السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي المسلمة ...
يجب علينا تعلم ومعرفة هذه المسائل والعمل بها والدعوة إليها ثم الصبر امتثالاً لقوله تعالى : {والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد :
اعتقاد أن الله سبحانه واحد في ملكه وأفعاله وواحد في ألوهيته وعبادته، لا شريك له.
أقسام التوحيد ثلاثة :
1ـ توحيد الربوبية .
2ـ توحيد الألوهية .
3ـ توحيد الأسماء والصفات .
توحيد الربوبية :
وهو إفراد الله تعالى بأفعاله كالإقرار بأنه الخالق الرازق المدبر .
قال تعالى : {الحمد لله ر ب العالمين} ، وقال : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون} .
توحيد الألوهية :
وهو إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك .
قال تعالى : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}.
وقال : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} .
توحيد الأسماء والصفات :
هو الإيمان بما أثبته الله تعالى، لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له رسوله ، بلا تكييف، ولا تمثيل ، ولا تعطيل .
قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى .
وقال تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)} الإخلاص.
ما يناقض التوحيد :الشرك قسمان :
أ ـ شرك أكبر مخرج من الملة . ب ـ شرك أصغر منافي لكمال التوحيد .
أ ـ الشرك الأكبر :
هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. قال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء .
أنواعه :
1ـ شرك الدعاء قال تعالى : {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} العنكبوت .
2ـ شرك النية والإرادة والقصد قال تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) } هود .
3ـ شرك الطاعة : قال الله تعالى { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } التوبة .
4ـ شرك المحبة: قال الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } البقرة .
ب/ الشرك الأصغر :
وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .
كيسير الرياء، وقول الرجل لغيره (ما شاء الله وشئت) .
معنى لا إله إلا الله :
معناها لا معبود بحق إلا الله .
شروطها : العلم ـ اليقين ـ الإخلاص ـ الصدق ـ المحبة ـ الانقياد ـ القبول .
الشرط الأول : العلم بمعناها المراد منها ـ نفياً ، وإثباتاً ـ علماً منافياً للجهل .
قال تعالى : {فاعلم أنه لا إله إلا الله} محمد .
الشرط الثاني : اليقين المنافي للشك . قال تعالى : {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} الحجرات .
الشرط الثالث : الإخلاص المنافي للشرك . قال تعالى {ألا لله الدين الخالص} الزمر وقال سبحانه (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينة .
الشرط الرابع : الصدق المنافي للكذب . قال تعالى {آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}العنكبوت .
الشرط الخامس : المحبة لهذه الكلمة، ولما اقتضته ، ودلت عليه . قال تعالى : {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة .
الشرط السادس : الانقياد لما دلت عليه . قال تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} لقمان ، وقال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر .
الشرط السابع : القبول لما اقتضته هذه الكلمة قولاً وعملاً .
قال تعالى : {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} الصافات .
الكفر وأقسامه :
أ ـ كفر أكبر مخرج من الملة .
ب ـ كفر أصغر لا يخرج من الملة .
أ ـ الكفر الأكبر :
ينافي الإيمان بالكلية، كإنكار الكتب أو الرسل أو واحد منهم أو إنكار وجود الجن مثلاً .
أنواعه:
1ـ كفر الجهل والتكذيب : قال الله تعالى {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولم يأتيهم تأويله} يونس. وقال تعالى {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون} غافر .
2ـ كفر الجحود والإنكار : قال الله تعالى عن فرعون وقومه {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا} النمل. وقال تعالى {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}الأنعام .
3ـ كفر العناد والاستكبار : ككفر إبليس، قال الله تعالى {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} البقرة .
4ـ كفر النفاق : وهو إظهار الإسلام وإخفاء الكفر . قال الله تعالى : {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [النساء] ،وسيأتي تفصيل أنواعه.
5ـ كفر الإعراض عن دين الله: قال الله تعالى : {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} الأحقاف .
6ـ كفر الشك والظن : قال الله تعالى عن صاحب الجنتين {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا* وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً* قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً* لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً}الكهف .
ب ـ الكفر الأصغر :
هو ما ينافي كمال الإيمان ومنه قوله : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) .
الإسلام :
هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
أركان الإسلام :
الشهادتان ـ الصلاة ـ الزكاة ـ الصيام ـ الحج .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص :
قول القلب، وهو تصديقه وإقراره، قال تعالى : {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} الزمر .
عمل القلب، انقياده وإذعانه. قال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر .
قول اللسان، وهو النطق بالشهادتين . قال تعالى{قولوا آمنا} البقرة. وقال {إلا من شهد بالحق}الزخرف .
عمل اللسان والجوارح، فعمل اللسان كتلاوة القرآن، وسائر الأذكار، وعمل الجوارح كالصلاة والحج والجهاد.
والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي :
دليل زيادته، قوله تعالى {ويزداد الذين آمنوا إيماناً} المدثر، وقال تعالى {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} الأنفال .
وأما نقصانه ، فمن أدلته قوله : (إن الإيمان ليَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقْ الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) صححه الحاكم .
أركان الإيمان :
وهي أن تؤمن : بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله .
مراتب الإيمان بالقدر :
المرتبة الأولى : العلم ، قال الله تعالى : {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً} الطلاق .
المرتبة الثانية : الكتابة ، قال تعالى : {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} يس وقال سبحانه : {علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} طه .
المرتبة الثالثة : المشيئة ، قال تعالى : {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} الإنسان . المرتبة الرابعة : الخلق، قال تعالى : {الله خالق كل شيء} الزمر .
وقال {والله خلقكم وما تعملون} الصافات .
نواقض الإسلام العشرة :
1ـ الشرك بالله: ومنه الذبح لغير الله، والدليل قوله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} النساء .
2ـ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويتوسل بهم والدليل {هؤلاء شفعاؤنا عند الله}يونس .
3ـ من لم يكفِّر المشركين : أو شك في كفرهم، أو صحَّح مذهبهم، فقد كفر إجماعاً.
4ـ من اعتقد أن غير هدي النبي أفضل من هديه: وأن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر .
5ـ من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول : ولو عمل به {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} [محمد] .
6ـ من استهزأ بشيء من دين الرسول ، أو ثوابه أو عقابه فقد كفر {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم...} التوبة .
7ـ السحر : ومنه الصرف ـ وهو عمل سحري يقصد منه تغيير الإنسان عما يهواه، كصرف الرجل عن محبة زوجته إلى بغضها ـ والعطف ـ وهو عمل سحري يقصد منه ترغيب الإنسان فيما لا يهواه بطرق شيطانية ـ فمن فعله أو رضي به فقد كفر .
8ـ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة .
9ـ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد فهو كافر .
10ـ الإعراض عن دين الله تعالى : لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى : {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} السجدة .
النفاق وأنواعه
أ ـ نفاق اعتقادي . ب ـ نفاق عملي .
أ ـ النفاق الاعتقادي :
هو أن يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر .
وأنواعه ستة :
1ـ تكذيب الرسول .
2ـ تكذيب بعض ما جاء به الرسول .
3ـ بغض الرسول .
4ـ بغض بعض ما جاء به الرسول .
5ـ المسرة بانخفاض دين الإسلام .
6ـ الكراهية لانتصار دين الإسلام .
ب ـ أنواع النفاق العملي :
وهي خمسة مذكورة في الحديث الشريفآية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) .
وفي رواية : (وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
خطر الشرك :
اعلم يا عبد الله ـ أرشدك الله للحق ـ أن أعظم شيء نهى الله عنه هو الشرك. وهو أعظم ذنب عصي الله به.. ولقد رتب الله عليه من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله وأموالهم وسبي نسائهم وأولادهم وعدم مغفرته من بين الذنوب إلا بالتوبة ... قال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .
والشرك أقبح القبح، وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص لرب العالمين وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به؛ لأن الشرك مناقض للمقصود بالخلق والأمر منافٍ له من كل وجه وذلك غاية المعاندة لرب العالمين والاستكبار على طاعته والذل له والانقياد لأمره الذي لا صلاح للعالم إلا بذلك فمتى خلا العالم منه خرب وقامت القيامة .
والشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في الخصائص الإلهية، والشرك إهدار لكرامة الإنسان وإذلال له حيث يتذلل لمخلوق من ماء مهين مثله يخضع بين يديه ويتضرع لديه راجياً منه وخائفاً.. والشرك هو أن يجعل العبد ندّاً لله من مخلوقاته أي مثيلاً في صرف العبادة إليه سواء صرف كل العبادات أو بعضها ولجهل كثير ممن ينسب إلى الإسلام في هذا الزمان وهو يجهل حقيقة دين الإسلام فهو يقع في كثير من أنواع الشرك وهو يعتقد أنه موحد لله ربّ العالمين قائم بحق العبودية لله بظنه أن الشرك إنما هو عبادة الشجر والحجر .
فمما يقع فيه بعض الناس من أمور تخرجهم من الإسلام بالكلية وهم لا يدرون, دعاء غير الله كدعاء الرسول أو الولي أو الجني ومنها التوكل على غيره سبحانه وخوف السر ومنها الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله كمن يدعو الأموات أو غيرهم راجياً حصول مطلوبه منهم ومنها الذبح لغير الله كمن يذبح للجني أو للقبر أو للولي .. ومن الشرك الأكبر النذر لغير الله والتوبة إلى المشائخ والاستعاذة والاستعانة لغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ومنها شرك الحلول وهو الاعتقاد بأن الله حلَّ في مخلوقاته ومنها شرك التصرف كما هو اعتقاد أن بعض الأولياء الذين يسمون الأقطاب لهم تصرفات في الكون يدبرون أمورهم .
وخلاصة القول من صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك كالصلاة والزكاة والصيام والحج والنذر والتوكل والذبح والسجود والركوع والطواف وغير ذلك.
ومن صور الشرك التي يقع فيها الناس وهي تنافي كمال التوحيد: الرياء اليسير وهو التصنع للمخلوق كالمسلم الذي يعمل لله ويصلي لله ولكنه يحسن صلاته وعمله ليمدحه الناس .. فروى الإمام أحمد أن رسول الله قال "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء" ومنه الحلف بغير الله كمن يحلف بالأمانة بالولي والنبي والشرف.. قال رسول الله "من حلف بغير الله فقد أشرك" (صحيح رواه أحمد) .
والحلف بغير الله قد يكون من الشرك الأكبر كذلك إذا اعتقد الحالف تعظيم محلوفه كمن يعتقد إن الولي له تصرف يضر الحالف إذا حلف كذباً .. ومن الشرك الشرك الخفي كقول الرجل ما شاء الله وشاء فلان، ما لي إلا الله وأنت .
فعليك يا عبد الله بعد أن عرفت الشرك وبعض أنواعه وتبين لك خطره وعظم قبحه أن تجتنب الشرك بجميع صوره وأنواعه فهو سبب في الخلود في النار ومصدر لتعطيل العمل النافع ومصدر للمخاوف والأوهام ووكر للخرافات والأباطيل ومهانة للإنسانية وإفساد للأمة... ففي صحيح مسلم عن جابر قال: أتى النبي رجل فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ .. قال: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.. ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" .
فعليك يا عبد الله أن تحقق التوحيد بتخليصه من الشرك بجميع صوره وأنواعه والبدع والمعاصي .
أسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل .
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتاب عقيدة كل مسلم
جمع وترتيب: عبد الله بن أحمد العلاف الغامدي
منقول
أختي المسلمة ...
يجب علينا تعلم ومعرفة هذه المسائل والعمل بها والدعوة إليها ثم الصبر امتثالاً لقوله تعالى : {والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد :
اعتقاد أن الله سبحانه واحد في ملكه وأفعاله وواحد في ألوهيته وعبادته، لا شريك له.
أقسام التوحيد ثلاثة :
1ـ توحيد الربوبية .
2ـ توحيد الألوهية .
3ـ توحيد الأسماء والصفات .
توحيد الربوبية :
وهو إفراد الله تعالى بأفعاله كالإقرار بأنه الخالق الرازق المدبر .
قال تعالى : {الحمد لله ر ب العالمين} ، وقال : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون} .
توحيد الألوهية :
وهو إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك .
قال تعالى : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}.
وقال : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} .
توحيد الأسماء والصفات :
هو الإيمان بما أثبته الله تعالى، لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له رسوله ، بلا تكييف، ولا تمثيل ، ولا تعطيل .
قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى .
وقال تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)} الإخلاص.
ما يناقض التوحيد :الشرك قسمان :
أ ـ شرك أكبر مخرج من الملة . ب ـ شرك أصغر منافي لكمال التوحيد .
أ ـ الشرك الأكبر :
هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. قال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء .
أنواعه :
1ـ شرك الدعاء قال تعالى : {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} العنكبوت .
2ـ شرك النية والإرادة والقصد قال تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) } هود .
3ـ شرك الطاعة : قال الله تعالى { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } التوبة .
4ـ شرك المحبة: قال الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } البقرة .
ب/ الشرك الأصغر :
وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .
كيسير الرياء، وقول الرجل لغيره (ما شاء الله وشئت) .
معنى لا إله إلا الله :
معناها لا معبود بحق إلا الله .
شروطها : العلم ـ اليقين ـ الإخلاص ـ الصدق ـ المحبة ـ الانقياد ـ القبول .
الشرط الأول : العلم بمعناها المراد منها ـ نفياً ، وإثباتاً ـ علماً منافياً للجهل .
قال تعالى : {فاعلم أنه لا إله إلا الله} محمد .
الشرط الثاني : اليقين المنافي للشك . قال تعالى : {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} الحجرات .
الشرط الثالث : الإخلاص المنافي للشرك . قال تعالى {ألا لله الدين الخالص} الزمر وقال سبحانه (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينة .
الشرط الرابع : الصدق المنافي للكذب . قال تعالى {آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}العنكبوت .
الشرط الخامس : المحبة لهذه الكلمة، ولما اقتضته ، ودلت عليه . قال تعالى : {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة .
الشرط السادس : الانقياد لما دلت عليه . قال تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} لقمان ، وقال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر .
الشرط السابع : القبول لما اقتضته هذه الكلمة قولاً وعملاً .
قال تعالى : {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} الصافات .
الكفر وأقسامه :
أ ـ كفر أكبر مخرج من الملة .
ب ـ كفر أصغر لا يخرج من الملة .
أ ـ الكفر الأكبر :
ينافي الإيمان بالكلية، كإنكار الكتب أو الرسل أو واحد منهم أو إنكار وجود الجن مثلاً .
أنواعه:
1ـ كفر الجهل والتكذيب : قال الله تعالى {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولم يأتيهم تأويله} يونس. وقال تعالى {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون} غافر .
2ـ كفر الجحود والإنكار : قال الله تعالى عن فرعون وقومه {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا} النمل. وقال تعالى {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}الأنعام .
3ـ كفر العناد والاستكبار : ككفر إبليس، قال الله تعالى {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} البقرة .
4ـ كفر النفاق : وهو إظهار الإسلام وإخفاء الكفر . قال الله تعالى : {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [النساء] ،وسيأتي تفصيل أنواعه.
5ـ كفر الإعراض عن دين الله: قال الله تعالى : {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} الأحقاف .
6ـ كفر الشك والظن : قال الله تعالى عن صاحب الجنتين {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا* وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً* قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً* لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً}الكهف .
ب ـ الكفر الأصغر :
هو ما ينافي كمال الإيمان ومنه قوله : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) .
الإسلام :
هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
أركان الإسلام :
الشهادتان ـ الصلاة ـ الزكاة ـ الصيام ـ الحج .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص :
قول القلب، وهو تصديقه وإقراره، قال تعالى : {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} الزمر .
عمل القلب، انقياده وإذعانه. قال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر .
قول اللسان، وهو النطق بالشهادتين . قال تعالى{قولوا آمنا} البقرة. وقال {إلا من شهد بالحق}الزخرف .
عمل اللسان والجوارح، فعمل اللسان كتلاوة القرآن، وسائر الأذكار، وعمل الجوارح كالصلاة والحج والجهاد.
والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي :
دليل زيادته، قوله تعالى {ويزداد الذين آمنوا إيماناً} المدثر، وقال تعالى {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} الأنفال .
وأما نقصانه ، فمن أدلته قوله : (إن الإيمان ليَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقْ الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) صححه الحاكم .
أركان الإيمان :
وهي أن تؤمن : بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله .
مراتب الإيمان بالقدر :
المرتبة الأولى : العلم ، قال الله تعالى : {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً} الطلاق .
المرتبة الثانية : الكتابة ، قال تعالى : {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} يس وقال سبحانه : {علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} طه .
المرتبة الثالثة : المشيئة ، قال تعالى : {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} الإنسان . المرتبة الرابعة : الخلق، قال تعالى : {الله خالق كل شيء} الزمر .
وقال {والله خلقكم وما تعملون} الصافات .
نواقض الإسلام العشرة :
1ـ الشرك بالله: ومنه الذبح لغير الله، والدليل قوله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} النساء .
2ـ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويتوسل بهم والدليل {هؤلاء شفعاؤنا عند الله}يونس .
3ـ من لم يكفِّر المشركين : أو شك في كفرهم، أو صحَّح مذهبهم، فقد كفر إجماعاً.
4ـ من اعتقد أن غير هدي النبي أفضل من هديه: وأن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر .
5ـ من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول : ولو عمل به {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} [محمد] .
6ـ من استهزأ بشيء من دين الرسول ، أو ثوابه أو عقابه فقد كفر {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم...} التوبة .
7ـ السحر : ومنه الصرف ـ وهو عمل سحري يقصد منه تغيير الإنسان عما يهواه، كصرف الرجل عن محبة زوجته إلى بغضها ـ والعطف ـ وهو عمل سحري يقصد منه ترغيب الإنسان فيما لا يهواه بطرق شيطانية ـ فمن فعله أو رضي به فقد كفر .
8ـ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة .
9ـ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد فهو كافر .
10ـ الإعراض عن دين الله تعالى : لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى : {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} السجدة .
النفاق وأنواعه
أ ـ نفاق اعتقادي . ب ـ نفاق عملي .
أ ـ النفاق الاعتقادي :
هو أن يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر .
وأنواعه ستة :
1ـ تكذيب الرسول .
2ـ تكذيب بعض ما جاء به الرسول .
3ـ بغض الرسول .
4ـ بغض بعض ما جاء به الرسول .
5ـ المسرة بانخفاض دين الإسلام .
6ـ الكراهية لانتصار دين الإسلام .
ب ـ أنواع النفاق العملي :
وهي خمسة مذكورة في الحديث الشريفآية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) .
وفي رواية : (وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
خطر الشرك :
اعلم يا عبد الله ـ أرشدك الله للحق ـ أن أعظم شيء نهى الله عنه هو الشرك. وهو أعظم ذنب عصي الله به.. ولقد رتب الله عليه من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله وأموالهم وسبي نسائهم وأولادهم وعدم مغفرته من بين الذنوب إلا بالتوبة ... قال تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .
والشرك أقبح القبح، وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص لرب العالمين وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به؛ لأن الشرك مناقض للمقصود بالخلق والأمر منافٍ له من كل وجه وذلك غاية المعاندة لرب العالمين والاستكبار على طاعته والذل له والانقياد لأمره الذي لا صلاح للعالم إلا بذلك فمتى خلا العالم منه خرب وقامت القيامة .
والشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في الخصائص الإلهية، والشرك إهدار لكرامة الإنسان وإذلال له حيث يتذلل لمخلوق من ماء مهين مثله يخضع بين يديه ويتضرع لديه راجياً منه وخائفاً.. والشرك هو أن يجعل العبد ندّاً لله من مخلوقاته أي مثيلاً في صرف العبادة إليه سواء صرف كل العبادات أو بعضها ولجهل كثير ممن ينسب إلى الإسلام في هذا الزمان وهو يجهل حقيقة دين الإسلام فهو يقع في كثير من أنواع الشرك وهو يعتقد أنه موحد لله ربّ العالمين قائم بحق العبودية لله بظنه أن الشرك إنما هو عبادة الشجر والحجر .
فمما يقع فيه بعض الناس من أمور تخرجهم من الإسلام بالكلية وهم لا يدرون, دعاء غير الله كدعاء الرسول أو الولي أو الجني ومنها التوكل على غيره سبحانه وخوف السر ومنها الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله كمن يدعو الأموات أو غيرهم راجياً حصول مطلوبه منهم ومنها الذبح لغير الله كمن يذبح للجني أو للقبر أو للولي .. ومن الشرك الأكبر النذر لغير الله والتوبة إلى المشائخ والاستعاذة والاستعانة لغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ومنها شرك الحلول وهو الاعتقاد بأن الله حلَّ في مخلوقاته ومنها شرك التصرف كما هو اعتقاد أن بعض الأولياء الذين يسمون الأقطاب لهم تصرفات في الكون يدبرون أمورهم .
وخلاصة القول من صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك كالصلاة والزكاة والصيام والحج والنذر والتوكل والذبح والسجود والركوع والطواف وغير ذلك.
ومن صور الشرك التي يقع فيها الناس وهي تنافي كمال التوحيد: الرياء اليسير وهو التصنع للمخلوق كالمسلم الذي يعمل لله ويصلي لله ولكنه يحسن صلاته وعمله ليمدحه الناس .. فروى الإمام أحمد أن رسول الله قال "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء" ومنه الحلف بغير الله كمن يحلف بالأمانة بالولي والنبي والشرف.. قال رسول الله "من حلف بغير الله فقد أشرك" (صحيح رواه أحمد) .
والحلف بغير الله قد يكون من الشرك الأكبر كذلك إذا اعتقد الحالف تعظيم محلوفه كمن يعتقد إن الولي له تصرف يضر الحالف إذا حلف كذباً .. ومن الشرك الشرك الخفي كقول الرجل ما شاء الله وشاء فلان، ما لي إلا الله وأنت .
فعليك يا عبد الله بعد أن عرفت الشرك وبعض أنواعه وتبين لك خطره وعظم قبحه أن تجتنب الشرك بجميع صوره وأنواعه فهو سبب في الخلود في النار ومصدر لتعطيل العمل النافع ومصدر للمخاوف والأوهام ووكر للخرافات والأباطيل ومهانة للإنسانية وإفساد للأمة... ففي صحيح مسلم عن جابر قال: أتى النبي رجل فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ .. قال: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.. ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" .
فعليك يا عبد الله أن تحقق التوحيد بتخليصه من الشرك بجميع صوره وأنواعه والبدع والمعاصي .
أسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل .
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتاب عقيدة كل مسلم
جمع وترتيب: عبد الله بن أحمد العلاف الغامدي
منقول
عدل سابقا من قبل انتصار في الإثنين 25 فبراير 2008, 11:41 am عدل 1 مرات