اخواتى الحبيبات
ان شاء الله اقوم بوضع سلسلة من المواضيع بعنوان
محرمات استهان بها كثير من
الناس
من كتاب لفضيلة الشيخ/ محمد صالح المنجد غفر
الله له و لنا و لوالدينا و للمسلمين اجمعين
تعني كما من عنوانها المحرمات التي اصبحت من عادات بعض الناس كي نتوب منها و نتقيها
و نجتنبها طاعة لله و طلبا لرحمته و مغفرته و ان يدخلنا الجنه
و لا بد من مقدمه بسيطه لتعريف ما هو الحلال و الحرام و بعض الاشياء المتعلقه بها
ثم ابداء من الموضوع القادم في سرد بعض هذه المحرمات التي تساهل بعضنا
فيها:
ملاحظه: ارجو ان تعذروني على الاطاله هذه المره لكن ان شاء الله من
المره القادمه ستكون مختصره جدا و تتكلم عن الموضوع مباشرة. لكن هذا ضروري جدا و
ارجو ان تقرؤه للنهايه.
فإن الله سبحانه وتعالى فرض فرائض لا يجوز تضييعها ، وحد حدودا لا يجوز تعديها ،
وحرم أشياء لا يجوز انتهاكها .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أحل
الله في كتابه فهو حلال ،وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله
العافية ، فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا هذه الآية [ وما كان ربك نسيا ] . ) [ رواه
الحاكم 2/375 وحسنه الألباني في غاية المرام ص: 14 ]
المحرمات هي حدود
الله عز وجل ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )
الطلاق/1 وقد هدد الله من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب
مهين ) سورة النساء/14
واجتناب المحرمات واجب لقوله صلى الله عليه وسلم
( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما
استطعتم ) [ رواه مسلم : كتاب الفضائل حديث رقم 130 ط. عبد الباقي]
ومن المشاهد أن بعض متبعي الهوى ، ضعفاء النفوس ، قليلي العلم إذا سمع
بالمحرمات متوالية يتضجر ويتأفف ويقول : كل شيء حرام ، ما تركتم شيئا إلا حرمتموه ،
أسأمتمونا حياتنا ، وأضجرتم عيشتنا ، وضيقتم صدورنا ، وما عندكم إلا الحرام
والتحريم ، الدين يسر، والأمر واسع ، والله غفور رحيم .
ومناقشة
لهؤلاء نقول :
إن الله جل وعلا يحكم ما يشاء لا معقب لحكمه وهو
الحكيم الخبير فهو يحل ما يشاء ويحرم ما يشاء سبحانه ، ومن قواعد عبوديتنا لله عز
وجل أن نرضى بما حكم ونسلم تسليما .
وأحكامه سبحانه صادرة عن علمه وحكمته وعدله
ليست عبثا ولا لعبا كما قال الله : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا
لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) الأنعام/115
وقد بين لنا عز
وجل الضابط الذي عليه مدار الحل والحرمة فقال تعالى : ( ويحل لهم
الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) الأعراف/157 فالطيب حلال والخبيث حرام .
والتحليل والتحريم حق لله وحده فمن ادعاه لنفسه أو أقر به لغيره فهو كافر كفرا
أكبر مخرجا عن الملة ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم
يأذن به الله .. ) الشورى/21
ثم إنه لا يجوز لأي أحد أن يتكلم في
الحلال والحرام إلا أهل العلم العالمين بالكتاب والسنة وقد ورد التحذير الشديد فيمن
يحلل ويحرم دون علم فقال تعالى : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم
الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب .. ) سورة النحل/116
والمحرمات المقطوع بها مذكورة في القرآن وفي السنة كقوله تعالى : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين
إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق .. الآية ) سورة الأنعام/151
وفي السنة كذلك ذكر لكثير من المحرمات كقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ) . [
رواه أبوداود 3486 وهو في صحيح أبي داود 977 ]
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ) . [ رواه الدارقطني
3/7 وهو حديث صحيح ]
وقد يأتي في بعض النصوص ذكر محرمات مختصة بنوع من
الأنواع مثلما ذكر الله المحرمات في المطاعم فقال : ( حرمت عليكم
الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية
والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ..
الآية ) المائدة/3
وذكر سبحانه المحرمات في النكاح فقال : ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ
وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم .. الآية
) النساء/23
وذكر أيضا المحرمات من المكاسب فقال عز وجل : ( وأحل الله البيع وحرم الربا .. الآية ) البقرة/275
ثم إن الله الرحيم بعباده قد أحل لنا من الطيبات مالا يحصى كثرة وتنوعا
ولذلك لم يفصل المباحات لأنها كثيرة لا تحصر وإنما فصل المحرمات لانحصارها وحتى
نعرفها فنجتنبها فقال عز وجل : ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا
ما اضطررتم إليه ..) الأنعام/119
أما الحلال فأباحه على وجه الإجمال
مادام طيبا فقال : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا
)
وبعض الناس إذا رأوا الحرام معددا عليهم ومفصلا ضاقت
أنفسهم ذرعا بالأحكام الشرعية وهذا من ضعف إيمانهم وقلة فقههم في الشريعة فهل يريد
هؤلاء يا ترى أن يعدد عليهم أصناف الحلال حتى يقتنعوا بأن الدين يسر ؟ وهل يريدون
أن تسرد لهم أنواع الطيبات حتى يطمئنوا أن الشريعة لا تكدر عليهم عيشهم ؟
أما احتجاجهم بأن الدين يسر فهو حق أريد به باطل فإن مفهوم اليسر في هذا
الدين ليس بحسب أهواء الناس وآرائهم وإنما بحسب ما جاءت به الشريعة فالفرق عظيم بين
انتهاك المحرمات بالاحتجاج الباطل بأن الدين يسر ـ وهو يسر ولاشك ـ وبين الأخذ
بالرخص الشرعية كالجمع والقصر والفطر في السفر ، والمسح على الخفين والجوربين
للمقيم يوما بليلته وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن، والتيمم عند الخوف من استعمال
الماء وجمع الصلاتين للمريض وحين نزول المطر ، وإباحة النظر إلى المرأة الأجنبية
للخاطب ، والتخيير في كفارة اليمين بين العتق والإطعام والكسوة ، وأكل الميتة عند
الاضطرار وغير ذلك من الرخص والتخفيفات الشرعية .
وبالإضافة لما تقدم
فينبغي أن يعلم المسلم بأن في تحريم المحرمات حكما منها : أن الله يبتلي عباده بهذه
المحرمات فينظر كيف يعملون ومن أسباب تميز أهل الجنة عن أهل النار أن أهل النار قد
انغمسوا في الشهوات التي حفت بها النار وأهل الجنة صبروا على المكاره التي حفت بها
الجنة ، ولولا هذا الابتلاء ما تبين العاصي من المطيع . وأهل الإيمان ينظرون إلى
مشقة التكليف بعين احتساب الأجر وامتثال أمر الله لنيل رضاه فتهون عليهم المشقة
وأهل النفاق ينظرون إلى مشقة التكليف بعين الألم والتوجع والحرمان فتكون الوطأة
عليهم شديدة والطاعة عسيرة .
البقرة/168 فكان من رحمته أن جعل الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل
على التحريم ، وهذا من كرمه سبحانه وتعالى ومن توسعته على عباده فعلينا الطاعة
والحمد والشكر .
وبترك المحرمات يذوق المطيع حلاوة : من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
ويجد لذة الإيمان في قلبه .
.
انتظروا الموضوع القادم ان شاء الله
الشرك بالله