الفائدة السادسة والثلاثون
شتان ما بين الأمرين
قال الله جل وعلا: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة34)
قال شيخنا خفظه الله معلثا على هذه الآية الكريمة:
والآن انظر كيف أن النوايا لها أثرها على الأعمال:
الله يقول في سورة الكهف: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)، وقال في سورة ص: (مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) هنا قال في سورة البقرة: (أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، والمقصود من ذلك جملة أن إبليس امتنع...
والله جل وعلا أخبر في خاتمة الأحداث أنه عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فقال ربنا - وهو أصدق القائلين - قال: (فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا) من الذين أبين أن يحملنها؟ السماوات والأرض والجبال، ومع ذلك لم يأتي تثريب عليها، وجاء التثريب كله على إبليس...
والفرق من وجهين:
الوجه الأول: أن الأمر للملائكة بالسجود لآدم - وكان إبليس معهم - كان فرضا، أما مسألة الأمانة على السموات والأرض والجبال فكانت عرضا، وشتان بين الفرض والعرض.
الأمر الثاني: الذي يجب التنبه إليه أن إبليس امتنع وأبى استكبارا، أما السماوات والأرض فإنها امتنعت استصغارا، أي إبليس امتنع لأنه يرى أنه أكبر من هذا الأمر، ولهذا قال الله: (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ) وأما السماوات والأرض والجبال فإن الله قال: (فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) فقوله تبارك أسماؤه وجل ثناؤه :(وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) قرينة على أن امتناعهم كان استصغارا أي أنهم رأوا في أنفسهم أنهم أقل شأنا من أن يقبلوا ذلك العرض...
محاضرة وقفات مع سورة البقرة بجامع الراجحي بالرياض
***************************************
الفائدة السابعة والثلاثون
الباء السببية وباء العوض
قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (الأعراف:43)
يقول الله جل وعلا: (أورثتموها) أي الجنة (بما كنتم تعملون) هذه الباء سببية؛ أي أن أعمالكم سبب في دخول الجنة وإلا الأعمال لا يمكن أن تكون عوضا عن الجنة لأن الجنة أكبر من أعمالنا، لكن قال بعض العلماء من السلف كلمه جميلة في هذا الباب قالوا: إن المؤمنين ينجون من النار بعفو الله ويدخلون الجنة برحمة الله ويرثون منازل غيرهم بأعمالهم الصالحة.
تأملات قرآنية / تأملات في سورة الأعراف
شتان ما بين الأمرين
قال الله جل وعلا: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة34)
قال شيخنا خفظه الله معلثا على هذه الآية الكريمة:
والآن انظر كيف أن النوايا لها أثرها على الأعمال:
الله يقول في سورة الكهف: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)، وقال في سورة ص: (مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) هنا قال في سورة البقرة: (أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، والمقصود من ذلك جملة أن إبليس امتنع...
والله جل وعلا أخبر في خاتمة الأحداث أنه عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فقال ربنا - وهو أصدق القائلين - قال: (فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا) من الذين أبين أن يحملنها؟ السماوات والأرض والجبال، ومع ذلك لم يأتي تثريب عليها، وجاء التثريب كله على إبليس...
والفرق من وجهين:
الوجه الأول: أن الأمر للملائكة بالسجود لآدم - وكان إبليس معهم - كان فرضا، أما مسألة الأمانة على السموات والأرض والجبال فكانت عرضا، وشتان بين الفرض والعرض.
الأمر الثاني: الذي يجب التنبه إليه أن إبليس امتنع وأبى استكبارا، أما السماوات والأرض فإنها امتنعت استصغارا، أي إبليس امتنع لأنه يرى أنه أكبر من هذا الأمر، ولهذا قال الله: (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ) وأما السماوات والأرض والجبال فإن الله قال: (فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) فقوله تبارك أسماؤه وجل ثناؤه :(وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) قرينة على أن امتناعهم كان استصغارا أي أنهم رأوا في أنفسهم أنهم أقل شأنا من أن يقبلوا ذلك العرض...
محاضرة وقفات مع سورة البقرة بجامع الراجحي بالرياض
***************************************
الفائدة السابعة والثلاثون
الباء السببية وباء العوض
قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (الأعراف:43)
يقول الله جل وعلا: (أورثتموها) أي الجنة (بما كنتم تعملون) هذه الباء سببية؛ أي أن أعمالكم سبب في دخول الجنة وإلا الأعمال لا يمكن أن تكون عوضا عن الجنة لأن الجنة أكبر من أعمالنا، لكن قال بعض العلماء من السلف كلمه جميلة في هذا الباب قالوا: إن المؤمنين ينجون من النار بعفو الله ويدخلون الجنة برحمة الله ويرثون منازل غيرهم بأعمالهم الصالحة.
تأملات قرآنية / تأملات في سورة الأعراف