ثلاثون سببا لدخول الجنة من
القرآن وصحيح السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن وصحيح السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقـدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد. هذه رسالة بعنوان ( ثلاثون سببا لدخول الجنة ) جمعت فيها عددا
من الآيات والأحاديث الصحيحة التي ذكرت فيها أعمال تكون سببا بفضل الله
في دخول فاعلها الجنة ، ولكن لا يعني أن هذه الأعمال تضمن لأي إنسان
يعملها دخول الجنة ، مهما كان اعتقاده فالجنة لا يدخلها إلا مؤمن ، فلو
قام أحد الكفار أو المشركين ببعض هذه الأعمال أو جميعها فلن تنفعه ولن
تدخله الجنة لأن الله سبحانه وتعالى يقول : { ولقد أوحي إليك وإلى
الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } [ الزمر :
65]
وقال تعالى عن الكفار { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا
منثورا } [ الفرقان :23]
لذلك فالإسلام أول الشروط اللازمة لقبول أي عمل
أما الشرط الثاني الذي يجب أن يصاحب أي عمل ليكون مقبولا عند الله
تبارك وتعالى هو الإخلاص في العمل لله سبحانه وتعالى ، أي أن الذي قام
بالعمل يجب أن يقصد به وجه الله تبارك وتعالى دون أن يشرك في قصده أي
مخلوق آخر والدليل قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى لا يقبل من
العمل إلا ما كان خالصا ،وابتغي به وجهه ) [ رواه النسائي ، صحيح
الجامع 1856]
أما الشرط الثالث لقبول العمل فهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
لذلك اقتصرنا في هذه الرسالة على الأحاديث الصحيحة الثابتة عن الرسول
صلى الله عليه وسلم .
أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل
وجميع أعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وتعالى .
وأن ينفعني بهذا العمل وجميع إخواني المسلمين ويكتب لي ولوالدي أجره
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فإن أصبت فمن
الله وبفضله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى
الله على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين آخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم
1،2 - السبب الأول والثاني : ( الإيمان والعمل
الصالح ) :
جاء في القرآن الكريم الأيمان كأهم الأسباب الموصلة إلى الجنة
بإذن الله تبارك و تعالى ، ولكنه دائما يأتي مقرونا بالعمل الصالح لذلك
لا تكاد تجد موضع فيه ذكر للأيمان وأنه سببا لدخول الجنة إلا وهو مقرون
بالعمل الصالح ، وباب الأعمال الصالحة والحمد لله واسع وكبير وطرق كسب
الثواب عظيمة ومتعددة لا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى ، قال تبارك
وتعالى : {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها
خالدون } [ سورة البقرة :82]
والآيات والأحاديث الصحيحة في هذا المعنى كثيرة جدا يصعب إحصائها على
سبيل المثال لا الحصر أنظر :سورة البقرة الآيات : 25 ،82 - سورة لقمان
الآية 8، سورة الكهف : آية 107 ، سورة الحج آلايات14 ، 23 ، 56_سورة
الفتح الآية 5 _ سورة الحديد الآيتان : 12 ، 21_ سورة التغابن الآية 9
_ سورة الطلاق الآية 11 _ سورة البروج الآية 11_ سورة البينة الآية 7 _
سورة المؤمنون الآيات 1،11_ سورة العنكبوت الآية 57.
3-السبب الثالث : ( التقوى )
ومن أهم تعريفاتها : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل
والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل .
ومن تعريفات التقوى أيضا هو : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ( أي
كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ) ترجو ثواب الله
وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله .
ولمزيد من التفصيل عن التقوى ومعناها أنظر ((مدارج السالكين )) و ((
إغاثة اللهفان )) تأليف ابن القيم رحمه الله ، قال تبارك وتعالى { إن
المتقين في جنات وعيون } [ سورة الحجر : 45]
بل الجنة أعدت للمتقين ، قال تبارك وتعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من
ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } [ سورة آل عمران :
133]وقال صلى الله عليه وسلم ( أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن
الخلق ، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج ) [ أخرجه الترمذي وابن
ماجه وأحمد سلسلة الأحاديث الصحيحة 977].
