بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة كيف حفظنا القران
الجزء الثانى من الدقيقة 35
وبعد أن أكملت 3 أشهر في حفظ من سورة الإسراء إلى سورة الفرقان امرنى أبى أن أراجعه وكنت اختمه كل أسبوع أو مرة كل أسبوع ونصف وهكذا وبعد أن أتتمته وأتقنته والحمد لله امرنى شيخي أن أصلى صلاة الترويح لمساجد التي حولنا والتزمت بذلك وكان المشايخ يطيلون في القراءة فقد ختمته في التراويح مرتين تقريبا إلا جزء ونصف وكان المصلين لا يميلون الصلاة من طول القراءة
وبعدما تم حفظي للقران كلفني شيخي رحمه الله أن اجلس مع الطلاب وأعلمهم مبادئ القران وكان ذلك سنة 1967 فالتزمت بذلك واجتمع عندي خمسة عشر طالبا كانوا مبتدئين وقد بدأت معهم كما علمني أبى فبدأت بالسور الصغيرة حفظا ثم تعلم الهجاء ثم تعلم القراءة وكان أولا بجزء عم والقاعدة البغدادية ثم العشر الأخير ثم باقي المصحف بعد ذلك وقد جمعت بين التعليم والقراءة واستمر ذلك لمدة أربع سنوات في هذه المدة رخص لي الشيخ أن أؤم الجماعة اى أكون إماما وخطيباً إذا كان والدي غائبا وكان شيخنا الذي يصلى بالمسجد هو الشيخ عبد العزيز أبو حبيب رحمه الله ولكن إذا سافر وكان الوالد حاضراً تولى الصلاة بهم وإذا كان غائبا توليت إنا الصلاة بهم وقد كان والدي سريع القراءة فكان يختم ثلاثة ختمات في الترويح وكان المصلين لا يميلون طول القراءة
رأينا إن القراءة في هذا الزمان تتفاوت فيما بينهم بالنسبة إلى قوة الحفظ ذكر لنا والدنا عن احد أخواله انه حفظ القران كاملاً في نصف سنه وكان ذكياً وجاهورى الصوت وكان يختم ثلاث ختم في التراويح ، إما غيره من المتقدمين نقل في ترجمه بعضهم أن هناك من حفظ القران كاملاً وعمره ثماني سنوات لعلع أوتى ذكاء وقوة ذاكرة ، وذكروا أيضا ترجمة عن شيخنا الفاضل محمد عبد الوهاب رحمه الله انه حفظ القران كاملا وعمره عشر سنوات وقدمه أبوه إلى الإمامة وعمره اثني عشر سنه وذلك عندما تحقق انه احتلم ويرجع ذلك إلى قوة الذاكرة والفراغ وقوة الحفظ والاهتمام الشديد بالقران
وذكر العلماء إن الناس بالنسبة للحفظ أربع أقسام:
الأول: أن يكون سريع الحفظ سريع النسيان
فقد يحفظ الجزء في جلسه ولكن إذا تركه يوم أو يومين ننساه
الثاني: أن يكون بطئ الحفظ بطئ النسيان:
مثلا يحفظ جزء في أسبوع ولكن لا ينساه
الثالث:سريع الحفظ بطئ النسيان
لو تركه أشهر لا ينساه بفضل الله وهؤلاء الذين انعم الله عليهم بقوة الذاكرة
الرابع: وهو شرهم أن يكون بطئ الحفظ سريع النسيان
يحاول ويحاول ويبذل جهد ولكن إذا حفظ جزء وتركه أسبوع ننساه
ومع ذلك نقول إن حفظه القران يحتاج إلى تعاهد لكي لا يذهب من ذاكرته ومعلوم ايضاًان الشخص إذا هرم اى كبر في السن اى بلغ سبعين أو ثمانين سنه أضاع حفظه ولكنه يحتاج إلى التكرار ورأينا وسمعنا أن هناك أناس من الحفظة لما بلغوا سن السبعين صعب عليهم الحفظ وحتى أنهم اخطاءوا في القراءة في الصلاة ورأينا بعضهم يتعاهد القران فمنهم من رزقه الله حفظ القران وهو في سن صغير عندما كبر ذهب سمعه ولكنه كان يقرا القران وهو يمشى وهو مضجع
وفى كل الأوقات و يحاول أن يختم القران في ثلاث ليال حتى لا ينساه
وذكر العلماء أن قارئ القران عليه ا يغفل أبدا عنه وقد ثبت عند عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنه حفظ الفران وعمره اثني عشرا سنه وكان في أول شبابه يختم القران في كل ليلة وهو يتهجد ولكن عندما علم النبي أن ذلك سيكلفه كثيرا إذا كبر وأسن فأمره الرسول بان يختم القران كل سبع أيام لكي لا يكون شاق عليه
