بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول من احدي المنتديات كان تحت عنوان ( بدعة الاحتفال بالمولد ) وكان رد احد الاعضاء بالتعقيب علي من انكر الاحتفال بالمولد ..
مثل هؤلاء كيف الرد عليهم واقناعهم بأن الاحتفال بالمولد بدعه لم تكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
اقرؤوا بتمعن وافتوني جزاكم الله خيرا
تعقيب علي من أنكر المولد نقول أن التمسك بظاهر الحديث وقد ورد بروايات مختلفة وهو من رواية مسلم وقد ورد بالنص الآتي : ( حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ ) والحديث بروايته الثانية جاء بالنص الآتي (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالَا أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ { وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ فَقَالَ الْعِرْبَاضُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) وفي سنن النسائي جاء كالآتي (أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلَيَّ وَأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ) وفي سنن الدرامي (أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ حدثني خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةَ الْفَجْرِ ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. فَقَالَ :« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً ، فَعَلَيْكُمْ بسنتي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمُحْدَثَاتِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ». وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً :« وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ » .
فالأخذ بظاهر النص يؤدي إلي إشكالات عديدة .لأن هنالك أمورا كثيرة قد حدثت بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام وأولها صلاة التراويح والاجتماع عليها في المساجد واعتراف عمر بن الخطاب (رضي اللهعنه ) بأنها بدعـه وقوله نعمة البدعة هذه ... ثم حدث بعد ذلك تدوين الحديث , ثم تفسير القران , ثم تدوين المسائل الفقهية المأخوذة عن الرأي المحـض , ثــم تدوين ما يتعلق بأعمال القلوب . فإما تدوين الحديث فقد أنكره عمر بن الخطاب وأبو موسي الأشعري وطائفة أخري , ورخـص فيه آخرون . وأما التفسير فقد أنكره أيضا جماعة , وإما تدوين المسائل الفقهية العقلية فقد أنكرها الإمام أحمد وطائفة , كذلك اشتد إنكار أحمد على تدوين ما يتعلق بأعمال القلوب , وقد نقل هذا كله ابن حجر في الفتح باب الاعتصام بالسنة . وقد استحدثت زخرفت المساجد رغم النهي الصريح بنص الحديث ( وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ كَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ أَكِنَّ النَّاسَ مِنْ الْمَطَرِ وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ النَّاسَ وَقَالَ أَنَسٌ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى )
فمن أنكر الاحتفال بمولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عليه أن ينكر كــل ذلك لأنه أحدث بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عملا بعموم الحديث كل بدعه ضلاله .
والحديث نفسه الذي يحتج به في بدعية المولد فيه هنالك أراء فيه من حيث سنده لأن الحديث من رواية مسلم عن جابر بن عبد اللـه وفيه محمد بن المثني مختلف فيه من قبل حفظه .وفيه عبد الوهاب بن عبد المجيد قال أبو حاتم مجهول وقال العقيـلي وعقبه بن مكرم وأبو داوود والقطان وأبن معين أنه تغيّر آخره .. أما رواية أبي داود والدرامي وابن ماجة واحمد والترمذي عن العرباض بن سارية وفيه ثور بن يزيد وكان قدريا ونفاه أهل حمص , قال أحمد وتكلم فيه الأوزاعي وسفيـان وابن رواد يعـني نفسه مبتدع . ولهذا عدّلوا عن ظاهره , ومنهم الشافعي فقد قال البدعة بدعتان .بدعه محمودة وأخـري مذمومة فكل ما وافق السنة فهــو محمود وكل ما خالفها فهو مذموم .نقله عن ابن حجر في الفتح .
وعليه فالمولد لم يخــالف سنه بل مضاهاة النصارى باحتفالهم بمولد المسيح وترغيب الناس في محبه النبي (ص) ولاشك أن ذلك يوافق السنة لاشتماله علي قرأة شمائل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علــي الناس والاجتماع عليه وقد استحسنه ابن تيميه مع بعض الضوابط وكذا ابن حـــجر والسيوطي وغيرهم .فاستحسنـه عامه المتصوفة ..
وأنا أقول لما كان الاحتفال بمولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوع من الفرح فإننا مأمورون به فقد أمرنا الله في كتابه العزيز حين قال سبحانه وتعالي {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58 . ومما لاشك فيه عند كافة المؤمنين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الرحمة لقوله تعالي {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 .
كما أن العلماء يقولون أن المنع لا يكون إلا بأمر من الشارع الحكيم وقد جاء في الأثر ( ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسي شيئا وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً )
وقد جاء أيضا ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تتعدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) وهذه من قواعد علم الأصول
ولا يعقل أن يحمل المنع من الاحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم علي أمور ظنية وذلك لأن الظن لا يقوم به حكم كما ذهب إلي ذلك ابن حزم والذي يري أن كل حكم بتهمة أو احتياط لم يستيقن أمره أو بشي خوف ذريعة إلي ما لم يكن بعد فقد حكم بالظن وإذا حكم بالظن فقد حكم بالكذب والباطل وهذا ما لا يحل وهو حكم بالهوى وتجنب للحق ...
فيا أخي لو كان عندك دليل بمنع الاحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم بشرط أن يكون قطعي الدلالة ولا يقوم علي التأويل فدلنا عليه هدانا الله وإياك إلي طريق الحق والصراط المستقيم ... واستغفر الله إن أخطأت فيما قلت فهو الغفور الرحيم وصلي الله علي حبيبي وقرة عيني محمد الذي احتفلت الملائكة بمولده !!!!
