| ||
عادل بن سعد الخوفي العمل التطوعي ّ ممارسة إنسانية ارتبطت بالأعمال النفعية المتعدية للآخرين، وهو أحد الركائز الأساس لبناء أي مجتمع بشري، بل وتأكيد الترابط الاجتماعي بين أفراده، يختلف في مجالاته، ودوافعه، وحجمه؛ باختلاف ثقافة ومجريات الحياة لدى هذا المجتمع أو ذاك، إلاّ أنه على أي حال يزداد ويَتَّسع عند وجود الأزمات والكوارث. ودائرة العمل التطوعي لا تختص بالسعي على الأرملة والمسكين، وتقديم المعونات الغذائية فحسب، بل إنها لتشمل ميادين الحياة الأخرى؛ فرعاية المرضى والمسنين، والمحافظة على البيئة، وحماية الحياة الفطرية، وبناء المدارس والمستشفيات، وتوجيه التائهين، والتعريف بالآثار التاريخية، ومساعدة المزارعين على مقاومة الآفات والحشرات، وتصميم المواقع والإعلانات للجهات الخيرية، والمشاركة في أعمال الإنقاذ حين الكوارث والحروب، كل هذا وغيره يدخل ضمن العمل التطوعي. جاء في لسان العرب، (باب: طوع): "وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه، وفي التنزيل فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له... والتَّطَوُّعُ ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه". وعلى هذا فيمكن تعريف العمل التطوعي بأنه: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي. لماذا العمل التطوعي؟ العمل التطوعي من الأعمال الجليلة التي تظهر آثارها الإيجابية وثمراتها النافعة على الفرد والمجتمع, ولذا كان للعمل التطوعي الأولوية في مطلع رسالة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ إذ جاءت الآيات القرآنية الكريمة بالحث على الإنفاق والبذل للمجتمع، وخصوصاً للفقراء والمحتاجين والمساكين، ومن هذه الثمرات والآثار: 1- أنه ميدان خصب للسعادة في الدنيا، والأجور العالية في الآخرة: - "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين". رواه مسلم. - "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار". متفق عليه. - "من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات". متفق عليه. 2- أنه سبب سعادة المجتمع، واستقرار أركانه، وتكاتف سُكَّانه، مع تأصيل الحس الاجتماعي. ففيه: حل للمشكلات والمعضلات التي قد يمر بها بعض أفراد المجتمع، وفيه إشاعة الصلة والمحبة، وفيه علاج شكيمة النفوس وسلبيتها وضغينتها، وفيه التكاتف والتراحم. 3- أنه معين على الإيجابية، والتواصل مع الآخرين، وكذا علاج للنزعة الفردية، وتغليب "الأنا"؛ فهو تهذيب لشخصية صاحبها، وتحويلها من السلبية إلى الإيجابية، ومن القعود والسكون إلى الحركة والفاعلية. 4- وهو كذلك سبب رئيس لتطوير مهارات الفرد، بتعلم مهارات جديدة، أو تحسين مهارات يمتلكها. 5- ومن آثار العمل التطوعي تحسين الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والمعيشي، لدى أفراد المجتمع، مع تجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي فيما بينهم، واستثمار أوقات الفراغ بالصالح المفيد. أشكال العمل التطوعي: 1- العمل التطوعي الفردي: وهو سلوك، يمارسه أحد أفراد المجتمع من تلقاء نفسه، أو بمشاركة مجموعة من أصحابه، لا يرجون منه مردوداً مالياً أو معنوياً، تأسس لقناعات أخلاقية أو اجتماعية أو شرعية، لكنه محدود الأهداف، ليس له استقرار، يعتمد على حسب أمزجة وإمكانات المجموعة القائمة به. 2- العمل التطوعي المؤسسي: وهو سلوك متطور، أكثر استقراراً، وتحقيقاً للأهداف من العمل الفردي، يعتمد في نجاحه على قتاعة المجتمع بأهميته وثمرته، وعلى التخصص، والتنظيم، والتخطيط، والتطوير، واستقطاب الشخصيات الفاعلة المؤهلة. غرس ثقافة العمل التطوعي؟ إننا في حاجة إلى غرس ثقافة العمل التطوعي في مجتمعاتنا الإسلامية، وبيان الفوائد المرجوة منه في الدنيا والآخرة، على الفرد والمجتمع على السواء. المثقفون، والمعلمون، وأرباب الأسر، والإعلاميون، والخطباء، والأدباء، والمسؤولون، وأئمة المساجد، وكل من كانت له ولاية على أحد؛ مسؤول مسؤولية مباشرة عن هذا الأمر. إننا لن نستطيع أن نحقق الأهداف الجليلة من وراء مشروعية هذا العمل الخيري الإنساني النبيل، ما لم تتوافر لبنات المجتمع بأكمله لتبنيه، وجعله أحد الفعاليات الطبيعية في حياة أفراد المجتمع على اختلافهم. ومن البرامج العملية لنشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع ما يلي: 1- غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة. 2- تشجيع الشباب والفتيات على الانخراط في الأعمال التطوعية، من خلال وسائل الإعلام كالصحافة، والإذاعة، والتلفزيون، وبيان أجورها، وآثارها، وعوائدها على المجتمع. 