وكذلك كان الصحابي رضوان الله عليهم يختمون كل سبع ليالي في التهجد فيبدءون في الليلة الأولى بثلاث سور وهما البقرة وال عمران والنساء والليلة الثانية خمس سور وهكذا حتى يختمون القران في الليلة السابعة
وأما الذين فتح الله عليهم وحتى في الكبر وكان لا يهمهم ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان يختم كل لليلة وإذا صلى العشاء كبر ثم بدا بالبقرة واستمر في الصلاة لا يقطع قيامه إلا بسجدة التلاوة إلى إن ياتى أخر الليل ويكون قد ختم
هذا دليل على أنهم قد اهتموا بالقران لأنهم عاصروه وعاصروا تفسيره ومعانيه وفضل تلاوته وإما الذين يختمون القران بركعة واحده فهم كثير ولكن الأفضل أن يختم على ثلاث ليال أو سبع ليال ولذلك إذا كانوا من الحفظة
أما من لم يرزقه الله حفظه فان عليهم إلا يهجروا القران لأنه يعتبر ذنب كبير ففد قال رسول : يارب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجوراً " اى أنهم يعرضون عنه ولا يهتمون به العلماء يوصون يتعاهد القران حتى لا يكون مهجوراً وكانوا أيضا يستحبون الاجتماع على قرأته وبالخص في رمضان ادر كناهم في رمضان يجتمعون بعد صلاة التراويح يقرءون كل لليلة ثلاثة أجزاء يريدون أن يطبقوا حيث رسول الله
" ما اجتمع قومٍ في بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيما عنده "
ولذلك يجب أن توصى بحفظ كتاب الله وإلا نكون من المعرضين والذين يتوعدهم الله سبحانه وتعالى في قوله
" ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشةٍ ضنكا"
اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاه همنا وأحزاننا وكاشف كروبنا وشفاء صدورنا وسعه أخلاقنا وزيادة لأعمالنا وبركة لرزقنا ونور اللهم بصائرنا وأبصارنا اللهم اجعله حجة لنا لا علينا وشاهد لنا لا علينا
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
محاضرة كيف حفظنا القران
الجزء الثانى من الدقيقة 35
وبعد أن أكملت 3 أشهر في حفظ من سورة الإسراء إلى سورة الفرقان امرنى أبى أن أراجعه وكنت اختمه كل أسبوع أو مرة كل أسبوع ونصف وهكذا وبعد أن أتتمته وأتقنته والحمد لله امرنى شيخي أن أصلى صلاة الترويح لمساجد التي حولنا والتزمت بذلك وكان المشايخ يطيلون في القراءة فقد ختمته في التراويح مرتين تقريبا إلا جزء ونصف وكان المصلين لا يميلون الصلاة من طول القراءة
وبعدما تم حفظي للقران كلفني شيخي رحمه الله أن اجلس مع الطلاب وأعلمهم مبادئ القران وكان ذلك سنة 1967 فالتزمت بذلك واجتمع عندي خمسة عشر طالبا كانوا مبتدئين وقد بدأت معهم كما علمني أبى فبدأت بالسور الصغيرة حفظا ثم تعلم الهجاء ثم تعلم القراءة وكان أولا بجزء عم والقاعدة البغدادية ثم العشر الأخير ثم باقي المصحف بعد ذلك وقد جمعت بين التعليم والقراءة واستمر ذلك لمدة أربع سنوات في هذه المدة رخص لي الشيخ أن أؤم الجماعة اى أكون إماما وخطيباً إذا كان والدي غائبا وكان شيخنا الذي يصلى بالمسجد هو الشيخ عبد العزيز أبو حبيب رحمه الله ولكن إذا سافر وكان الوالد حاضراً تولى الصلاة بهم وإذا كان غائبا توليت إنا الصلاة بهم وقد كان والدي سريع القراءة فكان يختم ثلاثة ختمات في الترويح وكان المصلين لا يميلون طول القراءة
رأينا إن القراءة في هذا الزمان تتفاوت فيما بينهم بالنسبة إلى قوة الحفظ ذكر لنا والدنا عن احد أخواله انه حفظ القران كاملاً في نصف سنه وكان ذكياً وجاهورى الصوت وكان يختم ثلاث ختم في التراويح ، إما غيره من المتقدمين نقل في ترجمه بعضهم أن هناك من حفظ القران كاملاً وعمره ثماني سنوات لعلع أوتى ذكاء وقوة ذاكرة ، وذكروا أيضا ترجمة عن شيخنا الفاضل محمد عبد الوهاب رحمه الله انه حفظ القران كاملا وعمره عشر سنوات وقدمه أبوه إلى الإمامة وعمره اثني عشر سنه وذلك عندما تحقق انه احتلم ويرجع ذلك إلى قوة الذاكرة والفراغ وقوة الحفظ والاهتمام الشديد بالقران