السبب الرابع : ( طاعة الله تبارك وتعالى ورسوله
صلى الله عليه وسلم ):
قال تبارك وتعالى :{ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من
تحتها الأنهار ، ومن يتولى يعذبه عذابا أليما } [ سورة الفتح : 17] وفي
صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كل
أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال (
من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) [ فتح الباري بشرح صحيح
البخاري 13 /249]
السبب الخامس : ( الجهاد في سبيل الله )
ويكون بالقتال في سبيل الله بالنفس والمال قال تبارك وتعالى : {
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في
سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن
.. ) [ سورة التوبة : 111]
وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب
أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم
ذلكم خير لكم عن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من
تحتها النهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم } [سورة الصف :
10 _12]
السبب السادس : ( التوبة)
فالتوبة تجب ما قبلها وكما قال صلى الله عليه وسلم ( التائب من
الذنب كمن لا ذنب له ) [ رواه ابن ماجة وغيره ، صحيح الجامع 3008]
وقال تبارك وتعالى : { إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة
ولا يظلون شيئا } [ سورة مريم :60]
7-السبب السابع : ( الاستقامة على دين الله )
قال تبارك وتعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا
خوف عليهم ولاهم يحزنون . أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءا بما
كانوا يعملون } [ سورة الأحقاف : 13]
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام
قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك . قال ( قل آمنت بالله ثم استقم ) [رواه
مسلم شرح صحيح مسلم لنووي : 2/367]
8- السبب الثامن : ( طلب العلم لوجه الله تبارك
وتعالى )
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( ...ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له
به طريقا إلى الجنة ،و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب
الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم
الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) [
شرح صحيح مسلم لنووي 17/24]
9_ السبب التاسع (بناء المساجد )
في صحيح البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى
الله له مثله في الجنة ) [ فتح الباري 1/544]
10_ السبب العاشر (حسن الخلق )
قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك
المراء وإن كان محقا ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان
مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) [ رواه أبو داود والضياء ،
صحيح الجامع 1464]
قال صلى الله عليه وسلم ( أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن
الخلق ، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج ) [ تقدم تخريجه ] وحسن
الخلق يدخل فيه أشياء كثيرة لخصتها عائشة _ رضي الله عنها عندما سُئلت
عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خلقه القرآن ) [رواه
مسلم وأحمد وغيرهما ] والرسول هو قدوتنا وقد امتدحه تبارك وتعالى بقوله
{ وإنك لعلى خلق عظيم } [ القلم : 3 ]
فلننظر في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته
وسيرة أصحابه رضي الله عنهم لنتعلم ما هو الخلق الحسن وكيف نكتسبه .
ومن أفضل الكتب التي تحدثت عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه
كتاب مختصر الشمائل المحمدية ) للإمام الترمذي رحمه الله اختصار وتحقيق
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني .
11_ السبب الحادي عشر : ( ترك المراء )
قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك
المراء وإن كان محقا ...) [ تقدم تخريجه ]
12 _ السبب الثاني عشر : ( ترك الكذب ولو مازحا
)
قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ربض في الجنة ، لمن ترك
المراء وإن كان محقا ، وبيت وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ،
…) [تقدم تخريجه ]
13 _السبب الثالث عشر ( المداومة على التطهر عند
كل حدث وصلاة ركعتين بعد الأذان )
روى الأمام الترمذي في سننه والحاكم وابن خزيمة في ( صحيحه ) عن
عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال : أصبح رسول الله يوما
فدعا بلال ، فقال : ( يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ إنني دخلت البارحة
الجنة فسمعت خشخشتك [ أي صوت مشيك ] أمامي ؟ ) فقال بلال : يا رسول
الله ! ما أذنت قط إلا صليت ركعتين ، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده
. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بهذا )
[ صحيح الترغيب والترهيب 194 ]
14_ السبب الرابع عشر : ( الذهاب إلى المسجد
والعودة منه لأداء الصلوات )
روى الأمام مسلم في صحيحه والأمام البخاري في صحيحه وغيرهما عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد
الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) [ شرح صحيح مسلم للنووي
5/176] ويقول الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث : ( قوله صلى
الله عليه وسلم : أعد الله له في الجنة نزلا ، النزل ما يهيأ للضيف عند
قدومه)
15_ السبب الخامس عشر : ( الإكثار من السجود لله
تبارك وتعالى )
روى الإمام مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت
أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي
: ( سل ) ، فقلت : أسأل مرافقتك في الجنة ، فقال ( أو غير ذلك ) ، قلت
: هو ذاك ، قال: ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) [ شرح صحيح مسلم
النووي 4/ 451]