افتوووووووووني ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول من احدي المنتديات كان تحت عنوان ( بدعة الاحتفال بالمولد ) وكان رد احد الاعضاء بالتعقيب علي من انكر الاحتفال بالمولد ..
مثل هؤلاء كيف الرد عليهم واقناعهم بأن الاحتفال بالمولد بدعه لم تكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
اقرؤوا بتمعن وافتوني جزاكم الله خيرا
تعقيب علي من أنكر المولد نقول أن التمسك بظاهر الحديث وقد ورد بروايات مختلفة وهو من رواية مسلم وقد ورد بالنص الآتي : ( حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ ) والحديث بروايته الثانية جاء بالنص الآتي (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالَا أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ { وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ فَقَالَ الْعِرْبَاضُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) وفي سنن النسائي جاء كالآتي (أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلَيَّ وَأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ) وفي سنن الدرامي (أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ حدثني خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةَ الْفَجْرِ ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. فَقَالَ :« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً ، فَعَلَيْكُمْ بسنتي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمُحْدَثَاتِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ». وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً :« وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ » .
فالأخذ بظاهر النص يؤدي إلي إشكالات عديدة .لأن هنالك أمورا كثيرة قد حدثت بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام وأولها صلاة التراويح والاجتماع عليها في المساجد واعتراف عمر بن الخطاب (رضي اللهعنه ) بأنها بدعـه وقوله نعمة البدعة هذه ... ثم حدث بعد ذلك تدوين الحديث , ثم تفسير القران , ثم تدوين المسائل الفقهية المأخوذة عن الرأي المحـض , ثــم تدوين ما يتعلق بأعمال القلوب . فإما تدوين الحديث فقد أنكره عمر بن الخطاب وأبو موسي الأشعري وطائفة أخري , ورخـص فيه آخرون . وأما التفسير فقد أنكره أيضا جماعة , وإما تدوين المسائل الفقهية العقلية فقد أنكرها الإمام أحمد وطائفة , كذلك اشتد إنكار أحمد على تدوين ما يتعلق بأعمال القلوب , وقد نقل هذا كله ابن حجر في الفتح باب الاعتصام بالسنة . وقد استحدثت زخرفت المساجد رغم النهي الصريح بنص الحديث ( وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ كَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ أَكِنَّ النَّاسَ مِنْ الْمَطَرِ وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ النَّاسَ وَقَالَ أَنَسٌ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى )
فمن أنكر الاحتفال بمولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عليه أن ينكر كــل ذلك لأنه أحدث بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عملا بعموم الحديث كل بدعه ضلاله .
والحديث نفسه الذي يحتج به في بدعية المولد فيه هنالك أراء فيه من حيث سنده لأن الحديث من رواية مسلم عن جابر بن عبد اللـه وفيه محمد بن المثني مختلف فيه من قبل حفظه .وفيه عبد الوهاب بن عبد المجيد قال أبو حاتم مجهول وقال العقيـلي وعقبه بن مكرم وأبو داوود والقطان وأبن معين أنه تغيّر آخره .. أما رواية أبي داود والدرامي وابن ماجة واحمد والترمذي عن العرباض بن سارية وفيه ثور بن يزيد وكان قدريا ونفاه أهل حمص , قال أحمد وتكلم فيه الأوزاعي وسفيـان وابن رواد يعـني نفسه مبتدع . ولهذا عدّلوا عن ظاهره , ومنهم الشافعي فقد قال البدعة بدعتان .بدعه محمودة وأخـري مذمومة فكل ما وافق السنة فهــو محمود وكل ما خالفها فهو مذموم .نقله عن ابن حجر في الفتح .
وعليه فالمولد لم يخــالف سنه بل مضاهاة النصارى باحتفالهم بمولد المسيح وترغيب الناس في محبه النبي (ص) ولاشك أن ذلك يوافق السنة لاشتماله علي قرأة شمائل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علــي الناس والاجتماع عليه وقد استحسنه ابن تيميه مع بعض الضوابط وكذا ابن حـــجر والسيوطي وغيرهم .فاستحسنـه عامه المتصوفة ..
وأنا أقول لما كان الاحتفال بمولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوع من الفرح فإننا مأمورون به فقد أمرنا الله في كتابه العزيز حين قال سبحانه وتعالي {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58 . ومما لاشك فيه عند كافة المؤمنين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الرحمة لقوله تعالي {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 .
كما أن العلماء يقولون أن المنع لا يكون إلا بأمر من الشارع الحكيم وقد جاء في الأثر ( ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسي شيئا وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً )
وقد جاء أيضا ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تتعدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) وهذه من قواعد علم الأصول
ولا يعقل أن يحمل المنع من الاحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم علي أمور ظنية وذلك لأن الظن لا يقوم به حكم كما ذهب إلي ذلك ابن حزم والذي يري أن كل حكم بتهمة أو احتياط لم يستيقن أمره أو بشي خوف ذريعة إلي ما لم يكن بعد فقد حكم بالظن وإذا حكم بالظن فقد حكم بالكذب والباطل وهذا ما لا يحل وهو حكم بالهوى وتجنب للحق ...
فيا أخي لو كان عندك دليل بمنع الاحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم بشرط أن يكون قطعي الدلالة ولا يقوم علي التأويل فدلنا عليه هدانا الله وإياك إلي طريق الحق والصراط المستقيم ... واستغفر الله إن أخطأت فيما قلت فهو الغفور الرحيم وصلي الله علي حبيبي وقرة عيني محمد الذي احتفلت الملائكة بمولده !!!!
افتوووووووووني ...