هذا المقال ملخص لمحاضرة التضرع من سلسلة "حتى يغيروا ما بأنفسهم" للأستاذ/ عمرو خالد
وهذا هو نص المقال:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين... نحمدك ربي ونستهديك ونستغفرك .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم.
أهلاً بكم.. الحق أنه في ظل هذه الأحداث و المحنة التي تمر بها الأمة نحتاج أن نتكلم.. إن الأمة في محنة وكذلك النفوس... نحتاج إلى دواء... إلى هدهدة... نحتاج إلى من يرتب على ظهورنا... نحتاج أن يكون لنا دور تجاه المحيطين بنا في كل مكان. إن هذا البرنامج رسالة أمل... ليس تحليلاً سياسياً ولا متابعة لسير الأحداث... وهو ليس تحقيقاً صحفياً.. بل هو رسالة من القلب... من العقل والوجدان.
الألم والمعاناة تحيط بالجميع... وصلنا إلى حيرة الحليم... وتيه صاحب العقل... فماذا نقول للأمة في هذه المحنة. ووجدنا أن أحسن شعار وعنوان للحديث هو:
حتى يغيروا ما بأنفسهم
هو شعار حديثنا يومياً.. لماذا؟ لأنه الطريق الوحيد لتنفيذ قانون الله هذا هو أملنا الوحيد... لا ترضوا باليأس ولا تستسلموا للإحباط ولا تنفضوا أيديكم من العمل لأنه لم يعد هناك أمل.
لا يمكن التعامل مع الحياة بمنأى من القوانين الربانية... مثال بسيط.. قانون الجاذبيةقانون رباني... حين فكر الناس في الطيران وصعدوا إلى الجبال وقفزوا تكسروا وتحطموا لأنهم لم يتعاملوا مع القانون بقواعده ولكن حين صنعوا الطائرات طاروا. والحياة الاجتماعية أيضاً لها قوانين... دعونا لا نقفز لنطير... دعونا لا نقف ننظر حولنا ونتساءل أين المعجزات؟ أين المهدي؟ أين معونة الله؟ بل تعالوا نصنع الطائرة... تعالوا نتعامل مع القوانين... والقانون الذي نحتاج إليه هذه الأيام هو قانون الله المتمثل في هذه الآية:
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
التضرع
التعامل مع القانون سيكون خطوة بخطوة... كل يوم جزء... وصدقوني لن يمر وقت طويل إلا وتعود لهذه الأمة عزتها وكرامتها وتعتلي عرش الزمان...
لقد ذكر هذا القانون في القرآن الكريم مرتين:
مرة في سورة الرعد:الآية 11
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} واستعمال قانون الله فيها بتغيير النفس كان للخروج من مصيبة أصابتها... ومرة في سورة الأنفال:الآية 53
{ذلك بأن الله لم يكن مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
واستعمال القانون هنا كان لاستبقاء النعمة التي منحنا المنعم إيّاها..
إن هذا ليس شعاراً ولكنه حقيقة، وتعالوا معي نجرب.. كل يوم حركة.. واليوم نبدأ بعبادة مهمة جداً... التضرع إلى الله.. والتضرع مبالغة في الشعور بالفقر والحاجة لله.
اليوم هذا واجب وقت... التضرع غير الدعاء - التضرع غير الخشوع...
التضرع أن تلجأ لباب الله تستغيث... تصرخ بقلبك وروحك وكيانك تبكي ذليلاً بين يدي القادر المقتدر... تمد يديك بحاجتك لأبعد ما تستطيع وتتغلف بدموع الفقر واللجوء... تنادي كل ذرة في جسدك وكل زفرة في روحك بالنجاة ممن يملك طوق النجاة...
التضرع هو عبادة المصائب والكوارث... لو نظر الله إلينا الليلة في القيام وكانت الأيدي كلها مرفوعة تتضرع... هناك أمل... ولكن يجب أن نتعلمها أولاً.. نشعر بمعناها.. عبادة التائه الحيران... نتعلم كيف نتذلل على بابه ونقول يا رب... نقولها كما يقولها من تكسرت مركبته في عرض البحر ولم يبق بين يديه إلا لوح خشبي يذوب من ملح البحر ويوشك أن يتحلل... أسمعتم صوته كيف يصرخ بين الأمواج وعينيه إلى السماء وقلبه ينخلع مع قولته في كل مرة يا رب... هذا هو التضرع
وانظروا متى ذكر الله التضرع في القرآن:
الآيات:
{ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} يعملون حين يؤخذوا بالمصائب يجب أن يتضرعوا... وإن لم يفعلوه فمتى إذن.
{قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لأن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون } كلام الله الجميل ... ننجو مما نتضرع منه ومن كل كرب... ولن نكون كأهل هذه الآية حين أنقذهم رب العباد أشركوا... وسنظل على إيماننا بالله بإذن الله تعالى
{وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون} هنا عقوبة من لا يريد أن يقف متضرعاً على باب الله... إن أَخْذَ الله ليس سهلاً ولا يُنْقِذُنا منه إلا ما أَنْقَذ مَنْ كان قَبْلَنا التضرع..إنه القانون ، الشرط وجوابه.
{ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} الجميع ينتظر معجزة... ينتظر السعادة والراحة...
يجب علينا العودة للتضرع... إن الله قد يرسل إلينا المصائب لنعود نتضرع إليه ولو لم نفعل لأصبحت البلوى أقسى وأشد... أحياناً ننسى العبادة فيدعونا الله إليها... حذار أن تصيبك مصيبة ولا تتضرع... لا تيأس ولا تنهار... هناك دائماً أمل في الله ... أمل فيمن يملك هذا الكون ما عليه ومن عليه... بيده الأسباب يغيرها بالكاف والنون..
التضرع عبادة الأنبياء...أتذكرون سيدنا يُونُس في بطن الحوت... سيدنا يونس محبوس في ظلمات ثلاث... ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت... فلم يستسلم ونادى متضرعاً من أعماق روحه لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين...فبماذا أجابة الرحيم الكريم استجاب له وأنجاه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين..
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ينظر إلى جيش المشركين...عددهم كبير ومعهم سلاح وينظر إلى جيش المسلمين عددهم أقل وسلاحهم أقل فماذا يفعل؟؟ رفع كلتا يديه وبدأ يدعو حتى سقط رداءه وظهر بياض إبطيه... حتى قال له الصديق: هَوِّن عليك فالله مُنْجِزُك وعده...
التضرع إلى الله هو سبيل الأنبياء في كل وقت وحين... في حديث شريف رواه الترمذي: "يقول عليه الصلاة والسلام إن الله سبحانه وتعالى عرض علي بطحاء مكة ذهباً فقلت لا يا رب أشبع يوماً وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرعت إليك وإذا شبعت شكرتك وحمدتك"
وفي حديث آخر:"جاء أعربي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال علمني صلاة الليل فقال صلى الله عليه وسلم : تصليها مثنى مثنى وتتشهد في كل ركعتين وتدعو وتتمسكن إلى ربك وتتذلل إلى ربك وتتضرع إلى ربك وترفع يديك تجعل باطن يدك إلى وجهك تقول له يا رب يا رب يا رب"
إن الله يحب أن يسمع أصوات عباده متضرعة ... ولذلك هناك حالات كونية وزمنية نتضرع فيها... كسوف الشمس.. توقف المطر...يوم عرفة.
تعالوا نعتبر أسبوعنا هذا كله عرفة... تضرعوا... تضرعوا جميعاً...
وهذا هو نص المقال:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين... نحمدك ربي ونستهديك ونستغفرك .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم.
أهلاً بكم.. الحق أنه في ظل هذه الأحداث و المحنة التي تمر بها الأمة نحتاج أن نتكلم.. إن الأمة في محنة وكذلك النفوس... نحتاج إلى دواء... إلى هدهدة... نحتاج إلى من يرتب على ظهورنا... نحتاج أن يكون لنا دور تجاه المحيطين بنا في كل مكان. إن هذا البرنامج رسالة أمل... ليس تحليلاً سياسياً ولا متابعة لسير الأحداث... وهو ليس تحقيقاً صحفياً.. بل هو رسالة من القلب... من العقل والوجدان.
الألم والمعاناة تحيط بالجميع... وصلنا إلى حيرة الحليم... وتيه صاحب العقل... فماذا نقول للأمة في هذه المحنة. ووجدنا أن أحسن شعار وعنوان للحديث هو:
حتى يغيروا ما بأنفسهم
هو شعار حديثنا يومياً.. لماذا؟ لأنه الطريق الوحيد لتنفيذ قانون الله هذا هو أملنا الوحيد... لا ترضوا باليأس ولا تستسلموا للإحباط ولا تنفضوا أيديكم من العمل لأنه لم يعد هناك أمل.
لا يمكن التعامل مع الحياة بمنأى من القوانين الربانية... مثال بسيط.. قانون الجاذبيةقانون رباني... حين فكر الناس في الطيران وصعدوا إلى الجبال وقفزوا تكسروا وتحطموا لأنهم لم يتعاملوا مع القانون بقواعده ولكن حين صنعوا الطائرات طاروا. والحياة الاجتماعية أيضاً لها قوانين... دعونا لا نقفز لنطير... دعونا لا نقف ننظر حولنا ونتساءل أين المعجزات؟ أين المهدي؟ أين معونة الله؟ بل تعالوا نصنع الطائرة... تعالوا نتعامل مع القوانين... والقانون الذي نحتاج إليه هذه الأيام هو قانون الله المتمثل في هذه الآية:
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
التضرع
التعامل مع القانون سيكون خطوة بخطوة... كل يوم جزء... وصدقوني لن يمر وقت طويل إلا وتعود لهذه الأمة عزتها وكرامتها وتعتلي عرش الزمان...
لقد ذكر هذا القانون في القرآن الكريم مرتين:
مرة في سورة الرعد:الآية 11
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} واستعمال قانون الله فيها بتغيير النفس كان للخروج من مصيبة أصابتها... ومرة في سورة الأنفال:الآية 53
{ذلك بأن الله لم يكن مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
واستعمال القانون هنا كان لاستبقاء النعمة التي منحنا المنعم إيّاها..
إن هذا ليس شعاراً ولكنه حقيقة، وتعالوا معي نجرب.. كل يوم حركة.. واليوم نبدأ بعبادة مهمة جداً... التضرع إلى الله.. والتضرع مبالغة في الشعور بالفقر والحاجة لله.
اليوم هذا واجب وقت... التضرع غير الدعاء - التضرع غير الخشوع...
التضرع أن تلجأ لباب الله تستغيث... تصرخ بقلبك وروحك وكيانك تبكي ذليلاً بين يدي القادر المقتدر... تمد يديك بحاجتك لأبعد ما تستطيع وتتغلف بدموع الفقر واللجوء... تنادي كل ذرة في جسدك وكل زفرة في روحك بالنجاة ممن يملك طوق النجاة...
التضرع هو عبادة المصائب والكوارث... لو نظر الله إلينا الليلة في القيام وكانت الأيدي كلها مرفوعة تتضرع... هناك أمل... ولكن يجب أن نتعلمها أولاً.. نشعر بمعناها.. عبادة التائه الحيران... نتعلم كيف نتذلل على بابه ونقول يا رب... نقولها كما يقولها من تكسرت مركبته في عرض البحر ولم يبق بين يديه إلا لوح خشبي يذوب من ملح البحر ويوشك أن يتحلل... أسمعتم صوته كيف يصرخ بين الأمواج وعينيه إلى السماء وقلبه ينخلع مع قولته في كل مرة يا رب... هذا هو التضرع
وانظروا متى ذكر الله التضرع في القرآن:
الآيات:
{ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} يعملون حين يؤخذوا بالمصائب يجب أن يتضرعوا... وإن لم يفعلوه فمتى إذن.
{قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لأن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون } كلام الله الجميل ... ننجو مما نتضرع منه ومن كل كرب... ولن نكون كأهل هذه الآية حين أنقذهم رب العباد أشركوا... وسنظل على إيماننا بالله بإذن الله تعالى
{وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون} هنا عقوبة من لا يريد أن يقف متضرعاً على باب الله... إن أَخْذَ الله ليس سهلاً ولا يُنْقِذُنا منه إلا ما أَنْقَذ مَنْ كان قَبْلَنا التضرع..إنه القانون ، الشرط وجوابه.
{ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} الجميع ينتظر معجزة... ينتظر السعادة والراحة...
يجب علينا العودة للتضرع... إن الله قد يرسل إلينا المصائب لنعود نتضرع إليه ولو لم نفعل لأصبحت البلوى أقسى وأشد... أحياناً ننسى العبادة فيدعونا الله إليها... حذار أن تصيبك مصيبة ولا تتضرع... لا تيأس ولا تنهار... هناك دائماً أمل في الله ... أمل فيمن يملك هذا الكون ما عليه ومن عليه... بيده الأسباب يغيرها بالكاف والنون..
التضرع عبادة الأنبياء...أتذكرون سيدنا يُونُس في بطن الحوت... سيدنا يونس محبوس في ظلمات ثلاث... ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت... فلم يستسلم ونادى متضرعاً من أعماق روحه لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين...فبماذا أجابة الرحيم الكريم استجاب له وأنجاه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين..
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ينظر إلى جيش المشركين...عددهم كبير ومعهم سلاح وينظر إلى جيش المسلمين عددهم أقل وسلاحهم أقل فماذا يفعل؟؟ رفع كلتا يديه وبدأ يدعو حتى سقط رداءه وظهر بياض إبطيه... حتى قال له الصديق: هَوِّن عليك فالله مُنْجِزُك وعده...
التضرع إلى الله هو سبيل الأنبياء في كل وقت وحين... في حديث شريف رواه الترمذي: "يقول عليه الصلاة والسلام إن الله سبحانه وتعالى عرض علي بطحاء مكة ذهباً فقلت لا يا رب أشبع يوماً وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرعت إليك وإذا شبعت شكرتك وحمدتك"
وفي حديث آخر:"جاء أعربي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال علمني صلاة الليل فقال صلى الله عليه وسلم : تصليها مثنى مثنى وتتشهد في كل ركعتين وتدعو وتتمسكن إلى ربك وتتذلل إلى ربك وتتضرع إلى ربك وترفع يديك تجعل باطن يدك إلى وجهك تقول له يا رب يا رب يا رب"
إن الله يحب أن يسمع أصوات عباده متضرعة ... ولذلك هناك حالات كونية وزمنية نتضرع فيها... كسوف الشمس.. توقف المطر...يوم عرفة.
تعالوا نعتبر أسبوعنا هذا كله عرفة... تضرعوا... تضرعوا جميعاً...