أ.محمد بولوز
إذا كان الإيمان الذي بيننا وبين ربنا يحتاج منا إلى تجديد، وإعادة نفخ الروح فيه، ونفض الغبار عنه، وإزاحة الرماد عن شعلته ، حتى تزداد توهجا وينبعث نورها ودفؤها ليدب في أوصال القلوب والأعمال، فإن عهودنا والتزاماتنا مع أنفسنا وأسرنا ومع إخواننا في العمل الإسلامي وغيرهم، بحاجة إلى تجديد ونفخ روح، واستئناف العمل والوفاء بالشروط، وحمل النفس على الانضباط والسير قدما في الإنجاز، والحذر من النكوص وإخلاف الوعد والعهد، والتعوذ بالله من نقض الغزل والتولي عن الزحف وإخلاء الثغرة والموقع وإسقاط اللواء..
وإننا نجد في ديننا ارتباطا وثيقا بين الإيمان ومقتضياته من العمل والالتزام، كلما قوي معناه في القلوب قوي نشاطنا في الخير، وحماسنا في الطاعات وإحساسنا بالمسؤوليات والالتزامات والعهود والمواثيق، وكلما ضعفت تلك المعاني دب الضعف في ذلك كله، وثقل على النفس ما كانت تستعذبه وتفرح له وترتاح إليه.
والعجيب أن الرجوع إلى سالف عهد النشاط والحيوية والالتزام، ليس له من سبيل بعد تجديد الشوق إلى مرضاة الله وطلب سعادة الدنيا والآخرة والفوز بنعيم الجنة والنجاة من النار وغضب الرحمان، بغير تلك الأعمال التي تستثقلها النفس وتبحث عن سبل التملص منها، إنها طريق إقامة الفرائض واجتناب الكبائر والاجتهاد في النوافل وفضائل الأعمال والتنزه عن الشبهات والمكروهات..
وإذا كنت صادقا في البحث عن قوة الإيمان، فلا تخادع نفسك في البحث عن سبيل آخر غير ما رسمه لك الخالق عز وجل، فهو الذي خلق ويعلم ما خلق، وإن كان ربك علمك شيئا عن جانبك الطيني فقد أخفى عنك أمر الروح ، وعلمك أن تقول: { قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } حتى تسلم له في وصف دوائها وغذائها وما يقويها ويسعدها أو يضعفها ويشقيها.
فعلمك أن التفكير في ملكوت الله وخلقه -ومن ذلك نفسك التي بين جنبيك- فريضة يقوى بها إيمانك ويقينك، وأن توحيدك ربك يحفظ عليك أعمالك الصالحة فلا تضيع منك، وأن محراب العبادة سبيل الغذاء السليم لروحك، نوعه لك الله كما نوع طعامك وشرابك حتى لا تمل ولا تسأم، ووزعه لك بحسب الحاجة التي يعلمها، وجعل من ذلك ما هو على سبيل الإلزام حتى تستقيم آدميتك، وما هو على سبيل الاختيار حتى تتنافس مع غيرك على مراتب الكمال، وجعل نصيبك من التقوى على قدر ما معك من تعظيم شعائر الله: { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } .
فإذا شعرت باهتزاز في معاملاتك وتساهلك في حدود الله، وإخلالك بعهودك والتزاماتك المشروعة مع أسرتك وحركتك وغيرهما، وأحسست بفتور همتك في الدعوة وضعف حماسك لفريضة الإصلاح والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمساهمة في إقامة الدين، فبادر لإقامة الصلاة حق إقامتها ظاهرا وباطنا، وتعظيم أوقاتها والاهتمام بسنة الجماعة فيها، وإحاطتها بنوافل تقويها، وراقب تحقق أثرها في نفسك وحياتك، وهل حصلت منها ذكر ربك وقلت لحظات غفلتك، فقد قال رب العزة { أقم الصلاة لذكري } وهل تحجزك صلاتك عن محارم الله؟ ذلك أن طبيعتها أنها { تنهى عن الفحشاء والمنكر } وقل مثل هذا في الصيام والزكاة والحج، وتساءل عن نصيبك في زمرة من قال فيهم الله عز وجل: { اذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار } .
وهل لك نصيب من ذكر الله وخصوصا في الأحوال التي تمر بك في الطعام والنوم والاستيقاظ والدخول والخروج والركوب والسفر والسوق واللباس..وغيرها مما أرشدك إليه نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام؟ وهل لك من زاد مع الأمر الإلهي اليومي المتمثل في القرآن الكريم ، يذكرك ويعلمك ويزكيك ويرفع همتك ويؤهلك لتكون من أبناء الآخرة وأنت بعد تزاحم أهل الدنيا فيما معهم من الخير؟
وأنت بحاجة قبل ذلك كله إلى تعبئة شاملة للنظر في استرداد بعض أوقاتك الضائعة فيما لا يفيد دنياك ولا آخرتك، وتنظيم ما بقي من زمان عمرك الذي يمضي سراعاً..
وإذا كان لك نصيب مما سبق وخصوصا في الفرائض الفردية، ومع ذلك تجد خللا في علاقتك مع إخوانك في العمل الإسلامي، يسجلون عليك الغياب المستمر، وبخلك بواجبك المالي الذي قبلت به أول مرة معهم، وخذلانهم في محطات يفترض أن تكون فيها عونهم وسندهم، فراجع بصدق قناعاتك بالعمل الجماعي، وأين تضعه في ميزانك وفي مثل زماننا، حيث تعاظم أمر الباطل المنظم، فلربما لم يعد عندك غير نافلة ترى وجودك فيه كعدمه. أو قد أوتيت من تلبيس إبليس الذي يريد إشغالك بالعمل المفضول عن العمل العظيم الذي تحصل به الجبال الشامخات من الحسنات، ويريدك أن تقعد مع القاعدين، وتتخلف عن الطليعة في المقاومة المدنية للفساد والمفسدين، وتكتفي بدعوى الصلاح والدوران حول الذات، دون اقتحام عقبة الإصلاح..
وكما هو طريق تجديد الإيمان مفتوح بينك وبين ربك ما لم تباغتك الوفاة، كذلك سبيل تجديد عهدك والتزامك مع إخوانك في الحركة بالإسلام وفي أمور التربية والدعوة والتكوين، ينتظرون استئناف نشاطك وشحذ همتك والبحث سويا عن شركاء لحمل الرسالة والعبء الثقيل،لإعداد وتأهيل صالحين مصلحين، وإقامة الدين في أبعاده الفردية والجماعية والمساهمة في التأسيس لنهضة إسلامية راشدة تخرج الناس من حياة الضنك والغفلة والتكاثر غير الرشيد والظلم، إلى الحياة الطيبة الكريمة العادلة السعيدة، حتى تكون خير مزرعة ومقدمة لما هو أسعد وأطيب وأدوم.
وإننا نجد في ديننا ارتباطا وثيقا بين الإيمان ومقتضياته من العمل والالتزام، كلما قوي معناه في القلوب قوي نشاطنا في الخير، وحماسنا في الطاعات وإحساسنا بالمسؤوليات والالتزامات والعهود والمواثيق، وكلما ضعفت تلك المعاني دب الضعف في ذلك كله، وثقل على النفس ما كانت تستعذبه وتفرح له وترتاح إليه.
والعجيب أن الرجوع إلى سالف عهد النشاط والحيوية والالتزام، ليس له من سبيل بعد تجديد الشوق إلى مرضاة الله وطلب سعادة الدنيا والآخرة والفوز بنعيم الجنة والنجاة من النار وغضب الرحمان، بغير تلك الأعمال التي تستثقلها النفس وتبحث عن سبل التملص منها، إنها طريق إقامة الفرائض واجتناب الكبائر والاجتهاد في النوافل وفضائل الأعمال والتنزه عن الشبهات والمكروهات..
وإذا كنت صادقا في البحث عن قوة الإيمان، فلا تخادع نفسك في البحث عن سبيل آخر غير ما رسمه لك الخالق عز وجل، فهو الذي خلق ويعلم ما خلق، وإن كان ربك علمك شيئا عن جانبك الطيني فقد أخفى عنك أمر الروح ، وعلمك أن تقول: { قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } حتى تسلم له في وصف دوائها وغذائها وما يقويها ويسعدها أو يضعفها ويشقيها.
فعلمك أن التفكير في ملكوت الله وخلقه -ومن ذلك نفسك التي بين جنبيك- فريضة يقوى بها إيمانك ويقينك، وأن توحيدك ربك يحفظ عليك أعمالك الصالحة فلا تضيع منك، وأن محراب العبادة سبيل الغذاء السليم لروحك، نوعه لك الله كما نوع طعامك وشرابك حتى لا تمل ولا تسأم، ووزعه لك بحسب الحاجة التي يعلمها، وجعل من ذلك ما هو على سبيل الإلزام حتى تستقيم آدميتك، وما هو على سبيل الاختيار حتى تتنافس مع غيرك على مراتب الكمال، وجعل نصيبك من التقوى على قدر ما معك من تعظيم شعائر الله: { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } .
فإذا شعرت باهتزاز في معاملاتك وتساهلك في حدود الله، وإخلالك بعهودك والتزاماتك المشروعة مع أسرتك وحركتك وغيرهما، وأحسست بفتور همتك في الدعوة وضعف حماسك لفريضة الإصلاح والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمساهمة في إقامة الدين، فبادر لإقامة الصلاة حق إقامتها ظاهرا وباطنا، وتعظيم أوقاتها والاهتمام بسنة الجماعة فيها، وإحاطتها بنوافل تقويها، وراقب تحقق أثرها في نفسك وحياتك، وهل حصلت منها ذكر ربك وقلت لحظات غفلتك، فقد قال رب العزة { أقم الصلاة لذكري } وهل تحجزك صلاتك عن محارم الله؟ ذلك أن طبيعتها أنها { تنهى عن الفحشاء والمنكر } وقل مثل هذا في الصيام والزكاة والحج، وتساءل عن نصيبك في زمرة من قال فيهم الله عز وجل: { اذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار } .
وهل لك نصيب من ذكر الله وخصوصا في الأحوال التي تمر بك في الطعام والنوم والاستيقاظ والدخول والخروج والركوب والسفر والسوق واللباس..وغيرها مما أرشدك إليه نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام؟ وهل لك من زاد مع الأمر الإلهي اليومي المتمثل في القرآن الكريم ، يذكرك ويعلمك ويزكيك ويرفع همتك ويؤهلك لتكون من أبناء الآخرة وأنت بعد تزاحم أهل الدنيا فيما معهم من الخير؟
وأنت بحاجة قبل ذلك كله إلى تعبئة شاملة للنظر في استرداد بعض أوقاتك الضائعة فيما لا يفيد دنياك ولا آخرتك، وتنظيم ما بقي من زمان عمرك الذي يمضي سراعاً..
وإذا كان لك نصيب مما سبق وخصوصا في الفرائض الفردية، ومع ذلك تجد خللا في علاقتك مع إخوانك في العمل الإسلامي، يسجلون عليك الغياب المستمر، وبخلك بواجبك المالي الذي قبلت به أول مرة معهم، وخذلانهم في محطات يفترض أن تكون فيها عونهم وسندهم، فراجع بصدق قناعاتك بالعمل الجماعي، وأين تضعه في ميزانك وفي مثل زماننا، حيث تعاظم أمر الباطل المنظم، فلربما لم يعد عندك غير نافلة ترى وجودك فيه كعدمه. أو قد أوتيت من تلبيس إبليس الذي يريد إشغالك بالعمل المفضول عن العمل العظيم الذي تحصل به الجبال الشامخات من الحسنات، ويريدك أن تقعد مع القاعدين، وتتخلف عن الطليعة في المقاومة المدنية للفساد والمفسدين، وتكتفي بدعوى الصلاح والدوران حول الذات، دون اقتحام عقبة الإصلاح..
وكما هو طريق تجديد الإيمان مفتوح بينك وبين ربك ما لم تباغتك الوفاة، كذلك سبيل تجديد عهدك والتزامك مع إخوانك في الحركة بالإسلام وفي أمور التربية والدعوة والتكوين، ينتظرون استئناف نشاطك وشحذ همتك والبحث سويا عن شركاء لحمل الرسالة والعبء الثقيل،لإعداد وتأهيل صالحين مصلحين، وإقامة الدين في أبعاده الفردية والجماعية والمساهمة في التأسيس لنهضة إسلامية راشدة تخرج الناس من حياة الضنك والغفلة والتكاثر غير الرشيد والظلم، إلى الحياة الطيبة الكريمة العادلة السعيدة، حتى تكون خير مزرعة ومقدمة لما هو أسعد وأطيب وأدوم.