وذكر العلماء إن الناس بالنسبة للحفظ أربع أقسام:
الأول: أن يكون سريع الحفظ سريع النسيان
فقد يحفظ الجزء في جلسه ولكن إذا تركه يوم أو يومين ننساه
الثاني: أن يكون بطئ الحفظ بطئ النسيان:
مثلا يحفظ جزء في أسبوع ولكن لا ينساه
الثالث:سريع الحفظ بطئ النسيان
لو تركه أشهر لا ينساه بفضل الله وهؤلاء الذين انعم الله عليهم بقوة الذاكرة
الرابع: وهو شرهم أن يكون بطئ الحفظ سريع النسيان
يحاول ويحاول ويبذل جهد ولكن إذا حفظ جزء وتركه أسبوع ننساه
ومع ذلك نقول إن حفظه القران يحتاج إلى تعاهد لكي لا يذهب من ذاكرته ومعلوم ايضاًان الشخص إذا هرم اى كبر في السن اى بلغ سبعين أو ثمانين سنه أضاع حفظه ولكنه يحتاج إلى التكرار ورأينا وسمعنا أن هناك أناس من الحفظة لما بلغوا سن السبعين صعب عليهم الحفظ وحتى أنهم اخطاءوا في القراءة في الصلاة ورأينا بعضهم يتعاهد القران فمنهم من رزقه الله حفظ القران وهو في سن صغير عندما كبر ذهب سمعه ولكنه كان يقرا القران وهو يمشى وهو مضجع
وفى كل الأوقات و يحاول أن يختم القران في ثلاث ليال حتى لا ينساه
وذكر العلماء أن قارئ القران عليه ا يغفل أبدا عنه وقد ثبت عند عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنه حفظ الفران وعمره اثني عشرا سنه وكان في أول شبابه يختم القران في كل ليلة وهو يتهجد ولكن عندما علم النبي أن ذلك سيكلفه كثيرا إذا كبر وأسن فأمره الرسول بان يختم القران كل سبع أيام لكي لا يكون شاق عليه
وكذلك كان الصحابي رضوان الله عليهم يختمون كل سبع ليالي في التهجد فيبدءون في الليلة الأولى بثلاث سور وهما البقرة وال عمران والنساء والليلة الثانية خمس سور وهكذا حتى يختمون القران في الليلة السابعة
وأما الذين فتح الله عليهم وحتى في الكبر وكان لا يهمهم ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان يختم كل لليلة وإذا صلى العشاء كبر ثم بدا بالبقرة واستمر في الصلاة لا يقطع قيامه إلا بسجدة التلاوة إلى إن ياتى أخر الليل ويكون قد ختم
هذا دليل على أنهم قد اهتموا بالقران لأنهم عاصروه وعاصروا تفسيره ومعانيه وفضل تلاوته وإما الذين يختمون القران بركعة واحده فهم كثير ولكن الأفضل أن يختم على ثلاث ليال أو سبع ليال ولذلك إذا كانوا من الحفظة
أما من لم يرزقه الله حفظه فان عليهم إلا يهجروا القران لأنه يعتبر ذنب كبير ففد قال رسول : يارب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجوراً " اى أنهم يعرضون عنه ولا يهتمون به العلماء يوصون يتعاهد القران حتى لا يكون مهجوراً وكانوا أيضا يستحبون الاجتماع على قرأته وبالخص في رمضان ادر كناهم في رمضان يجتمعون بعد صلاة التراويح يقرءون كل لليلة ثلاثة أجزاء يريدون أن يطبقوا حيث رسول الله
" ما اجتمع قومٍ في بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيما عنده "
ولذلك يجب أن توصى بحفظ كتاب الله وإلا نكون من المعرضين والذين يتوعدهم الله سبحانه وتعالى في قوله
" ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشةٍ ضنكا"
اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاه همنا وأحزاننا وكاشف كروبنا وشفاء صدورنا وسعه أخلاقنا وزيادة لأعمالنا وبركة لرزقنا ونور اللهم بصائرنا وأبصارنا اللهم اجعله حجة لنا لا علينا وشاهد لنا لا علينا
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين