س: ما حكم الدُّمى التي لها عيون وأنف وفم ولها أثداء يلعب بها الأطفال خاصة البنات وبعضها كأنها أطفال رُضَّع علمًا أنها مُنتشرة في الأسواق بكثرة وبعض الناس يقلن أن بعض المشائخ حللوها؟
لا يجوز عمل هذه الصور ولا يجوز شراؤها ولا تمكين الأطفال من اللعب بها؛ وذلك لأنها صور مجسدة، وقد ورد اللعن للمُصورين، وجاء في الحديث أنهم أشد الناس عذابًا يوم القيامة، وأن كل مصور في النار يُجعل له بكل صورة صورها نفس يُعذب بها يوم القيامة، وأنهم يُعذبون ويُقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وأن من صورها كُلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ، وأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، وأنه يجب طمسها وإزالة معالمها، وأن الذين يُصورونها قد شبَّهُوا فعلهم بخلق الله.
وكل ذلك دليل على تحريم تصويرها وتحريم اقتنائها حيث إنها مُجسمة كاملة الخلق برأسها ووجهها وشعرها وأصابعها وأناملها، ولا يُصوغ ذلك كونها للأطفال؛ فليست كاللعب التي كانت عائشة تعملها في صغرها وتتلهى بها، فإن تلك خرق وأعواد تعملها عائشة بنفسها فتأخذ عودًا وتجعل عليه خرقة كاللباس وتعقد في رأسه خيطًا كاليدين لتتلهى به، فليس له وجه ولا قفا ولا أنف ولا أعين ولا آذان ولا شفاه ولا أسنان ولا أصابع ولا أنامل، فعلى هذا يُرخص فيما تعمله البنات بأيديهن من اللعب التي هي كخرق تُجمع ويُصور لها رأس من الخرق وعُنق وصدر ويدان من الخرق ونحوها يعمله الأطفال بأيديهم، فهذا لا بأس به.
فأما هذه الدُّمى فإنها تُعمل في بلاد الكُفار بمكائن ومصانع، وظاهرها أنها صورة كاملة للإنسان أو للحيوان المُتحرك يقصد الكفار بصناعتها اكتساح أموال المسلمين وشغلهم عما فيه فائدة، ولا عبرة بانتشارها في الأسواق ولا بمن أباحها إن كان حقا، ويقوم مقامها صور الأدوات كسيارة وطائرة وأسلحة وأدوات من الصناعات الجديدة أو القديمة يحصل بها تسلية الأولاد وشغلهم عن العبث واللعب الذي لا فائدة فيه.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
__________________