بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ الجليل محمد حسين يعقوب في كتابه " منطلقات طالب العلم " ..
اعلم ـ أخي ـ رزقني الله وإياك الإخلاص في القول والعمل ، والسر والجهر، أنَّ التحدث بالعمل لا تخلو من آفات ، فإمَّا أن يكون إظهار العمل للرياء والفخر والسمعة فيحبط عملك أو تحسد .
فالإيمان يتعرض للحسد فتحصل الانتكاسة ، فاكتم عملك ، وأسرَّ بقرباتك ، ولا تحدث بطاعاتك تسلم .
ونصيحة أخرى : أنَّك لا تدري أي أعمالك حاز القبول ، ونلت به الرضا ، فمهما كثر عملك فلتكن على وجل خوفَ الرد وعدم القبول ، أو حَذر الحسد ، وإفساد الأحوال ، ولا تفتر فتهلك ، نعوذ بالله من تكدير الصافي ، ونسأل الله السلامة والمسامحة .
ثم قام الشيخ حفظه الله بتحديد منهج تعبدي لطالب العلم .. فأرجو أن نلزم به أنفسنا إخواني وأخواتي في الله .. كما اتفقنا في الاجتماع أن من أسباب النصر قوة في العبادة وقوة في الحجة ..
وهذا منهج الشيخ المربي حفظه الله في العبادة ..
المنهج
أولاً : القرآن الكريم
قال بعض السلف : كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك .
اعلم أنَّ القرآن العظيم كلام الله تعالى من أكبر عوامل التثبيت على الإيمان .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن ، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة " .
وتلاوة القرآن من أفضل القربات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه ( إن الله أنزل هذا القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً ) ولذلك اجتهد في تلاوة القرآن ليلك ونهارك .
وهاك منهجك في تلاوته :1- التلاوة أهم من الحفظ ، والجمع بينهما هو المتحتم لمن يريد التربية .
2- ختم المصحف كل جمعة هو هدي السلف رضوان الله عليهم أجمعين ، وذلك بأن تتعود أن تقرأ جزءًا من القرآن كل صلاة فريضة ، إما قبلها ، وإما بعدها ، أو يتم قسمته ما بين الصلاتين ، تبدأ من عصر الجمعة ، وتنتهي عصر الخميس من كل أسبوع ، ولليلة الجمعة وظائفها .
إن لم تستطع فعلى الأقل جزأين كل يوم في الصباح جزء وفي المساء مثله ، أدنى الأحوال أن تقرأ جزءاً كل يوم فلك كل شهر ختمة وهذا فعل ضعيف الهمة فلا تدم عليه وإنما زد وردك بالتدرج لتختم كل أسبوع .
3- عند التلاوة اجتهد في التدبر وذلك يحصل بالآتي :-
أ- حضور القلب عند التلاوة وتفريغه من الشواغل بقدر الإمكان .
ب- استشعار أن القرآن كلام الله العظيم فاخشع .
ج- اجمع أهلك على التلاوة معك حتى ولو في بعض ما تتلو وتدارس معهم القرآن .
د - الأمر يحتاج إلى صبر فليس من أول مرة يحصل لك الخشوع فلا تعجل واصبر ولا تجزع
ه - مصحف يشتمل على معاني الكلمات على الأقل فتنظر فيما تريد فهمه .
و - لابد من حفظ القرآن فهو من فروض الكفايات ولذلك طرق منها :
* تعلم القرآن على يد شيخ متقن ولو بالأجر فالقرآن أغلى .
* استشر أهل الخبرة في كيفية حفظ القرآن وطالع بعض الكتب المهمة في ذلك .
* لابد من التسميع اليومي لزوجتك أو أحد أولادك ولا تتكبر عن ذلك ومن التسميع الأسبوعي أو نصف أسبوعي للشيخ .
ثانياً : الصلاة 1- الفرائض :
أ- أصلح صلاة الفريضة أولاً بالحرص على صلاة الجماعة في المسجد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة لا تفوته تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق " .
حاول تحقيق هذا الحديث وكلما فاتتك تكبيرة الإحرام فابدأ الأربعين مرة أخرى من الأول .
ب- احرص على الوضوء والوصول إلى المسجد مبكراً فإنه مهم لصلاح القلب .
ج- احرص على الصف الأول خلف الإمام فإنه أدعى للخشوع وحضور القلب .
د- اطرد الشواغل وفرغ قلبك واستشعر حلاوة الإيمان واجعل الصلاة قرة عين لك .
ه- أذكار الصلاة مهمة تدبرها وابحث عن معانيها وافهم ما تقول واستحضر معنى ما تدعو به
و- تدبر ما تتلو من القرآن في الصلاة فإنه أدعى لحضور القلب واجعل قراءتك من المحفوظ الجديد ولا تصل بالعادة بسور محددة تكررها في كل صلاة .
عدل سابقا من قبل انتصار في الأحد 18 يناير 2009, 6:29 pm عدل 1 مرات