


    التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه* Empty رد: التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه*

    مُساهمة من طرف * صوني جمالك * الخميس 27 نوفمبر 2008, 3:10 pm

    جزاك الله خيرا
    بصراحه موضوع جاء فى وقته
    زهرةالعبير
    زهرةالعبير


    التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه* Empty رد: التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه*

    مُساهمة من طرف زهرةالعبير السبت 29 نوفمبر 2008, 8:36 am

    هومه الغالية
    سلمت يداكي
    flowerبارك الله فيكي ودائماتسعدينا بموضوعاتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 05 نوفمبر 2024, 12:44 am