3- إدراج ثقافة العمل التطوعي، وبرامجه التطبيقية، ضمن المناهج الدراسية، أو الأنشطة اللاصفيّة، كالتعاون مع بعض الجهات الخيرية القريبة من محيط المدرسة، أو تنظيف فناء المدرسة، أو زراعة الأشجار في محيطها، ونحو ذلك. 4- إبراز دور المبرِّزين في الأعمال التطوعية، وتغطية أخبارهم، وميادين النجاحات في حياتهم، مع عرض تجاربهم وخبراتهم؛ ليكون ذلك حافزاً لهم، ودافعاً لغيرهم. 5- طباعة النشرات والكتيبات المعنية بثقافة العمل التطوعي، وكذا الدراسات والبحوث المؤصلة لهذا الأمر، واستكتاب أساتذة الجامعات، ومدراء المراكز والجمعيات والهيئات واللجان الخيرية، والمعاهد المتخصصة لإثراء هذا الجانب. 6- إقامة دورات تدريبية للتعريف بميادين العمل التطوعي التي يحتاجها المجتمع، مع رصد حوافز لطلبة الجامعات والمدارس التعليمية حين الالتحاق بها. 7- إنشاء لجنة وطنية متعاونة مع الجمعيات والمراكز والهيئات واللجان الخيرية؛ تستقطب الطلاب والطالبات، وتدفعهم للمشاركة العملية في الأعمال التطوعية التي حثَّنا عليها ديننا الحنيف، وتؤكد فينا انتماءنا لوطننا المعطاء، وتعين ذا الحاجة والملهوف، وتساهم في وحدة المجتمع، ورُقيّ أفراده. 8- دعم الهيئات والمؤسسات العاملة في المجال التطوعي، بما يؤهلها لتحقيق رسالتها، والقيام بواجباتها. 9- إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمهرجانات والمعارض والأمسيات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة؛ لإبراز فوائد العمل التطوعي، وأثره على الفرد والمجتمع. 10- اعتماد رؤية واضحة المعالم، خطواتها مدروسة، وأهدافها معلومة، مع استشراف المستقبل، يَطَّلِع عليها العاملون والمتابعون لهذا الأمر، تحقق التطلعات، وتفي بالغرض. من تجربتي في العمل التطوعي: 1- العمل التطوعي ميدان خصيب بالأجور العالية، والمهارات المتعددة، والعلاقات الاجتماعية الطيبة. إن تفريج الكربات، وإدخال السرور على المسلمين، والدعوة إلى الله، وإعانة ذا الحاجة والملهوف، وتفطير الصائمين، ورعاية المساكين، وكفالة الأيتام، والمشي في حاجة المسلمين، وغيرها وغيرها الكثير، كلها ميادين خير، قد وردت الأحاديث الشريفة بالحضّ عليها، والدعوة إلى ممارستها، ورُتِّبت الأجور العالية للقائمين بها، ومن ذلك مثلاً: "أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً أو تقضي عنه ديناً أو تطعمه خبزاً". (حسّنه الألباني رحمه الله). ثم إن العاملين في العمل التطوعي تُهيَّأ لهم فرص متجدِّدة لتنمية مهاراتهم، وتوسيع دائرة اطلاعهم، كما أن طبيعة أعمالهم تفرض عليهم علاقات اجتماعية متعددة ومتواصلة، تعود عليهم أنساً وبشراً وسعادة وحبوراً. 2- المجتمع يتشوَّف للأعمال الموثوقة، ويضع ثقته حيث يكون أصحابها. الخيريّة في هذه الأمة قائمة ما بقي الليل والنهار، وبذرة الخير للغير قائمة في نفوس أفراد المجتمع، وتحتاج إلى من يسقيها بحسن عَرضه للفكرة، وجميل تواصله، ورُقي تعامله، ثم بالأثر الظاهر للمجتمع من مشروعه الخيري، وعندئذ نجد أن الكل قد هَبَّ للمساهمة في دعم هذا المشروع الخيري أو ذاك. 3- الأعمال الجليلة تبدأ بأمنية أو فكرة، فلا تهملها. مشروعات اليوم الناجحة، هي أفكار وأمنيات الأمس، وكل مشروع أو برنامج كانت ولادته فكرة لاحت في ذهن أحدهم، ثم وجدت من يسقيها ويرعاها، حتى أمست عملاً جباراً قائماً، يستفيد منه الآلاف من المحتاجين. ولذا فمن الأهمية بمكان لأرباب العمل الخيري، ألاّ يهملوا الأفكار والمقترحات، فإن كانت الفكرة اليوم غير مناسبة، فقد يأتي يوم قادم لتكون نواة عمل كبير. 4- ليس أمام أصحاب الهمم العالية.. مستحيل. يقول ابن القيم - رحمه الله -: لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته؛ لأزاله. لقد توصلت – بعد سنوات من الدراسة والبحث والتأمل - إلى: أنه لا مستحيل في الحياة؛ سوى أمرين فقط: الأول: ما كانت استحالته كونية (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ). [البقرة: من الآية 258]. الثاني: ما كانت استحالته شرعية؛ مما هو قطعيّ الدلالة، والثبوت؛ فلا يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين، ولا أن يُؤخَّر شهر الحج عن موعده (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات). [البقرة: من الآية 197]، ولا أن يُباح زواج الرجـــــــــــــــــل من امرأة أبيه (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً). [النساء: من الآية 22]. وما عدا هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من فروع؛ فليس بمستحيل. وعليه، فقد رأيت أن أكثر مثبِّط ومخذِّل هو أن يعتاد العاملون في ميدان ما على قول: (لا أستطيع)، (لا أعرف)، (لا أتمكن)، (صعب)، (مستحيل). فإن وُجدت النيات الصالحة، والعزيمة الصادقة، تحوَّل الصعب سهلاً، والجهل معرفة، والمستحيل واقعاً ملموساً. وبعد.. أخي الحبيب تأمل معي هذه الأحاديث: 1- "الساعي على الأرملة والمسكين كالساعي في سبيل الله"، وأحسبه قال: "كالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر". (متفق عليه). 2- "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة". (متفق عليه). 3- " تبسُّمُك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة". (حسنه الألباني رحمه الله). 4- "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني، فنزل البئر، فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجراً؟! فقال: في كل كبد رطبة أجر". (رواه البخاري ومسلم). 5- "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم". (متفق عليه). 6- "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ". (رواه البخاري). 7- (إن رجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ". (رواه البخاري). 8- "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ جَنَاهَا". (رواه مسلم). 9- "مَنْ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنْ الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ". ( رواه البخاري ) . 10- "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة؟ إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة". (صحيح الجامع:2595). والسؤال الآن: ما آخر عمل تطوعي قُمْتُ به؟ ومتى كان ذلك؟ إن ميادين الأعمال التطوعية في عالمنا الإسلامي كثيرة جداً ومتعددة، وقد رتَّب شرعنا الكريم عليها أجوراً جزيلة وكبيرة. فهل يكون لنا قدم فيها؟ و هل يمكننا بذل ساعة واحدة يومياً، أو أسبوعياً، أو شهرياً للمشاركة في العمل التطوعي؟ |
3 مشترك
العمل التطوعيّ: التحرّر من قيد (الأنا)
انتصار- الادارة العامة
- مساهمة رقم 1
العمل التطوعيّ: التحرّر من قيد (الأنا)
ام بودى
- مساهمة رقم 2
رد: العمل التطوعيّ: التحرّر من قيد (الأنا)
بارك الله فيك اختى انتصار على مواضيعك الهامة
سبحان الله نجد فى الغرب ان العمل التطوعى منتشر بشكل كبير
اما المسلمين و لا حول و لا قوة الا بالله قليل منهم من يهتم به
على الرغم من انه من المفترض ان يكون شئ اساسى فى حياتنا و اخلاقنا
كان الله فى عون العبد مادام العبد فى عون اخيه
اللهم اهدنا و اهدى امة سيدنا محمد و اغفر لنا تقصيرنا
سبحان الله نجد فى الغرب ان العمل التطوعى منتشر بشكل كبير
اما المسلمين و لا حول و لا قوة الا بالله قليل منهم من يهتم به
على الرغم من انه من المفترض ان يكون شئ اساسى فى حياتنا و اخلاقنا
كان الله فى عون العبد مادام العبد فى عون اخيه
اللهم اهدنا و اهدى امة سيدنا محمد و اغفر لنا تقصيرنا
انتصار- الادارة العامة
- مساهمة رقم 3
رد: العمل التطوعيّ: التحرّر من قيد (الأنا)
جزانا واياك اختي الكريمة ام بودي
اشكر مروك وتعقيبك الطيب
اشكر مروك وتعقيبك الطيب
مها صبحي- الإدارة
- مساهمة رقم 4
رد: العمل التطوعيّ: التحرّر من قيد (الأنا)
بارك الله فيك حبيبتى انتصار
العمل التطوعى متعة لا حد لها
فهو يسعد الانسان لأنه يرضى الله عز و جل
و يسعده أيضا فى الدنيا بأن يرى البسمة على وجه يتيم أو مسكين أو مريض أو أى انسان استفاد من عمله التطوعى
العمل التطوعى متعة لا حد لها
فهو يسعد الانسان لأنه يرضى الله عز و جل
و يسعده أيضا فى الدنيا بأن يرى البسمة على وجه يتيم أو مسكين أو مريض أو أى انسان استفاد من عمله التطوعى